ملخص
جاءت ردود الفعل سريعة وكان بعضها كان قاسياً، خصوصاً على منصة "لينكد إن" التي ليست معروفة عموماً بتفاعلها العنيف مثل "إكس"
"يبدو أن الناس ليسوا جاهزين بعد للتعامل مع العمال"، هكذا قالت الرئيسة التنفيذية لشركة "لاتيسي" سارة فرانكلين بعد أن تلقت درساً قد يكون قاسياً.
وبداية أوضحت فرانكلين أن الموظف الرقمي هو الشخصيات الافتراضية مثل "ديفين" المهندس و"هارفي" المحامي و"آينشتاين" وكيل الخدمة "وبيبر" مندوبة المبيعات، قائلة إنهم "دخلوا سوق العمل وأصبحوا زملاءنا".
واستدركت فرانكلين "لكن هؤلاء ليسوا عمالاً حقيقيين، إنهم روبوتات مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وقدموا من قبل شركات مثل سيلز فورس عملاق إدارة علاقات العملاء، والشركات الناشئة مثل كواليفايد وكوغنيشين دوت إيه آي لأداء المهمات بدلاً من البشر".
و"لاتيسي" منصة لإدارة الموارد البشرية والأداء، تقدم التدريب على الأداء ومراجعات المواهب وإدارة التعويضات، وكثير من أدوات الموارد البشرية الأخرى لأكثر من 5 آلاف منظمة حول العالم.
وعلى سبيل المثال يمكن لأينشتاين من "سيلز فورس" مساعدة المتخصصين في المبيعات والتسويق في توقع الإيرادات وإكمال المهمات والتواصل مع العملاء المحتملين، بينما يمكن لديفين، وهو مهندس البرمجيات في "كونغنيشين"، تخطيط وتنفيذ مهمات هندسية معقدة تتطلب آلاف القرارات، بينما يسترجع السياق في كل خطوة مع تعلمه بمرور الوقت، ويصحح أخطاءه بنفسه.
في حين تعمل بيبر، وهي ممثلة المبيعات في "كواليفايد"، على مدار الساعة لتحويل حركة المرور الواردة على الموقع إلى قنوات، ولا يحتاج أي من هؤلاء الوكلاء إلى تأمين صحي أو إجازات مدفوعة أو خطط تقاعد أيضاً.
ورأت فرانكلين فرصة واستفادت منها، ففي التاسع من يوليو (تموز) الجاري قالت الشركة إنها ستبدأ في دعم الموظفين الرقميين كجزء من منصتها ومعاملتهم مثل أي موظف آخر، وأعلنت فرانكلين دخول "لاتيسي" تاريخ الذكاء الاصطناعي"، مضيفة "سنكون أول من يمنح العمال الرقميين سجلات موظفين رسمية في شركتنا، وسيتم إدماج العمال الرقميين بأمان وتدريبهم وتحديد أهدافهم ومؤشرات الأداء، والوصول إلى الأنظمة المناسبة وحتى تعيين مدير لهم، تماماً كما يحدث مع أي شخص".
وجاءت ردود الفعل سريعة وكان بعضها كان قاسياً، خصوصاً على منصة "لينكد إن" التي ليست معروفة عموماً بتفاعلها العنيف مثل "إكس"، وقال المسؤول التنفيذي في شركة تستخدم الذكاء الاصطناعي للمساعدة في بحث المبيعات على "لينكد إن"، سوير ميدلير، إن "هذه الإستراتيجية والرسائل تخطئ الهدف بصورة كبيرة، وأقول ذلك كشخص يبني شركة ذكاء اصطناعي".
أضاف أن "معاملة وكلاء الذكاء الاصطناعي كموظفين يسيئ إلى إنسانية موظفيك الحقيقيين، والأسوأ من ذلك أنها توحي بأنك ترى البشر ببساطة كموارد يجب تحسينها وقياسها في مقابل الآلات، وهي عكس ذلك تماماً، فبيئة العمل تهدف إلى رفع مستوى الأشخاص الذين يسهمون فيها"، وكانت الانتقادات التي طاولت فرانكلين كافية لإجبارها على تعليق خطط شركتها بعد ثلاثة أيام فقط من إعلانها.
الذكاء الاصطناعي لا يزال في مراحلة الأولى
"بالطبع هذه المخاوف مشروعة، ولكن هل كانت فرانكلين على خطأ؟ ألا يعتبر الموظفون الرقميون أمراً لا مفر منه"؟ هكذا تساءلت صحيفة "غارديان" مضيفة أنه يوجد جدل حول أن الذكاء الاصطناعي مبالغ فيه حالياً، خصوصاً بعد أن شهدنا الإخفاقات المحرجة لنتائج الذكاء الاصطناعي التي أنتجتها "غوغل"، وعايشنا الأداء غير اللامع لعروض الذكاء الاصطناعي من "مايكروسوفت"، موضحة "لذا نحن نعلم أن الذكاء الاصطناعي، مع كل التنبؤات والتوقعات، لا يزال في مراحله الأولى".
ميزة تسويقية
وتابعت الصحيفة أنه حتى "المساعدين الرقميين" المدعومين بالذكاء الاصطناعي قادرون فقط على أداء المهمات الأساس حتى الآن، إذ إن معظم التنفيذيين يرون أن الذكاء الاصطناعي في مرحلته الباكرة لا يزال غير موثوق به، وتقول الصحيفة إن "فرانكلين ارتكبت الخطأ نفسه الذي ارتكبته مايكروسوفت وغوغل وغيرها من المنصات التكنولوجية الكبرى، بعد المبالغة في تسويق أدوات لا تزال غير جاهز للظهور في الوقت المناسب وذلك لتحقيق ميزة تسويقية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واستطردت الصحيفة أنه "لا يمكن لوم فرانكلين على رؤيتها، ولكنها نفذت رؤيتها في وقت باكر جداً"، مؤكدة أنه "لا يزال الوقت باكراً على الذكاء الاصطناعي، والبشر لا يزالون يحاولون استيعاب تداعياته". وأضافت الصحيفة أنه بالتأكيد سيكون هناك "موظفون رقميون" وسيعملون بصورة أفضل من معظم الموظفين البشر في المستقبل، لكننا لا نعرف متى سيكون، مؤكدة "من الواضح أنه ليس الآن".