Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل قاتل الأطفال في ساوثبورت البريطانية مريض نفسي؟

الشرطة ما زالت تبحث في سجلات المجرم وأجهزته الإلكترونية بحثاً عن الدافع

اخصائي يؤكد الحاجة إلى فحص دقيق لحياة مجرم ساوثبروت قبل تشخيص فعله كمرض نفسي (اندبندنت عربية) 

ملخص

تواصل الشرطة البريطانية بحثها عن دوافع القاتل في جريمة مدينة ساوثبورت التي تسببت باحتجاجات عنيفة لليمين المتطرف في البلاد أخيراً، وبحسب استشاري للأمراض النفسية يحتاج الأمر إلى التدقيق في تفاصيل حياة المجرم وسلوكه قبل الواقعة للوصول إلى السبب الحقيقي وراء فعله وتصنيفه كمرض نفسي، سواء كان موجهاً للأطفال تحديداً أم بصورة عامة.

قبل نحو أسبوعين هزت بريطانيا عملية طعن تفجرت على خلفيتها أعمال عنف واحتجاجات قادها اليمين المتطرف ضد المهاجرين في المملكة المتحدة. ووقعت الجريمة بمدينة ساوثبورت شمال غربي البلاد وراح ضحيتها ثلاث فتيات صغيرات وأصيب ثلاثة آخرون إضافة إلى رجل وامرأة بالغين حاولا الدفاع عن الأطفال الذين كانوا يتعلمون الرقص.

القاتل مراهق يبلغ من العمر 17 سنة وينتمي لعائلة مسيحية مهاجرة من رواندا يواظب أفرادها على زيارة الكنيسة كما تقول وسائل إعلام محلية. وبغض النظر عن تداعيات الجريمة على الأمن في بريطانيا وأسباب استغلالها من الشعبويين ضد المهاجرين تدور أسئلة كثيرة في شأن دوافع القاتل وصواب تفسير الفعل على أساس مرض نفسي.

يقول استشاري الأمراض النفسية الدكتور إيهاب خطاب إن الحكم على قاتل ساوثبورت بأنه مريض نفسي يحتاج إلى التدقيق في المعطيات والتفاصيل المرتبطة بنشأته وظروفه العائلية والمجتمعية إضافة لمحددات سلوكه قبل الواقعة، كما أن الجزم باستهدافه للأطفال على وجه التحديد أم أنهم كانوا ضحايا بمحض الصدفة يتطلب بحثاً متعمقاً، ولكن ذلك لا ينفي وجود بعض الاضطرابات السلوكية التي تنطوي على عنف موجه للأطفال.

وما زالت الشرطة البريطانية حتى اليوم تبحث في دوافع "قاتل ساوثبورت". وتقول وزيرة الداخلية إيفيت كوبر إن المتخصصين يدققون في جميع السجلات الطبية والاجتماعية الخاصة بالمجرم، ويراجعون محتويات الأجهزة الإلكترونية التي يستخدمها من أجل الوصول إلى نتيجة واضحة تحدد الدافع وراء ارتكابه فعلته وتصنيفه رسمياً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويوضح خطاب في حديث مع "اندبندنت عربية" أن هناك أنماطاً شخصية واضطرابات نفسية يتلاشى فيها الإحساس بالندم والرحمة والتعاطف، وعلى سبيل المثال يعد فقدان الإحساس بالرحمة والندم من أبرز علامات تشخيص "الشخصيات السايكوباثية"، وفي حالات من هذا النوع يمكن أن نجد في تاريخ المصابين مظاهر اعتداء على الحيوانات.

وشدد الاستشاري النفسي على تساؤل أساس يتجدد في الجرائم التي تشبه ما حدث في مدينة ساوثبورت، وهو هل المرض أو العنف الذي مارسه القاتل ولد معه وكان في جيناته، أم أنه مكتسب من البيئة التي تربى وعاش فيها؟ وتعميم الإجابة على جميع الحالات هو أمر صعب جداً إنما في الغالب يكون مزيجاً من تأثير البيئة المحيطة والموروثات.

من المعروف وفق خطاب، أن الجيل الأول من المهاجرين يمكن أن يعاني اضطرابات نفسية تتعلق بالبيئة التي جاؤوا منها وخاصة إذا قدموا من بلاد حرب وأزمات اقتصادية، لكن ذلك لا ينطبق أبدا على الجيل الثاني وما بعده من أبناء الأجانب مثل حالة قاتل ساوثبورت الذي ولد في بريطانيا وعاش في بيئة مختلفة تماماً عن موطنه الأصلي.

وفي ما يخص اختيار السكين تحديداً لتنفيذ القتل في ساوثبورت أو غيرها من الحالات الكثيرة التي عرفتها البلاد خلال الأعوام الماضية، فيعتقد الدكتور خطاب أن سهولة الحصول على السلاح الأبيض هي القول الفصل في عملية اختياره على الأغلب، فالوصول إلى سلاح ناري في بريطانيا أمر صعب جداً مقارنة بدول أخرى مثل الولايات المتحدة.

وتعمل الحكومة على إتمام مشروع قانون يضبط الوصول إلى الأسلحة البيضاء في بريطانيا ويساعد على الحد من جرائم الطعن التي تزايدت خلال الأعوام الأخيرة، إذ تشير إحصاءات رسمية إلى أن استخدام الأدوات الحادة للاعتداء على الآخرين في إنجلترا وويلز قد صعد من نحو 9800 جريمة عام 2015 إلى أكثر من 15 ألفاً نهاية 2023.

Listen to "أمراض نفسية عدة... يمكن أن تقود لارتكاب جريمة بحق أطفال" on Spreaker.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات