ملخص
القنابل التكتيكية صغيرة وسهلة الانتقال ويمكن الحصول عليها بسيولة الاتفاق النووي وربما امتلك النظام بعضها بينما يموه اللعبة بمحادثات التخصيب.
إيران (النظام) تشغل العالم أجمع على محور إنتاج القنبلة النووية بناء على آلية تخصيب اليورانيوم وهي تعلم أنه إذا أصبح مشروع إنتاج القنبلة حقيقة عسكرية فإن الولايات المتحدة الأميركية من ناحية وإسرائيل من ناحية ثانية، ستوجهان ضربة لهذا السلاح قبل أن يولد ميدانياً. وبحسب هذه النظرية، فإن طهران قد استعملت أموال الاتفاق النووي الإيراني، أي مليارات من الدولارات، لشراء قنبلة أو قنابل نووية ولكنها تكتيكية ويسهل استقدامها من مناطق في آسيا أو من مناطق في الاتحاد السوفياتي. بكلام آخر حصلت على المليارات لتوقف صناعة محلية لقنبلة تقليدية، واستعملت المال لشراء قنابل تكتيكية.
فالقيادة الإيرانية تعرف تماماً أنه بمجرد إنتاجها سلاحاً نووياً داخل إيران، فإن الاطراف المعنية سوف تستهدفها بصورة مباشرة كما فعلت إسرائيل منذ أعوام باستهداف مكونات هذه القنبلة المفخخة بما فيها التكنولوجيا والعلماء كما حصل عملياً.
إن طهران عملت على إقناع الأطراف المتخاصمة معها بأنها تحاول أن تنتج القنبلة هذه وتتاجر بها، ولكنها على خط آخر فهي قد تحصل على قنابل تكتيكية وهي صغيرة وسهلة الانتقال ويمكن الحصول عليها بسيولة الاتفاق النووي. لذا فالنظام ربما امتلك بعضها بينما يموه اللعبة بمحادثات التخصيب.
هذه النظرية تقول إن القياده الإيرانية لا تحتاج إلى قنبلة هيدروجينية كبرى لأن استعمالها في منطقة الشرق الأوسط خطر للغاية لأنه قد يؤثر أولاً فيها وفي حلفائها وطبعاً في كل المنطقة، لأن استهداف أية دولة من دول المنطقة بمثل هذا السلاح سيجلب الخطر الكبير على النظام وشعبه. أما القنابل الذرية تكتيكية يتم وضعها على صواريخ باليستية أو حتى إطلاقها بالمدفعية البعيدة المدى أو بدرونات.
وفي حسبان المنطقة والمجتمع الدولي بصورة عامة، فالقنابل النووية التكتيكية هي أخطر عملياً من القنابل الهيدروجينية، لأنه ممكن استعمالها وتحقيق انتصار إستراتيجي. كما قامت روسيا بالتلويح بها في أوروبا. فدول الناتو خشيت من استعمال روسي لقنابل نووية تكتيكية على خط المواجهة بين أوكرانيا وروسيا وربما حتى بين بولندا وبيلاروس.
مصادر وتحليلات تنظر أن النظام حصل على "الصغيرة" ودفع ثمنها على وعد بأن يتم إرسال هذه القنبلة في وقت معين، أو قد تكون أرسلت. المعلومات توقفت هنا ولكن السؤال يبقى، ما هو التوقيت؟
نظرياً ما دام النظام قائماً ولا يهدده أحد بالفعل لن يحرك الترسانة الذرية الصغيرة، إلا إذا تم تهديد النظام مباشرة أو عبر ثورة داخلية في إيران أم أي شيء يهدد النظام بالانهيار. فما هو الخط الأحمر الذي سوف يدفع بالنظام لكي يخرج هذا السلاح إلى العالم ويهدد كل من يريد أن يسقط هذا النظام بأن هذا الأخير بإمكانه استعماله، إذا كان التهديد مشتركاً من إسرائيل والولايات المتحده الأميركية معاً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبحسب هذه النظرية، ربما للنظام توقيت معين هو ينتظره إذ بإمكانه أن يفعل كما فعلت الهند وباكستان عام 1999 أي أن يفجر إحدى القنابل التكتيكية فيراها العالم ويرتعب الرأي العام الدولي. وهذا من الممكن أن يكون في المستقبل المتوسطي أو البعيد. بعض قيادات المنطقة التي تحلل التقارير الاستخباراتية ربما قد توصلت إلى النتائج نفسها وربما حتى أنها قد حصلت على بعض المعلومات العملية.
وربما هناك ظروف إستراتيجية قد تدفع بهذا النظام ليكشف عن امتلاك هذا السلاح أو حتى يستعمله في المجال الاختباري وهذه القطبة المخفية.
القيادة الإيرانية قد تكشف عن هذا السلاح عبر استعماله اختبارياً إذا اقتنعت بأن النظام بحد ذاته مهدد من الخارج أو حتى من قبل الثورة الداخلية.
بهكذا سيناريو، من المحتمل أن تقوم أجهزة النظام بتفجيرها في مكان ما أمام العالم كرسالة للعالم ولأخصامها ألا يتدخلوا بشؤون البلاد.
إذا صدقت هذه النظرية فإن مواجهتها هي أصعب من امتلاك القنبلة الهيدروجينية الكبيرة، لأن طهران قادرة أن تخبئ السلاح التكتيكي النووي وتنشره في أماكن عدة.
وإذا فعلاً كان هذا السيناريو معتمداً من قبل طهران، فإن ذلك سيشكل مشكلة بالنسبة إلى الغرب والعرب وإسرائيل في آن معاً، لأن ليس هناك خطة محكمة لمواجهة أسلحة نووية تكتيكية بإمكان طهران أن تحصل عليها بالأموال، وبإمكانها أيضاً أن تحصل على التكنولوجيات القادرة على استعمالها ونشرها في المنطقة ليس فقط داخل إيران ولكن أيضاً على أراضي "مستعمراتها" التي تنتشر في المنطقة من بلاد ما بين النهرين إلى سوريا ولبنان واليمن. صحيح أن الغرب بإمكانه عسكرياً أن يواجه هذه الآلة لكن استعمال هذه الأسلحة ولو مرة واحدة سوف يشكل رعباً معنوياً بالنسبة إلى الغرب ومعظم دول المنطقة.
بالخلاصة، الخمينيون حسب هكذا سيناريو سيحاولون إقامة ردع نووي ممكن، بالحصول على سلاح تكتيكي وتفجير قنبلة واحدة مع تغطية إعلامية واسعة، وإعلان إيران "دولة نووية". ومن ثم إعلان دول المحور محمية من قبل النظام، مع احتمال نشر أسلحة مماثلة في الدول الأربع التابعة لإيران. هذا يعني أن الخطة الأخيرة هي محاصرة إسرائيل بأسلحة نووية تكتيكية. بالطبع يتفق المحللون العسكريون أن إسرائيل وأميركا ستحصلان على هكذا معلومات وتنقضان على هكذا سلاح. إلا أن حصول طهران على قنبلة نووية تكتيكية واحدة وتفجيرها في صحراء ما، سيغير الموازين في المنطقة والعالم، إن تحقق.
وسيبقى هذا السيناريو نظرياً ما لم نحصل على معلومات إضافية، ولكنه سيناريو مليء بالوقائع الممكنة، لذا على المنطقة والمجتمع الدولي الاستمرار في منع الجمهورية الإيرانية من التحول إلى قوة نووية إن من خلال التخصيب والتصنيع أو من خلال شراء أسلحة تكتيكية، وإلى العمل بصورة أساسية مع الشعب الإيراني لتغيير هذا الاتجاه، بما معناه تغيير النظام.