ملخص
إن أحد الأسباب الرئيسة التي تجعل الناس يحتفظون بالخطوط الأرضية هو أنها تميل إلى العمل حتى أثناء انقطاع التيار الكهربائي، وهو أمر إيجابي بصورة كبيرة للأشخاص الذين يتضمن عملهم خدمات الطوارئ أو الرعاية الصحية.
في عصر تهيمن عليه الهواتف الذكية يبدو الهاتف الأرضي كأنه من مخلفات الماضي، لكن هذه النظرة قد تتبدد مع استطلاع أجرته شركة يوجوف مطلع هذا العام عبر 17 مكاناً مختلفاً حول العالم عن استمرار استخدام الهاتف الأرضي في مختلف أنحاء المعمورة.
إذ أفاد واحد من كل خمسة مستهلكين بأنه يمتلك هاتفاً أرضياً ويستخدمه 22 في المئة، وتتحدى هذه الإحصائية فكرة أن الهواتف الأرضية أصبحت قديمة ولا تواكب الحداثة في العصر الرقمي، كما أن هناك 18 في المئة آخرين لديهم خط أرضي لكنهم لا يستخدمونه، مما يشير إلى أنه على رغم تراجع أهمية الهواتف الأرضية فإنها لم تختف.
نسبة الاستخدام حول العالم
تبرز ألمانيا باعتبارها رائدة في استخدام الخطوط الأرضية إذ لا يزال أكثر من نصف سكانها يعتمدون على هذا النمط التقليدي من الاتصالات، بنسبة 55 في المئة، ويتناقض هذا المعدل المرتفع بصورة صارخة مع التحول نحو الاتصالات الرقمية.
وإذا انتقلنا إلى آسيا ففي هونغ كونغ يواصل ثلث سكانها استخدام الهواتف الأرضية بنسبة 32 في المئة، وهي النسبة الأعلى بين الأسواق الآسيوية التي شملها الاستطلاع، كما تظهر الإمارات العربية المتحدة مستوى ملحوظاً من استخدام الهواتف الأرضية إذ لا يزال ثلاثة من كل عشرة مستهلكين يستخدمون هذه الهواتف، وعلى النقيض من ذلك تقدم الهند سيناريو مختلفاً إذ يستخدم 12 في المئة فقط من السكان الهواتف الأرضية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أما في الولايات المتحدة فيبلغ معدل استخدام الهاتف الثابت 19 في المئة وهو ما يشير إلى أنه في حين تهيمن الاتصالات الرقمية، لكن لا تزال نسبة جيدة تتمسك بالهاتف التقليدي. وعلى نحو مماثل في بريطانيا لا يزال ما يقارب ربع السكان، 24 في المئة، يستخدمون الهاتف الثابت.
بينما في بلدان الشمال الأوروبي وبخاصة السويد والنرويج تظهر أدنى معدلات الاستخدام عند 6 في المئة فقط، ويشير هذا الاعتماد الضئيل على الخطوط الأرضية في هذه المناطق إلى ميل قوي نحو تقنيات الاتصالات المحمولة والإنترنت، وعلى سبيل المثال في النرويج والسويد يمتلك تسعة من كل عشرة مستهلكين هاتفاً ذكياً، بنسبة 92 في المئة بالسويد و93 في المئة بالنرويج، بينما يمتلك 5-6 في المئة هاتفاً أرضياً.
ما الذي يجعل الخطوط الأرضية أكثر موثوقية؟
تعمل الهواتف الأرضية على بنية تحتية منفصلة ومبنية من خطوط الهاتف النحاسية التي لا تكلف كثيراً من المال في بنائها وهي موثوقة إلى حد ما، كما أنها لا تعاني عيوب الشبكات الخلوية مثل انقطاع المكالمات أو الجودة الرديئة أو ضعف الاستقبال.
إذ إن أحد الأسباب الرئيسة التي تجعل الناس يحتفظون بالخطوط الأرضية هو أنها تميل إلى العمل حتى أثناء انقطاع التيار الكهربائي، وهو أمر إيجابي بصورة كبيرة للأشخاص الذين يتضمن عملهم خدمات الطوارئ أو الرعاية الصحية.
إضافة إلى أنه يتم بناء أجهزة الفاكس التناظرية حول أنظمة الهاتف الأرضي، مما يعني أن معظم المستشفيات ومكاتب الأطباء والسياسة والقانون، وبعض أنظمة إنذار المنازل والشركات التي تحوي مصاعد وصناديق اتصال أيضاً تعتمد على خدمات الهاتف الأرضي والتي تحتاج إلى الحفاظ على اتصال هاتف أرضي قيد التشغيل.
وقد أبلغ آلاف الأميركيين عن مشكلات في خدمات الهاتف خلال فبراير (شباط) الماضي، وهو ما يراه بعض مثالاً واضحاً لحاجة المستهلكين للوصول إلى الخطوط الأرضية ورقم الطوارئ 911 أثناء حالات الطوارئ أو انقطاع التيار الكهربائي، إذ تسعى شركات الهاتف إلى التخلص التدرجي من خدمات الخطوط الأرضية التقليدية.
مدافعون عن الخطوط الثابتة
وفي هذا السياق قال الرئيس التنفيذي لـNENA رابطة أرقام الطوارئ الوطنية 911 بريان فونتيس، لصحيفة "USA Today" إنه إذا قررت شركات الهاتف التخلص من الخطوط الأرضية ذات الأسلاك النحاسية، فسوف يحتاج المستهلكون إلى الحصول على نسخ احتياطية موثوقة للطاقة للطرق البديلة.
وعلى رغم أن المدافعين عن الهاتف الأرضي يضغطون من أجل عدم قيام شركات الاتصالات بإلغاء خدمات الخطوط الأرضية بسبب موثوقيتها، فإن عدداً من الأميركيين الذين لا يزالون يستخدمون الخطوط الأرضية سيضطرون قريباً إلى اتخاذ قرار في شأن ما إذا كانوا يريدون إنهاء خدمتهم في نهاية المطاف.
إذ يرى بعض الخبراء أن التخلص التدرجي من الخطوط الأرضية قد يشكل عيباً كبيراً في المناطق المعرضة للكوارث أثناء حالات الطوارئ مثل الأعاصير أو الفيضانات الشديدة، ولذلك فقد أعرب ممثلو المقاطعات الريفية في كاليفورنيا، وهي مجموعة تدافع عن المجتمعات الريفية، عن مخاوف كبيرة في إشارة إلى أن الخطوط الأرضية التي تعتمد على النحاس يمكن أن تكون بمثابة شبكة أمان أساسية.
ولكن نائبة رئيس الأبحاث في شركة أبحاث السوق جارتنر، ليزا بيرس، قالت لصحيفة "يو أس إيه توداي" إن "شركات خدمات الهاتف تواجه مشكلات مع المعدات التي لم تعد تنتج، كما أن عدد الموظفين المؤهلين لصيانة المعدات يتضاءل بسبب التقاعد أو تسريح العمال بسبب تقليص الحجم" وأضافت أنه "إذا حصلت شركات الهاتف على موافقة للتخلص من الخطوط الأرضية، فلن يتم التخلص منها على الفور بل تدرجاً".
عملية التحول الرقمية
إذاً لقد بدأت عملية التحول ونقل بالفعل بعض الأشخاص إلى النظام الرقمي وكان من المتوقع أن يحدث الانتقال إلى الخطوط الأرضية الرقمية لمعظم الشبكات بحلول ديسمبر (كانون الأول) 2025، ومع ذلك تتوقع شركة BT، وهي شركة قابضة بريطانية متعددة الجنسيات تقدم خدمات في قطاع الاتصالات، أن ينتقل جميع عملائها إلى النظام الرقمي الجديد بحلول نهاية يناير (كانون الثاني) 2027.
لذلك فقد يؤثر التحول إلى الخطوط الأرضية الرقمية في أجهزة الرعاية عن بعد وغيرها من المعدات مثل أجهزة الإنذار الشخصية وأجهزة الإنذار الأمنية إذا كانت متصلة بخط الهاتف الخاص بالأشخاص، لذا يجب عليهم الاتصال بمورد الجهاز للتحقق ما إذا كان جهازه سيعمل مع النظام الجديد أو ما إذا كانت هناك حاجة إلى ترقية أية معدات.
وعلى رغم أن مزود خدمة الهاتف الأرضي الخاص بكل فرد سيتصل به قبل إجراء التبديل، إلا أنه يجب عليه إبلاغه سابقاً عن أي أجهزة رعاية عن بعد لديه، فإذا كان سيشتري جهازاً جديداً مرتبطاً بنظام الهاتف، فيجب عليه التحقق مع البائع أو الشركة المصنعة من التوافقية.