ملخص
لا يزال "المحافظون" يتخبطون في البحث عن خليفة لرئيس الوزراء البريطاني السابق ريشي سوناك في زعامة الحزب، وآخر المقترحات هو تنصيب قائد موقت إلى حين التوافق على مرشح يجتمع حوله النواب والأعضاء للتصويت عليه قبيل المؤتمر السنوي للمحافظين نهاية سبتمبر المقبل أو حتى بعد ذلك بشهر أو اثنين.
نقلت صحيفة "ذا تلغراف" عن مصادر داخل "المحافظين" البريطاني أن الحزب الخاسر في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، يخطط لاختيار زعيم موقت خلفاً لريشي سوناك، لافتة إلى أن "التوافق على اسم محدد لهذه المرحلة لم يحدد بعد، كما أن لجنة 1922 التي تدير شؤون الحزب لم تحسم أمرها بعد تجاه طريقة التنفيذ".
واستقال سوناك من رئاسة الحكومة بعد الخسارة الكبيرة التي مني بها "المحافظون" قبل أكثر من أسبوعين في الانتخابات العامة، إذ فقد الحزب الأزرق 251 مقعداً من رصيد استحقاق 2019 حتى وصل إلى 121 مشرعاً فقط في مجلس العموم الجديد، في حين فاز "العمال" بأكثرية نيابية مطلقة وصلت إلى 412 نائباً.
تخلى سوناك عن زعامة الحزب أيضاً ولكنه بقي في القيادة إلى حين اختيار خليفة له، ولكن المشكلة أن البديل بالنسبة إلى المحافظين لم يكن جاهزاً، ومعظم نوابه المعروفين خسروا مقاعدهم في الانتخابات الأخيرة مما صعب عملية البحث عن البديل، ودفع بلجنة 1922 إلى التروي في مناقشة الأمر لمصلحة أولويات ومهمات أخرى.
ثمة حاجة لدى الحزب لاستبدال سوناك بأسرع وقت كي يتمكن من إعادة صياغة إستراتيجيته وأداء دور المعارضة في المرحلة الجديدة، إذ إن رئيس الوزراء السابق يمثل برنامجاً لا يمكن التمسك بعناوينه، وفي الوقت ذاته لا يمكن لسوناك نفسه التخلي عنها واستبدال أخرى بها بعدما نادى بها لأشهر قبيل انتخابات 2024.
تشرح المصادر المطلعة للصحيفة البريطانية هذه الإشكالية، وتضيف عليها صعوبة الوصول حتى الآن إلى شخصية توافقية لإدارة المرحلة الموقتة التي لم يحسم الحزب بدايتها ونهايتها بعد، لافتة إلى أن اجتماعاً آخر سيعقد الأسبوع المقبل لوضع النقاط على الحروف كما يقال، وحصر الأسماء المرشحة في قائمة قصيرة جداً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
النائب المحافظ السابق أليكس شالك قال لهيئة الإذاعة البريطانية إن "السياسة فصول" وحزب المحافظين كان من الطبيعي أن يمر بخريف من هذا النوع بعد أخطاء عدة ارتكبت على مدار 14 عاماً، فيما لفت الوزير المحافظ السابق جاستن توملينسون في حديث للهيئة ذاتها، إلى أن "المحافظين" سيعودون إلى السلطة حتماً، ولكنهم يحتاجون إلى ترتيب أوراقهم واختيار قائد مناسب يختصر وقت جلوسهم في المعارضة.
لم تنضج بعد خريطة اختيار الزعيم المناسب للحزب، ووفق عضو لجنة 1922 بوب بلاكمان يحتاج الأمر إلى اجتماع مطول الأسبوع المقبل، وربما يجري اختيار قائد موقت قبل العطلة الصيفية للبرلمان مطلع أغسطس (آب) المقبل، ثم في وقت مبكر من سبتمبر(أيلول) المقبل ينظر في ترشيحات النواب لزعيم دائم وينتقى اثنان منهم فقط قبل التصويت على أحدهما من قبل القاعدة الشعبية للحزب نهاية الشهر ذاته.
بحسب بلاكمان ربما يصوت على زعامة دائمة للحزب قبل المؤتمر السنوي للـ"محافظين" نهاية سبتمبر المقبل، وربما يطول الأمر إلى نوفمبر(تشرين الثاني) أو حتى ديسمبر(كانون الأول) المقبلين، وذلك "يعتمد على توافق النواب وقناعة القاعدة الشعبية للحزب بقدرة المرشح على تحقيق الوحدة وقيادة "المحافظين" نحو النصر في الاستحقاق المقبل".
قائمة المرشحين للقيادة الموقتة بحسب عضو حزب المحافظين سامنثا سونز، ستضم نواباً لا يرغبون بزعامة الحزب ولكنهم يقبلون بتأدية هذه المهمة لفترة زمنية محدودة، وفي حديث إلى "اندبندنت عربية" تقول سونز إن قائمة المرشحين لهذا العمل قد تضم إلى حد كبير وزير الخزانة في حكومة الظل جيرمي هنت أو وزير الداخلية في حكومة الظل جيمس كليفرلي أو نائب رئيس الحكومة السابق النائب أوليفر دودن.
على صعيد المرشحين للزعامة الدائمة، لم تعرف بعد الأسماء التي تسلمتها لجنة 1922 من النواب المحافظين، ولكن ثمة شخصيات تداولتها وسائل الإعلام من قبل مثل وزيرة الداخلية السابقة سويلا برافرمان ووزير شؤون مجلس الوزراء السابق توم توغندهات الذي يدعمه نائبان سابقان معروفان هما ستيف باكر وديمن جرين.