Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"التزييف العميق" بواسطة الذكاء الاصطناعي يربك الانتخابات الأميركية

دعوات إلى عمالقة التكنولوجيا لتعزيز الرقابة على المحتوى والتصدي لإمكانية التلاعب بالناخبين

ذكرت شركات تكنولوجيا عملاقة عدة أنها تعمل على أنظمة تصنف المحتوى المولد عبر الذكاء الاصطناعي (أ ب)

ملخص

يتوقع أكثر من 50 في المئة من الأميركيين أن تؤثر المعلومات الكاذبة المفبركة بواسطة الذكاء الاصطناعي على نتيجة انتخابات 2024، وفق استطلاع نشرته العام الماضي مجموعة "أكسيوس" الإعلامية وشركة "مورنينغ كونسالت" للمعلومات التجارية.
وأفاد نحو ثلث الأميركيين بأن ثقتهم بالنتائج ستتراجع بسبب الذكاء الاصطناعي، وفق الاستطلاع.

بين تسجيل مصور يسخر من كامالا هاريس بالاعتماد على تقنية "التزييف العميق" ولقطات لجو بايدن تمت معالجتها مليئة بالتعابير النابية، وصورة مزيفة لتوقيف دونالد ترمب، تثير المعلومات السياسية المضللة التي يغذيها الذكاء الاصطناعي القلق حيال إمكانية التلاعب بالناخبين مع احتدام سباق الرئاسة الأميركية.
وفي إطار ما وُصف بأول انتخابات أميركية تتأثر بالذكاء الاصطناعي في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، يحذر باحثون من إمكانية استخدام التزييف بواسطة التكنولوجيا لجذب الناخبين باتجاه مرشح ما أو دفعهم إلى الوقوف ضده أو حتى تجنب الانتخابات كلياً، مما يثير القلق في بيئة تعاني أساساً من الاستقطاب الشديد.

دعوات لمراقبة المحتوى

وجددت موجة من المعلومات المضللة أخيراً الدعوات لعمالقة التكنولوجيا الذين تراجع عديد منهم عن مراقبة محتوى مواقع التواصل الاجتماعي، لتعزيز الحماية حول الذكاء الاصطناعي التوليدي قبل الانتخابات.
وواجه إيلون ماسك الأسبوع الماضي، انتقادات حادة لمشاركته تسجيلاً مصوراً يعتمد على تقنية "التزييف العميق" يظهر نائبة الرئيس هاريس التي ستكون مرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات، مع متابعيه البالغ عددهم 192 مليوناً على "إكس". ويتهم صوت في التصوير يقلد صوت هاريس الرئيس جو بايدن بـ"الخرف" ويعلن بعد ذلك أنها لا تعرف "ألف باء الحكم".
ولم يحمل التسجيل أي مؤشر إلى أنه مجرد محاكاة ساخرة لها، باستثناء رمز تعبيري ضاحك. وأوضح ماسك لاحقاً أن التسجيل المصور كان هدفه السخرية فحسب.
وأعرب باحثون عن قلقهم من أن المتابعين لربما استنتجوا خطأً بأن هاريس تسخر من نفسها وتستهزئ ببايدن.

التزييف العميق

وفند فريق تقصي الحقائق لدى "وكالة الصحافة الفرنسية" حالات تزييف أخرى مرتبطة بالذكاء الاصطناعي أثارت القلق.
وأظهر تسجيل مصور تم التلاعب به انتشر على "إكس" الشهر الماضي، بايدن وهو يشتم منتقديه مستخدماً عبارات مناهضة لمجتمع الميم، بعدما أعلن سحب ترشيحه ودعم ترشح هاريس.
وكشف بحث عكسي عن الصور أن التسجيل جاء من خطاب لبايدن بثته شبكة "بي بي أس" وندد فيه بالعنف السياسي بعد محاولة اغتيال ترمب في الـ13 من يوليو (تموز) الماضي.
وأفادت "بي بي أس" أن التسجيل المصور ركب بتقنية "التزييف العميق" مستخدماً شعارها لخداع المشاهدين.
وقبل أسابيع، أظهرت صورة تمت مشاركتها عبر منصات التواصل الاجتماعي، الشرطة وهي توقف ترمب بالقوة بعدما خلصت هيئة محلفين في نيويورك إلى أنه مدان بتزوير سجلات تجارية تتعلق بأموال دفعت لإسكات نجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز.
لكن خبراء في الأدلة الجنائية الرقمية أفادوا "وكالة الصحافة الفرنسية" بأن الصورة اعتمدت على تقنية "التزييف العميق".
وقال المؤسس المشارك لبرنامج "سيف أي آي" CivAI لوكاس هانسن، إن "هذه الأمثلة الأخيرة تدل إلى حد كبير على الكيفية التي سيتم من خلالها استخدام التسجيلات المعتمدة على التزييف العميق في السياسة من الآن فصاعداً". وأضاف، "بينما تعد المعلومات المضللة التي تستخدم الذكاء الاصطناعي مصدر قلق بكل تأكيد، فإن تطبيقها على الأرجح سيتم عبر الصور والتسجيلات المصورة المفبركة الهادفة لإثارة الغضب ومفاقمة التوتر الحزبي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واستعرض هانسن الكيفية التي يمكن من خلالها لروبوت دردشة واحد يستخدم الذكاء الاصطناعي أن يؤثر في نسب مشاركة الناخبين عبر إصدار مجموعة كبيرة من التغريدات الكاذبة.
وأعطيت للروبوت معلومة بسيطة في رسالة تم تخصيصها لمنطقة ألين في ولاية تكساس جاء فيها أن "مراكز الاقتراع تفرض أجرة على توقيف السيارات".
وفي غضون ثوان، انتشرت تغريدة تبلغ المتابعين بمعلومة مضللة مفادها بأن سلطات ألين "فرضت بتكتم رسماً على إيقاف السيارات قدره 25 دولاراً في معظم مواقع التصويت".
وسمحت اختبارات أجريت على أداة أخرى بارزة للذكاء الاصطناعي هي "ميدجورني" Midjourney بتركيب صور تظهر بايدن يتم توقيفه وترمب أمام شبيه له، وفق ما أفاد "مركز مكافحة الكراهية الرقمية" غير الربحي في يونيو (حزيران) الماضي.
وذكر ناشطون في مجال التكنولوجيا أن "ميدجورني" حظرت في وقت سابق جميع التعليمات المرتبطة بترمب وبايدن، مما منع المستخدمين من تركيب صور زائفة.
لكن "مركز مكافحة الكراهية الرقمية" لفت إلى أنه بإمكان المستخدمين الالتفاف على هذا المنع بكل سهولة عبر إضافة العلامة المائلة المعاكسة في بعض الحالات إلى أمر سبق وحظرته "ميدجورني".
ويحذر مراقبون من أن هذا النوع من التزييف على نطاق واسع يحمل خطر إثارة الغضب في الأوساط العامة حيال العملية الانتخابية.

التأثير في نتيجة الانتخابات

ويتوقع أكثر من 50 في المئة من الأميركيين أن تؤثر المعلومات الكاذبة المفبركة بواسطة الذكاء الاصطناعي على نتيجة انتخابات 2024، وفق استطلاع نشرته العام الماضي مجموعة "أكسيوس" الإعلامية وشركة "مورنينغ كونسالت" للمعلومات التجارية.
وأفاد نحو ثلث الأميركيين بأن ثقتهم بالنتائج ستتراجع بسبب الذكاء الاصطناعي، وفق الاستطلاع.
وذكرت شركات تكنولوجيا عملاقة عدة أنها تعمل على أنظمة تصنف المحتوى المولد عبر الذكاء الاصطناعي.
وفي رسالة إلى الرؤساء التنفيذيين المعنيين بالتكنولوجيا في أبريل (نيسان) الماضي، طالبت أكثر من 200 مجموعة بجهود عاجلة لتعزيز مكافحة الأكاذيب المعتمدة على الذكاء الاصطناعي بما في ذلك حظر استخدام التزييف العميق في الإعلانات السياسية واستخدام خوارزميات لدعم المحتوى الانتخابي الواقعي.
وذكرت منظمة "فري برس" غير الربحية، وهي من بين المجموعات التي وقعت على الرسالة، أن المنصات لم تقدم التزامات "جوهرية" في هذه الانتخابات.
وقالت المستشارة القانونية لدى "فري برس" نورا بينافيديز، "ما لدينا الآن هي بيئة سامة على الإنترنت إذ تغرق الأكاذيب بثنا وتربك الناخبين". وأضافت، "هذه نقطة تحول في انتخاباتنا، يتعين على المسؤولين التنفيذيين في المنصات المسارعة إلى تحسين وتطبيق سياساتهم ضد التزييف العميق وغيره من المشكلات".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير