ملخص
أغلقت السلطات البريطانية منصة إلكترونية تسمى "رشن كومس" استخدمت للاحتيال على مئات آلاف الأشخاص حول العالم، فاستعملت لإجراء اتصالات مع الأفراد لإقناعهم بنقل أموالهم من حساباتهم البنكية إلى أماكن أخرى مما تسبب بخسارة أكثر من 170 ألف شخص لعشرات ملايين الجنيهات الاسترلينية في المملكة المتحدة وحدها.
قالت الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة في بريطانيا إن السلطات المختصة أغلقت منصة على الإنترنت سمحت لمجرمين بإجراء مكالمات هاتفية لسرقة الأموال من مئات آلاف الأشخاص على مستوى العالم، إذ أتاحت لأفراد انتحال صفة موظفي بنوك أو شركات ائتمان من أجل الاحتيال على الضحايا وسرقة أموالهم.
وكانت المنصة تحمل اسم "رشن كومس" Russian Coms لكن ليست لها صلة أكيدة بروسيا، وسمحت للمحتالين بإجراء 1.3 مليون مكالمة لأرقام بريطانية بين 2021 و2024، فتسببت بخسائر مالية تقدر بعشرات ملايين الجنيهات الاسترلينية لأكثر من 170 ألف ضحية في المملكة المتحدة وحدها، أما عالمياً فلم يُعلن الرقم بعد.
واعتقلت السلطات البريطانية ثلاثة أشخاص من منطقة نيوهام شرق لندن خلال مارس (آذار) وأبريل (نيسان) الماضيين، ثم أفرجت عنهم بكفالة مشروطة لاحقاً، ولكن مسؤولي الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة يقولون إن اثنين منهم ساعدا في إنشاء المنصة وتطويرها، بالتالي ما زالت التحقيقات جارية والبحث مستمر في القضية.
تجسد الاحتيال عبر منصة "رشن كومس" في اتصال محتالين يقدمون أنفسهم للناس على أنهم ممثلون عن بنوكهم أو شركاتهم الائتمانية لينصحوهم بتحويل أموالهم إلى حسابات مختلفة بحجة اكتشاف نشاط احتيالي حول حساباتهم الأصلية، وهنا يسارع الضحايا لتزويد المتصل ببياناتهم البنكية من دون التفكير باحتمال وقوعهم في فخ محتالين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفق أرقام رسمية يشكل الاحتيال 40 في المئة من الجرائم الموجهة ضد الأفراد في إنجلترا وويلز، و80 في المئة من هذه الجرائم يتم بواسطة التكنولوجيا، وبحسب مدير الجرائم الاقتصادية في "وكالة الجريمة" أدريان سيرل يستخدم المجرمون التقنية بصورة متزايدة لتنفيذ عمليات الاحتيال، مما يصعب على الضحايا مواجهتهم.
وعرفت "رشن كومس" في البداية كتطبيق للاتصالات المشفرة على المتاجر المتخصصة، وقالت "وكالة الجريمة" إنها كانت تقدم 5000 دقيقة اتصال مقابل نحو 450 دولاراً أميركياً، وتتيح لعملائها إجراء اتصالات خلال 24 ساعة في اليوم مع توفير ميزات إضافية كثيرة في مجالات الموسيقى والصوت والصور وغيرها.
وأوقفت السلطات البريطانية خلا الأعوام الماضية منصات عدة استخدمت أيضاً لأغراض الجريمة والاحتيال مثل "أيسبوف" و"لابهوست"، وبحسب رئيس مركز الأمن الإلكتروني والذكاء الاصطناعي في جامعة "شرق لندن" الدكتور أمير النمرات، "كلما زاد اعتماد الناس على التكنولوجيا ارتفع احتمال تعرضهم للمحتالين".
ويقول النمرات في حديث إلى "اندبندنت عربية" إن المحتالين يبرعون في توظيف التقنية في عملياتهم، ومع التقدم التكنولوجي أصبح بإمكان هؤلاء المجرمين الوصول إلى بيانات الأفراد الخاصة كأسماء وتواريخ وأرقام يستخدمونها في كلمات السر وأسئلة الخصوصية وإثبات الهوية عند التواصل مع بنوكهم وشركاتهم الائتمانية.
ويشدد النمرات على ضرورة تجاهل الأفراد أي اتصالات تطلب منهم بيانات بنكية بغض النظر عن مصدرها، كما عليهم تجنب الضغط على أي رابط يصلهم عبر الإيميل أو رسائل الهاتف أو "واتساب" أو أي وسيلة أخرى، وكذلك من الأفضل تجنب دفع الأموال إلكترونياً إلا للمنصات المعروفة والمضمونة أو المتداولة رسمياً.