Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل اقتربت "أكبر فقاعة" في تاريخ الأسواق من الانفجار؟

تحذيرات من "بجعة سوداء" في السوق قد تجعل الأسهم تفقد أكثر من نصف قيمتها

كسب صندوق "يونيفرسا" مليار دولار في يوم واحد مع بداية الأزمة المالية العالمية في 2008 (أ ف ب)

ملخص

يرى المراهنون على الهبوط الكبير أن الأمر هذه المرة أكبر بكثير مما حدث قبل ربع قرن، وحتى أكبر وسيكون أكثر تأثيراً من الأزمة العالمية في 2008

يستخدم مصطلح "البجعة السوداء" للتعبير عن أي حدث نادر ولا يمكن توقعه وفي حال حدوثه يكون تأثيره هائلاً ونكتشف متأخراً أنه كان واضحاً قدومه من قبل. ولأن البجع في الغالب الأعم أبيض اللون، حتى إنه إلى زمن ليس بالبعيد لم يكن يعتقد أن هناك بجعاً أسود حتى اكتشفت واحدة، توصف الحداث الكبرى غير المتوقعة بهذا الوصف.

وأكثر من أعطى تعبير البجعة السوداء انتشاراً هو نسيم طالب أستاذ المالية في كتابه الشهير بهذا العنوان عام 2007، أي قبل انهيار سوق قروض الرهن العقاري والأزمة المالية العالمية في 2008. ويتوقع بعض المستثمرين المعروفين في السوق بوصف "المتشائمين بالهبوط" في المؤشرات بأن الارتفاع المطرد في مؤشرات الأسهم بالأسواق العالمية لعدة أعوام حتى الآن يستدعي حالة "البجعة السوداء" تلك.

في المقابل هناك مستثمرون ومحللون يعرفون بوصف "المتفائلين بالصعود" يرون أن الأسهم ستظل ترتفع كما هي حالها في الأعوام الأخيرة. وحتى مع بعض التراجع التصحيحي يكون المتوسط للمؤشرات الرئيسة سنوياً هو الارتفاع بنسب متفاوتة. إنما في الآونة الأخيرة تعلو أصوات المتشائمين الذين يرون أن السواق المالية تغلي بفقاعة مغالاة في قيمة الأصول غير مسبوقة، بالتالي فإن انفجارها سيكون أكبر من انهيارات سابقة مثل أزمة "دوت كوم" مطلع القرن الحالي أو أزمة قروض الرهن العقاري في 2008 التي أدت إلى "الركود الكبير" في الاقتصاد العالمي.

مؤشرات الانفجار

من بين هؤلاء المعروفين بأنهم يراهنون على الانهيارات في السوق مارك سبيتز ناجل الذي تكسب شركته الاستثمارية "يونيفرسا انفستمنتس" المليارات من كل أزمة انهيار في سوق الأسهم. وفي حوار له مع صحيفة "وول ستريت جورنال" أمس الأول الجمعة توقع أن يستمر منحى الارتفاع الحالي في أسعار الأسهم لفترة لكنه سينتهي بانفجار الفقاعة وانهيار السوق نتيجة عمليات البيع الهائلة فجأة لتخسر الأسهم أكثر من نصف قيمتها، بحسب تعبيره.

يخسر صندوق التحوط الذي يديره مارك سبيتز ناجل طالما الأسواق ترتفع، لكن حادثة واحد "بجعة سوداء" تكسبه المليارات ليعوض كل تلك الخسائر وينتهي به الأمر محققاً أرباحاً. على سبيل الثمال كسب صندوق "يونيفرسا" مليار دولار واحد في يوم واحد مع بداية الأزمة المالية العالمية في 2008. كما حقق مكاسب كبيرة أيضاً في الانهيار السريع والموقت للسوق في 2015 وأيضاً للانهيار المماثل في بداية أزمة وباء كورونا في عام 2020.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من الصعب، إن لم يكن من المستحيل توقع متى يحدث "الانهيار الكبير"، وإلا ما كان يستحق وصف "بجعة سوداء" طبعاً. لكن سبيتز ناجل يقول في حواره مع الصحيفة إن تراجع معدلات التضخم وبدء البنوك المركزية في خفض أسعار الفائدة سيزيد من غليان السوق وكبر حجم الفقاعة. بالتالي سيستمر منحى الارتفاع في المؤشرات الذي بدأ مع "فورة أسهم شركات الذكاء الاصطناعي".

أهم ما يراه مدير صندوق التحوط "يونيفرسا" عاملاً محفزاً في "البيع الكبير" الذي يتوقعه هو الارتفاع الهائل في الدين العام الأميركي الذي يتجاوز 34 تريليون دولار. وفي رأيه أن هذا سيجعل من الصعب على الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي) الأميركي التدخل لتخفيف حدة الوضع في ظل توقعاته بدخول أكبر اقتصاد في العالم في ركود مع نهاية هذا العام.

سيناريوهات مختلفة

ليس سبيتز ناجل الوحيد من بين مديري الاستثمار الذي يتوقع انفجار فقاعة الأسهم أو نهاية فورة الذكاء الاصطناعي. وهناك كثر يشبهون الوضع الحالي بما كان عام 1999 حين بدأ المستثمرون يضخون أموالهم بكثافة في شركات التكنولوجيا والإنترنت حديثة الظهور، لتنفجر فقاعة الإنترنت في عام 2000 وتنهار الأسهم في 2001.

يرى المراهنون على الهبوط الكبير أن الأمر هذه المرة أكبر بكثير مما حدث قبل ربع قرن، وحتى أكبر وسيكون أكثر تأثيراً من الأزمة العالمية في 2008. في المقابل يرى المتفائلون بالصعود أن عمليات التصحيح، عبر انهيارات محدودو وقصيرة الأمد على مدى العقد الأخير منذ عام 2015 كفيلة بأن تسحب بعض الغليان وتفادي الانهيار الكبير.

لذا، نجد أن غالب المتشائمين تركوا مواقعهم في الشركات المالية الكبرى. بل إن البعض يلومهم الآن على أنه لم يشتر أسهم شركة مثل "إن فيديا" وقتها التي تضاعفت قيمة أسهمها. من هؤلاء مثلاً الاستراتيجي في مؤسسة "ميريل لينش" المالية تشارلز كلوف الذي ترك منصبه فيها. كذلك فقد ماركو كولاى نوفيتش وظيفته في البنك الاستثماري الكبير "جيع بي مورغان" لإصراره على توقعاته المتشائمة في شأن الصعود الهائل لأسهم شركات الذكاء الاصطناعي وتقديره أن تلك الفورة هي غليان يشبه ما سبق أزمة "دوت كوم" قبل ربع قرن.

تظل تلك السيناريوهات المتباينة لدى المستثمرين ومديري الصناديق والمحللين من الجانبين مجرد توقعات، ربما تهم أكثر من تحظى الأسهم بحصة أكبر في محافظهم الاستثمارية. لكن المستثمرين من المؤسسات والأفراد الذين لا يقبلون على الأخطار ويحتفظون بمراكزهم لوقت طويل ربما يكون تضررهم أقل في حال شهدت الأسواق حادثة "بجعة سوداء" وتبقى مكاسبهم مضمونة إذا واصلت المؤشرات الارتفاع.

اقرأ المزيد