ملخص
سعى ترمب ونائبه جي دي فانس إلى استخدام ورقة الهوية كسلاح سياسي، إذ قال فانس أمام جمهور في تجمع جماهيري بولاية أريزونا، إن هاريس تحدثت بلكنة جنوبية مزيفة خلال تجمع انتخابي غالبيته من أصحاب البشرة السمراء في أتلانتا بولاية جورجيا الجنوبية
منذ أن أشعل مرشح الجمهوريين الرئاسي دونالد ترمب عاصفة نارية عبر التشكيك في الهوية العرقية لكامالا هاريس، زاعماً أنها "هندية فخورة بتراثها وليست أميركية أفريقية سمراء كما تدعي"، تباينت الرؤى حول ما إذا كان ذلك سيقلل من دعم أصحاب البشرة السمراء لمرشحة الحزب الديمقراطي المفترضة للرئاسة أم سيضر باستراتيجية حملة الرئيس السابق في اجتذابهم لمصلحته والتي كان نجح فيها نسبياً قبل انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق. فما الأهمية التي تكتسبها قضية العرق في الانتخابات الرئاسية الأميركية؟ وهل تُعدّ مسألة ثابتة أم متغيرة؟ وما الذي يشير إليه تاريخ استخدام ورقة العرق في الانتخابات؟.
سر التوقيت
في وقت أثمرت جهود دونالد ترمب على مدى أشهر في اجتذاب تأييد نحو 15 في المئة من الأميركيين الأفارقة (من أصحاب البشرة السمراء) الذي يُعدّ إنجازاً مهماً لم يحققه في انتخابات 2016 و2020، انسحب منافسه الرئيس جو بايدن من السباق، ودعم نائبته كامالا هاريس للترشح بدلاً منه التي سرعان ما اكتسبت تأييداً واسعاً من الديمقراطيين، واستطاعت في فترة وجيزة تجاوز ترمب في جمع التبرعات، وكذلك حسنت من شعبيتها وتساوت أو كادت مع الرئيس السابق في كثير من استطلاعات الرأي، مما دق جرس إنذار في حملة ترمب ودفع المعنيين إلى محاولة إعادة تشكيل الطريقة التي ينظر فيها الأميركيون إلى هاريس، قبل أن تتمكن من إعادة تقديم نفسها للأمة كمرشحة رسمية حينما تحصل على أكبر فرصة لها تحت الضوء خلال المؤتمر الوطني الديمقراطي المقرر في الـ19 من أغسطس (آب) الجاري.
ونتيجة لذلك، شنت حملة ترمب كثيراً من الانتقادات ضد المرشحة الديمقراطية المفترضة بما في ذلك أنها ليبرالية للغاية وخطر على أميركا، ثم انتقل ترمب والجمهوريون الآخرون إلى نقطة حساسة ربما تجنبوها في السابق وهي إثارة قضية العرق، حين بدأوا بتصويرها على أنها غير صادقة في كيفية تقديم نفسها، إذ قال ترمب في مؤتمر الرابطة الوطنية للصحافيين من أصحاب البشرة السمراء في شيكاغو، إن هاريس ضللت الناخبين من خلال التعريف علناً بتراثها الهندي فقط وإنها تحولت إلى تقديم نفسها على أنها سمراء قبل بضعة أعوام فقط.
دوافع ترمب
ضاعف ترمب من هذا الخطاب في منشور على منصته "سوشيال تروث"، حين كتب أن كامالا تقول إنها هندية وليست سمراء، وخلال تجمع حاشد في ولاية بنسلفانيا، عرضت حملته الانتخابية عنواناً إخبارياً قديماً يعلن أن هاريس هي أول عضو في مجلس الشيوخ الأميركي من أصل هندي، كما انضم إلى ترمب مرشحه لمنصب نائب الرئيس جي دي فانس الذي وصف هاريس بأنها مزيفة تماماً وتلبي حاجات أي جمهور أمامها، مما جدد الجدل حول مدى نجاعة جهود الحملة في إضعاف الطاقة المفاجئة لهاريس.
وفيما اعتبر أشخاص مقربون من ترمب أنه محبط من الاهتمام الإيجابي والأموال الضخمة التي اجتذبتها هاريس في الأيام الأخيرة، رأى خبراء استراتيجيون جمهوريون مثل ديفيد وينستون أن جوهر هذه الانتخابات يتمحور حول القضايا الاقتصادية، وفي كل مرة لا تتحدث فيها عن ذلك، فإنك تفوّت فرصة لإشراك الناخبين المستقلين الذين يقررون دائماً من يفوز في الانتخابات.
ومع ذلك، راهنت حملة ترمب على بعض الأثر الذي يمكن أن تحدثه مسألة العرق مع تسليط تعليقات ترمب الضوء على جانب من خلفية نائبة الرئيس والذي يتم تجاهله في بعض الأحيان وهو تراثها الهندي بحسب الأستاذة المساعدة في العلوم السياسية والدراسات الآسيوية الأميركية في جامعة كاليفورنيا ناتالي ماسوكا التي تشير إلى أن الاهتمام الإعلامي بتراثها، يجعل من الصعب على الناخبين محاولة تحليل كثير من المعلومات الأخرى التي يتعين عليهم البحث فيها.
استهداف ديمقراطي
وعلى رغم أن والد هاريس دونالد هاجر إلى أميركا من جامايكا، بينما هاجرت والدتها، الطبيبة شيامالا جوبالان من الهند، وتركيز الإعلام على خلفية هاريس كخريجة في جامعة هوارد، وهي مؤسسة تاريخية سوداء، وعضويتها في جمعية ألفا كابا ألفا النسائية السوداء التاريخية ومكانتها كأول امرأة سمراء تشغل أحد أعلى منصبين تنفيذيين في البلاد، إلا أن ذلك يُعدّ جزءاً من استهداف الحملات الديمقراطية منذ فترة طويلة للناخبين من أصول أفريقية، بخاصة النساء من أصحاب البشرة السمراء اللواتي يعتبرن جزءاً حيوياً ونشطاً من قاعدة الحزب.
ووفقاً لناتالي ماسوكا، فإن الأميركيين الآسيويين يستحقون أيضاً الاهتمام على رغم أنهم يشكلون كتلة تصويتية أصغر. فمن الناحية الديموغرافية هم أسرع الناخبين نمواً، مع أسرع معدلات إقبال على التصويت في البلاد، إذ وجد تحليل أجراه مركز "بيو" للأبحاث عام 2021 أن الأميركيين الآسيويين كانوا أسرع مجموعة عرقية تزايداً في الولايات المتحدة بين عامي 2000 و2019، فوصلت نسبة زيادة عددهم إلى 81 في المئة خلال 20 عاماً، متجاوزين بذلك الزيادة التي حققها الأميركيون من أصل لاتيني الذين تزايدوا بنسبة 70 في المئة.
وفي حين أنهم مجموعة صغيرة، إلا أنهم في الواقع فئة ديموغرافية مهتمة بالسياسة والتصويت، وبمجرد أن يصبح هذا الفهم أكثر انتشاراً، سيرغب المرشحون والحملات في التواصل مع الناخبين ذوي الميول العالية للتصويت، بخاصة بعدما وجد مركز "بيو" للأبحاث أيضاً أن عدد الناخبين المؤهلين من الأميركيين الآسيويين زادوا بنسبة 15 في المئة بين عامي 2020 و2024، متجاوزاً مرة أخرى السكان من أصل لاتيني وأفريقي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
حذر هاريس
ومع ذلك، لم تحاول نائبة الرئيس في تعليقها على هجمات ترمب توضيح الأمر أو تحدد أنها كانت سمراء طوال حياتها، بل إنها لم تذكر العرق على الإطلاق في خطاب مخطط له مسبقاً أمام جمعية نسائية تاريخية سوداء، ولكن شجبت دعوة ترمب التي وصفتها بأنها انقسامية.
ولا يُعدّ هذا غريباً، فقد قاومت هاريس محاولات الآخرين تصنيف هويتها لفترة طويلة، وقالت أكثر من مرة إنها مرتاحة مع هويتها المزدوجة، مما تعتبره الأستاذة المساعدة في علم الأعراق في جامعة كاليفورنيا – بيركلي شيرين ميراجي ميزة ضخمة لهاريس وتهديداً كبيراً لمنافسيها نظراً إلى أن مزدوجي الهوية أو العرق لديهم القدرة على ما يسمى تبديل الرموز والدخول إلى مجتمعات مختلفة. وأشارت إلى أن عدداً من المسؤولين من ذوي البشرة الملونة يعمدون إلى تبديل الرموز لضمان توصيل المعلومات الحيوية إلى الناخبين والتي يكون لها صدى ثقافي، وهو مفهوم مألوف بين الأميركيين من ذوي البشرة الملونة، بما في ذلك 33.8 مليون شخص تم تحديدهم على أنهم ينحدرون من أكثر من عرق واحد، وفقاً لآخر تعداد سكاني في الولايات المتحدة.
تبديل الرموز
ولا يُعدّ تبديل الرموز أمراً جديداً أو ظاهرة غريبة تماماً، لكنه يظل واحداً من أكثر أدوات الاتصال فاعلية التي يستخدمها المسؤولون من ذوي البشرة الملونة لممارسة النفوذ واكتساب السلطة في الأماكن التي لم يكُن لديهم فيها دور تاريخي في المجتمع الأميركي، حيث يمكن أن يساعد تبديل الرموز في زيادة احتمالية تلقي معاملة عادلة، أو الحصول على خدمة عالية الجودة أو اقتناص فرص عمل للأشخاص المحرومين أو المهملين بسبب "العنصرية المنهجية" في الولايات المتحدة.
ويبدو أن هاريس استفادت من تبديل الرموز طوال تاريخها، ففي 2003، وهو العام الذي انتُخِبت فيه مدعية عامة لمنطقة سان فرانسيسكو، قالت لسلسلة صحف محلية كثيراً من الناس لم يعتادوا على هويتها، مضيفة أن تراثها الهندي قوي مثل تراثها الأميركي- الأفريقي، وأن أحدهما لا يستبعد الآخر، وبصفتها مرشحة لمنصب المدعي العام لولاية كاليفورنيا، تحدثت عن والدتها الراحلة شيامالا جوبالان التي علمتها هي وأختها المشاركة بفخر في "ثقافتنا الهندية"، وخلال حملة إعادة انتخاب باراك أوباما عام 2012، أول رئيس للبلاد من أصول أفريقية، تحدثت هاريس إلى الإعلام عن تجربتها في انتخابات عام 2010 لمنصب المدعي العام لكاليفورنيا، مشيرة إلى أنها كانت الأضعف في السباقات الانتخابية إذ كان يمكن لخصمها أن ينفق أكثر منها على الإعلانات التجارية، ولكنها تغلبت على الصعاب لتصبح أول مدعية عامة من ذوي البشرة السمراء.
ورقة الهوية في السياسة
سعى ترمب ونائبه جي دي فانس إلى استخدام ورقة الهوية كسلاح سياسي، فقال فانس أمام جمهور في تجمع جماهيري بولاية أريزونا، إن هاريس تحدثت بلكنة جنوبية مزيفة خلال تجمع انتخابي غالبيته من السود في أتلانتا بولاية جورجيا الجنوبية التي أصبحت ولاية متأرجحة عام 2020، وهي واحدة من الولايات التي تشهد معركة فاصلة هذا العام ويتساوى فيها التأييد لكل من ترمب وهاريس.
ولا يُعدّ فانس، وهو رجل أبيض وزوجته أميركية- هندية وأطفاله الثلاثة من أصول مختلطة، أول سياسي أميركي يركز على خطاب ولهجات السياسيين الملونين. ففي 2010، تعرض زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ الراحل هاري ريد لانتقادات شديدة بسبب تعليقات أدلى بها قبل أعوام اعتبر فيها أن أوباما "نال استحسان الناخبين لأنه رجل أسود ذو بشرة فاتحة لا يتحدث بلهجة أفريقية، إلا إذا كان يريد ذلك".
