المملكة المتحدة لا تعتزم الاعتراف بمغربية "الصحراء الغربية" 

قالت وزارة الخارجية البريطانية إن حكومة المملكة المتحدة لا تعتزم تغيير موقفها الراهن من "الصحراء المغربية"، منوهة في تصريحات خاصة لـ"اندبندنت عربية" إلى أنها تواصل دعم جهود الأمم المتحدة في الوصول إلى تسوية سياسية مقبولة في شأن تلك المنطقة بين جميع الأطراف المعنية، على حد تعبيرها.

وأوضح متحدث باسم "الخارجية البريطانية" أن الحل الوسطي أو "المقاربة" التي تتطلع لها لندن في هذا الشأن تقوم على حق شعب "الصحراء الغربية" بتقرير مصيره، داعياً كل الذين لديهم مصلحة حقيقية في حل هذا النزاع إلى دعم الأمم المتحدة وعمل المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا في هذا الشأن.

وشدد المتحدث باسم الخارجية على أن اتفاق طرفي النزاع على حل في شأن الوضع النهائي لـ"الصحراء الغربية" إنما يخدم الأمن والازدهار الإقليميين، ولذا تشجع حكومة المملكة المتحدة على التعاون في الوصول إلى التسوية المنشودة التي تنطوي على حل سياسي طويل الأجل يلتقي مع المساعي والجهود الأممية.

تعرف الأمم المتحدة "الصحراء الغربية" كإقليم لا يتمتع بالإدارة الذاتية ولا يتبع لسلطة إدارية محددة، وبحسب "الخارجية البريطانية" لطالما التزمت الحكومات المتعاقبة في لندن بالحياد في هذه الشأن وتصف وضع المنطقة بـ"غير المحدد"، لكنها توازن بعناية المصالح السياسية والوطنية الكثيرة المرتبطة بالقضية.

في شهر مايو (أيار) الماضي بعث عشرات النواب في مجلس العموم البريطاني برسالة إلى حكومة حزب المحافظين حينها برئاسة ريشي سوناك، تحثها على الاعتراف بتبعية الصحراء إلى مملكة المغرب، ودعم خطة الرباط لمنح المنطقة "حكماً ذاتياً محدوداً لا يتضمن العلاقات الخارجية أو قضايا الأمن القومي".

وجاء في الرسالة حينها "أن مبادرة المغرب في منح الحكم الذاتي للصحراء متوازنة وتحظى بدعم واسع من حلفاء بريطانيا الغربيين وأكثر من 80 دولة حول العالم، وجميعهم يعتبرون المبادرة بمثابة المسار الأكثر عملية للاستقرار في المنطقة، كما حان الوقت لتجاوز الجمود الذي رافق هذه القضية منذ سنوات".  

ويبدو أن تغيير السلطة في بريطانيا حال دون النظر في رسالة النواب حينها، لكن الحكومة العمالية الجديدة في لندن وفق تصريحات وزارة الخارجية البريطانية، لا تنوي المضي في الخيار الذي تبنته دول غربية مثل الولايات المتحدة نهاية العام الماضي، ثم فرنسا مطلع الشهر الجاري وبعدها فنلندا قبل أيام.