Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حكومة "طالبان" مقسمة وقادتها يتظاهرون بالوحدة

لم يكن للملا هبة الله أخوند زادة أي نشاط عسكري أو سياسي لكنه قاد الحركة لتأثيره الديني

الملا هبة الله أخوند زادة متوسطا اثنين من قادة "طالبان" (رويترز)

ملخص

ويرى مراقبون للوضع في أفغانستان أن زيارات حقاني لدول شرق أوسطية تعني في نظر منافسيه ومن بينهم زعيم حركة "طالبان" أنه يحاول توسيع علاقاته الإقليمية.

يخشى زعيم "طالبان" اتساع رقعة الخلافات وحدة المنافسة بين المسؤولين الرئيسين في أفغانستان، إذ اتخذ خطوات لمعالجة هذا خلال يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) الماضيين. وأعلن الملا هبة الله أخوند زادة في خطبة عيد الأضحى الماضي أنه سيكون سعيداً إذا ما عزل من منصبه (أو تم إعفاؤه)، لكنه قلق في شأن الخلافات البينية، داعياً مسؤولي الأمن والدفاع والاستخبارات أخيراً إلى مدينة قندهار مرة ثانية.

وحضر هذا الاجتماع كل من نائب وزير الاقتصاد ملا عبدالغني برادر ونائب الوزير للشؤون الإدارية عبدالسلام حنفي ووزير الداخلية سراج الدين حقاني ووزير الدفاع ملا يعقوب ووزير الاستخبارات عبدالحق وثيق ووزير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خالد حنفي وعدد آخر من الوزراء والمسؤولين في حكومة "طالبان".

وجاء في بيان وزارة الدفاع أنه في اليوم الأول من الاجتماع قدم الوزير ونوابه تقاريرهم إلى ملا هبة الله أخوند زادة، بعد أن دعا زعيم "طالبان" جميع رؤساء الأجهزة ووزارات الأمن والدفاع والاستخبارات وفروعها إلى العمل بجد من أجل حماية وتعزيز "النظام الإسلامي" وإطاعة الأوامر، محذراً من أن الخلاف وعدم الثقة يؤدي إلى الفشل، وطالبهم بالتخلي عن التمييز المناطقي.

وقالت وزارة دفاع "طالبان" في بيانها إن الاجتماع عقد في قندهار تحت عنوان "الاجتماع الإصلاحي لكبار المسؤولين في وزارة الدفاع"، وبمشاركة أكثر من 600 شخصية جلهم من المسؤولين العسكريين في جيش بدر 205 المتمركز في قندهار.

كما دعا الملا زادة وزراء الدفاع والداخلية والاستخبارات إلى اجتماع أمني في قندهار في الـ14 من يوليو الماضي. وكتب في حينها المتحدث باسم نظام "طالبان" ذبيح الله مجاهد على منصة "إكس" قائلاً إن "هؤلاء المسؤولين قدموا تقارير عن أداء الوزارات الخاضعة لإشرافهم، وإن القيادة العليا أشادت بجهود مسؤولي الأمن ووجهتهم في مختلف القطاعات، كما تمت مناقشة مشكلات الأجهزة الأمنية وأصدرت القيادة التوجيه اللازم لحلها".

وكثف زعيم "طالبان" من اجتماعاته مع المسؤولين المحليين والعسكريين في الأشهر الأخيرة، إذ قال مجاهد إن الملا أخوند زادة التقى عدداً من القادة في محافظة غور الأسبوع الماضي، وطالبهم بالعمل على تعزيز "النظام الإسلامي" وتطبيق "الشريعة الإسلامية" وحماية الأهداف والإنجازات "الجهادية" وإطاعة زعيم الحركة.

الزعيم الثالث

الملا هبة الله أخوند زادة هو الزعيم الثالث لحركة "طالبان"، واختير زعيماً للحركة بعد مقتل الملا أختر محمد منصور، الذي اغتيل إثر غارة جوية شنتها القوات الأميركية في مايو (أيار) 2016. ولم يكن للملا هبة الله أخوند زادة أي نشاط عسكري أو سياسي إلا أن تعيينه لقيادة "طالبان" كان بسبب تأثيره الديني.

تدعي "طالبان" أن زعيمها يقيم في قندهار، وأن معظم الاجتماعات تعقد في هذه المحافظة، لكنهم لم يكشفوا عن الموقع الدقيق لإقامة الملا هبة الله أخوند زادة. ويقال إن الملا أخوند زادة محمي بتدابير أمنية شديدة، عدا عن الفرق الانتحارية التي تشارك في حماية زعيم "طالبان".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويبدو من الصعب الوصول إلى زعيم "طالبان"، حتى إنه نادراً ما يلتقي المسؤولين. بالطبع، ادعت "طالبان" وفي أكثر من مناسبة أن إمام صلاة العيد في قندهار عادة ما يكون الملا هبة الله أخوند زادة.

ويعد سراج الدين حقاني، زعيم "شبكة حقاني"، المتهم بارتكاب أعقد الهجمات وأكثرها دموية في فترة النظام الأفغاني السابق، أحد أخطر المنافسين لهبة الله أخوند زادة على كرسي الزعامة في حركة "طالبان". وحقاني هو ابن جلال الدين حقاني، وأحد القادة المشهورين لقوات المجاهدين في الحرب مع الاتحاد السوفياتي السابق، وأحد القادة البارزين في حركة "طالبان" الأفغانية، وأن القوات الخاضعة لقيادته هي الأكثر تخطيطاً وتنفيذاً للهجمات الانتحارية المعقدة والتفجيرية المميتة.

يشير المسؤولون في "طالبان" إلى سراج الدين حقاني باسم "الخليفة". وتعد وحدة القوات الانتحارية في "شبكة حقاني"، الذراع العسكرية لسراج الدين حقاني. وسبق إدراجه على قائمة الإرهابيين المطلوبين من قبل الشرطة الفيدرالية الأميركية بسبب الهجمات القاتلة التي نفذتها "شبكة حقاني"، إذ حددت الشرطة الفيدرالية مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يأتي برأسه.

ويرى مراقبون للوضع في أفغانستان أن زيارات حقاني لدول شرق أوسطية تعني في نظر منافسيه ومن بينهم زعيم حركة "طالبان" أنه يحاول توسيع علاقاته الإقليمية.

 

 

وزير الدفاع الأفغاني الملا يعقوب، نجل الملا عمر مؤسس حركة "طالبان"، هو مؤسس حركة "تحريك طالبان" وأحد الشخصيات القوية الأخرى في المنطقة الجنوبية. وتتعامل قوات "طالبان" مع الملا يعقوب باحترام بسبب والده. والملا يعقوب كما سراج الدين حقاني، منافس للملا هبة الله أخوند زادة ويعارض بعض سياساته.

وكان نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية في حكومة "طالبان" الملا عبدالغني برادر، يأمل في أن يتم تعيينه رئيساً للوزراء نظراً إلى ترؤسه المفاوضات وتوقيع الاتفاق مع الولايات المتحدة في الدوحة، الذي أدى إلى انسحاب واشنطن العسكري بالكامل من أفغانستان، لكنه خسر المنافسة أمام الملا حسن أخوند العجوز والمريض.

والملا عبدالغني برادر هو أحد الأشخاص الذين أسسوا "تحريك طالبان" الأفغانية بقيادة الملا عمر، ولهذا فهو مقرب من الملا يعقوب.

صحيح أن زعيم "طالبان" يأمل في تعبئة وتوحيد الحكومة في أفغانستان، إلا أن هناك خلافات بين القيادات حول المناصب السياسية والعسكرية. الملا هبة الله وخلافاً لادعائه بأنه سيكون سعيداً حال عزله من منصبه، لم يتخذ ولو خطوة صغيرة في سبيل ذلك، كما أنه دائماً ما يؤكد ويصر على أن مسؤولي "طالبان" والمواطنين في أفغانستان لا بد أن يطيعوا أوامره من دون قيد أو شرط.

نقلاً عن "اندبندنت فارسية"

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير