بعد عشرين عاما ونحو 20 فيلما سينمائيا وعدد من المسرحيات والمسلسلات، تم تكريم النجم الكوميدي الكبير، محمد هنيدي، بحصوله على درع الإنجاز الإبداعي من مهرجان الجونة السينمائي في دورته الأخيرة، "تقديرا وعرفانا لدوره في نهضة السينما الكوميدية وخلق ما يسمى الموجة الكوميدية الجديدة".
وعلى الرغم من حصول هنيدي على درع التكريم، فإن بعض الانتقادات طالته. "اندبندنت عربية" التقت محمد هنيدي وتحدّث عن تكريمه والانتقادات الموجهة له ومشواره الفني ومستقبل الجزء الثاني من مسلسل "أرض النفاق" والجزء الثاني من فيلم "صعيدي في الجامعة الأميركية".
تكريم منصف
وقال هنيدي في البداية حول تكريمه خلال مهرجان الجونة بجائزة الإنجاز الإبداعي والانتقادات التي طالت هذا التكريم "أعلم أن مشاركة الكوميديا في المهرجانات قليلة، وتكريمها أيضا نادر. لكن أشكر المسؤولين بمهرجان الجونة على تفكيرهم في تكريمي، خصوصا أني قدمت على مدار 23 عاما 20 فيلما، تناولت قضايا مختلفة وحلوة وأثّرت في الناس وغيّرت الكثير من وجهات النظر. الكوميديا فن راقٍ وعظيم وهادف، ومن المنصف أن يوضع في مكانه الصحيح من التكريمات، وأنا سعيد لأني كُرّمت في مهرجان الجونة بجائزة حصل عليها الأساتذة عادل إمام وداوود عبد السيد، وأريد أن أنوّه بأن حجم النقد لم يكن كبيرا، فقد كان بسيطا ولم يهزني، فلن يأخذوا مني الجائزة بسبب النقد مثلا. والدنيا كلها تمشي بالتأييد والانتقاد، وهذا شيء ظريف ولا يفسد للود قضية".
إسعاد الجمهور الغاية المرجوّة
وحول فيلمه الجديد "صعيدي في الجامعة الأميركية 2"، والذي قُدّم الجزء الأول منه عام 1998، وقيل إنه بصدد التحضير له مع أبطال الجزء الأول، منى زكي وغادة عادل وأحمد السقا وطارق لطفي، قال "الفكرة طرحت من الجمهور على (تويتر)، وأطلق المتابعون حملة تطالبنا بتقديم جزء ثانٍ من الفيلم، وفعلا تحمسنا جدا، ولكن شعرنا بقلق شديد وبدأنا نفكر كيف يمكن أن يكون الجزء الثاني. وبالفعل جلسنا مع الدكتور مدحت العدل، مؤلف الجزء الأول، وبدأنا البحث عن تصور. والمؤلف طبعا من حقه أن يأخذ وقته الكامل حتى يخرج بفكرة قوية تناسب نجاح الجزء الأول ومتغيرات العصر بعد مرور 22 عاما. وبالنسبة إلى نجوم الجزء الأول فقد يظهرون في المشهد الأول، ثم تأخذ الدراما اتجاها آخر".
ونفى هنيدي ما تردد عن قيامه ببطولة فيلم سينمائي جديد بعنوان "أب للإيجار"، وقال إنه يحضّر حاليا لفيلم "كينج سايز عقلة الإصبع"، وبعدها فيلم اجتماعي كوميدي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وحول تشابه فكرة "عقلة الإصبع" في فيلم "كينج سايز" مع فكرة فيلم يعمل عليه حاليا الممثل كريم فهمي، علّق هنيدي "عرفت أن هناك تشابها في الفكرة من حيث شخصية (عقلة الإصبع)، ولم أقلق على الإطلاق لأن الفكرة متاحة للجميع، ومن المؤكد أن التناول سيكون مختلفا بين النسختين، ولو أتيح عمل 10 نسخ من الفيلم بتناول مختلف، فهذا من مصلحة الجمهور الذي (سينبسط) في كل الأحوال".
"أرض النفاق" مسألة وقت
قدّم هنيدي مسلسل "أرض النفاق" منذ عامين، وتردّد وجود جزء ثانٍ قريبا، يقول "بعد ردّ الفعل الجيد عقب عرض الجزء الأول من مسلسل (أرض النفاق) للمنتج جمال العدل والمخرج محمد العدل، فرحنا جدا وقررنا عمل جزء ثانٍ وتحمسنا، بل وبدأنا نكتب في الجزء الثاني، لكن حصلت متغيرات والناس انشغلت، ولكن سنقدم جزءا ثانيا لأننا أحببنا المسلسل والناس أحبوه، وكلنا تصميم على استكمال العمل في أقرب فرصة".
"هنيدي لايف" يجوب العالم
يخوض هنيدي تجربة الـ"استاند آب كوميدي" ويستعد للوقوف على أعرق المسارح العالمية في جولة فنية للكوميديا الحيّة، حيث يجوب 20 دولة حول العالم على مدار عام كامل، في عرض بعنوان "هنيدي لايف"، ويعلّق على هذه التجربة "عندما عُرض عليّ الأمر، كنت متردداً للغاية، ولكن عندما تعرفت إلى تفاصيله أحببته، ولا أعرف لماذا، ربما لأنه نوع من الفنون مرتبط بخشبة المسرح التي أعشقها، وربما لأنه حالة حوارية مع الجمهور، وعموما هذا النوع من الفنون المحببة في العالم العربي وفي كل الدول، وهو ناجح بشدة، لذلك قررت دخول التجربة".
"3 أيام في الساحل" رغم الشتاء
"3 أيام في الساحل" تمثل عودة هنيدي للمسرح بعد 16 سنة من الغياب منذ آخر أعماله "طرائيعو"، فهل حققت نجاحا جيدا يليق بطول الغياب. يجيب "الحمد لله المسرحية نجحت جدا رغم أننا بدأنا عروضها في فصل الشتاء، وهذا موسم ضعيف نسبيا، بخلاف موسم الصيف. والحقيقة رأيت نجاحا كبيرا لا أنكر أنني رأيته قبل ذلك في أعمال مسرحية أخرى، ولكن كان النجاح بعد غياب مسرحي 16 عاما له طعم آخر ومختلف، وقد عرضنا المسرحية على مدار 3 أشهر، 22 ليلة ماتينيه وسواريه، وهذا عاد بإيرادات ضخمة، كما أن النجاح الذي حدث في السعودية لا يُحكى".
وردّا على ارتفاع أسعار التذاكر في المسرح، قال "تحدثت في حكاية ارتفاع سعر التذكرة، لكن قالوا إن هذه الأسعار عادية، ولا تشغل بالك بها والناس ستأتي إلى المسرح، بخاصة أن منتجي المسرح يصرفون الكثير على العرض، وفي النهاية حاولنا إضافة تذاكر متوسطة السعر لتناسب الجميع".
المسرح القومي
هل يمكن أن يقف هنيدي على خشبة المسرح القومي المصري يوما ما وما معايير قبوله بهذه التجربة التي خاضها نجوم كبار، مثل نور الشريف وسميحة أيوب ويحيى الفخراني وحسين فهمي ومحمود ياسين وغيرهم؟ يقول "كان هناك مشروع بالفعل، ولكن طرأت ظروف حالت دون استكماله، ولا أجد فرقا بين القطاع العام والخاص، فالجمهور يذهب للمسرح حسب جودة الأعمال، وليس لي شروط أو معايير للوقوف على خشبة المسرح القومي، التي وقف عليها عمالقة كبار، مثل سميحة أيوب ويحيى الفخراني، وقد مثّلت مع كل النجوم تقريبا، حتى فاتن حمامة وفريد شوقي وباقي نجومنا الكبار، والنجم الوحيد الذي لم يحدث أن عملت معه هو النجم يحيى الفخراني، وإذا حدث وجاءت فرصة، سأسارع وأجري لأقف معه في أي دور".
هنيدي صنع أهم "افيهات" الكوميديا المصرية في العقدين الأخيرين، والتي لا تزال حاضرة حتى الآن، مثل "خليكي فريش يا ست الكل"، و"حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا فخري"، فهل تعمد صناعة "افيهات" تعيش مع الزمن أم كيف حصل ذلك"، قال هنيدي "حقيقي هو توفيق من الله، فأنا في بداية أي عمل لا أضع تركيزي في الافيهات، ولا أقرر أن أقول كذا أو كذا، ولكن تأتي الافيهات مع الوقت بسبب تأثري بالحالة والشخصية، وتكون ارتجالا غير مخطط له من داخل المشهد".
السيناريو هو البطل
مع وجود ألوان مختلفة من الكوميديا والطفرة الكبيرة في صناعة السينما، هل بات من الصعب تقديم عمل كوميدي جيد وهل تعاني السوق من أزمة كتابة؟ يقول هنيدي "بالعكس لا توجد أي صعوبة سوى في شيء واحد، وهو السيناريو، لأنه يتحكم في كل شيء، واختيار الموضوع في حدّ ذاته مسؤولية كبيرة جدا، ونحضّر له كثيرا، ويأتي المخرج ليغيّر ويعلي من الموضوع".
ويشير "لا توجد أزمة في كتّاب الكوميديا خصوصا من الجيل الجديد، هم (شطّار جدا) ومبدعون ولديهم أفكار رائعة، لكن من الطبيعي أننا لا ننفّذ مباشرة النسخة الأولى من السيناريو، بل نقوم بجلسات عمل عديدة حتى نستقر على النسخة النهائية".
سينما القلش
تغيّرت الكوميديا كثيرا في السنوات السبع الأخيرة، وهناك مدارس كوميدية حديثة أخرجت نجوما جددا، مثل عليّ ربيع، وأحمد فهمي، وشيكو، وهشام ماجد، ومحمد عبد الرحمن. وظهر ما يسمي "الافيه المبالغ فيه"، أو بمعنى أدق "القلش". فهل يتابع هنيدي هذا التطور ويراعي "سينما القلش" وجمهورها والطفرة التي حدثت؟
يقول "بالنسبة إلى شيكو وفهمي وعلي ربيع، والمجموعة كلها، دمهم خفيف جدا، وأسعدوا الناس. واختلاف الطريقة لا يفسد للكوميديا قضية. وفكرة (القلش) موجودة وتحدث بين الأصحاب في جلسات المزاح أو على تويتر، والسوشيال ميديا عموما، والتي رفعت حجم الافيهات الخفيفة والقلش وأسهمت في نشرها على نطاق واسع".
ويتابع "ما يهمني أن أقدّم أفلاما تعيش وسيناريو يهمّ الناس. السيناريو الكوميدي بالتحديد لا بد أن يمسّ الناس ويشغل بالهم. لا أعترف بكوميديا اللحظة التي تختفي بمجرد انتهاء الفيلم، أنا أعشق الكوميديا التي تستمر وأحترمها جدا وأراهن عليها بدليل أننا لا زلنا نشاهد كوميديا نجيب الريحاني رغم مرور سنوات طويلة على رحيله. أهم أمنياتي أن أقدم أعمالا جيدة وأحافظ على ما حققته على مدار أكثر من 20 سنة".