Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مقترحات ترمب تربك الجمهوريين وهاريس أكثر حذرا

الجمهوريون مستاؤون من السياسة الغريبة التي تبناها ترمب والديمقراطيون متوحدون خلف مرشحة حزبهم

الرئيس الأميركي جو بايدن، على اليسار، ونائبة الرئيس كامالا هاريس، على اليمين، يسيران مع إيلا ميلمان، في الوسط، والدة المراسل إيفان غيرشكوفيتش، في قاعدة أندروز الجوية (أ ب)

ملخص

الجمهوريونيون ينظرون بعين الاستياء إلى مواقف ترمب الضريبية والديمقراطيون يرصون الصفوف وراء كامالا هاريس

بعد الجدل الذي أثارته تصريحات دونالد ترمب العنصرية التي شككت في هوية نائبة الرئيس كامالا هاريس العرقية وما إذا كانت تتحدر من أصول أفريقية وهندية معاً (وهي في الواقع أفريقية - هندية)، وجد الجمهوريون في مجلس الشيوخ أنفسهم مجدداً في موقف دفاعي.

وفي تطور مثير للدهشة طرح ترمب فكرة إلغاء الضرائب على تقديمات الضمان الاجتماعي، مما أربك الحزب الجمهوري إرباكاً شديداً.

وجاء هذا الاقتراح في توقيت سيئ للغاية. فقد كان الجمهوريون عرقلوا للتو حزمة ضريبية تضمنت كثيراً من الحوافز للشركات وتوسيعاً للإعفاء الضريبي للأطفال، الخميس الماضي. ويأتي هذا الموقف على أمل أنه إذا فاز ترمب وتمكنوا من السيطرة على مجلس الشيوخ في نوفمبر فسيتمكنون من الحصول على صفقة أفضل تتيح لهم ببساطة تمديد التخفيضات الضريبية لعام 2017 التي وقعها ترمب وإقرارها قانوناً.

وبدا زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ جون ثون غير مرتاح للحديث عن هذه القضية، بينما كان ينتظر سيارته لمغادرة واشنطن متجهاً إلى ولاية ساوث داكوتا.

وعندما سألته صحيفة "اندبندنت" عن الكلفة المحتملة لإلغاء الضرائب على تقديمات الضمان الاجتماعي، أجاب ثون بحذر، "حسناً، سنرى. من الواضح أن لهذا الاقتراح تأثيراً مالياً كبيراً. سنتعامل مع كل هذه التحديات في حينها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويعد ثون من المرشحين لتولي قيادة الجمهوريين في مجلس الشيوخ عندما يتنحى ميتش ماكونيل في وقت لاحق من هذا العام. وبصفته نائب زعيم الأقلية فهو مسؤول عن حساب الأصوات، لكنه لا يزال من أنصار الحكومة المحدودة اليد [تقييد صلاحية الحكومة الفيدرالية] والداعمين للأعمال التجارية وإلغاء الضرائب على الضمان الاجتماعي - ناهيك بفكرة ترمب بإلغاء الضرائب على البقشيش - من شأنه أن يحدث ثغرة هائلة على مستوى الإنفاق في خطط الحزب الجمهوري. وفي الواقع، يفضل هذا الحزب استخدام تلك الأموال لخفض ضرائب الشركات أو تخفيض معدل الضرائب عن كاهل كبار أصحاب الدخل.

وفي المقابل قال السيناتور الديمقراطي براين شاتز من هاواي، بصفته أحد أكبر المدافعين عن قضايا المناخ في مجلس الشيوخ، إنه لم ينزعج من التقارير التي تفيد بأن كامالا هاريس قد غيرت أحد مواقفها. فهاريس تعارض الآن حظر التكسير الهيدروليكي [لاستخراج الغاز].

وصرح شاتز لصحيفة "اندبندنت" هذا الأسبوع، "إذا لم تفز [هاريس]، فلن نتمكن من القيام بأي أمر على الإطلاق".

ويجد الحزبان بعضهما بعضاً الآن في موقفين متعارضين: الجمهوريون مضطرون للتخلي عن خططهم المدروسة لمصلحة أولويات ترمب، بينما لدى الديمقراطيين هدف واحد [لسان حالهم فوز هاريس]: "فوزي فقط، يا عزيزتي".

ويأتي تحول موقف هاريس من التكسير الهيدروليكي في إطار سعيها لضمان ولاية بنسلفانيا - وهو سبب آخر يدفعها للتفكير في تعيين حاكم الولاية جوش شابيرو نائباً لها في السباق الرئاسي. وتحتاج هاريس إلى ضمان إعادة انتخاب السيناتور بوب كيسي - كبير الديمقراطيين في الولاية - إذا أرادت إقرار أية تشريعات تتعلق بالمناخ.

وفي تصريح لصحيفة "اندبندنت" قال كيسي: "أعلم تماماً الأثر الإيجابي للتكسير الهيدروليكي في حياة سكان بنسلفانيا، فهذا القطاع لا يوفر الفرص الوظيفية فحسب، بل يعد مصدراً بديلاً للطاقة. لقد منحنا التكسير الهيدروليكي استقلالية غير مسبوقة عن نفط الشرق الأوسط أو جعلنا أقل اعتماداً عليه بصورة كبيرة. لذا، أدرك المنافع التي تعود على ولايتنا، وأعتقد أن نائبة الرئيس قد أدركت هذه الحقائق مع مرور الوقت".

وعادة ما يتجه المرشحون الرئاسيون إلى تبني مواقف أكثر اعتدالاً استعداداً للانتخابات العامة، حتى وإن لم يخوضوا انتخابات تمهيدية صعبة تتطلب منهم تبني مواقف سياسية أكثر تقدمية، كما هي الحال مع هاريس.

وفي الوقت نفسه كان لهاريس سجل تصويت ليبرالي إلى حد كبير في مجلس الشيوخ - وهو أمر متوقع نظراً إلى كونها ممثلة لولاية كاليفورنيا. وفي الواقع بين عامي 2019 و2021 كان اقتراعها يميل إلى اليسار أكثر من بيرني ساندرز نفسه، لكن هناك فرقاً كبيراً بين كونها عضواً جديداً في مجلس الشيوخ عن كاليفورنيا وكونها زعيمة للحزب. الآن، عليها التركيز على تعزيز فرص الديمقراطيين في الانتخابات المحلية والفوز في ولايات ليست يسارية بقدر ولايات الساحل الغربي.

ورحب السيناتور جو مانشين الذي سبق أن اختلف مع هاريس في الماضي بتبنيها مواقف أكثر اعتدالاً. وقال لصحيفة "اندبندنت"، "إنه أمر رائع. في الأساس، هذا هو واقع حياتنا اليومية".

وفي المقابل بدا السيناتور ثوم تيليس من نورث كارولاينا - الذي تعاون وتصادم مع ترمب على حد سواء - منزعجاً عند الحديث عن اقتراح ترمب إلغاء الضرائب على مدفوعات [تقديمات] الضمان الاجتماعي، وهو إجراء من شأنه أن يعزز تأييد شريحة رئيسة للجمهوريين تتمثل في كبار السن الأميركيين.

وقال تيليس للصحيفة، "لدينا كثير من الأولويات أشار إليها الرئيس ترمب"، مشيراً إلى التحدي الذي سيواجه الجمهوريين في الموازنة بين أولويات متعددة إذا حققوا فوزاً ثلاثياً في مجلس النواب ومجلس الشيوخ والرئاسة.

ويكشف هذا الوضع عن مأزق يواجهه الحزب الجمهوري. فخلال سنوات رئاسة ترمب، تجاهل الجمهوريون تغريداته أو محاولاته تقويض سيادة القانون، معتبرين إياه أفضل فرصة لهم لخفض الضرائب وتعيين عدد من القضاة، لكنهم لم يتمكنوا من تجاهل نزواته. وقد تكرر الأمر نفسه أخيراً عندما استقال رئيس "مشروع 2025" بعد محاولة ترمب النأي بنفسه عنه.

وعلى رغم الشهر العصيب والمعقد الذي شهده الديمقراطيون في أعقاب المناظرة الأخيرة، فإن نقاشاتهم الداخلية تمحورت حول سؤال واحد فقط: ما الذي يقتضيه إحراز الفوز في الانتخابات المقبلة؟

ويعزى ذلك بصورة كبيرة إلى أن الحزب الجمهوري لم يعد مكرساً لانتخاب مرشحين جمهوريين أو حتى لتعزيز ما يعرف بـ"الترمبية" كفلسفة سياسية، بل تحول إلى منصة للترويج لشخص دونالد ترمب نفسه، في حين حافظ الحزب الديمقراطي على دوره التقليدي كحزب سياسي فاعل.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات