Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسماعيل هنية من التهديد والوعيد إلى ساعة الاغتيال

قاد وخالد مشعل دبلوماسية مكوكية لوقف الحرب... وكان قريباً من الأعضاء الأكثر تشدداً في غزة

هنية خلال إلقائه كلمة في مناسبة شعبية في مدينة غزة، في 6 أكتوبر 2006 (أ ف ب)

ملخص

توعد هنية جنود الجيش الإسرائيلي بأنهم سيجدون أنفسهم "غرقوا في رمال غزة"، لكنه قام وسلفه خالد مشعل بجولات مكوكية في المنطقة لإجراء محادثات بغية التوصل إلى اتفاق بوساطة قطرية مع إسرائيل، يفضي إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن مقابل الإفراج عن فلسطينيين محتجزين في السجون الإسرائيلية، فضلاً عن إدخال مزيد من المساعدات إلى غزة.

كان رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية الذي قتل في إيران الوجه الصارم على صعيد الدبلوماسية الدولية للحركة الفلسطينية مع احتدام الحرب في غزة، إذ قتل ثلاثة من أبنائه إثر غارة جوية إسرائيلية.

ولكن على رغم خطابه الصارم عده دبلوماسيون كثر معتدلاً مقارنة بالأعضاء الأكثر تشدداً في الحركة المدعومة من إيران داخل غزة.

وبعدما تقلد منصب رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" خلال عام 2017 كان يتنقل بين تركيا والعاصمة القطرية الدوحة هرباً من قيود السفر المفروضة على قطاع غزة المحاصر، مما ساعده على التفاوض في محادثات وقف إطلاق النار وإجراء محادثات مع إيران، حليفة "حماس".

ورأى هنية بعد بعد فترة وجيزة من شن مقاتلي "حماس" الهجوم على إسرائيل خلال السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بأن التطبيع والاعتراف بإسرائيل لا يمكن أن يحسم هذا الصراع.

وردت إسرائيل على الهجوم بشن حملة عسكرية أدت بحسب ما أعلنت السلطات الصحية في غزة إلى مقتل أكثر من 39400 داخل القطاع حتى الآن.

وخلال مايو (أيار) الماضي طلب مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر اعتقال لثلاثة من قادة "حماس" كان هنية أحدهم، إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتهمة ارتكاب جرائم حرب. ورفض القادة الإسرائيليون والفلسطينيون هذه الاتهامات.

مسألة الكفاح المسلح

وعلى رغم أن الميثاق التأسيسي الذي نشرته "حماس" خلال عام 1988 يدعو إلى تدمير إسرائيل، فإن قادة الحركة عرضوا في بعض الأحيان هدنة طويلة الأمد مع إسرائيل مقابل دولة فلسطينية تتمتع بمقومات البقاء على جميع الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل أثناء حرب عام 1967، وهو ما تعده إسرائيل "خدعة".

وخلال عام 2012 عندما سألته "رويترز" عما إذا كانت "حماس" تخلت عن الكفاح المسلح، أجاب هنية "بالطبع لا". وقال إن المقاومة ستستمر بجميع صورها "المقاومة الشعبية والمقاومة السياسية والدبلوماسية والعسكرية".

وأعلنت "حماس" مقتل ثلاثة من أبناء هنية وهم حازم وأمير ومحمد خلال الـ10 من أبريل (نيسان) الماضي، عندما استهدفت غارة جوية إسرائيلية السيارة التي كانوا يستقلونها. وقالت "حماس" إن هنية فقد أيضاً أربعة من أحفاده، ثلاث فتيات وفتى، في الغارة.

ونفى هنية تأكيدات إسرائيلية بأن أولاده كانوا يقاتلون في صفوف الحركة، وقال إن "مصالح شعبنا الفلسطيني مقدمة على أي شيء، وأبناؤنا وأولادنا هم جزء من هذا الشعب"، وذلك لدى سؤاله عما إذا كان مقتل أولاده وأحفاده سيؤثر في محادثات الهدنة.

وقال "كل أبناء شعبنا وكل عائلات سكان غزة دفعوا ثمناً باهظاً من دماء أبنائهم وأنا واحد منهم"، مضيفاً أن "ما لا يقل عن 60 من أفراد عائلته قتلوا في الحرب".

البراغماتي نسبياً

وعلى رغم اللهجة الصارمة التي يستخدمها في تصريحاته فإن الدبلوماسيين والمسؤولين العرب يعدونه براغماتياً نسبياً مقارنة بالأصوات الأكثر تشدداً داخل غزة، إذ خطط الجناح العسكري لحركة "حماس" لهجوم السابع من أكتوبر.

وتوعد هنية جنود الجيش الإسرائيلي بأنهم سيجدون أنفسهم "غرقوا في رمال غزة"، لكنه قام وسلفه خالد مشعل بجولات مكوكية في المنطقة لإجراء محادثات بغية التوصل إلى اتفاق بوساطة قطرية مع إسرائيل يفضي إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن مقابل الإفراج عن فلسطينيين محتجزين في السجون الإسرائيلية، فضلاً عن إدخال مزيد من المساعدات إلى غزة.

وتنظر إسرائيل إلى جميع قادة "حماس" باعتبارهم إرهابيين، وتتهم هنية ومشعل وآخرين بمواصلة "التحكم في منظمة ’حماس‘ الإرهابية".

لكن لم يتضح حتى الآن إلى أي مدى كان هنية يعلم بهجوم السابع من أكتوبر قبل وقوعه. فقد كانت الخطة التي وضعها المجلس العسكري في كتائب القسام الجناح العسكري لـ"حماس" في غزة "سرية للغاية"، لدرجة أن بعض مسؤولي الحركة بدوا مصدومين من توقيتها وحجمها.

ومع ذلك كان لهنية دور فعال في بناء القدرات القتالية لـ"حماس" عبر طرق عدة، منها تعزيز العلاقات مع إيران التي لا تخفي دعمها للحركة.

وخلال العقد الذي كان فيه هنية رئيساً لـ"حماس" في غزة اتهمت إسرائيل فريقه بالمساعدة في تحويل المساعدات الإنسانية إلى الجناح العسكري للحركة، وهو ما نفته الحركة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


دبلوماسية مكوكية

عندما غادر هنية غزة خلال عام 2017 خلفه يحيى السنوار الذي قضى أكثر من عقدين في السجون الإسرائيلية، والذي رحب به هنية مجدداً في غزة خلال عام 2011 بعد عملية لتبادل المحتجزين.

وقال المتخصص في الشؤون الفلسطينية بجامعة قطر أديب زيادة إن "هنية يقود المعركة السياسية لـ’حماس‘ مع الحكومات العربية"، مضيفاً أن هنية يرتبط بعلاقات وثيقة مع شخصيات أكثر تشدداً في الحركة والجناح العسكري. وتابع "إنه الواجهة السياسية والدبلوماسية لـ’حماس‘".

والتقى هنية ومشعل مسؤولين في مصر التي تتوسط أيضاً في محادثات وقف إطلاق النار. وذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن هنية سافر أوائل نوفمبر (تشرين الثاني) إلى طهران للقاء الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي.

وقال ثلاثة مسؤولين كبار لوكالة رويترز إن خامنئي أبلغ هنية خلال الاجتماع بأن إيران لن تدخل الحرب لأنها لم تعلم بأمرها مسبقاً، لكن "حماس" أصدرت نفياً في وقت لاحق.

الناشط الطلابي

وفي مرحلة الشباب كان هنية ناشطاً طلابياً داخل الجامعة الإسلامية في مدينة غزة. وانضم إلى "حماس" عندما تأسست خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987. وتعرض هنية للاعتقال والترحيل لفترة وجيزة.

وأصبح هنية أحد تلامذة الشيخ أحمد ياسين مؤسس "حماس"، والذي كان أيضاً لاجئاً مثل عائلة هنية من قرية الجورة القريبة من عسقلان.

وخلال عام 1994 قال لوكالة رويترز إن الشيخ ياسين كان نموذجاً يحتذى بالنسبة للشباب الفلسطيني، وإنه تعلم منه "حب الإسلام والتضحية من أجله وعدم الركوع للطغاة والمستبدين".

وبحلول عام 2003 أصبح هنية أحد المساعدين الذين يثق بهم ياسين، والتقطت صورة له في منزل الشيخ داخل غزة وهو يحمل هاتفاً إلى جانب أذن مؤسس الحركة الذي كان مصاباً بشلل شبه كامل، حتى يتمكن من المشاركة في حديث. واغتالت إسرائيل ياسين خلال عام 2004.

وكان هنية من أوائل المدافعين عن دخول "حماس" معترك السياسة. وخلال عام 1994 قال إن تشكيل حزب سياسي سيمكن "حماس" من التعامل مع التطورات الناشئة.

ورفض قادة الحركة الدخول في ميدان السياسة بداية ثم وافقوا عليه لاحقاً، وأصبح هنية رئيساً للوزراء بعد فوز الحركة في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية عام 2006، وذلك بعد عام من انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة. وسيطرت الحركة على غزة خلال عام 2007.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات