Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ضربة عدلون تضع الجنوب اللبناني على حافة الخطر

هذه البلدة تقع على بعد 40 كيلومتراً شمالي الحدود اللبنانية الإسرائيلية مما يعد تصعيداً ميدانياً وضربة في العمق اللبناني

المفارقة أن بلدة عدلون تقع على بعد 40 كيلومتراً شمال الحدود مع إسرائيل مما يعد تصعيداً ميدانياً وضربة في العمق اللبناني (صورة متداولة)

ملخص

ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها إسرائيل خلال الأشهر الماضية "حزب الله" سواء عبر اغتيال شخصيات وقيادات له أو باستهداف مستودعات ومخازن أسلحة، لكن المفارقة أن بلدة عدلون تقع على بعد 40 كيلومتراً شمال الحدود اللبنانية مع إسرائيل، مما يعد تصعيداً ميدانياً وضربة في العمق اللبناني، فيما وصفت هذه الغارة بالأعنف منذ أسابيع إذ تطايرت الشظايا إلى القرى المجاورة.

عند الحديث عن جبهة إسرائيل الشمالية أي المعارك القائمة مع "حزب الله" جنوب لبنان لم يعد الحديث جدياً عن أية تهدئة، بل على العكس حملت بعض التصريحات الإسرائيلية ما مفاده بأن هذه الجبهة لن يكون السلام مضموناً فيها حتى ولو حل في قطاع غزة.

وفي إطار التصعيد هذا أتت التطورات الميدانية في الأيام والساعات الأخيرة تحديداً إذ هزت الجنوب اللبناني البعيد من الحدود غارات إسرائيلية كبيرة، سرعان ما تبين أنها استهدفت مستودع أسلحة للحزب في منطقة عدلون بمنطقة الزهراني الواقعة بين صيدا وصور، أدت إلى وقوع ستة جرحى حالاتهم متوسطة.

وقد رد الحزب على هذه الضربة بقصف شمال إسرائيل "بصواريخ كاتيوشا" قبل ساعات.

ما أهمية عدلون؟

ليست المرة الأولى التي تستهدف إسرائيل في الأشهر الماضية "حزب الله"، سواء عبر اغتيال شخصيات وقيادات له أو باستهداف مستودعات ومخازن أسلحة، لكن المفارقة أن بلدة عدلون تقع على بعد 40 كيلومتراً شمال الحدود اللبنانية مع إسرائيل مما يعد تصعيداً ميدانياً وضربة في العمق اللبناني، فيما وصفت هذه الغارة بالأعنف منذ أسابيع إذ تطايرت الشظايا إلى القرى المجاورة.

وأتت هذه الغارات على جنوب لبنان في اليوم ذاته الذي قصفت فيه طائرات مقاتلة إسرائيلية أهدافاً عسكرية للحوثيين في مدينة الحديدة الساحلية باليمن، وهو الهجوم الذي قال عنه "حزب الله"، إنه "إيذاناً بمرحلة ‏جديدة ‏وخطرة" في المنطقة، فيما أفادت وسائل إعلام لبنانية نقلاً عن مصادر بإعادة تموضع مقاتلي الحزب في عدد من القرى والبلدات الحدودية، في ضوء رصد حركة لافتة وكثيفة لقوات إسرائيلية في الجهة المقابلة من الحدود جنوباً.

فكيف تقرأ ضربة عدلون بالتوقيت والمضمون؟ وهل تعني حكماً أن التصعيد على الجبهة الشمالية بات أمراً واقعاً مع تراجع فرص التهدئة؟ وهل من ربط بين هذه الجبهة والتصعيد في البحر الأحمر؟

استراتيجية إسرائيلية لضرب الحزب

الباحث الأمني والاستراتيجي ناجي ملاعب وضع ضربة عدلون في سياق الاستراتيجية التي يتبعها رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي منذ شهرين وحتى اليوم، والتي تتضمن تفعيل ضرب عمق المقدرات ومخازن الأسلحة والصواريخ وحتى القدرات البشرية لـ"حزب الله" وعلى عمق الجبهة اللبنانية وصولاً إلى الداخل السوري من دمشق والقصير بحمص، وقال "هذا المحور فعل منذ شهرين وحتى اليوم ولكن هناك دائماً رد من الحزب بأسلوب استراتيجي بأننا إن توسعتم نوسع ردنا".

وأضاف ملاعب أن هذا التراشق الذي كان محصوراً ضمن منطقة معينة بدأ بالانتشار أكثر، وصولاً إلى استهداف عدلون البعيدة من الحدود، الذي أتى في رأيه رداً على استهداف "حزب الله" ثلاث مستعمرات جديدة في الشمال الإسرائيلي لم تستهدف في السابق.

كل هذا يأتي ضمن تسخين وتفعيل أكثر للجبهة لأن إسرائيل لم تصل إلى نتيجة وتحسم هذه المعارك، وبخاصة أن وزير الدفاع الإسرائيلي كان وعد المستوطنين المهجرين من الشمال بأن المدارس ستفتح في سبتمبر (أيلول) المقبل ومعها سيعود المستوطنون إما سلماً وإما حرباً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

والعودة السلمية هنا بحسب ملاعب يلزمها وفاق وتدخل أميركي مع من يقود محور الممانعة أي إيران، وقال "في الوضع الحالي لا إيران ولا الإدارة في واشنطن قابلان للتفاوض على هذا الموضوع، إلا إذا كان الديمقراطيون سريعين في الوصول إلى وقف إطلاق نار واستطاعوا أن يصلوا إلى حل قبل موعد الانتخابات، وهذا أمر يبدو صعباً جداً مما يعني أن التهدئة على جبهة الجنوب غير واردة في الوقت الراهن، وبخاصة أن المحور بأكمله يتحرك من لبنان إلى اليمن والعراق ضمن غرفة عمليات يقودها الحزب من لبنان".

مرحلة غير مسبوقة من التصعيد

المحلل السياسي المهتم بالشأن العربي والخليجي طارق أبو زينب رأى بدوره أن ضربة عدلون تدخل جنوب لبنان في مرحلة غير مسبوقة من تصاعد وتيرة المواجهة العسكرية بين إسرائيل و"حزب الله"، وهي تسبق زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن بعد أيام قليلة، بتوسيع رقعة الاغتيالات والضربات العسكرية الإسرائيلية التي توزعت في الساعات الأخيرة ما بين جنوبي مدينة صيدا، البقاع الأوسط والجنوب، تزامناً مع استهدافه للمرة الأولى بلدات تقع في نطاق منطقة ما بعد الليطاني وآخرها بلدة عدلون.

ويقول أبو زينب إن المسار التصاعدي في التصعيد العسكري مستمر في المنطقة من اليمن وعبر فلسطين إلى جنوب لبنان، ويرسم مشهداً من ملامح جديدة للحرب مع إسرائيل مع إعادة تموضع لمقاتلي الحزب التي أجريت في عدد من القرى والبلدات الحدودية، مما يعني أن الأخير لا يريد تطبيق القرار الأممي رقم 1701.

ويعد أن استهداف مخزن أسلحة في بلدة عدلون أمس السبت يفتح باب التساؤلات حول تخزين ذخائر وأسلحة بين المدنيين وفي منطقة بعيدة من الحدود، قائلاً "الحزب يستمر بإعطاء الذرائع لإسرائيل بتوسيع الحرب نحو مناطق جديدة، في وقت غالبية الشعب اللبناني لا تريد هذه الحرب".

المزيد من الشرق الأوسط