Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الهند وبنغلاديش... ضرورات الحليفتين تبيح المحظورات

رحيل حسينة من السلطة في دكا وضع نيودلهي بمنافسة شرسة أمام بكين

حافظت الشيخة حسينة على علاقات مميزة مع مودي قبل خروجها من السلطة (رويترز)

ملخص

بنغلاديش محاطة بالكامل تقريباً بالهند، ولها معها تاريخ متشابك بعمق قبل فترة طويلة من انفصالها عن شبه القارة الهندية عام 1947.

أثارت إطاحة رئيسة وزراء بنغلاديش احتفالات في دكا هذا الأسبوع، ولكنها تركت في المقابل حالة من القلق في الهند المجاورة، التي دعمت الشيخة حسينة بهدف التصدي لنفوذ الخصم الصيني ومنع ظهور بدائل إسلامية، كما يقول محللون.

فرت حسينة (76 سنة) إلى الهند المجاورة الإثنين الماضي على وقع تظاهرات حاشدة في شوارع أنهت على نحو دراماتيكي قبضتها الحديدية على السلطة.

وكان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي من بين أول من قدم "أطيب تمنياته" لمحمد يونس بعد توليه السلطة موقتاً في البلاد أول من أمس الخميس. وأكد مودي أن نيودلهي "ملتزمة" بالعمل مع دكا. ولكن الصين سارعت أيضاً إلى الترحيب بالسلطات الجديدة في دكا، قائلة إنها "تعلق أهمية على تطوير" العلاقات.

منافسة شرسة

ومع سيطرة منافسي حسينة على السلطة في دكا لا بد أن يترك دعم الهند للحكومة السابقة ولرابطة عوامي تأثيراً. ويقول المحلل في مجموعة الأزمات الدولية توماس كيان، "من وجهة نظر البنغاليين كانت الهند على الجانب الخطأ منذ بضع سنوات. لم تكن الحكومة الهندية راغبة على الإطلاق في رؤية أي تغيير في دكا، وقالت بوضوح شديد لسنوات إنها لا ترى أي بديل لحسينة ورابطة عوامي".

وبنغلاديش محاطة بالكامل تقريباً بالهند، ولها معها تاريخ متشابك بعمق قبل فترة طويلة من انفصالها عن شبه القارة الهندية عام 1947. وفي حين أن عدد سكان الهند البالغ 1,4 مليار نسمة واقتصادها المهيمن يتفوق على بنغلاديش التي يبلغ عدد سكانها 170 مليون نسمة، إلا أن حسينة توددت أيضاً إلى الصين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتدور منافسة شرسة بين الهند والصين، الدولتين الأكثر اكتظاظاً بالسكان في العالم، على النفوذ الاستراتيجي في جميع أنحاء جنوب آسيا، بما في ذلك في نيبال وسريلانكا وجزر المالديف. وسعت حسينة إلى تحقيق توازن دقيق، فاستفادت من دعم نيودلهي مع الحفاظ على علاقات قوية مع بكين. وأشادت الولايات المتحدة في الماضي بسجل حسينة الاقتصادي واعتبرتها شريكة في مكافحة التطرف، لكن واشنطن فرضت أخيراً عقوبات على التأشيرات بسبب المخاوف في شأن الديمقراطية.

مخاوف تهديدات للهند

ووجدت نيودلهي تهديداً مشتركاً في الجماعات التي اعتبرتها حسينة منافسة لها، وسحقت بطريقة وحشية من بينها الحزب الوطني البنغالي.

ويؤكد مدير معهد جنوب آسيا في مركز ويلسون في واشنطن مايكل كوغلمان أن "الهند قلقت من أن أي بديل لحسينة ورابطة عوامي قد يكون ضاراً بالمصالح الهندية". وأوضح كوغلمان أن "من وجهة نظر نيودلهي، فإن الحزب الوطني البنغالي وحلفاءه قوى إسلامية خطرة يمكن أن تعرض المصالح الهندية للخطر".

وأعلن الحائز جائزة نوبل محمد يونس أنه سيعمل على إجراء انتخابات في بنغلاديش "خلال بضعة أشهر" قد تتيح عودة الحزب الوطني في بنغلاديش الذي نظم تجمعاً حاشداً في دكا هذا الأسبوع. وشهدت بنغلاديش هجمات انتقامية ضد الأقلية الهندوسية بعد إطاحة رئيسة الوزراء السابقة أثارت قلقاً في الهند وخشية في الداخل أيضاً. ومنذ فرار حسينة وصل المئات منهم إلى الحدود الهندية سعياً إلى العبور. ودعا القومي الهندوسي مودي أول من أمس الخميس إلى ضمان "سلامة الهندوس وجميع الأقليات الأخرى وتوفير الحماية لهم". وقد يشكل لجوء حسينة إلى الهند حجر عثرة أمام العلاقات بين نيودلهي ودكا.

وأبلغ وزير الخارجية الهندي سوبراهمانيام جايشانكار البرلمان أن حسينة توجهت إلى الهند، حيث كانت تنوي البقاء لفترة وجيزة، لكن محاولتها المزعومة للسفر إلى بريطانيا فشلت بعدما دعت لندن إلى "تحقيق كامل ومستقل بقيادة الأمم المتحدة" في حملة القمع المميتة على الاحتجاجات. وليس من الواضح إلى متى ستبقى الآن في الهند، أو إلى أين قد تذهب. فمنذ وصولها إلى قاعدة جوية عسكرية قرب نيودلهي استضيفت في منزل آمن سري ولم تتحدث علناً. وأعربت ابنتها سيما وازد عن "حزنها" لأنها لم تتمكن من رؤية والدتها. وكتبت وازد التي تترأس منظمة الصحة العالمية في جنوب شرقي آسيا، في منشور على منصة "إكس" تم حذفه لاحقاً "بقدر ما أحب أن أرى أمي، لا أريد المساس بمكان وجودها بأية صورة من الصور".

أما نجلها سجيب وازد جوي فقال لصحيفة "تايمز أوف إنديا" إن والدته لا تزال تأمل في الترشح لمنصب سياسي. وأضاف، "ستعود إلى بنغلاديش في اللحظة التي تقرر فيها الحكومة الموقتة إجراء انتخابات".

 

 

تحدٍّ دبلوماسي

وحذرت وسائل الإعلام الهندية من "التحدي الدبلوماسي الهائل" الذي تواجهه البلاد الآن. وكتبت صحيفة "ذا إنديان إكسبرس" أن على نيودلهي الآن أن "تتحرك للحد من الأضرار وحماية مصالحها"، موضحة أن هذا "قد ينطوي على بعض النكسات على المدى القريب"، لكن محمد يونس أعرب عن في مقال نشره في مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية عن استعداده لتجاوز الخلافات. وكتب "على رغم أن بعض الدول، مثل الهند، دعمت رئيسة الوزراء المخلوعة واكتسبت عداوة الشعب البنغالي نتيجة لذلك، فستكون هناك عديد من الفرص لرأب مثل هذه الخلافات".

ويرى كيان من مجموعة الأزمات الدولية أن البلدين سيتحليان بالبراغماتية ويضعان خلافاتهما جانباً. وأضاف "الهند هي الشريك الدولي الأكثر أهمية لبنغلاديش، ولا يوجد سبب يمنعهما من إيجاد طريقة للمضي قدماً. الضرورات الاقتصادية ستدفعهما للعمل معاً".

المزيد من متابعات