تحذيرات للمسافرين إلى اليونان مع انتشار متحور كورونا جديد

تلقى المسافرون إلى اليونان لقضاء عطلاتهم الصيفية تحذيراً من حالات الإصابة المتزايدة بـ"كوفيد" والمتصلة بمتحور "فليرت" FLiRT الجديد. وقد أبلغت الدولة المتوسطية عن هذه طفرة في الحالات خلال الـ20 يوماً الماضية.

وفي أحدث تقاريرها أفادت المنظمة الوطنية للصحة العامة في اليونان "إيودي" (EODY) أنها شهدت زيادة في حالات دخول المستشفيات، إذ تم إدخال 669 مريضاً جديداً بـ"كوفيد-19" من الثامن إلى الـ14 من يوليو (تموز) الجاري. وأضاف التقرير أن هذا يمثل زيادة بنسبة 44 في المئة في متوسط عدد حالات الدخول الجديدة الأسبوعي مقارنة بالأسابيع الأربعة السابقة.

وجرى تسجيل إجمالي 26 حالة وفاة بسبب "كوفيد".

وقد شهدت اليونان أخيراً موجات حر شديدة دفعت عديداً من الأشخاص الأكثر عرضة للخطر إلى الاحتماء من درجات الحرارة العالية داخل منازلهم.

وفي الأسبوع الماضي، أعاد مستشفى "ميتاكسا للأورام" Metaxa Oncology Hospital في بيرايوس، أحد موانئ أثينا، فرض استخدام الكمامات والتدابير الوقاية الأخرى في أقسامه.

وسمح المستشفى باستقبال زائرين اثنين فقط لكل مريض، شريطة أن يقوم الزوار بإجراء اختبار سريع خلال 48 ساعة قبل موعد الزيارة. وقال مدير المستشفى سارانتوس إفسثاثوبولوس إن التدابير الجديدة هي لحماية المرضى، مؤكداً أنه سيعاد تقييمها في الـ29 من يوليو الجاري.

وفي تصريح لها لشبكة "ميغا" MEGA قالت ماتينا باغوني رئيسة الاتحاد اليوناني لأطباء المستشفيات (EINAP) "على رغم أن الصيف قد حان والناس في عطلة، لم نكن نعتقد أبداً أن كورونا قد انتهى. والحقيقة أن الوضع هذا العام، مقارنة بالعام الماضي، مختلف تماماً، فالأعداد في ارتفاع ملحوظ، مع زيادة في حالات دخول المستشفيات والوفيات. 21-22 وفاة يعد رقماً أكبر من المعتاد".

وبحسب شبكة "يورونيوز" EuroNews فإن مدينة تسالونيكي شهدت ارتفاعاً في حالات كورونا، وهو ما كشف عنه تحليل مياه الصرف الصحي.

وأصدرت بلغاريا، التي تحد اليونان، تحذيراً لمواطنيها الذين يخططون لزيارة اليونان هذا الصيف. وقالت وزارة الخارجية البلغارية تعليقاً على أعداد الحالات المتزايدة في اليونان "مع الإقبال الكبير للمواطنين البلغاريين على زيارة اليونان خلال الصيف، تنصح وزارة الخارجية باتباع الإجراءات الصحية والوقاية لمواجهة انتشار المرض".

وحذر الاتحاد اليوناني لأطباء المستشفيات من أن تفشي فيروس كورونا متوقع أن يستمر حتى نهاية يوليو.

من جهتهم، يعتقد خبراء الصحة في المملكة المتحدة أن متحوري "فليرت" FLiRT و"إل بي. 1"LB.1 قد يكونان قادرين على تخطي المناعة، مما يفسر معاناة الأشخاص الملقحين من أعراضهما.

وقالت الدكتورة مريم مالك، وهي طبيبة في هيئة "خدمات الصحة الوطنية" وطبيبة صحة عامة في عيادة "بول مول ميديكا" Pall Mall Medica "إن السفر المتزايد والأحداث الكبيرة مثل المهرجانات غالباً ما تؤدي إلى أماكن مزدحمة، إذ يمكن للفيروس أن ينتشر بسهولة أكبر، كما أنه لم تعد هناك أي قيود قانونية مثل ارتداء الكمامات أو التباعد الاجتماعي".

وأضافت الدكتورة مالك "إن متحور 'فليرت' لديه تغييرات محددة في البروتين الشوكي الخاص به مما يجعله ينتشر بسهولة أكبر وتفادي المناعة الناتجة من الإصابات السابقة أو اللقاحات. وبالمثل، فإن متحور 'إل بي. 1' لديه طفرات تساعده على الانتشار، وربما تضعف الحماية التي نحصل عليها من المناعة السابقة، مما يجعل هذه المتحورات مختلفة عن النسخ السابقة من الفيروس". وأكملت "تظهر المتحورات الجديدة بسبب تغير الفيروس مع الوقت، وهذا أمر طبيعي. ومع ارتفاع أعداد المصابين، تزيد قدرة الفيروسات على التحور، وأن المناعة الناتجة من اللقاحات أو الإصابات السابقة قد تدفع الفيروس لتطوير نفسه".

وتشبه أعراض متحوري "فليرت" و"إل بي. 1" إلى حد كبير الأعراض التي نعرفها من سلالات "كوفيد-19" السابقة، مثل الحمى والسعال والتعب وفقدان حاستي التذوق أو الشم والتهاب الحلق وآلام العضلات وضيق التنفس والصداع وسيلان الأنف.

وفي الأسبوع الماضي، أعلنت "منظمة الصحة العالمية" أن "كوفيد-19" لا يزال السبب في نحو 1700 وفاة أسبوعياً حول العالم، كما أكدت أهمية تلقي اللقاحات للفئات الأكثر عرضة للخطر.