كما عُرف عن السياسيين البيض أنهم يغيرون إيقاع خطابهم عندما يكونون أمام جمهور من السود أو اللاتين إلى حد كبير، وكثير منهم فعلوا ذلك بدرجات متفاوتة من النجاح، وعلى سبيل المثال تعرضت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عام 2006 لانتقادات بسبب تكييف إيقاع خطابها أثناء إلقاء كلمة في جنازة بمدينة أتلانتا، حيث ألقى القس مارتن لوثر كينغ الابن عظته، لكن الفرق هو أنه في الماضي، لم يكُن بقاء السياسيين البيض في حياتهم المهنية يعتمد على قدرتهم على تغيير إيقاع خطابهم، بينما هاريس لا تزال تعيش تجربة مختلفة.
أخطار "الاتجار بالعرق"
وأعرب أنصار هاريس من جميع الأعراق عن قلقهم من أنها إذا تحدثت بشكل أكثر مباشرة عن عرقها، فإنها تخاطر بتغذية رد الفعل العنيف الذي كان يتراكم حول مبادرات التنوع والمساواة والإدماج في الشركات والجامعات، خصوصاً بعدما هاجمها بالفعل بعض حلفاء ترمب المحافظين باعتبارها "موظفة مهمتها دعم مبادرات التنوع والمساواة والإدماج"، وزعموا أنها أصبحت نائبة للرئيس بايدن فقط لأنها من أصحاب البشرة السمراء.
في الوقت نفسه، ينظر آخرون إلى صعود هاريس على أنه استمرار لإرث باراك أوباما الذي فضّل أيضاً عدم الحديث عن نفسه كرجل أسود، ولكن كان عليه أن يوازن بين تفكيره الذاتي حول العرق وحقيقة أن أميركا لم تنتخب أبداً رئيساً أسود على مدى 220 عاماً من وجودها.
قضية رئيسة أم ثانوية؟
غير أن نظرة كثير من الأميركيين اليوم إلى العرق باعتباره قضية ثانوية في ظل وجود مرشحة سمراء على رأس ورقة الاقتراع الرئاسية، يمكن أن يكون مقياساً حول مدى تغير المناقشة حول العرق في الولايات المتحدة منذ أصبحت هاريس نائبة بايدن في انتخابات عام 2020، إذ كانت البلاد في ذلك الوقت تغلي بالغضب بعد أن قتل ضابط شرطة من مينيابوليس مواطناً أسود بطريقة مهينة وهو جورج فلويد، مما ألقى الضوء على التفاوتات العرقية في نظام العدالة الجنائية والمؤسسات القوية الأخرى. وفي هذا السياق أنشأت الشركات والمؤسسات أقساماً جديدة مخصصة لتعزيز التنوع والشمول للموظفين، وخلال الحملة الرئاسية لعام 2020 تعهد بايدن بترشيح امرأة سمراء للمحكمة العليا وهو ما أوفى به.
لكن لم يستغرق الأمر سوى بضعة أعوام حتى تغير المشهد، فحظرت المحكمة العليا على الجامعات النظر في العرق كعامل في قبول الطلاب، وبدأت الولايات التي يقودها الجمهوريون بخفض البرامج المخصصة للتنوع والعدالة والشمول، وقررت شركات عدة تسريح أو حل مبادرات التنوع الخاصة بها.
وبدأ كثير من الأميركيين يتساءلون عما إذا كانت كل الجهود المبذولة لجذب الانتباه إلى التحيز العنصري قد حققت أي شيء بالفعل، إذ وجد استطلاع للرأي أجراه مركز "بيو" للأبحاث عام 2023 أن 61 في المئة من الناس يعتقدون بأن حركة "حياة السود مهمة" لم تكُن فاعلة في تحسين العلاقات العرقية، وعندما سئلوا عما إذا كان التركيز المتزايد على العرق وعدم المساواة العرقية قد أدى إلى تحسين حياة السود، نفى 57 في المئة ذلك.
المناشدة على أساس العرق
ويبدو أن قرار هاريس السماح لهويتها بالتحدث عن نفسها بصورة شخصية للغاية كان متسقاً مع حث بعض النساء من أصول أفريقية لها على تبنيه بشكل أكثر انفتاحاً، على رغم أنه من الناحية السياسية قد لا يكون تقديم المناشدات على أساس العرق هو الحل لكسب أصوات "الناخبين السود المحبطين"، وفقاً لما يقوله كبير الباحثين في معهد "أميركان أنتربرايز" روي تيكسيرا الذي درس التركيبة السكانية والحزبية الأميركية.
وبحسب تيكسيرا فإن نهج إبعاد الناخبين من ترمب بأعداد كبيرة جداً من خلال تذكيرهم بأن "المرشح أسود"، ربما لن ينجح في مناخ اليوم سواء بالنسبة إلى الناخبين السود أو البيض، إذ إن هذا النوع من النظر إلى الأمور تراجع بمرور الوقت.
هل يتضرر ترمب؟
كانت التداعيات عبر الإنترنت على الكلمات التي أطلقها ترمب في "مؤتمر الرابطة الوطنية للصحافيين السود" سريعة، فزعم بعض الخبراء أن التعليقات ستلحق الضرر بترمب بشدة مع الناخبين السود في الخريف المقبل، فتوقعت الأستاذة في جامعة نورث وسترن تابيثا بونيلا أن "ما قاله ترمب سيؤثر في آراء الناخبين السود لأنه يحدّ من قدرة الفرد على أن يكون كما هو تماماً ومن يريد أن يكون، وغالبية المحادثات حول العرق والانتماء العرقي تميل إلى الفشل حين يتم التفكير في مجموعات كما لو أنها مجموعة واحدة ولها رأي واحد".
لكن الكاتب في صحيفة "واشنطن بوست" تيودور جونسون يرى أن "ترمب كان يعتقد بأنه يتمتع بميزة مع الناخبين السود بسبب تجاربه في المحاكم الجنائية وتوجيه الاتهامات إليه وإدانته بـ34 جريمة جنائية، لكن إذا كان ترمب يأمل في أن يمنحه الترشح ضد امرأة أخرى ميزة مع الرجال السود الذين يمكن إقناعهم كما حدث عام 2016، فإن نسبة الإقبال من الناخبين السود تزداد عادة عندما يكون ديمقراطي أسود على ورقة الاقتراع لأن التضامن العرقي يشكل سلوك التصويت للرجال السود أكثر من التحيز الجنساني، والدليل على ذلك أنه في الأيام التي أعقبت إعلان هاريس ترشحها، سجل أكثر من 50 ألف رجل أسود لحضور حدث افتراضي لدعمها وتبرع ثلثهم لحملتها بما يزيد على مليون دولار، وفي أقل من أسبوع يبدو أن تقدم ترمب مع الناخبين السود انتهى إلى لا شيء".
أما الكاتبة السياسية في صحيفة "نيو يوركر" سوزان غلاسر، فترى أن "هجمات ترمب على هاريس تقدم مثالاً واضحاً لنهجه السياسي، فتجمع بين إيمانه بالقوة والاستراتيجية للتحريض العنصري لتعبئة قاعدته، كما أن تكتيكه المفضل هو تعطيل دورة الأخبار السيئة عنه".
ليس صنع التاريخ
وعلى رغم أن فوز هاريس بالرئاسة "كأول امرأة وأول امرأة سوداء وأول امرأة من أصل جنوب آسيوي يجعلها تصنع التاريخ في أميركا، إلا أن استطلاعات الرأي الأخيرة تؤكد أن أولوية الناخبين السود الأولى ليست صنع التاريخ بأصواتهم، بل معرفة مزيد عن شخصية هاريس وكيف ستكون رئاستها للبلاد".
وقد يعكس هذا حقيقة مفادها بأن انتخاب باراك أوباما مرتين كان حدثاً بارزاً، في حين جعلت الخسارة غير المتوقعة لهيلاري كلينتون الناخبين حذرين من تبني المرشحين لمجرد صنع التاريخ، فضلاً عن أن تبرير اختيار كامالا هاريس استناداً إلى الهوية ربما يكون غير ضروري وغير مقنع مع الناخبين السود، كما جاء في تحليل للاستطلاع أجرته مجموعة تحليل البيانات ونمذجة الانتخابات "سبليت تيكيت".