حذّرت إحدى الجمعيات الخيرية أنّ الهوّة في التعامل مع النوبات القلبية بين الجنسين تتسبّب بوفياتٍ لا داع لها في صفوف النساء لأنهنّ لا يتلقين العلاج نفسه كالرجال.
وأصدرت جمعية القلب البريطانية BHF بياناً موجزاً حمل عنوان "التحيّز وعلم الأحياء: كيف تكلّف الهوّة بين الجنسين في أمراض القلب النساء حياتهنّ".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ووجدت دراسة موّلتها الجمعية وأجراها باحثون في جامعة ليدز أنّه خلال فترة تتجاوز العشرة أعوام، كان بالإمكان تجنّب أكثر من 8200 حالة وفاة بنوبة قلبية بين النساء في إنجلترا وويلز في حال تلقّين علاجاتٍ تضاهي تلك التي حصل عليها الرجال، ما يعادل حالتي وفاة يومياً.
كما أظهرت الدراسة أنّ 50 في المئة من النساء أكثر عرضة من الرجال للحصول على تشخيص خاطئ عندما يختبرن نوبة قلبية.
وحذّرت جمعية القلب البريطانية أنّه في حين يُنظر إلى النوبات القلبية بأنّها "أمراض حكر على الرجال وحسب"، فإنّ عدد النساء اللواتي يتوفين جرّاء مرض القلب التاجي يبلغ ضعف المتوفيات بسبب سرطان الثدي.
وذكرت مراجعة شاملة شملها موجز جمعية القلب البريطانية أنّه بالمعدل تستغرق النساء وقتاً أطول من الرجال للوصول إلى المستشفى متى بدأن باختبار عوارض النوبة القلبية.
وفي سياقٍ متّصل، وجدت دراسة أخرى موّلتها الجمعية أيضاً أنّ وصف أدوية الستاتينتات للنساء أدنى بنسبة 2.7 في المئة من الرجال بعد مغادرتهنّ المستشفى إثر دخولهنّ إليها جراء الإصابة بنوبة قلبية وأقلّ بنسبة 7.4 في المئة في ما يتعلقّ بوصف مثبطات بيتا Beta Blockers لهنّ.
وفي هذا السياق، قالت د. صونيا بابو-نارايان استشارية أمراض القلب والمديرة الطبية الشريكة في جمعية القلب البريطانية، "لم تكن النوبات القلبية أكثر قابلية للعلاج كما اليوم. ومع ذلك، تموت النساء من دون داعٍ لأنّه يُنظر إلى النوبات القلبية على أنها أمراض تصيب الرجال حكراً ولا تتلقّى النساء نظير العلاج الذي يتلقاه الرجال. وكشفت الدراسات الواردة في هذا الموجز عن أوجه تفاوت طاولت كلّ مرحلة من حياة المرأة. وأسباب هذا الأمر معقّدة للشرح. معاً، علينا تغيير هذا الواقع".
واستناداً إلى جمعية القلب البريطانية، أُدخلت 35 ألف امرأة في المملكة المتحدة سنوياً إلى المستشفيات بعد إصابتهنّ بنوبة قلبية أي ما يعادل 98 امرأة في اليوم.
وأضافت الجمعية أنّ عوامل خطر الإصابة بالنوبة القلبية أعلى كثيراً في أوساط النساء منها لدى الرجال وتستدعي التحرك السريع.
وفي هذا السياق، يبلغ خطر تعرّض النساء للنوبات القلبية 80 في المئة في حال كنّ يعانين من ارتفاعٍ في ضغط الدم و50 في المئة في حال إصابتهنّ بالسكري من النوع الثاني.
وقال كريس غال، بروفسور طب القلب والأوعية الدموية في جامعة ليدز والمؤلّف الرئيسي لعددٍ من الدراسات التي وردت في موجز جمعية القلب البريطانية، إنّ مشكلة "الهوّة في الأزمة القلبية بين الجنسين لا تتعلّق بالمملكة المتحدة وحدها. فدراسات حول العالم كشفت أنّ الهوّة في العلاج بين الجنسين موجودة ممّا يشير إلى أنها مسألة متجذّرة ومعقّدة للغاية. أمّا الاختلافات في الرعاية الصحية، فهي بحدّ ذاتها صغيرة للغاية، ولكن عندما ننظر إلى ذلك على نطاق أوسع يشمل سكان المملكة المتحدة، يبرز حجم الخسائر في الأرواح. وفي متناولنا القيام بأفضل من ذلك".
© The Independent