ملخص
ظهر في الفقرة فنانون يرتدون ملابس عمال البناء، ويرقصون وهم يتعلقون بسقالات ورشة إعادة بناء الكاتدرائية التي من المقرر أن تعيد فتح أبوابها في الثامن من ديسمبر المقبل.
انطلق حفل افتتاح أولمبياد باريس 2024 اليوم الجمعة بعرض غير مسبوق على نهر السين بمشاركة 6800 رياضي من 205 دول أمام معالم تاريخية في العاصمة الفرنسية، على رغم هطول أمطار عكرت الأجواء وتعرض شبكة القطارات لعملية تخريب.
وللمرة الأولى في التاريخ، أقيم حفل الافتتاح خارج الملعب الرئيس وشاهده 320 ألف متفرج من مدرجات أقيمت خصيصاً على ضفاف النهر، ونحو 200 ألف من على شرفات المباني المجاورة.
وكما تجري التقاليد ضم القارب الأول بعثة اليونان التي تعد مهد الألعاب الحديثة واستضافت نسختها الأولى خلال عام 1896، قبل أن تتبعه قوارب الوفود الأخرى في مستهل احتفال شاركت فيه نجمة البوب الأميركية الشهيرة ليدي غاغا.
وأدت ليدي غاغا أغنية "مون تروك إن بلوم" ("Mon truc en plumes") لزيزي جانمير، أحد الأعمال الشهيرة في المسرح الاستعراضي الفرنسي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقدمت الفرنسية-المالية آية ناكامورا المغنية الناطقة بالفرنسية والأكثر استماعاً في العالم عرضاً غنائياً ارتدت خلاله ملابس باللون الذهبي، بعد أن أثارت أنباء هذه المشاركة التي بدأت تتردد منذ الربيع استياء لدى أوساط اليمين المتطرف الفرنسي.
وخلال الساعة السابعة والنصف مساء بالتوقيت المحلي (17:30 ت غ) بدأ الحفل بمقطع فيديو للكوميدي جمال دبوز في ملعب استاد دو فرانس، يمرر الشعلة لنجم كرة القدم السابق زين الدين زيدان الذي سلمها في مترو الأنفاق لثلاثة أطفال يظهرون مجدداً على نهر السين.
بدأ بعدها العرض النهري من جسر أوسترليتز إلى تروكاديرو بحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وإلى جانبه رئيس اللجنة الأولمبية الألماني توماس باخ.
وعكف مخرج العرض توما جولي منذ 18 شهراً على العرض مركزاً على الإرث الفرنسي، ومسوقاً للتنوع والمساواة بين الجنسين والتاريخ الفرنسي.
ويتوقع أن يؤدي ألفا فنان (راقص وموسيقي وكوميدي وأكروباتي) على ضفاف النهر ومعالم بينها كاتدرائية نوتردام التي أتى حريق ضخم عام 2019 على أجزاء واسعة منها، وكان لورشة ترميمها حضور في إحدى فقرات الحفل.
وظهر في الفقرة فنانون يرتدون ملابس عمال البناء ويرقصون وهم يتعلقون بسقالات ورشة إعادة بناء الكاتدرائية، التي من المقرر أن يعاد فتح أبوابها خلال الثامن من ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
أثار العرض تساؤلات وتقلبات منذ نشوء فكرة ترك موقع الملعب "الآمن" وإقامة مدرجات على ضفاف النهر. وتراجع العدد الأساس المقترح تدريجاً ليصبح 320 ألف متفرج، 220 ألفاً منهم على ضفاف النهر مجاناً و100 ألف بطاقة مدفوعة قرب النهر.
ودخل أصحاب التذاكر المجانية قبل الساعة السابعة و45 دقيقة، بحسب ما أكد مصدر في الشرطة لوكالة الصحافة الفرنسية، مضيفاً أن "أية حادثة" لم تحصل حتى بداية الحفل.
وقال الفرنسي جان غيف هيرفيه (75 سنة) الذي جاء مع حفيدته "الأجواء ودية حقاً. هناك كثير من الأجانب ونحن نستمتع بذلك".
ووضعت أرميل لانسي (54 سنة) مديرة مدرسة وصلت باكراً معطفاً مشمعاً في حقيبتها وكانت سعيدة بالحضور، قائلة "الأجواء جميلة جداً هنا، ونسمع الناس يتكلمون بكل اللغات".
وحصل ثنائي من مكسيكو على مقعدين في الصف الأول على جسر كاروسيل. وعلقت سيلين مارتينيس (42 سنة) القادمة مع شريكها قائلة "نحن محظوظان".
وأقيم الحفل في ظل إجراءات أمنية مشددة بعد ساعات من تعرض شبكة القطارات السريعة لأعمال "تخريب".
فقبل ساعات من مراسم الافتتاح تعرضت شبكة القطارات السريعة لهجوم ضخم واسع النطاق يهدف إلى شل شبكتها، تسبب باضطرابات شديدة وطال 800 ألف راكب مع إلغاء 25 في المئة من رحلات لقطارات "يورسوتار" بين لندن وباريس. وقال مشغل القطارات في بيان "الحال ستكون مماثلة" يومي غد السبت وبعد غد الأحد.
وكتب رئيس الحكومة غابريال أتال عبر منصة "إكس"، "تحركت أجهزة استخباراتنا وأجهزة إنفاذ القانون للعثور على مرتكبي هذه الأعمال الإجرامية ومعاقبتهم".
ورفض المسؤولون الفرنسيون التعليق على هوية الجناة الذين يبدو أنهم يتمتعون بمعرفة متطورة بالشبكة.
وسيستخدم منتخب الأحلام الأميركي في كرة السلة قطاراً سريعاً للانتقال من باريس حيث يشارك في حفل الافتتاح ويرفع علم البلاد نجمه ليبرون جيمس، إلى ليل حيث يلعب مع صربيا بعد غد.
وتريد فرنسا تعزيز صورتها من خلال هذه الألعاب عبر استضافة نحو 100 رئيس دولة أو حكومة لمواصلة نشاط دبلوماسي مكثف، بينما تشتعل الصراعات في أوكرانيا وغزة مروراً بالسودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغائب الأكبر علماً أن بلاده موقوفة ولن يتم عزف نشيدها بحال تتويج بعض الرياضيين المشاركين تحت علم محايد وبشروط صارمة، خصوصاً عدم دعم الحرب ضد أوكرانيا.
وأعربت إسرائيل أمس الخميس عن قلقها من "تهديدات إرهابية محتملة" تطاول رياضييها وسياحها، وذلك في رسالة وجهتها إلى الحكومة الفرنسية.
يذكر أن قوى الأمن في حال تعبئة غير مسبوقة مع نشر 45 ألف عنصر من الشرطة والدرك. ويضاف إليهم ألفا عنصر أمن خاص وألف شرطي من بلدية باريس. وكذلك ستقوم فرقة قوامها 10 آلاف عسكري بدعم هذا الانتشار الأمني.
هذا إلى جانب نشر قناصة على أسطح باريس على طول النهر لتحييد أي مسلح يستهدف الحشود أو وفداً من الرياضيين على متن قارب أو رئيس دولة أو حكومة زائر. وللمرة الأولى، ستعمل الوحدات الخاصة والشرطة والدرك بصورة مشتركة.