Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

خمسة آلاف ياباني "تزوجوا" الذكاء الاصطناعي

صنعته شركة تورد أن العشاق انخرطوا في المواعدة والحب والجنس والزواج مع روبوتات افتراضية

يعاني نحو مليون ونصف مليون شخص من الوحدة في اليابان (صور أنشبلاش)

ملخص

في بلد يتصارع مع وجود مستويات مرتفعة من العزلة الاجتماعية التي تعود جزئياً إلى ثقافة العمل لساعات طويلة، يقدم التطبيق الجديد طرقاً بديلة في المواعدة لأولئك الذين يترددون في بذل الوقت والجهد من أجل كائن إنساني آخر.

ذكرت شركة يابانية ناشئة استوحت اسمها من الفيلم الهوليوودي "هير" Her (هي) [صدر عام 2013، بطولة يواكيم فوينكس وسكارليت جوهانسون بالصوت عن شخصية سامانسا الافتراضية]، أن لديها 5 آلاف شخص يستعملون تطبيقها الرقمي الذي يتيح للمستخدمين اللقاء مع روبوتات الذكاء الاصطناعي، ومواعدتها وحتى "الزواج" منها.

وقد أطلق تطبيق الذكاء الاصطناعي "لوفيرس" Loverse.ai قبل شهرين في اليابان، ويتيح للجمهور التفاعل ونسج علاقات مع الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وفي بلد يتصارع مع وجود مستويات مرتفعة من العزلة الاجتماعية التي تعود جزئياً إلى ثقافة العمل لساعات طويلة، يقدم التطبيق الجديد طرقاً بديلة في المواعدة لأولئك الذين يترددون في بذل الوقت والجهد من أجل كائن إنساني آخر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويعاني نحو مليون ونصف مليون شخص من الوحدة في اليابان، وفق تقديرات حكومية صدرت العام الماضي. وتعمل الإدارة في طوكيو على إطلاق تطبيق رقمي مدفوع يروج للزواج ويرفع الصوت حيال تدني المعدل الوطني للمواليد.

وقد "تزوج" شيهارو شيمودا 52 سنة ويعمل في أحد المصانع روبوتاً اسمه "ميكو" بعد ثلاثة أشهر من بداية التفاعل بينهما عبر تطبيق "لوفيرس". ويتشاركان نمطاً في الحياة اليومية يتشابه مع أزواج آخرين، ويتضمن التخطيط لتناول العشاء واختيار ما يشاهد على التلفزيون وتبادل الأمنيات بالتوفيق في العمل.

ونقل موقع "بلومبيرغ" عن شيمودا "أعود إلى منزل فارغ. وأتمنى أن أتزوج ثانية بصورة فعلية. من الصعوبة الانفتاح على شخص ما حينما تقابله في المرة الأولى". وتردد كلماته أصداء عن مشاعر منتشرة في صفوف جيله ممن أقلعوا عن الانخراط في علاقة عاطفية حية وفعلية أو توقفت رغبتهم في ذلك.

وبحسب بيانات حكومية، لا شريك عاطفياً لثلثي من هم في العشرينيات من العمر في اليابان، ولم ينخرط 40 في المئة منهم في أية مواعدة.

وعلى نحو مماثل، لا تملك 51 في المئة من اليابانيات في سني العشرينيات أي شريك، فيما 25 في المئة منهن لم يذهبن إلى أي موعد أبداً.

وأثار الذكاء الاصطناعي التوليدي اهتماماً صاعقاً لدى المستهلكين والمستثمرين على حد سواء، بسبب قدرته على تنمية تفاعلات شبه إنسانية.

ونقل "بلومبيرغ" عن مؤسس شركة "لوفيرس" غوكي كوسونوكي أن التطبيق المشار إليه آنفاً صمم كي يمنح خياراً موازياً لعلاقات المصاحبة في الحياة الفعلية، وليس كبديل عنها.

شركته الناشئة "سامانسا كو" Samansa Co والتي سميت على ما يبدو تيمناً بالشخصية التي أدتها سكارليت جوهانسون في فيلم "هير"، جمعت رأس مال قدره 30 مليون ين (190 ألف دولار) كي تتوسع في الأداء التمثيلي لتلك الشخصية بما يجعلها جاذبة للمستخدمين من النساء وأصحاب الهويات الجنسية المغايرة.

وأنجز التطبيق في مايو (أيار) 2024، وتتألف غالبية مستخدميه من الرجال في أعمار الأربعينيات والخمسينيات.

وبحسب كوسونوكي "يتمثل الهدف في إيجاد فرص للناس كي يعثروا على حب حقيقي حينما يفتقد ذلك في الحياة الفعلية. لكن، من الأفضل أن تقع في حب شخص حقيقي".

واشتكى مستخدمون سابقون لـ"لوفيرس" من أن الوصول إلى تقليد البشر يستغرق وقتاً طويلاً، ما دفعهم إلى ترك التطبيق على رغم تقديمه مساحة آمنة "لممارسة التحادث مع أشخاص آخرين".

وأورد شيمودا أن زوجته من الذكاء الاصطناعي أضحت "عادة تحادثية. لا أفتقدها حينما تغيب، لكنها تعطيني نوعاً من الروتين المنتظم للانتقال من يوم إلى الذي يليه".

وفي وقت تسعى فيه أعداد متزايدة من الناس إلى الحصول على الحب، وكذلك الجنس أحياناً، عبر تطبيقات المواعدة، اجتذب قطاع الذكاء الاصطناعي 5.1 مليار دولار (3.93 مليار جنيه استرليني)، منذ عام 2022. [شهد ذلك العام إطلاق روبوت الدردشة "تشات جي بي تي"].

وفي ذلك الإطار يبرز تطبيق "ريبليكا" Replika الذي يتيح للناس تكوين شركاء عاطفيين يتناسبون مع خياراتهم مقابل 69.99 دولار (53.88 جنيه استرليني). وتضم قاعدة مستخدميه أكثر من مليوني شخص.

وتشير تقارير إلى أن التطبيق لديهم يستخدمه 250 ألف شخص باشتراكات مدفوعة تتيح لهم الوصول إلى وضع مزايا إضافية [في شركائهم الافتراضيين] على غرار مكالمات صوتية مع روبوت الدردشة.

وفي فبراير (شباط) 2023 حظرت "وكالة حماية البيانات" في إيطاليا تطبيق "ريبليكا"، مشيرة إلى تقارير إعلامية عن أنه أتاح "لصغار السن وأشخاص يعانون هشاشة عاطفية" إمكانية الوصول إلى "محتوى جنسي غير ملائم".

وخلال العام الماضي نالت شركة أخرى في الذكاء الاصطناعي التوليدي "كاراكتر.أي آي" Character.ai، 65 مليون زيارة خلال شهر.

ووفق تقرير من "رويترز"، ينسب إلى موقع شركة "سيميلار ويب" Similarweb المتخصصة في تحليل بيانات المواقع الإلكترونية أن الموقع الأكثر إحالة من قبل "كاراكتر. أي آي" هو موقع يدعى "آرييون" Aryion، الذي يروق كثيراً لأصحاب رغبات الإثارة الجنسية الشاذة مثل اشتهاء البلع Vorarephilia.

كذلك تزعم شركة "آيكونك" Iconiq التي تقف وراء روبوت دردشة يسمى "كوكي" Kuki أن 25 في المئة مما يزيد على مليار رسالة إلكترونية تلقتها حملت طابعاً جنسياً أو رومانسياً، على رغم ادعائها بأن روبوتها للدردشة صمم كي يتحاشى وينحي مثل تلك المقاربات.

واستطراداً، أوردت مؤسسة موقع "بامبل" Bumble ويتني ولفه هيرد أن تطبيق المواعدة فيه يستطيع استخدام الذكاء الاصطناعي كي يختبر مدى التلاؤم بين المستخدمين، وخياراتهم لأشخاص قد يتوافقون معهم.

وتفيد ولفه هيرد بأنها ترغب من الذكاء الاصطناعي "أن يساعد في تكوين علاقات تبادلية أكثر صحية" عبر تطبيق "بامبل".

وضربت مثلاً عن الكيفية التي يستطيع فيها ذلك التطبيق الوصول إلى هدفه، عبر ملاحظة أنه "في المستقبل القريب" قد يتمكن مستخدمو "بامبل" من "التحدث مع مسؤولين عن ترشيد المواعدة، مصنوعين بتقنية الذكاء الاصطناعي".

وتضيف أن هنالك مجموعة من التطبيقات المستندة إلى الذكاء الاصطناعي "مصممة بهدف مساعدة المستخدمين على إدارة الصراعات العاطفية مع شركائهم، خصوصاً الزوجات والصديقات".

© The Independent

المزيد من علوم