ملخص
تدين المعارضة الفنزويلية منذ أسابيع "الاضطهاد السياسي" للسلطة من خلال حملات الاعتقال والإغلاق الإداري والغرامات المفروضة على التجار والفنادق والمطاعم التي تتعامل مع المعارضة.
يتوجه الفنزويليون إلى مراكز الاقتراع اليوم الأحد للإدلاء بأصواتهم في انتخابات هي الأهم خلال ربع قرن للدولة ذات الحكم الاشتراكي في ظل ثقة الرئيس نيكولاس مادورو في الفوز رغم ما اكتسبته المعارضة من دعم وتحذيرها من احتمال حدوث مخالفات.
وزعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو هي الوجه الأبرز لحملة الائتلاف المعارض حتى بعد أن أجبرها قرار المنع من شغل المناصب العامة على تسليم الشعلة للمرشح إدموندو غونزاليس، وهو دبلوماسي سابق يبلغ من العمر 74 عاما معروف بسلوكه الهادئ.
منع دخول مراقبين
أسهم قيام كراكاس بمنع رحلة جوية تقل رؤساء دول سابقين من أميركا اللاتينية لمراقبة الانتخابات الرئاسية المقررة اليوم الأحد، في تفاقم الأجواء المتوترة أصلاً في فنزويلا إذ يسعى نيكولاس مادورو للفوز بولاية ثالثة أمام خصمه السفير السابق إدموندو غونزاليس أوروتيا.
ويعلن كل معسكر أنه واثق من الفوز في هذه الانتخابات. فمن جهة يؤكد الرئيس مادورو (61 سنة) منذ بدء الحملة الانتخابية، أن البلاد تقف خلفه.
وفي المقابل يستند غونزاليس أوروتيا (74 سنة) الذي حل مكان زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو لعدم أهليتها إلى استطلاعات الرأي التي تظهر تقدمه بأكثر من 20 نقطة.
وفي حديثه عن "إغلاق المجال الجوي الفنزويلي" اتهم رئيس بنما خوسيه راؤول مولينو كراكاس بمنع إقلاع رحلة تجارية من مطار توكومين في بنما إلى العاصمة الفنزويلية وبين ركابها عديد من رؤساء أميركا اللاتينية السابقين.
تضم المجموعة ميريا موسكوسو (بنما) وميغيل أنجيل رودريغيز (كوستاريكا) وخورخي كيروغا (بوليفيا) وفيسينتي فوكس (المكسيك)، وجميعهم أعضاء في المبادرة الديمقراطية لإسبانيا والأميركتين مجموعة (IDEA) وينتقدون بشدة حكومة مادورو.
"مؤشر سيئ"
وتحدث فوكس في إطار البرنامج المكسيكي غروبو فورمولا عن "مؤشر سيئ". وأضاف "أرغمونا على النزول من الطائرة باستخدام الابتزاز وممارسة الضغوط من فنزويلا".
الأربعاء الماضي لمح ديوسدادو كابيلو نائب الرئيس السابق النافذ الذي غالباً ما اعتبر الرجل الثاني في السلطة الفنزويلية، إلى الحظر المفروض على إقامة رؤساء الدول السابقين.
وقال خلال برنامجه المتلفز الأسبوعي، "إذا لم تتم دعوتكم إلى حفلة ماذا يقولون لكم؟ من فضلكم كونوا لطفاء وارحلوا، ليسوا مدعوين ويحبون الاستعراض".
استنكر 10 نواب وأعضاء في البرلمان الأوروبي من الحزب الشعبي الإسباني (يمين) إضافة إلى نائب كولومبي وآخر إكوادوري، منع دخولهم إلى فنزويلا عند وصولهم إلى مطار مايكيتيا قرب كراكاس.
وقال ميغيل تيلادو من حزب الشعب على موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، "يتم طردنا، للأسف شرطة مادورو صارمة".
وبعثت الحكومة التشيلية رسالة احتجاج إلى كراكاس مساء أول من أمس الجمعة اتهمتها فيها بممارسات مماثلة مع اثنين من أعضاء مجلس الشيوخ المحافظين.
مخاوف من "حمام دم"
وتزيد هذه الأحداث من المخاوف التي أثارتها في المنطقة تحذيرات مادورو من "حمام دم" محتمل في حال فوز المعارضة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأعرب رئيسا البرازيل وتشيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا وغابرييل بوريك وكلاهما من اليسار، عن قلقهما.
وأعلن لولا "على مادورو أن يتعلم: عندما نفوز نبقى، وعندما نخسر نرحل".
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض لشؤون الأمن الداخلي جون كيربي، إن "القمع السياسي والعنف غير مقبولين".
نداء عاجل
وأطلق الرئيس الإكوادوري دانييل نوبوا "نداء عاجلاً لوقف كل أشكال المضايقات والاضطهاد ضد المعارضة السياسية والعملية الانتخابية نفسها".
ولم تعترف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وجزء كبير من المجتمع الدولي بإعادة انتخاب مادورو عام 2018 خلال تصويت قاطعته المعارضة، متحدثة عن عمليات تزوير.
وقالت ماتشادو، إنها تحدثت مع رؤساء الأرجنتين خافيير مايلي وباراغواي سانتياغو بينيا وأوروغواي لويس لا كالي بو، وشكرتهم على "تضامنهم ودعمهم في المعركة من أجل الديمقراطية". وأجاب مايلي الخصم المعلن لمادورو "سنكون دائماً إلى جانب الشعب الفنزويلي".
"كل شيء جاهز"
على الأرض "كل شيء جاهز"، كما قال رئيس المجلس الانتخابي الوطني إلفيس أموروسو، موضحاً أن عملية تجهيز مراكز الاقتراع البالغ عددها 30 ألفاً بدأت صباحاً.
وشكا نشطاء في المعارضة من التأخير، وقال وزير الدفاع الجنرال فلاديمير بادرينو لوبيز "تنبيه! يحاولون من خلال نشر اتهامات مغرضة عبر شبكات التواصل الاجتماعي إفساد المناخ الانتخابي".
"الاضطهاد السياسي"
وقالت منظمة "فورو بينال" غير الحكومية لحقوق الإنسان أول من أمس، إنه تم توقيف 135 شخصاً في إطار حملة المعارضة، مشيرة إلى أن 47 لا يزالون رهن الاعتقال.
وتدين المعارضة منذ أسابيع "الاضطهاد السياسي" للسلطة من خلال حملات الاعتقال والإغلاق الإداري والغرامات المفروضة على التجار والفنادق والمطاعم التي تتعامل مع المعارضة.
وتتهم الحكومة الفنزويلية المعارضة بانتظام بالتحريض للتآمر على الرئيس نيكولاس مادورو.
وأحصت فورو بينال 305 "سجناء سياسيين" في فنزويلا.