Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل فقد نتنياهو أخيرا الدعم في أميركا؟

أظهر خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي أمام الكونغرس مدى توتر العلاقة بين البلدين اللذين كانا مقربين

بنيامين نتنياهو يلقي خطابه الرابع أمام الكونغرس الأميركي  (أ ب)

ملخص

سلط الخطاب الأخير الذي ألقاه بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس الأميركي الضوء على العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، مع معارضة ديمقراطية كبيرة واحتجاجات عامة تعكس انقسامات أميركية عميقة حول تعامله مع الصراع في غزة

كان هذا هو الخطاب الرابع الذي يلقيه بنيامين نتنياهو في الجلسة المشتركة للكونغرس الأميركي، وهو رقم لم يحظ به زعيم أجنبي على الإطلاق - حتى ونستون تشرشل لم يلق سوى ثلاثة خطابات فحسب. وكان أيضاً أهم خطاب في الحياة السياسية لرئيس الوزراء الإسرائيلي.

وألقي الخطاب وسط مشاهد غير عادية، إذ أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على الآلاف الذين تظاهروا في الخارج ضد الحرب في غزة. وداخل مبنى "الكابيتول" كانت الانقسامات في السياسة الأميركية حول نتنياهو جلية، إذ قاطع نصف أعضاء الحزب الديمقراطي - الحزب التقليدي الداعم لإسرائيل - في مجلسي الشيوخ والنواب الخطاب.

ظهرت أيضاً الانقسامات في المجتمع الإسرائيلي. فعندما تحدث نتنياهو عن أنه "لن يهدأ له البال" حتى يعاد آخر الرهائن المحتجزين لدى "حماس"، وقف معظم أعضاء الكونغرس وصفقوا له، ولكن كان من بين الحاضرين بعض عائلات الرهائن، الذين ظلوا جالسين، وبدت على وجوه كثير منهم الكآبة، وكأنهم غير مقتنعين بكلامه.

وقال رونين نيوترا، والد إحدى الرهائن، واسمه أومير، "هناك نوع من تناقض. إن رئيس الوزراء هو الوحيد الذي يملك مفاتيح التوصل إلى اتفاق، وثمة شعور عام مفاده أنه داخل في تكتيكات المماطلة، وهذا يكلف حياة الرهائن. المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تقول إن جميع الأهداف قد تحققت وحان الوقت للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ومع ذلك فهو لا يقبل بالاتفاق".

وشكر نتنياهو في خطابه كلاً من الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء، معرباً عن تقديره لـ"دعم جو بايدن الصادق لإسرائيل بعد الهجوم الوحشي [الذي شنته حماس]"، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي تجاهل مراراً وتكراراً مناشدات الرئيس الأميركي في شأن الصراع في غزة، ذاهباً في توتر العلاقات إلى الحد الذي جعل الولايات المتحدة توقف تسليم بعض القنابل الكبيرة في محاولة لمنع قتل وتشويه مزيد من المدنيين.

كانت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب السابقة التي تتمتع بنفوذ كبير في الحزب الديمقراطي من بين أولئك الذين فضلوا البقاء بعيداً من نشاط نتنياهو. وقد وصفت خطابه في وقت لاحق بأنه "أسوأ عرض لأية شخصية أجنبية وجهت إليها الدعوة وتشرفت بمخاطبة كونغرس الولايات المتحدة". وقالت "لقد أمضى كثير منا ممن يحبون إسرائيل وقتاً اليوم في الاستماع إلى مواطنين إسرائيليين عانت عائلاتهم في أعقاب الهجوم الإرهابي وعمليات الخطف التي نفذتها 'حماس' في السابع من أكتوبر (تشرين الأول). تطالب هذه العائلات باتفاق وقف إطلاق نار يعيد الرهائن إلى ديارهم - ونأمل في أن يقضي رئيس الوزراء وقته في تحقيق هذا الهدف".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وسعى نتنياهو إلى التقليل من شأن الأعداد المتزايدة للمتظاهرين بوصفهم أفراد "قبضوا من إيران"، قائلاً إنهم اختاروا "الوقوف مع الشر".

إن الغضب مما يحدث في غزة، إذ وصل عدد القتلى إلى 39 ألفاً وفقاً لوزارة الصحة الرسمية، لا ينحصر بين أوساط الجالية المسلمة في أميركا، بل يتعدى أيضاً إلى قطاع كبير من الناخبين الشباب الذين يشعرون أن إدارة بايدن لم تفعل شيئاً كافياً للحد من التجاوزات الإسرائيلية. وهذه مشكلة ستواجهها كامالا هاريس خلال الحملة الانتخابية.

وكانت الأسئلة الأولى التي واجهتها المتحدثة الإعلامية كارين جان بيير في المؤتمر الصحافي في البيت الأبيض هي حول التظاهرات. وقالت إن بايدن وإدارته "يحترمون حق جميع الأميركيين في الاحتجاج السلمي"، مضيفة "نحن نتفهم أن هذه لحظة مؤلمة لكثير من المجتمعات".

وألقى بايدن خطاباً آخر في واشنطن يوم الأربعاء، إذ أعلن عن مغادرته الوشيكة لمنصبه. وقد أشار إلى صور بعض أسلافه - توماس جيفرسون وجورج واشنطن وأبراهام لينكولن وفرانكلين روزفلت – قائلاً "أنا أمجد هذا المنصب، لكنني أحب بلدي أكثر. لقد كان شرف حياتي أن أخدم رئيساً لكم، ولكن في الدفاع عن الديمقراطية، التي هي على المحك، أعتقد أن هذا المنصب أهم من أي لقب".

كان أمامنا رجل يتنحى طواعية عن أقوى منصب في العالم، ويفعل ذلك بكرامة وكياسة كبيرتين - وداع مؤثر ذكر فيه الأميركيين بنقاط القوة التي تربط الأمة. كما كان هناك أيضاً تحذير مما قد ينتظرنا في المستقبل: عودة دونالد ترمب، الرئيس السابق الذي رفض قبول الهزيمة ودعم محاولة انقلاب عنيفة هدفت إلى قلب نتيجة الانتخابات. شخص قد يجد نفسه مرة أخرى في البيت الأبيض في غضون ستة أشهر إذا لم يوقف. نتنياهو في طريقه إلى مارالاغو، وقد يشعر أن فرصه في البقاء ستتحسن كثيراً من خلال تأمين دعم ترمب، لكن ما حدث في واشنطن أظهر الضرر الذي ألحقته أفعاله في غزة بعلاقة إسرائيل بالولايات المتحدة - وهي أهم علاقة، تاريخياً، وسيكون من الصعب إصلاحها طالما بقي في منصبه.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء