ملخص
أصبحت العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا بمثابة تجربة على استخدام تكنولوجيا الطائرات المسيرة في الحرب التي يستخدم فيها الجانبان هذه الطائرات بكثافة لأغراض الهجوم والاستطلاع في ساحة المعركة.
قال مسؤول من الاستخبارات العسكرية في كييف إن الهجمات الروسية طويلة المدى على أوكرانيا بدأت تشمل طائرات مسيرة جديدة رخيصة، في محاولة من موسكو لتحديد مواقع الدفاعات الجوية الأوكرانية وتصوير أي أضرار والعمل كشراك خداعية.
وأضاف المسؤول لـ"رويترز" أن روسيا استخدمت نوعين جديدين من الطائرات المسيرة في خمس هجمات خلال الأسبوعين أو الثلاثة أسابيع الماضية.
ويحمل أحد النوعين اللذين ينتجان من مواد مثل الفوم البلاستيكي ورقاقات خشبية كاميرا وشريحة اتصالات هواتف محمولة أوكرانية، لإرسال الصور الملتقطة إلى الجيش الروسي.
وقال المتحدث باسم جهاز الاستخبارات العسكرية الأوكراني أندري تشيرنياك "إنهم يحددون أماكن تمركز مجموعاتنا المتنقلة، ومواقع المدافع الرشاشة التي يمكن أن تدمر (تلك الطائرات المسيرة). إنهم يحاولون... الحصول على صور لأماكن تمركز دفاعاتنا الجوية".
وتعد التفاصيل التي لم يعلن تشيرنياك عنها من قبل دليلاً آخر على سعي روسيا إلى تعديل تكتيكاتها وتجربة تكنولوجيا جديدة، كي تحقق ضرباتها اليومية للمدن والبنى التحتية الأوكرانية بالصواريخ والطائرات المسيرة نتيجة أفضل.
وذكر تشيرنياك أن الطائرات المسيرة الروسية الجديدة المزودة بكاميرات لا تحمل متفجرات لكنها تشبه إلى حد كبير الطائرات المسيرة الإيرانية العادية من طراز "شاهد" وتحلق ضمن مجموعات منها. وأضاف أن النوع الثاني من الطائرات المسيرة الجديدة لا يحوي أية شحنة متفجرة أو يحوي شحنة صغيرة فقط، ويستخدم كشرك خداعي.
وقال إن كلفة الطائرة الواحدة من المسيرات الجديدة تبلغ نحو 10 آلاف دولار على رغم مداها الطويل، مما يجعل إنتاجها أرخص بكثير من إنتاج صواريخ الدفاع الجوي. وأوضح أن الطائرات الجديدة قادرة أيضاً على التحليق على ارتفاع ألف متر، مما يجعلها خارج نطاق المدافع الرشاشة والبنادق الآلية.
وأصبحت العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا بمثابة تجربة على استخدام تكنولوجيا الطائرات المسيرة في الحرب، التي يستخدم فيها الجانبان هذه الطائرات بكثافة لأغراض الهجوم والاستطلاع في ساحة المعركة.
قصف مطار في القرم
وبدوره قال الجيش الأوكراني اليوم الجمعة إنه قصف مطاراً عسكرياً روسياً في شبه جزيرة القرم الخاضعة لسيطرة موسكو.
وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية عبر منصة "تيليغرام" إن المطار الواقع في ساكي تعرض للهجوم، مضيفة أنه يجرى تحديد نتائجه.
وتابعت الهيئة "هذا واحد من المطارات العاملة التي تستخدمها روسيا في السيطرة على المجال الجوي، وبالتحديد فوق البحر الأسود، وفي شن الغارات الجوية على الأراضي الأوكرانية".
عائدات الأصول الروسية
وفي الوقت نفسه أعلن الاتحاد الأوروبي اليوم تأمين 1.5 مليار يورو (1.6 مليار دولار) لدعم أوكرانيا، هي أول دفعة من الأموال المكتسبة من الأرباح على الأصول الروسية المجمدة.
كانت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وافقت خلال مايو (أيار) الماضي على استخدام مليارات اليورو من الأرباح من أصول البنك المركزي الروسي المجمدة، للمساعدة في تسليح أوكرانيا وتمويل إعادة إعمارها بعد الحرب.
وجمد الاتحاد الأوروبي نحو 200 مليار يورو من أصول البنك المركزي الروسي المحتفظ بها في الكتلة كجزء من العقوبات المفروضة على موسكو لحربها ضد أوكرانيا خلال عام 2022. ونحو 90 في المئة من الأموال المجمدة في الاتحاد الأوروبي تحتفظ بها منظمة الإيداع الدولية "يوروكلير" ومقرها بلجيكا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في بيان "الاتحاد الأوروبي يقف إلى جانب كييف. واليوم نقوم بتحويل 1.5 مليار يورو من عائدات الأصول الروسية المجمدة إلى الدفاع وإعادة الإعمار في أوكرانيا". وأضافت "لا يوجد رمز أو استخدام أفضل لأموال الكرملين من جعل أوكرانيا وكل أوروبا مكاناً أكثر أماناً للعيش فيه".
ومصدر هذه الأموال الفوائد الناشئة من الأموال الروسية المجمدة، وليس الأموال نفسها. وبحسب الاتحاد الأوروبي فإن 90 في المئة من الأموال ستذهب إلى صندوق مركزي يستخدم لدفع ثمن الأسلحة لأوكرانيا، معروف باسم مرفق السلام الأوروبي.
وتخصص النسبة المتبقية البالغة 10 في المئة لمرفق أوكرانيا المنفصل التابع للاتحاد الأوروبي، لدعم حاجات إعادة الإعمار في البلاد.
وشكر رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شيمغال للاتحاد الأوروبي دعمه. وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي "شكراً فون دير لاين والاتحاد الأوروبي لدعمكما الثابت ولهذه المساهمة الكبيرة في الدفاع وإعادة الإعمار في أوكرانيا".
وأعربت وزارة الدفاع الأوكرانية عن "امتنانها للاتحاد الأوروبي لاتخاذه هذه الخطوة الحيوية"، مضيفة "سيساعدنا هذا التحويل في تعزيز قدراتنا الدفاعية".
ومن جانبها دانت روسيا هذه الخطوة "غير القانونية". وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للصحافيين "هذا سبب بالطبع لاتخاذ إجراءات مدروسة، رداً على مثل هذه القرارات غير القانونية التي يتخذها الاتحاد الأوروبي".
هجوم ضد منشآت الطاقة
إلى ذلك، قالت الشركة المشغلة لشبكة الكهرباء الوطنية في أوكرانيا اليوم إن روسيا هاجمت منشآت طاقة في منطقتين بطائرات مسيرة الليلة الماضية، مما تسبب في انقطاع لإمدادات الكهرباء. وأضافت شركة "أوكرينيرجو" أن إمدادات الكهرباء عادت بالفعل لمعظم المستهلكين في منطقتي تشيرنيهيف وجيتومير الشماليتين.
وكثفت روسيا الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على قطاع الطاقة في أوكرانيا منذ الربيع، مما يؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي في عدد من المناطق، وهو ما أجبر كييف على البدء في استيراد الكهرباء على نطاق واسع من الاتحاد الأوروبي.
وكانت مسيرات روسية هاجمت لليلة الثانية على التوالي ميناء "إسماعيل" الأوكراني، وفق ما أعلنت السلطات المحلية أمس الخميس، مما أدى إلى تأهب في رومانيا حيث عثر على حطام نجم عن ضربات وجهت أول من أمس الأربعاء، وأعلنت سلطات الميناء "تضرر البنى التحتية المرفئية" وجرح مدنيين.
ومنذ انسحابها العام الماضي من اتفاق يتيح تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، كثفت موسكو هجماتها على مناطق في جنوب أوكرانيا تعتبر أساسية لنقل البضائع.
وعلى الضفة المقابلة استفاق سكان القرى الرومانية على دوي الانفجارات أو على وقع تنبيهات جهاز الإنذار الهاتفي، وقالت وزارة الدفاع إنها استنفرت طائرات تابعة للقوات المسلحة الفنلندية متمركزة في قاعدة لحلف شمال الأطلسي.
ودانت وزيرة الخارجية الرومانية لومينيتا أودوبيسكو في منشور على منصة "إكس" "الهجمات الشائنة" الجديدة التي شنتها موسكو، وقالت إنها أبلغت حلفاءها في حلف شمال الأطلسي بالعثور على حطام.
دبابات "ليوبارد-2"
في الأثناء أعلن وزير الدفاع الهولندي روبن بريكلمانس أن 14 دبابة من طراز "ليوبارد-2" ألمانية الصنع، وعدت بها الدنمارك وهولندا العام الماضي، ستسلم لأوكرانيا قبل نهاية الصيف، وقال إن "كييف تحتاج في شكل ملح إلى مزيد من الدعم العسكري في ضوء المعارك العنيفة في ساحة المعركة"، وأضاف كما نقل عنه بيان أن "هذه الدبابات تستطيع أداء دور مهم للسماح للجيش الأوكراني بالدفاع عن نفسه في مواجهة القوات الروسية".