Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

استئناف مفاوضات صفقة الأسرى منتصف الشهر الجاري 

الكابينت من تحت الأرض في تل أبيب: إبقاء جبهة الجنوب في أولويات أهداف حرب "طوفان الأقصى"

 قصف اسرائيلي على بلدة الخيام جنوب لبنان (أ ف ب)

ملخص

خلافاً لادعاءاتها السابقة بعرقلة السنوار للصفقة، تعتبر إسرائيل أن العقبة الأساسية للصفقة، إسماعيل هنية، لم تعد قائمة 

تجاوبت إسرائيل مع مطلب استئناف المفاوضات في الـ15 من الشهر الجاري، وقررت إرسال وفدها مع إصرار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو (لم يعرف بعد مكان الاجتماع) على عدم التنازل عن الخطوط الحمراء في المقترح الأخير الذي قدمته إسرائيل، في وقت أبقت مساحة للوفد لمناقشة المقترح الذي سيعرض في الاجتماع، الذي دعت إليه الولايات المتحدة ومصر وقطر.

وفي اجتماع للكابينت عقد داخل ملجأ تحت الأرض، في مبنى وزارة الأمن بتل أبيب، اتفق على إبقاء جبهة الجنوب في أولويات أهداف حرب "طوفان الأقصى"، التي باتت تشمل جبهات سبع. 

واتفق المجتمعون على استمرار الجيش والأجهزة الأمنية والاستخبارية والجبهة الداخلية في الاستعداد لمختلف السيناريوهات المتوقعة لرد إيران و"حزب الله" على عمليتي طهران والضاحية في لبنان، وإلى حين موعد جلسة استئناف المفاوضات ستحسم طبيعة الرد في استمرار التعامل سواء على صعيد صفقة الأسرى أم الجبهة الشمالية. 

ونقل عن مسؤول شارك في الاجتماع أن إسرائيل، وعلى رغم خشيتها من هجوم يستهدف وزارة الأمن وقواعد استخبارية في تل أبيب وخليج حيفا، إلا أنها لم تحسم في التعامل مع الجبهة الشمالية وأبقتها بعد غزة في أولويات القتال.

 

 

لكن وكما اتفق الكابينت "في حال استخدم ’حزب الله‘ سلاحاً لم يستخدمه من قبل، وألحقت هجماته أضراراً بالمدنيين فقواعد اللعب ستتغير، وإلى جانب انعكاس ذلك على صفقة الأسرى ستكون الجبهة الشمالية في أولويات القتال".

بيان مشترك

قبل البيان الأميركي – القطري - المصري المشترك حول صفقة الأسرى، أعرب ديوان مكتب رئيس الحكومة عن استغرابه مما سماه التفاؤل الأميركي حول التقدم في الصفقة، كما أعلن أن الوفد الإسرائيلي قدم المقترح الذي لا يمكن التنازل عن بنوده، لكنه لم يتلق رداً لا من الوسطاء ولا من "حماس". 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأكدت إسرائيل أن "الرئيس الجديد للمكتب السياسي لـ"حماس" يحيى السنوار يواصل عرقلة الصفقة وتأجيلها"، ولكن بعد البيان المشترك أبدت إسرائيل تجاوباً وردت على الفور بموافقتها على إرسال الوفد للمشاركة. 

وقال مسؤول كبير في الحكومة عن تفاؤل إسرائيلي بالتقدم نحو الصفقة "بعد اختفاء العقبة الأساسية والمعرقل للتقدم في الصفقة إسماعيل هنية، تتوقع إسرائيل التقدم سريعاً نحو التوصل إلى اتفاق".

واعتبر مسؤولون سياسيون ومشاركون في اجتماعات الكابينت أن الوقت نضج لصفقة أسرى، "وأن السنوار سيستجيب للضغوط الإسرائيلية، في موضوع محور فيلادلفيا أيضاً".

يحيى السنوار

وفي تقرير نشر اليوم حول ما يراه متخذو القرار في إسرائيل فإنه "بقدر ما أدى اغتيال هنية من جهة، والضغوط الخارجية من جهة أخرى، إلى وضع يحيى السنوار في مكان يجعله مستعجلاً لتنفيذ الصفقة فإن البيان المشترك هو اللحظة التي توقع فيها السنوار صفقة تؤدي إلى تحرير أسرى أحياء".

ووفق ما اتضح من مناقشة الكابينت للصفقة فما سيتداول حولها، فستتيح المرحلة الأولى فيها إعادة أسرى مدنيين أحياء، ولم تحسم بعد إذا كانت ستشمل مجندات أيضاً. 

أما المرحلة الثانية فلم يتمكن أي طرف من حسم الأمر ومدى النجاح في الوصول إلى المرحلة الثانية في حال دخلت المنطقة إلى تصعيد أمني في أعقاب هجوم من إيران أو "حزب الله" يؤدي إلى رد إسرائيلي. ونقل عن مقرب من نتنياهو أن هذا الوضع هو ما "يجعل نتنياهو يطالب بالحفاظ على روافع الضغط للاستمرار في تكثيف القتال في غزة والاستمرار في سيطرة الجيش، بما في ذلك محور فيلادلفيا وبالتالي استئناف الحرب بضمانة أميركية واضحة".

ويقدر وزراء إسرائيليون أن الضغوط الأميركية الحالية ليست صدفة "إذ إن الانتخابات في سبتمبر (تشرين ثاني) بمثابة نقطة مهمة، بل إنها كفيلة بأن تغير سير الأمور في الشرق الأوسط، هذا إذا ما انتخب دونالد ترمب".

الرد على إيران

من جهة أخرى يبحث أمنيون وسياسيون عن بلورة رد بما لا يحبط صفقة الأسرى، وأن يكون وفق نتائجه وليس تنفيذه الفعلي.

 

 

ونقلت قناة "كان" الإخبارية عن مسؤول مطلع على سير التطورات في صفقة الأسرى بأن "البيان المشترك للوسطاء هو مبادرة أميركية تهدف إلى الضغط على الأطراف للتوصل إلى اتفاق". 

ووفقاً للمصادر فإن أحد اعتبارات تصريح الوسطاء هو الأمل في أن يؤدي مثل هذا الإعلان إلى بعض التغيير في الرد المخطط لإيران و"حزب الله" ضد إسرائيل في أعقاب اغتيال زعيم "حماس" إسماعيل هنية ورئيس أركان "حزب الله" فؤاد شكر، وفق المصدر.

ورد منتدى عائلات الأسرى في إسرائيل على البيان المشترك لاستئناف المفاوضات بدعوة "رئيس الحكومة الإسرائيلية وزعيمها" إلى إظهار القيادة أيضاً، وتعزيز واستكمال التفاصيل النهائية المفقودة لتنفيذ "صفقة نتنياهو"، كما سموا الصفقة، لإعادة جميع المختطفين - الأحياء والقتلى، الذين سقطوا لدفنهم بشكل لائق في بلادهم".

من جهته أعرب الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية عاموس يدلين عن استيائه من سياسة رئيس الحكومة، معتبراً أنه كان يتوجب أن يكون مثل هذا اللقاء والتفاؤل الكبير للصفقة قبل ثلاثة أشهر في الأقل، وألا يأتي في ذروة تصعيد أمني خطر قد يجلب المنطقة إلى حرب إقليمية تعرقلها.

وبحسب يدلين "على إسرائيل ألا تفوت فرصة الصفقة أواسط الشهر الجاري، لأن إعادة أسرانا هو أمر أخلاقي من الدرجة الأولى، حتى قبل أي حساب لوضع أمني، فما نقوم به اليوم نتيجة غياب استراتيجية واضحة لدى متخذي القرار".

وأضاف "الوضع الذي نعيشه اليوم في ظل تهديد ’حزب الله‘ وإيران بإلحاق الضرر بإسرائيل، هو الدافع لبيان القمة فالكل مستعد ومتأهب وينتظر ليرى كيف ستنتهي جولة القتال هذه، وكيف ستكون ردود فعل ’حزب الله‘ وإيران، وهذا بحد ذاته ليس في صالح الصفقة ولا الوضع الأمني، ولكن هي فرصة على إسرائيل ألا تفوتها بل نقولها بصراحة إنه كان يتوجب على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إرسال الوفد للمفاوضات والعمل على استئنافها وهو موجود واشنطن".

حلم السنوار يتحقق

من جهة أخرى اعتبر يدلين أن ما تشهده المنطقة اليوم من تصعيد أمني، في مقابل الضبابية والانتظار والاستعداد الإسرائيلي لنوعية وتوقيت الهجوم التوقع، هو حلم السنوار.

وقال "اليوم وبعد التأجيل وعرقلة الصفقة نرى السنوار يجلس في الأنفاق ويرى حلمه يتحقق بأن تجد إسرائيل نفسها أمام جبهات قتالية أخرى تستعد وتدخل في حال ضغط وإرباك، وكل هذا كان يمكن تفاديه لو أن نتنياهو لم يعرقل الصفقة وتقدم فيها منذ ثلاثة أشهر في الأقل".

في المقابل ترى الخبيرة في الشؤون السياسية رفيت هيخت أن التفاؤل الأميركي نحو الصفقة قد يأتي ضمن الجهود لتشكيل الواقع بالأقوال والتصريحات أكثر مما هي بالعكس، بل إن هذه الجهود هي محاولة يائسة لتحريك عملية في حين لم تنجح الولايات المتحدة في فرض إرادتها، ووقف التدهور شبه المتعمد لبنيامين نتنياهو إلى حرب شاملة.

وتشكك هيخت ما إذا سيتوجه نتنياهو حقاً نحو الصفقة في مرحلة معينة، وبرأيها "في اللحظة التي سيشعر فيها بأن الأمر يخدم مصلحته وفرصة بقائه سيوافق عليه، لكن تجربة الماضي تعلمنا أن الغموض المضلل الذي يظهر كنوع من مرحلة موقتة في الطريق إلى مكان معين، ليس الوسيلة للوصول إلى نتيجة أفضل، بل هدف نهائي، هدف بحد ذاته. هذا الغموض يبقي للوهلة الأولى جميع الخيارات مفتوحة إلى حين نضوج القرار أو فرصة أفضل. ولكن عملياً هو يعكس الامتناع الدائم عن اتخاذ قرار يشكل بحد ذاته خيانة للمهمة الأساسية لكل زعيم، بصورة تجعل الوضع يصبح أسوأ بشكل دائم، كما تعلمنا".

أسلحة غير مستخدمة تغير قواعد القتال

في ذروة النقاش الإسرائيلي والتخبط ما بين صفقة قريبة وبين الحفاظ على قوة الردع ومواجهة تهديدات إيران و"حزب الله" وما بينهما إعادة سكان الشمال والجنوب لبيوتهم، بعد غياب أكثر من 10 أشهر عنها، منح الكابينت الذي اجتمع تحت الأرض في تل أبيب حيزاً كبيراً من نقاشه حول سبل التعامل مع مختلف التطورات، بما يضمن أمن إسرائيل وردعها.

وبحسب ما نقل عن الاجتماع، فإن إسرائيل ما زالت تخشى من عدم تجنيد دول التحالف التي وقفت معها في مواجهة هجوم إيران قبل أربعة أشهر، وتقرر تكثيف الجهود والعمل لتجنيد بعض الدول. 

ويعمل في هذا الجانب وزير الأمن يوآف غالانت مع نظيره الأميركي لويد أوستن، كما أن قائد القيادة المركزية في الجيش الأميركي مايكل كوريلا، الذي عاد لتل أبيب للمرة الثانية خلال أسبوع، يواصل بحثه مع مختلف قادة الأجهزة الأمنية وغالانت، حول ضمان سبل التنسيق والعمل المشترك في ظل عدم تأكد الولايات المتحدة نجاح جهود تجنيد تحالف واسع لضمان قبة دفاع جوية لإسرائيل في مواجهة هجوم إيراني أو من جبهات أخرى.

وجاء بحث الكابينت لهذه التطورات على رغم تقارير إسرائيلية تتوقع أن تتراجع إيران عن هجوم واسع ونوعي ضد إسرائيل، وأن "حزب الله" يخطط لهجوم من دون تنسيق الأهداف والتوقيت مع إيران.

وفي الوقت نفسه، وبحسب تقرير إسرائيلي فإن "حقيقة مرور ثمانية أيام من الانتظار وعدم اليقين بالنسبة إلى رد إيران و’حزب الله‘ فهذا لا يعني أن الحزب تراجع عن الرد، بل إنه يبحث عن رد قاس ومدوي، "بسبب قوة الضربة الإسرائيلية التي استهدفت القيادي فؤاد شكر".

ونقل التقرير عن مسؤول عسكري إسرائيلي أن "حزب الله" يضع في أولويات رده استهداف شخصية إسرائيلية، وقال "ليس صدفة أن الكابينت نزل إلى تحت الأرض في مبنى وزارة الأمن في تل أبيب، فهذا ليس بمثابة تدريب، كما فهم بعضهم، إنما بتوصية من الشاباك في أعقاب السيناريوهات التي تبحثها إسرائيل لرد ’حزب الله‘، سواء باستهداف مبنى وزارة الأمن أم شخصيات إسرائيلية".

واستخلص الكابينت أنه "في وقت تدرس فيه إيران طبيعة ونطاق ردها، فإن ’حزب الله‘ مصمم على مهاجمة إسرائيل بشكل كبير، وهو على استعداد لتحمل الأخطار، حتى على حساب حرب شاملة في الشمال، بسبب رد سريع وقوي من إسرائيل".

وناقش الكابينت سيناريو استخدام "حزب الله" أسلحة لم يستخدمها من قبل ضد إسرائيل، ووفقاً للتقديرات سيحاول "حزب الله" ضرب هدف عسكري بأسلحة لم يستخدمها بعد ضد إسرائيل.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط