أعلنت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية أسماء الفائزين بجوائز دورتها السادسة عشرة 2018 ـ 2019، وهم: الشاعر العراقي علي جعفر العلاق، الروائية اللبنانية عَلَوية صبح، المفكر السوداني حيدر إبراهيم علي، الناقد التونسي محمد لطفي اليوسفي، بينما منح مجلس أمناء الجائزة الشيخة مي محمد آل خليفة جائزة الإنجاز الثقافي والعلمي.
واعتبر الأمين العام للمؤسسة الكاتب عبد الحميد أحمد أن لجان التحكيم منحت جوائز دورتها السادسة عشرة لهؤلاء المبدعين من أدباء ومفكرين من بين 1745 مرشحاً، وهم مجمل عدد المتقدمين لنيل الجوائز في هذه الدورة.
وأشار أحمد إلى أن الجائزة تفخر بانضمام هذه الكوكبة من المبدعين إلى نادي الفائزين، وقد مثلت إبداعاتهم قيماً أصيلة عبرت عن هموم الإنسان العربي وتطلعاته، وشكلت لسنوات ضميراً حياً في وجدان الناس وأعطت إلهاماً للأجيال الجديدة لمزيد من العمل والمعرفة والنجاح.
وجاء في بيان الجائزة أن اللجنة منحت الشاعر علي جعفر العلاق جائزة "الشعر" لتميزه وإسهامه المتواصل في تغذية الشعر العربي المعاصر بما هو متجدد في صور بلاغية مدهشة ومخيلة واسعة وصلت ما بين تراثنا الحضاري وواقعنا الثقافي، ولدوره في تعميق الحوار الشعري بين الهويات والثقافات المختلفة، مما أسهم في تطور القصيدة العربية ووقوفها راسخة في صف القيم الكونية من عدل وكرامة وآخاء.
وفي حقل "القصة والرواية والمسرحية" منحت لجنة التحكيم الجائزة للروائية عَلَوية صبح لتفرد صوتها في العمل على تفاصيل اليوميات لبناء عالم ثري من السرد المتماسك، ولقدرتها على تكثيف اللغة وبخاصة في قضايا المرأة التي تقوم على دقة الانتقاء وإعادة خلق سرد مستقل بصيغة محدّثة، فجاءت شخصياتها أكثر تعبيراً على المشهد الاجتماعي العام حيث تتداخل المصائر وتتشابه الحكايات، لكن لكل منها لغة مختلفة.
ومنحت لجنة التحكيم "جائزة الدراسات الأدبية والنقد" للناقد محمد لطفي اليوسفي، الذي ينحو منحى جديداً في دراساته النقدية، والتي حاورت النظريات النقدية الغربية، مستفيداً من هذه النظريات في تقديم رؤية جديدة إلى المتخيل الأدبي، كما درس تصورات الفلاسفة العرب في الشعر، فجمع في بحوثه بين التناول النظري والممارسة التطبيقية من جهة، والتعمق في الرؤى النقدية القديمة من جهة، مما كان له الأثر الإيجابي لفهم نقد أدبي معاصر يتوافق مع المدرسة الحديثة في قراءة النص.
وفي مجال "الدراسات الإنسانية والمستقبلية"، منحت لجنة التحكيم جائزتها للمفكر حيدر إبراهيم علي الذي قدم عبر عشرات المؤلفات رؤية اجتماعية موضوعية لمفهوم الإسلام السياسي، مستكشفاً الظاهرة من منظور شامل، ومنتقداً أحوال التخلف المرتبطة بالعلاقات الاجتماعية السائدة. وسعى من خلال مجمل كتبه إلى الخروج من عنق زجاجة العصبيات التي تخنق المنطقة، وكان لدراساته أثر بارز في فهم حركات الإسلام السياسي في المنطقة العربية ونقدها وتعريتها.
أما "جائزة الإنجاز الثقافي والعلمي"، فقرر مجلس أمناء الجائزة منحها للباحثة والناشطة الثقافية الشيخة مي محمد آل خليفة، لكونها أحد رموز النهضة العلمية والثقافية في مملكة البحرين من خلال جهدها المتواصل في الفضاء الاجتماعي لتعزيز حضور الثقافة في الحياة العامة، ولإخلاصها في قراءة التاريخ وإعادة تقديمه بصورة حضارية مشرفة، عبر مجموعة الكتب والمؤلفات التي اتسمت بالأصالة والموضوعية، ملتزمة في ذلك الحياد العلمي، فضلاً عن دورها في العمل الثقافي المميز الذي تمثل في متاحف ومراكز وبيوتات ثقافية كان لها الأثر الواضح في تعزيز حضور الثقافة في المجتمع.
بلغ عدد المرشحين في كل فروع الجائزة 1745 مرشحاً، في حقل الشعر 304 مرشحين، وفي حقل القصة والرواية والمسرحية 436 مرشحاً، وفي حقل الدراسات الأدبية والنقد 276 مرشحاً، وفي حقل الدراسات الإنسانية والمستقبلية 480 مرشحاً، وفي حقل الإنجاز الثقافي والعلمي 249 مرشحاً.