Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بلينكن: مفاوضات وقف النار في غزة تقترب من "خط النهاية"

إسرائيل تقصف القطاع جواً وبالدبابات والقتال يحتدم في رفح

ملخص

الجيش الإسرائيلي يشير إلى "دلائل متزايدة" على مقتل محمد الضيف

اعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الجمعة أن المفاوضات حول وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس" تقترب من "خط النهاية".

وقال بلينكن خلال منتدى في كولورادو (غرب) "أعتقد أننا على بعد بضعة أمتار وأننا نتجه إلى خط النهاية للحصول على اتفاق يؤدي إلى وقف لإطلاق النار ويعيد الرهائن إلى ديارهم ويضعنا على سكة أفضل في محاولة لبناء سلام واستقرار دائمين".

وأضاف "ثمة مسائل لا تزال تتطلب حلاً (مسائل) برسم التفاوض، وهذا بالضبط ما نقوم به"، مذكراً بأن كلاً من إسرائيل و"حماس" وافق على الاتفاق الإطار الذي عرضه الرئيس الأميركي جو بايدن قبل أسابيع عدة.

وأشار بلينكن إلى أن "القضية راهناً تتمثل في القدرة على إنهاء المفاوضات حول عدد من النقاط الحساسة التي لم تصادق عليها حماس بعد".

وبعد أكثر من تسعة أشهر من الحرب في قطاع غزة المدمر لا تزال المفاوضات في شأن وقف إطلاق النار متعثرة.

وأوضح وزير الخارجية الأميركي أن "بلوغ خط النهاية" بالنسبة إلى وقف النار "ليس كافياً"، مشدداً على ضرورة بلورة "خطة واضحة لمرحلة ما بعد الحرب بهدف تجنب السقوط في الفوضى".

جوا وبالدبابات

قصفت القوات الإسرائيلية مناطق في وسط غزة اليوم الجمعة مما أسفر عن مقتل ثمانية فلسطينيين في الأقل بمخيم النصيرات، بينما احتدم القتال ضد مقاتلي حركة "حماس" في مدينة رفح جنوب القطاع حيث أفاد مسؤولون طبيون بمقتل خمسة آخرين.

ومع دخول الحرب شهرها الـ10 كثفت إسرائيل عمليات القصف جواً وبالدبابات على وسط غزة خلال الأسبوع الماضي مما أدى إلى مقتل العشرات. وقال سكان إن الجيش الإسرائيلي قصف عشرات المنازل هناك خلال الأيام الثلاثة الماضية.

وقال مسؤولون بالقطاع الطبي الفلسطيني إن ثمانية أشخاص قتلوا في ضربتين جويتين إسرائيليتين منفصلتين على منزلين في النصيرات، في وقت سابق من اليوم.

وذكر سكان أنهم سمعوا اشتباكات عنيفة بالأسلحة النارية اليوم في وسط وغرب رفح. وتقول إسرائيل إنها تهدف إلى تفكيك آخر كتائب الجناح المسلح لحركة "حماس" بالمدينة.

وقال مسعفون إن خمسة أشخاص قتلوا في القصف الإسرائيلي ونقلت جثثهم إلى مستشفى ناصر بمدينة خان يونس القريبة.

وأفاد سكان بأن المواصي وهي منطقة مخصصة للأغراض الإنسانية كان الجيش الإسرائيلي يحث النازحين الفلسطينيين على التوجه إليها أصبحت غير آمنة، بسبب الهجمات الإسرائيلية القاتلة.

عدد القتلى يتصاعد

وتؤوي المواصي الواقعة على الأطراف الغربية لمدينة خان يونس مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين فروا إليها، بعد أن أعلنت إسرائيل أنها منطقة آمنة.

وقالت إسرائيل إن الهجمات "استندت إلى معلومات استخباراتية" واستهدفت قيادات من المسلحين بعد اتخاذ خطوات لضمان عدم إلحاق الأذى بالمدنيين وهو ادعاء يصفه الفلسطينيون بالكذب.

وفاجأ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو القوات الإسرائيلية في المنطقة المحيطة برفح بزيارته، وأخبرهم بأن الضغط العسكري الذي يقترن بالمطالبة بإعادة 120 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة يحقق نتائج.

ومن المقرر أن يلقي نتنياهو كلمة أمام الكونغرس الأميركي خلال الأسبوع المقبل.

 

وجاء في بيان صادر عن مكتبه أنه قال "هذا الضغط المزدوج لا يؤخر اتفاق (وقف إطلاق النار) بل يدفعه قدماً".

وفشلت حتى الآن جهود لوقف إطلاق النار بوساطة قطر ومصر وبدعم من الولايات المتحدة بسبب خلافات بين الأطراف المتحاربة، التي تتبادل الاتهامات بالمسؤولية عن المأزق.

"دلائل متزايدة" على مقتل الضيف

من ناحية أخرى، قال الجيش الإسرائيلي اليوم إن هناك "دلائل متزايدة" على أن غارة جوية في غزة أدت إلى مقتل القائد العسكري لحركة "حماس" محمد الضيف.

وصرح المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري في مؤتمر صحافي "هناك دلائل متزايدة تشير ضمناً إلى النجاح في القضاء على (محمد) الضيف".

وكانت إسرائيل أعلنت أن الغارة التي نفذتها خلال الـ13 من يوليو (تموز) الجاري قتلت رافع سلامة قائد لواء خان يونس التابع لـ"كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس".

ومن جهته قال مسؤول في "حماس" إن "القائد محمد الضيف بخير ويشرف مباشرة على عمليات ’القسام‘ والمقاومة" بعد الغارة.

لكن هاغاري قال إن سلامة والضيف "كانا يجلسان الواحد إلى جانب الآخر وقت الغارة"، مضيفاً أن "حماس" "تخفي ما حدث" للثاني.

وتابع المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي "سنكتشف ذلك ونؤكده ونكشف عنه".

وأظهر مقطع فيديو للهجوم سحابة دخان تتصاعد فوق شارع مزدحم. وخلف الانفجار حفرة كبيرة تناثر فيها حطام خيام ومبنى مدمر.

وقال خبيران في الأسلحة لوكالة الصحافة الفرنسية إن قطعة الذخيرة التي شوهدت في مقطع فيديو يصور موقع الانفجار ومتداول عبر الإنترنت كانت عبارة عن زعنفة ذيل من نظام "جدام" أو "ذخائر الهجوم المباشر المشترك"، وهي أميركية الصنع وتحول القنابل غير الموجهة القديمة الطراز إلى ذخيرة دقيقة التوجيه. ولم تتمكن الوكالة من التحقق بصورة مستقلة من الفيديو.

ورجح تريفور بول وهو فني سابق في التخلص من الذخائر المتفجرة بالجيش الأميركي أن الصاروخ الذي استخدم يبلغ وزنه 1000 أو 2000 رطل (450 أو 900 كيلوغرام).

وقالت إسرائيل إن الضيف وسلامة هما من "العقول المدبرة" لهجمات السابع من أكتوبر (تشرين الأول) التي نفذتها "حماس" وأدت إلى حرب غزة.

تحذير أممي

قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان اليوم الجمعة إن "الفوضى" تنتشر في قطاع غزة مع تفشي أعمال النهب والقتل خارج نطاق القانون وإطلاق النار، في وقت يواجه فيه السكان أزمة إنسانية حادة.

وقال مدير مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة أجيث سونغاي إن القتل خارج نطاق القانون والنهب في غياب إنفاذ القانون مرتبطان "بتفكيك إسرائيل للقدرة المحلية على الحفاظ على النظام العام والأمن في غزة"، وأضاف سونغاي، الذي عاد من زيارة لغزة أمس الخميس، "وثق مكتبنا ما يتردد عن عمليات قتل خارج نطاق القانون لأفراد من الشرطة المحلية والعاملين في المجال الإنساني، وعن منع الإمدادات التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياة، الفوضى تنتشر".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تعهدت إسرائيل بالقضاء على "حماس" بعد هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة، وفقاً لإحصاءات إسرائيلية.

وتقول السلطات الصحية في غزة إن ما لا يقل عن 38848 فلسطينياً قتلوا في الحملة العسكرية الإسرائيلية على القطاع منذ ذلك الحين، وقال المتحدث باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان جيريمي لورانس إن الظروف في القطاع "أدت إلى تفكك نسيج المجتمع في غزة، مما أدى إلى تأليب الناس على بعضهم بعضاً في صراع على البقاء وتمزيق المجتمع".

وأضاف "هناك نهب وقتل خارج نطاق القانون وابتزاز أموال وخلافات عائلية وإطلاق نار عشوائي وقتال على المكان والموارد، ونرى شباباً مسلحين بالعصي يحرسون سواتر".

بريطانيا تستأنف تمويل "أونروا"

قالت حكومة حزب العمال البريطانية الجديدة اليوم الجمعة إنها ستستأنف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، ودعت إسرائيل إلى السماح بتعزيز دخول المساعدات إلى غزة.

وكانت بريطانيا من بين بضع دول أوقفت تمويلها لـ"أونروا" بعد اتهامات من إسرائيل بأن بعض موظفي الوكالة متورطون في هجوم حركة "حماس" الذي أشعل فتيل حرب غزة، وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي أمام البرلمان إنه مطمئن إلى أن الوكالة اتخذت خطوات "لضمان التزامها بأعلى معايير الحيادية"، وأضاف أن الحكومة ستقدم الآن 21 مليون جنيه استرليني (27.1 مليون دولار) في التمويل الجديد.

وأضاف لامي أن سوء التغذية في غزة بلغ الآن حداً جعل الأمهات لا يجدن ما يطعمن به أطفالهن من أثدائهن، وأن معدلات الإسهال أعلى 40 مرة عن المعدلات الطبيعية، كما ظهر مرض شلل الأطفال.

وتابع "المساعدات الإنسانية ضرورة أخلاقية في مواجهة مثل هذه الكارثة، ووكالات الإغاثة هي التي تضمن وصول الدعم البريطاني إلى المدنيين في أرض الواقع، ’أونروا‘ تلعب قطعاً دوراً محورياً في هذه الجهود، ولا تستطيع أية وكالة أخرى تقديم المساعدات بالحجم المطلوب".

واستأنفت دول أخرى، منها اليابان وألمانيا وإيطاليا وأستراليا وكندا، تمويلها للوكالة.

 

وتتهم إسرائيل "أونروا" بالتواطؤ مع "حماس"، قائلة إن الحركة المسلحة منبثة في البنية التحتية للوكالة التابعة للأمم المتحدة، وقالت مراجعة قادتها وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاثرين كولونا ونشرت في أبريل (نيسان) الماضي إن إسرائيل لم تقدم أدلة على اتهامها بأن مئات من موظفي الوكالة أعضاء في جماعات متشددة.

وفي فبراير (شباط) الماضي قال وزير الخارجية البريطاني آنذاك ديفيد كاميرون إنه يريد "ضماناً قاطعاً" بأن "أونروا" لن تستقطب موظفين يرغبون في مهاجمة إسرائيل، وحل لامي محل كاميرون وزيراً للخارجية بعد فوز حزب العمال في الانتخابات التي أجريت في الرابع من يوليو (تموز) الجاري.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط