ملخص
كامالا هاريس تؤكد أن دعمها لإسرائيل "ثابت" بعد الهجوم على مرتفعات الجولان وطيران الشرق الأوسط اللبنانية ترجئ بعض رحلات العودة لبيروت
قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أمس الأحد إن اجتماع مجلس الوزراء الأمني المصغر انتهى، وإن أعضاءه فوضوا بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت بتحديد "نوع" و"توقيت" الرد على هجوم "حزب الله" الذي أودى بحياة 12 طفلاً وفتى في بلدة مجدل شمس بهضبة الجولان التي تحتلها تل أبيب.
من ناحية أخرى قال مستشار نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس للأمن القومي فيل جوردون أمس الأحد إن دعم هاريس لأمن إسرائيل "ثابت"، وأضاف أنها اطلعت على تفاصيل الهجوم الصاروخي على ملعب كرة قدم في هضبة الجولان وتراقبه من كثب.
وأوضح جوردون في بيان "اطلعت نائبة الرئيس على تفاصيل الهجوم المروع الذي شنه ’حزب الله‘ على ملعب كرة قدم في مجدل شمس شمال إسرائيل أمس الذي تسبب في مقتل عدد من الأطفال والفتية، وهي تدين هذا الهجوم المروع وتنعى كل القتلى والجرحى".
ونفت جماعة "حزب الله" مسؤوليتها عن الهجوم على قرية مجدل شمس، الذي أوقع أكبر عدد من القتلى، سواء في إسرائيل أم في الأراضي التي ضمتها، وذلك منذ أن أشعل هجوم حركة "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) على إسرائيل فتيل الحرب في غزة، وامتد هذا الصراع إلى جبهات متعددة وهو الآن ينذر بالتحول إلى صراع أوسع بالمنطقة.
وقصفت طائرات إسرائيلية أهدافاً في جنوب لبنان خلال النهار، وتوعدت تل أبيب بالرد على "حزب الله".
قلق دولي
وحمل البيت الأبيض "حزب الله" مسؤولية الهجوم على مجدل شمس أمس الأحد، وقال في بيان "هذا الهجوم نفذه ’حزب الله‘ اللبناني، إنه صاروخ تابع لهم انطلق من منطقة يسيطرون عليها".
وأضاف أن واشنطن تجري محادثات مع مسؤولين إسرائيليين ولبنانيين منذ هجوم أول من أمس السبت، الذي ندد به ووصفه بأنه "مروع"، وذكر أن الولايات المتحدة تعمل على إيجاد حل دبلوماسي.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن واشنطن تؤيد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكنها لا تريد مزيداً من التصعيد في الصراع الذي يشهد تبادلاً يومياً لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" على طول الحدود.
وعبرت بريطانيا عن قلقها إزاء تفاقم التصعيد، بينما قالت مصر إن الهجوم قد يؤدي إلى "انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة".
في غضون ذلك تجمعت آلاف العائلات لحضور جنازات قتلى الهجوم في مجدل شمس الدرزية في هضبة الجولان، التي استولت عليها إسرائيل من سوريا في حرب عام 1967، وضمتها في خطوة لم تعترف بها معظم الدول.
وأحاط المشيعون، الذين كان عدد منهم يضع العمامة الدرزية التقليدية ذات اللونين الأبيض والأحمر على رأسه، بالنعوش في أثناء الجنازة.
وقال دولان أبو صالح رئيس المجلس المحلي لمجدل شمس في تصريحات بثها التلفزيون الإسرائيلي "مأساة ثقيلة، يوم أسود وقع على مجدل شمس".
وكان "حزب الله" أعلن في البداية أنه أطلق صواريخ على مواقع عسكرية إسرائيلية في هضبة الجولان، لكنه نفى تورطه في الهجوم على مجدل شمس، قائلاً "لا علاقة للمقاومة الإسلامية بالحادثة على الإطلاق، وتنفي نفياً قاطعاً كل الادعاءات الكاذبة بهذا الخصوص".
إيراني الصنع
لكن إسرائيل قالت إن الصاروخ إيراني الصنع، وإنه أطلق من منطقة تقع شمال قرية شبعا في جنوب لبنان، واتهمت جماعة "حزب الله" بشن الهجوم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان "الصاروخ الذي قتل أولادنا وبناتنا كان صاروخاً إيرانياً و’حزب الله‘ هو التنظيم الإرهابي الوحيد الذي يمتلك مثل هذه الصواريخ في ترسانته".
وقال مصدران أمنيان لـ"رويترز" إن "حزب الله" في حالة استنفار شديد وبادر بإخلاء بعض المواقع المهمة في جنوب لبنان وسهل البقاع شرق البلاد تحسباً لهجوم إسرائيلي.
إلغاء رحلات جوية في مطار بيروت
وسط هذه الأجواء ذكرت شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية اليوم الإثنين أن عدم انتظام مواعيد رحلاتها الجوية يتعلق بأخطار التأمين في ظل تصاعد التوتر بين إسرائيل و"حزب الله"، الذي تسبب في إلغاء أو تأخر بعض الرحلات في مطار بيروت.
وألغت "لوفتهانزا" و"يوروينغز" التابعة لها ثلاث رحلات إلى بيروت كان من المقرر أن تنطلق بعد ظهر اليوم، بحسب ما أظهرته لوحة مواعيد إقلاع ووصول الرحلات في المطار وموقع تتبع الرحلات "فلايت رادار 24".
وأظهرت بيانات "فلايت رادار 24" أيضاً أن الخطوط الجوية التركية ألغت رحلتين ليل أمس الأحد، كما ألغت شركة طيران "صن إكسبرس" التركية للرحلات منخفضة التكاليف وشركة "إيه جيت" التابعة للخطوط الجوية التركية وشركة طيران "إيجه" اليونانية والخطوط الجوية الإثيوبية وشركة طيران الشرق الأوسط رحلات كان من المقرر وصولها إلى بيروت اليوم.
التصعيد
وتتبادل القوات الإسرائيلية إطلاق النار منذ أشهر مع مقاتلي "حزب الله" جنوب لبنان، لكن يبدو أن الجانبين يتجنبان التصعيد الذي قد يؤدي إلى حرب شاملة، مما قد يجر قوى أخرى للصراع منها الولايات المتحدة وإيران.
لكن ضربة أول من أمس السبت هددت بدفع المواجهة إلى مرحلة أكثر خطورة، وحث مسؤولون بالأمم المتحدة الجانبين على التحلي بأقصى درجات ضبط النفس، محذرين من أن التصعيد "قد يشعل صراعاً أوسع نطاقاً من شأنه أن يغرق المنطقة بأكملها في كارثة لا يمكن تصورها".
وقال وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب إن لبنان طلب من الولايات المتحدة حث إسرائيل على ضبط النفس، وأضاف أن واشنطن طلبت من حكومة بلاده نقل رسالة إلى "حزب الله" لإبداء ضبط النفس أيضاً.
مخاوف الحرب الشاملة
وحذرت وزارة الخارجية الإيرانية إسرائيل أمس الأحد من مغبة ما وصفته بأية مجازفة جديدة في لبنان، وقالت وزارة الخارجية السورية إنها تحمل إسرائيل "المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد الخطر للوضع في المنطقة" وإن اتهامات إسرائيل لـ"حزب الله" زائفة.
وقال دبلوماسيان معنيان بالشأن اللبناني إن كل الجهود مطلوبة الآن لتجنب حرب شاملة، وأجبر الصراع عشرات الآلاف في كل من لبنان وإسرائيل على مغادرة منازلهم، وأدت ضربات إسرائيلية إلى مقتل نحو 350 من مقاتلي "حزب الله" في لبنان وأكثر من 100 مدني، منهم مسعفون وأطفال وصحافيون.
وقال الجيش الإسرائيلي بعد هجوم أول من أمس السبت إن عدد القتلى بين المدنيين الذين سقطوا في هجمات "حزب الله" ارتفع إلى 23 منذ أكتوبر 2023، إضافة إلى 17 جندياً في الأقل.