Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أمطار وسيول تجتاح ولايات السودان وتعمق الأزمات

حذر ناشطون في مجال البيئة من وصول مخلفات التعدين المنتشرة بكثافة في مدينة أبو حمد إلى المناطق السكنية ومصادر مياه الشرب

تقديم مساعدات إنسانية عاجلة للمنكوبين من السيول في منطقة سركمتو الذين يقيمون في العراء بسبب انهيار المنازل (اندبندنت عربية)

ملخص

أودت الكوارث الطبيعية بحياة 33 شخصاً وتدمير أكثر من 10 آلاف منزل كلياً وجزئياً، وتسببت في نزوح 564 أسرة في منطقة أبو حمد بنهر النيل.

 

على نحو غير معهود ووسط توقعات بمزيد من الأمطار والسيول وتحذيرات من كوارث صحية وبيئية خلال الفترة المقبلة، اجتاحت أمطار وسيول عارمة ولايات سودانية تسببت بدمار واسع وخسائر كبيرة، بخاصة في ولايتي نهر النيل والشمالية، وجرفت عدداً من الطرق الرئيسة شمال البلاد وشرقها، ومواد سامة من مناطق التعدين إلى داخل المدن والحقول الزراعية، مما ينذر بكارثة بيئية وصحية ويضاعف معاناة المواطنين في ظل انقطاع المواصلات ونقص المؤن والأغذية بتلك المناطق.

موت ودمار

أودت الكوارث الطبيعية بحياة 33 شخصاً وتدمير أكثر من 10 آلاف منزل كلياً وجزئياً، وتسببت في نزوح 564 أسرة في منطقة أبو حمد بنهر النيل. وحذرت الهيئة العامة للأرصاد الجوية من توالي هطول الأمطار الغزيرة المصحوبة بالرياح القوية والعواصف الرعدية المتوقعة في عدد من ولايات البلاد حتى منتصف الشهر الجاري، ويتوقع أن تتسبب في سيول جارفة وفيضانات للأودية بصورة قد تهدد الأرواح وتضرر الممتلكات والبنية التحتية، بخاصة في ولاية البحر الأحمر والأطراف الشمالية من ولاية كسلا وأواسط ولاية شمال دارفور.

طوفان الشمالية

وفي الولاية الشمالية، أدت الأمطار إلى تضرر أكثر من 151 منزلاً كلياً وجزئياً، مما دفع سلطات الولاية إلى تعليق الدراسة وإغلاق المدارس بجميع المراحل التعليمية لمدة أسبوع. وأدت السيول الجارفة إلى إغلاق الطريق القومي بمروي، كما اجتاحت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية المحيطة بخور أبودوم في محلية مروي بالولاية الشمالية.

 

 

واجتاحت السيول عدداً من القرى بمحلية وادي حلفا وجرفت طريق حلفا - السليم وأحدثت دماراً واسعاً في منطقة سيركمتو، وفرار 174 أسرة من منازلهم واللجوء إلى المدارس والمساجد، كما غمرت المياه معبر أشكيت الحدودي بين السودان ومصر. وأعلنت غرفة طوارئ المحلية تقديم مساعدات إنسانية عاجلة للمنكوبين من السيول في منطقة سركمتو اللذين يقيمون في العراء بسبب انهيار المنازل.

سموم الذهب

وحذر ناشطون ومهتمون في مجال البيئة من وصول مخلفات التعدين المنتشرة بكثافة في مدينة أبو حمد إلى المناطق السكنية ومصادر مياه الشرب، بعد أن جرفت السيول تلك المواد السامة مع مخلفات التعدين إلى داخل المدينة، مما يهدد بكارثة صحية بتلوث المياه الجوفية والأشجار ومياه نهر النيل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من جانبها طالبت الشركة السودانية للموارد المعدنية المعدنين والعاملين في أسواق التعدين بولايتي كسلا والبحر الأحمر باتخاذ أعلى درجات الحيطة والحذر والابتعاد من مجاري الأودية، إضافة إلى العمل على وضع تروس حول أحواض النفايات والمحاليل الحاملة للذهب وأحواض المعالجة لمنع انجرافها في حال حدوث سيول أو جريان سطحي حاد.

وناشدت الشركة في بيان السائقين بقيادة المركبات بحذر في الطرق السريعة، والشركات باستعدادها لدرء الأخطار المتوقعة جراء الأمطار والسيول.

وأطلق المواطنون نداءات الاستغاثة لحكومة الولاية لتفعيل عمليات الإنقاذ، بخاصة لأولئك الذين فقدوا المأوى بعد أن غمرت المياه كامل منازل المنطقة وتوقفت الخدمات العامة والمخابز والمحال التجارية في السوق الرئيس، وغمرت المياه حتى مخزونات السلع في عدد من المتاجر.

الخرطوم تتحسب

وفي ولاية الخرطوم تفقدت اللجنة العليا لطوارئ الخريف مصبات تصريف مياه الخيران والمجاري الطبيعية الرئيسة على طول نهر النيل بمحلية أم درمان، وأكدت اللجنة العمل المشترك بين الجهات المتخصصة لإكمال عمليات تطهير المصارف والمصبات ومعالجة مخلفات الحرب في المناطق الخالية من التمرد. 

 

 

وفي غرب السودان أدت الأمطار والسيول الغزيرة إلى تضرر أكثر من 7 آلاف منزل بشكل كلي وجزئي في مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع وتحكمها إدارة مدنية تابعة لها.

كما جرفت السيول عدداً من الطرق الرئيسة وأحدثت خسائر كبيرة في المنازل والمحال التجارية، وتسببت في فيضان واسع لوادي كجا وإغراقه أجزاء كبيرة من أحياء أردمتا والزهور والثورة وحي الوادي، وقطع الطريق الرابط بين المدينة ووحدة مورني الإدارية.

وقالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) إن السودان يشهد ظروف مجاعة مروعة في أجزاء من ولاية شمال دارفور غرب السودان، مع تزايد خطر المجاعة في مناطق أخرى متضررة من الصراع، ورجحت في بيان لها أن يتفاقم الوضع الغذائي مع هطول الأمطار بمعدل أعلى من المتوسط في البلاد.

كما تعرضت مدينة زالنجي عاصمة وسط دارفور إلى أمطار غزيرة وسيول جارفة تسببت في انهيار عدد من المباني والمنازل بسبب فيضان وادي قريش ووادي أريبو العابران للمدينة. 

تلوث وأوبئة

في المقابل استعرضت غرفة الطوارئ في اجتماعها الدوري الأوضاع الصحية على ضوء الأمطار والسيول التي ضربت أجزاء واسعة من البلاد، وأكد مدير الإدارة العامة للطوارئ الصحية ومكافحة الأوبئة الفاضل محمد محمود استمرار تسجيل حالات اشتباه بالإسهالات المائية الحادة التي بلغ عددها التراكمي 130 حالة في كل من ولايات الخرطوم وكسلا والجزيرة، وأن الوزارة قامت بإنشاء مراكز للعزل كخطوة استباقية، مؤكداً استمرار التواصل والتنسيق مع المنظمات من أجل مكافحتها.

دعم وإجلاء 

وفي السياق ذاته عزا مدير الدفاع المدني القومي الفريق عثمان عطا في حديثه لـ "اندبندنت عربية" تأثر ولايات الشمال وشرق السودان بالأمطار هذا العام إلى تداعيات ظاهرة التغيرات المناخية التي يشهدها العالم، بما فيها كوارث السيول والفيضانات هذا العام في السودان.

 

 

وأوضح أنه وعلى رغم ظروف الحرب الراهنة التي تمر بها البلاد لكن هناك جهوداً كبيرة بذلت في توفير وإرسال قوافل دعم لكل من ولايات كسلا ونهر النيل والولاية الشمالية والخرطوم، مشيراً إلى أن قوات الدفاع المدني تقوم بعمليات إجلاء المواطنين المحاصرين بالمياه وسحبها على مدار اليوم، إضافة إلى فرق أخرى تعمل في مجال إصحاح البيئة للمواطنين وأتيام لتطهير وتعقيم البيئة في الولايات الآمنة.

وأكد عطا حرص المجلس القومي للدفاع المدني على القيام بأدواره الأساس في حمايه المواطن من جميع الأخطار المتوقعة من أثار الخريف عبر خطط مسبقة معدة تنبع من المستويات الدنيا في الولايات، حتى تصبح خطة عامة تتم دراستها وإجازتها عبر رئاسة مجلس الوزراء بمشاركة جميع الوزارات والجهات المتخصصة، ويتم في ضوء ذلك تمويل حاجاتها.

طوارئ مركزية

وقال مدير الدفاع المدني القومي إن "هناك تجهيزات مسبقة اتخذت في ضوء التوقعات الموسمية من الأرصاد الجوية ووزارة الري وبتنسيق محكم معهما ومتابعه التقارير اليومية التي تخص إيرادات الأنهار والنيل وتطورات المناخ"، مؤكداً إرسال المعينات والتجهيزات الخاصة بفصل الخريف لكل الولايات النيلية الآمنة، وزيارات ميدانية تفقدية لكل مناطق الهشاشة في تلك الولايات بغرض تعلية التروس النيلية. 

 

 

وشدد عطا على أن غرفة الطوارئ المركزية بمدينة بورتسودان تتابع الأحداث بصورة يومية لصيقة وتتخذ القرارات في الوقت اللازم المطلوب، تقابلها غرف طوارئ ولائية بكل الولايات الآمنة برئاسة والي الولاية وعضويه الدفاع المدني وجميع الجهات ذات الصلة.

وأوضح مدير الدفاع المدني أن المجلس أعد الاستعدادات المسبقة للولايات وطاف على الجسور والمصارف ووقف على تجهيز المعينات والمعدات، بما فيها محليتي كرري وأم درمان بولاية الخرطوم، إذ وعلى رغم ظروف الحرب أكملت فرق الدفاع المدني بالمحليات مع الجهات ذات الصلة استعدادها لمواجهة فصل الخريف.

تحولات مناخية

وعلى رغم أن السودان ظل يتعرض طوال أعوام مضت قبل اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، لكوارث مدمرة من الأمطار والسيول والفيضانات، لكنها المرة الأولى التي تشهد فيها مناطق شمال وشرق السودان المعروفة بصيفها الجفاف شديد الحرارة، مثل هذه التحولات المناخية الكبيرة بهطول أمطار غزيرة وسيول بصورة غير مسبوقة لم تشهد مثلها منذ أعوام مضت، وبمعدلات كبيرة تجاوزت 100 ملليمتر.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات