Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قائد الجيش: رئيسة وزراء بنغلاديش الشيخة حسينة قدمت استقالتها

300 قتيل في الأقل وآلاف المحتجين يقتحمون مقرها

ملخص

شدد مفوض حقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك أمس الأحد في بيان على "وجوب وضع حد للعنف المروع في بنغلاديش".

أعلن قائد الجيش البنغلاديشي وقر الزمان، اليوم الإثنين، عزمه تشكيل حكومة انتقالية بعدما قدمت رئيسة الوزراء الشيخة حسينة استقالتها وغادرت العاصمة تحت ضغط احتجاجات عارمة.

وقال في خطاب على التلفزيون الحكومي "سنقوم بتشكيل حكومة انتقالية"، مؤكداً استقالة الشيخة حسينة التي كان مصدر مقرب منها أفاد بأنها غادرت دكا على متن مروحية.

تظاهرات

وتسارعت التطورات في وقت اقتحم آلاف المحتجين مقر رئيسة الوزراء في دكا بعدما أفاد مصدر مقرب منها بأنها غادرته في خضم تظاهرات عارمة تدعو لاستقالتها.

وأظهر بث لقناة "بنغلاديش 24" مشاهد تظهر حشوداً يقتحمون المقر الرسمي لحسينة وهم يلوحون للكاميرا ابتهاجاً.

 

لمنع "أي حكومة غير منتخبة"

في الأثناء، دعا نجل حسينة قوات الأمن إلى منع أي انقلاب على حكمها، وقال سجيب واجد جوي المقيم في الولايات المتحدة في منشور على "فيسبوك" "واجبكم هو الحفاظ على سلامة شعبنا وبلدنا والحفاظ على الدستور"، مضيفاً "هذا يعني عدم السماح لأي حكومة غير منتخبة بالوصول إلى السلطة لدقيقة واحدة، هذا واجبكم"، وحذر جوي، وهو مستشار حسينة في مجال تكنولوجيا الاتصالات، من أن التقدم الذي أحرزته بنغلاديش سيكون في خطر إذا ما اُرغمت على التنحي. وتابع "كل ما حققناه في مجال التنمية والتقدم سيختفي. لن تتمكن بنغلاديش من النهوض مجدداً. لا أريد ذلك وأنتم أيضاً لا تريدون ذلك... أنا بصفتي سجيب واجد جوي لن أسمح بحدوث ذلك طالما كان الأمر بيدي".

مخاطبة الأمة

وأتى تحذيره في وقت يستعد قائد الجيش وقر زمان لمخاطبة الأمة، حسبما قال متحدث عسكري من دون تقديم مزيد من التفاصيل.

وكان أحد كبار مساعدي الشيخة حسينة قد أكد أن استقالة رئيسة الحكومة البنغلادشية أمر "محتمل".

أكثر من 300 قتيل

وبلغت الحصيلة الإجمالية للمواجهات خلال التظاهرات المناهضة للحكومة في بنغلاديش 300 قتيل في الأقل، بعد مقتل 94 شخصاً أمس الأحد، وهي الحصيلة اليومية الأعلى خلال أسابيع من الاحتجاجات.

اشتباكات

واندلعت اشتباكات أمس في بنغلاديش بين مئات آلاف المتظاهرين، الذين يطالبون باستقالة رئيسة الوزراء، وأنصار حزب رابطة عوامي الحاكم، مما أسفر عن مقتل عشرات في أحد أكثر الأيام دموية منذ بدء الاحتجاجات.

وتحولت التظاهرات التي بدأت الشهر الماضي ضد وضع نظام حصص لوظائف الخدمة المدنية إلى أسوأ اضطرابات تشهدها البلاد منذ تولي الشيخة حسينة السلطة قبل 15 عاماً، لتتوسع لاحقاً إلى دعوات تطالب باستقالة رئيسة الوزراء البالغة 76 سنة.

مهاجمة الشرطة

وقالت الشرطة إن المتظاهرين هاجموا عناصرها، بما في ذلك اقتحام أحد مراكزها في بلدة اينايتبور شمال شرقي البلاد.

وقال بيجوي باساك نائب المفتش العام للشرطة إن "الإرهابيين هاجموا مركز الشرطة وقتلوا 11 شرطياً"، وأفاد صحافيون من وكالة الصحافة الفرنسية بأنهم سمعوا إطلاق نار متواصلاً بعد حلول الظلام أمس الأحد، بعد أن تحدى متظاهرون حظر التجوال المفروض على مستوى البلاد.

وقالت الشرطة وأطباء في المستشفيات إن 12 شخصاً في الأقل قتلوا في العاصمة، وأصيب عدد منهم بطلقات نارية، بينما قتل 18 شخصاً في منطقة سيراغانج بشمال بنغلاديش، وقيدت السلطات خدمة الإنترنت بشكل صارم.

وشدد مفوض حقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك الأحد في بيان على "وجوب وضع حد للعنف المروع في بنغلاديش"، وأعرب تورك عن "قلق بالغ من وقوع مزيد من الخسائر البشرية" خلال مسيرة مقررة اليوم الإثنين في دكا.

الاكتفاء بالمراقبة

وخلافاً للشهر الماضي، لم يتدخل رجال الشرطة والجيش في أوقات كثيرة أمس الأحد لقمع الاحتجاجات واكتفوا بالمراقبة.

وفي توبيخ بالغ الدلالة للشيخة حسينة، طالب قائد سابق للجيش يحظى باحترام البنغلاديشيين الحكومة بسحب قواتها من الشوارع والسماح بالتظاهرات.

ولوح متظاهرون في دكا بعلم بنغلاديش الوطني من أعلى عربة مدرعة وسط حشد كبير كان يردد هتافات أمام أنظار رجال الأمن، وفق مقاطع فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي وتحققت منها وكالة الصحافة الفرنسية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ودعا آصف محمود، أحد قادة الاحتجاج الرئيسين في حملة العصيان المدني على مستوى البلاد، أنصاره إلى التظاهر اليوم الإثنين، وقال "حان وقت التظاهرة النهائية".

وتمكن الجنود من فرض النظام لفترة قصيرة، لكن الحشود عادت للشوارع بأعداد كبيرة هذا الشهر، في تعاون جديد بينها يهدف إلى شل الحكومة.

قالت الشرطة إن حشوداً كبيرة من المتظاهرين، كثر منهم يحملون عصياً، تجمعوا في ساحة شاهباغ بوسط دكا أمس الأحد، حيث وقعت حرب شوارع في مواقع عدة.

وقال مفتش الشرطة "وقعت اشتباكات بين طلاب ورجال الحزب الحاكم"، مضيفاً أن شابين قتلا في حي مونشيغانج بدكا، وأضاف "أحد القتيلين ضرب على رأسه وقضى آخر بجروح ناجمة من إطلاق نار".

وأفاد شرطي آخر طلب عدم الكشف عن اسمه بأن "المدينة بأسرها تحولت إلى ساحة معركة"، وأفادت الشرطة وأطباء بسقوط قتلى في مناطق في شمال البلاد وغربها وجنوبها ووسطها.

عدم السفر

وأمس الأحد قالت وزارة الخارجية الهندية إنها "تنصح بشدة" رعاياها بعدم السفر إلى بنغلاديش حتى إشعار آخر، وانضم بعض العسكريين السابقين إلى الحركة الطلابية الاحتجاجية، كما بدل قائد الجيش السابق إقبال كريم بويان صورة صفحته الشخصية على "فيسبوك" إلى اللون الأحمر تعبيراً عن دعمه للاحتجاجات.

وقال بويان لصحافيين أمس الأحد في بيان مشترك مع ضباط كبار سابقين آخرين "نشعر بقلق عميق وحزن إزاء كل عمليات القتل الفظيعة والتعذيب والاختفاء والاعتقالات الجماعية التي شهدتها بنغلاديش على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية".

وأضاف "ندعو الحكومة الحالية إلى سحب القوات المسلحة من الشوارع فوراً"، مشدداً على أن الناس "لا يخشون التضحية بأرواحهم بعد الآن"، وتابع "هؤلاء المسؤولون عن دفع شعب هذا البلد إلى حالة من البؤس الشديد يجب تقديمهم إلى العدالة".

وقال قائد الجيش الحالي وقر الزمان أمام ضباط في المقر العام للجيش في دكا أول من أمس السبت إن "الجيش البنغلاديشي رمز لثقة الناس"، وأضاف أن الجيش "دائماً ما وقف بجانب الشعب وسيفعل ذلك من أجل الشعب"، على ما جاء في بيان لم يقدم مزيداً من التفاصيل أو يذكر صراحة ما إذا كان الجيش يدعم الاحتجاجات.

مناهضة الحكومة

توسعت التظاهرات لتصبح حركة مناهضة للحكومة في كل أنحاء البلد الواقع بجنوب آسيا، ويبلغ سكانه 170 مليون نسمة.

وتضم الحركة الاحتجاجية كل أطياف المجتمع البنغلاديشي، وبينهم نجوم سينما وموسيقيون ومغنون.

وقالت المتظاهرة الشابة سخاوات إن "الأمر لم يعد يتعلق بحصص الوظائف"، وكانت تكتب على جدار في موقع احتجاج في دكا أن حسينة "قاتلة"، أضافت "ما نريده هو أن يتمكن الجيل المقبل من العيش بحرية في هذا البلد".

وأكدت مجموعة من 47 مصنعاً من قطاع الملابس، المهم لعجلة الاقتصاد، أمس الأحد "تضامنها" مع المتظاهرين.

ودعا الأمين العام لحزب رابطة عوامي الحاكم عبيدالله قادر نشطاء الحزب إلى التجمع "في كل منطقة" في أنحاء البلاد، لإظهار دعمهم للحكومة.

تحكم حسينة (76 سنة) بنغلاديش منذ عام 2009، وفازت بولاية رابعة على التوالي في انتخابات يناير (كانون الثاني) التي لم تشهد منافسة حقيقية.

وتتهم منظمات حقوق الإنسان حكومتها بإساءة استخدام مؤسسات الدولة لترسيخ إمساكها بالسلطة والقضاء على المعارضة، بما في ذلك عبر القتل خارج نطاق القضاء.

انطلقت التظاهرات مطلع يوليو (تموز)، بسبب إعادة تطبيق نظام الحصص في منح الوظائف الذي قلصته المحكمة العليا منذ ذلك الحين.

المزيد من دوليات