أعلن الرئيس البيروفي مارتن فيزكارا حل البرلمان الذي تهيمن عليه المعارضة والدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة، في خطوة سارع البرلمان للرد عليها بتعليق ممارسة الرئيس صلاحياته، الأمر الذي فاقم أزمة المؤسسات في البلاد. وقال فيزكارا في خطاب بثه التلفزيون "لقد قررت حل الكونغرس والدعوة إلى انتخابات تشريعية" قبل عام ونصف العام من موعدها المقرر أصلاً في أبريل (نيسان) 2021.
لا اتفاق مع المعارضة
وأوضح الرئيس اليميني الشعبوي أنه لم يجد بداً من حل البرلمان بعدما خلص إلى أنه "لا يمكن التوصل إلى اتفاق مع المعارضة"، في إشارة إلى الخلاف حول طريقة تعيين قضاة المحكمة الدستورية، وهو موضوع أشعل نقاشاً صاخباً في البرلمان.
لكنّ رد البرلمان الذي يسيطر عليه أنصار الرئيس السابق ألبرتو فوجيموري (1990-2000) لم يتأخر، إذ سارع النواب إلى التصويت على قرار علقوا بموجبه ممارسة الرئيس صلاحياته وذلك بدعوى "العجز الأخلاقي"، وأوكلوا صلاحياته إلى نائبة الرئيس مرسيدس أراوز.
اليمين الدستورية
وعلى الفور أدت أراوز، الخبيرة الاقتصادية البالغة من العمر 58 سنة، اليمين الدستورية أمام رئيس البرلمان بيدرو أولايخيا الذي أعلن من ناحيته أن النواب سيصوتون الجمعة على مذكرة لعزل الرئيس فيزكارا نهائياً.
وكان من المقرر أن تجرى الانتخابات التشريعية والرئاسية في وقت واحد في أبريل 2021. ويعود آخر حل للبرلمان في البيرو إلى الخامس من أبريل 1992 في عهد ألبرتو فوجيموري. والمحكمة الدستورية، أعلى هيئة قضائية في البلاد، تنظر حالياً بطلب لإطلاق سراح زعيمة المعارضة كيكو فوجيموري، ابنة الرئيس الأسبق الموقوفة منذ 11 شهراً في إطار تحقيق بقضية فساد ضخمة.
غالبية في البرلمان
وتمتلك المعارضة غالبية في البرلمان لكن شعبيتها تسلك مساراً انحدارياً على عكس شعبية الرئيس، الأمر الذي يجعل الفوجيموريين يتخوفون من الذهاب إلى انتخابات مبكرة في حين أن الرئيس يأمل في أن تغير صناديق الاقتراع موازين القوى في البرلمان لصالحه. وفيزكارا، المهندس البالغ من العمر 56 عاماً كان نائباً للرئيس السابق بيدرو بابلو كوتشينسكي وقد انتخب عام 2018 رئيساً للبلاد بعدما جعل من مكافحة الفساد شعاراً لحملته الانتخابية.
تهم فساد وملاحقات
وتتميّز البيرو بأنّها البلد الذي أطلق ملاحقات قضائية بتهم فساد بحق أربعة رؤساء سابقين. وفي 17 أبريل انتحر الرئيس الأسبق آلان غارسيا (1985-1990 و2006-2011) بإطلاق النار على رأسه عندما جاءت الشرطة للقبض عليه في منزله.
وفي مايو (أيار) وجّه القضاء إلى الرئيس الأسبق أولانتا هومالا (2011-2016) وزوجته نادين هيريديا اتهامات بتبييض أموال.
أما الرئيس السابق بيدرو بابلو كوتشينسكي الذي أجبر على الاستقالة عام 2018 بعدما قضى عامين فقط في السلطة فيخضع لتحقيق بشبهة تبييض أموال في إطار فضيحة فساد واسعة.
والرئيس السابق الرابع ضمن هذه القائمة هو أليخاندرو توليدو (2001-2006) الذي تم اعتقاله في 16 يوليو (تموز) في الولايات المتحدة، حيث يقيم، تمهيداً لتسليمه إلى سلطات بلاده.