Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

منظمة التعاون الإسلامي: اغتيال هنية يهدّد بتوسيع النزاع في المنطقة

الرئيس الإيراني: نتفادى الحرب لكن لن نبقى صامتين

(من اليمين إلى اليسار) نائبا وزيري الخارجية السعودي وليد الخريجي وأذربيجان يالتشين رافييف والسفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي يحضرون اجتماع منظمة التعاون الإسلامي في جدة (أ ف ب)

ملخص

تسعى الولايات المتحدة ودول غربية أخرى إلى منع تصعيد الصراع في الشرق الأوسط على خلفية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران قبل أيام، والقائد العسكري الكبير في جماعة "حزب الله" اللبنانية فؤاد شكر بغارة إسرائيلية على بيروت أخيراً.

حمّلت منظمة التعاون الإسلامي إسرائيل "المسؤولية الكاملة" عن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية الأسبوع الماضي في طهران. وذكرت المنظمة في بيان ختامي بعد اجتماع استثنائي لوزراء خارجيتها أنها "تدين بشدة اغتيال إسماعيل هنية، وتحمل إسرائيل سلطة الاحتلال غير الشرعي، المسؤولية الكاملة عن هذا الاعتداء الآثم" الذي اعتبرته "اعتداء خطيراً على سيادة إيران وسلامتها الإقليمية وأمنها القومي".

"صراع أوسع"

وحذّرت غامبيا التي ترأس حالياًٍ منظمة التعاون الإسلامي من أن "القتل الشنيع" لرئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"  يهدّد بدفع الشرق الأوسط إلى "صراع أوسع".

وكرّرت طهران خلال جلسة استثنائية لوزراء خارجية المنظمة التي تضم 57 بلداً في مدينة جدة السعودية حقّها "الأصيل بالدفاع عن النفس" والردّ على اغتيال هنية على أرضها.

وقال وزير الخارجية الغامبي مامادو تانغارا في بداية الاجتماع الذي عقد بدعوة من إيران والفلسطينيين "هذا العمل الشنيع لا يخدم إلا تصعيد التوترات القائمة التي قد تؤدي إلى صراع أوسع نطاقاً قد يشمل المنطقة بأكملها"، وأضاف أن مقتل هنية "لن يضعف القضية الفلسطينية بل سيسهم في تقويتها، ما يؤكد الحاجة الملحة إلى العدالة وحقوق الإنسان للشعب الفلسطيني"، وتابع أن "سيادة الدول القومية وسلامة أراضيها من المبادئ الأساسية التي يقوم عليها النظام الدولي"، مشيراً إلى أن "احترام هذه المبادئ له آثار عميقة، كما أن انتهاكها يحمل عواقب وخيمة بالقدر نفسه".

"انتهاك سافر"

وقالت السعودية، من جهتها، إن اغتيال إسماعيل هنية في طهران "انتهاك سافر" لسيادة إيران.

وأضاف وليد الخريجي نائب وزير الخارجية السعودي، خلال اجتماع منظمة التعاون الإسلامي، أن السعودية ترفض "أي اعتداء على سيادة الدول أو تدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة".

الدفاع المشروع

وقال القائم بأعمال الخارجية الإيراني علي باقري كني من جهته "راهناً، وفي غياب أي إجراء مناسب من جانب مجلس الأمن ضد اعتداءات وانتهاكات النظام الإسرائيلي، ليس أمام إيران خيار سوى استخدام حقها الأصيل في الدفاع المشروع ضد اعتداءات هذا النظام"، وأضاف أن "مثل هذا الإجراء ضروري لمنع المزيد من التعديات من جانب هذا النظام على سيادة ورعايا وأراضي إيران، وسيتم تنفيذه في الوقت المناسب وبطريقة متناسبة"، وطالب باقري مجلس الأمن الدولي أن "يُحمّل النظام الإسرائيلي مسؤولية ارتكاب هذه الجرائم والانتهاكات، ويجب محاكمة الجناة ومعاقبتهم".

وعُقد الاجتماع الاستثنائي اليوم الأربعاء بهدف بحث "الجرائم المتواصلة للاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني بما فيها جريمة هنية، على ما جاء في بيان صادر عن منظمة التعاون الإسلامي هذا الأسبوع.

لن تبقى صامتة

وكانت وسائل إعلام رسمية ذكرت اليوم أن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أكد لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون أن إيران لن تبقى صامتة أبداً في مواجهة العدوان على مصالحها وأمنها.

يأتي ذلك وسط تزايد التوتر الإقليمي في أعقاب مقتل زعيم حركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران الأسبوع الماضي.

 

وأبلغ الرئيس الإيراني ماكرون بأن طهران تعتبر تفادي الحرب وجهود إرساء السلام والأمن العالمي مبادئ أساسية.

وقال بزشكيان للرئيس الفرنسي إنه "إذا كانت أميركا والغرب يرغبان في منع الحرب، فعليهما إجبار إسرائيل على وقف الإبادة في غزة وقبول وقف لإطلاق النار".

وتتهم إيران وحماس إسرائيل بتنفيذ عملية اغتيال هنية في 31 يوليو (تموز). ولم تعلن أو تنف إسرائيل مسؤوليتها.

ماكرون يدعو لوقف "الانتقام"

وقال قصر الإليزية في بيان إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أبلغ نظيره الإيراني مسعود بزشكيان في مكالمة هاتفية اليوم الأربعاء أن عليه بذل كل ما في وسعه لتجنب التصعيد في المنطقة وأن دائرة الانتقام يتعين أن تتوقف

وقال ماكرون إن على إيران أن تدعو "الأطراف المزعزعة للاستقرار الذين تدعمهم" إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب تأجيج الأوضاع.

رسائل للأعداء والحلفاء

وتسعى الولايات المتحدة ودول غربية أخرى إلى منع تصعيد الصراع في الشرق الأوسط على خلفية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران قبل أيام، والقائد العسكري الكبير في جماعة "حزب الله" اللبنانية فؤاد شكر بغارة إسرائيلية على بيروت أخيراً.

وأعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس الثلاثاء أن الولايات المتحدة بعثت رسالة إلى طهران وتل أبيب مفادها بأنه يتعين عدم تصعيد الصراع في المنطقة، وسط مخاوف من تأهب إيران وحلفائها لتوجيه ضربات انتقامية لإسرائيل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وذكر بلينكن أن المسؤولين على اتصال مستمر مع الحلفاء والشركاء في المنطقة وأن هناك "توافقاً واضحاً في الآراء" على أنه لا ينبغي لأحد أن يصعد الوضع.

وقال "دخلنا في دبلوماسية مكثفة مع الحلفاء والشركاء، ونقلنا هذه الرسالة مباشرة إلى إيران. كما نقلنا هذه الرسالة مباشرة إلى إسرائيل"، مضيفاً أن الولايات المتحدة ستواصل الدفاع عن إسرائيل ضد الهجمات، لكنه أشار إلى أن جميع من في المنطقة يجب أن يدركوا أخطار التصعيد وسوء التقدير.

وتابع أن "شن مزيد من الهجمات سيؤدي فقط إلى زيادة خطر حدوث نتائج خطرة لا يمكن لأحد التنبؤ بها ولا يمكن لأحد السيطرة عليها بالكامل".

أتون حرب غزة

وقال بلينكن، عقب اجتماع ضم وزير الدفاع لويد أوستن ونظيريهما الأستراليين، إن المحادثات الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار وتحرير الرهائن في حرب غزة بلغت المرحلة النهائية وينبغي أن تنتهي قريباً جداً.

واغتيل إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" في طهران الأسبوع الماضي، وبعد الهجوم هددت إيران بالانتقام من إسرائيل التي لم تعلن مسؤوليتها عنه.

ومع مقتل القائد العسكري الكبير في جماعة "حزب الله" اللبنانية فؤاد شكر بغارة إسرائيلية على بيروت الأسبوع الماضي، تصاعدت المخاوف من تحول الصراع في غزة إلى حرب أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط.

وقالت إيران إن الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية عن اغتيال هنية بسبب دعمها لإسرائيل. وأدى هجوم على قاعدة "عين الأسد" الجوية في العراق أول من أمس الإثنين إلى جرح ما لا يقل عن خمسة جنود أميركيين.

وشدد أوستن على أن الولايات المتحدة "لن تتسامح" مع الهجمات على قواتها، وعندما سُئل عما إذا كان يعرف من يقف وراء الهجوم، قال إن واشنطن متأكدة من أنها جماعة مسلحة مدعومة من إيران، لكنه لم يحددها.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط