Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

 بايدن يراهن على دبلوماسية جريئة تجنبا لوصمة إرثه السياسي

تبنى الاستراتيجية بعدما عجز عن تحقيق نتائج بالنزاع في غزة والسودان خلال ولايته الرئاسية الوحيدة

الرئيس الأميركي جو بايدن  (أ ف ب)

ملخص

انتخب بايدن خلال عام 2020 بناء على خبرته الطويلة في السياسة الخارجية ووعود باعتماد أسلوب رئاسي أكثر هدوءاً من سلفه الجمهوري دونالد ترمب، ويتباهى بتحقيق إنجازات في طليعتها دعم أوكرانيا ونهج سياسته مع الصين.

مع قرب انتهاء ولايته الوحيدة بعد أقل من ستة أشهر يراهن الرئيس الأميركي جو بايدن مع فريقه على دبلوماسية أجرأ في شأن قطاع غزة والسودان، سعياً إلى إحراز تقدم في نزاعين مستعصيين حتى الآن، قد يبقيان وصمة إرثه السياسي.

وفي نداء شخصي خارج عن المألوف انضم بايدن إلى قادة مصر وقطر لحض إسرائيل وحركة "حماس" على التوصل إلى وقف إطلاق النار في الحرب الدائرة داخل قطاع غزة، لا بل تحديد موعد الثلاثاء الـ15 من أغسطس (آب) لاستئناف المحادثات بهذا الصدد، إما في القاهرة أو الدوحة.

وفي مبادرة مماثلة دعا وزير الخارجية أنتوني بلينكن طرفي النزاع في السودان لبدء محادثات سلام الأربعاء المقبل في جنيف.

وتأتي هذه الاستراتيجية بعدما فشلت أشهر من الجهود الحثيثة من جانب موفدين أميركيين في تحقيق نتائج تذكر في نزاعين قد يطبعان حصيلة عهد بايدن الذي قرر الانسحاب من السباق لمصلحة نائبته كامالا هاريس عن الحزب الديمقراطي.

وتثير الحرب المدمرة التي تخوضها إسرائيل مع "حماس" في قطاع غزة منذ هجوم الحركة غير المسبوق على الدولة العبرية خلال السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، موجة تنديد واحتجاجات في العالم وداخل صفوف الحزب الجمهوري نفسه.

أما السودان، فيشهد منذ أبريل (نيسان) 2023 حرباً دموية بين الجيش وقوات "الدعم السريع" لا تحظى بالاهتمام الإعلامي نفسه، غير أنها أوقعت عشرات آلاف القتلى وأدت إلى نزوح أكثر من 11 مليون شخص داخل السودان وإلى دول الجوار، متسببة بأزمة إنسانية كبرى دفعت البلاد إلى حافة مجاعة لم يشهدها العالم منذ المجاعة في إثيوبيا خلال ثمانينيات القرن الماضي.

أولوية الدبلوماسية

انتخب بايدن خلال عام 2020 بناء على خبرته الطويلة في السياسة الخارجية ووعود باعتماد أسلوب رئاسي أكثر هدوءاً من سلفه الجمهوري دونالد ترمب.

وهو يتباهى بتحقيق إنجازات في طليعتها نجاحه بتشكيل تحالف دعماً لأوكرانيا بعد الهجوم العسكري الروسي على هذا البلد، ونهجه في التعامل مع الصين القائم على تشديد الضغوط وفي الوقت نفسه تجنب المواجهة.

وقال خبير السياسة الخارجية الأميركية في معهد الشرق الأوسط براين كاتوليس إن بايدن وأعضاء فريقه "وصلوا إلى السلطة وأحد شعاراتهم إعطاء الأولوية للدبلوماسية، لكنني أجد من الصعب فعلاً ذكر مجال حققوا فيه خرقاً كبيراً، لحظة لافتة".

ويشيد ترمب المرشح للعودة إلى البيت الأبيض بتوصله إلى اتفاقات أبراهام المبرمة عام 2020 بوساطة أميركية والتي أقامت بموجبها الإمارات والبحرين علاقاتهما مع إسرائيل، وتبعهما المغرب والسودان.

أما سلفه باراك أوباما فأبرم اتفاقاً مع إيران حول ملفها النووي واتفاقين لافتين آخرين حول التغير المناخي وتطبيع العلاقات مع كوبا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولفت كاتوليس إلى أن سجل بايدن الدبلوماسي يبقى مرهوناً بأحداث وتطورات واكبت ولايته، ومطبوعاً بالتأكيد بحذر أميركي من المجازفة.

وقالت مديرة برنامج الولايات المتحدة والقارة الأميركية في مركز تشاتام هاوس ليسلي فينجاموري إن بايدن شعر بـ"حاجة ملحة" إلى عدم ترك البيت الأبيض، في حين تدور حروب داخل أنحاء عديدة من العالم.

مخاوف من إرث الحرب

وتابعت أن "آخر ما يريده بايدن هو أن يكون إرثه حرباً مدمرة في الشرق الأوسط. وهذا قد يقوض أيضاً حملة كامالا هاريس".

وشدد بايدن النبرة خلال الأيام الأخيرة تجاه إسرائيل بعدما قدم لها دعماً مطلقاً إثر هجوم "حماس" الذي شكل شرارة الحرب داخل قطاع غزة. فدعا علناً أول من أمس الخميس إلى ضبط النفس، موجهاً دعوته إلى إسرائيل وكذلك إلى إيران التي توعدت بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية داخل طهران في عملية نسبت إلى إسرائيل.

وتواصل الإدارة الأميركية مساعيها إلى إبرام اتفاق سلام بين السعودية وإسرائيل استكمالاً لمسار اتفاقات أبراهام، وأكد بلينكن خلال أبريل أن الولايات المتحدة أصبحت شبه مستعدة لتقديم ضمانات أمنية للسعودية إذا أقامت علاقاتها مع إسرائيل، في مسعى على ما يبدو إلى تقديم حوافز لإسرائيل لحضها على قبول فكرة إقامة دولة فلسطينية.

وتصر الرياض على أن الاعتراف بإسرائيل مرتبط بوضع مسار واضح لإقامة دولة فلسطينية والحصول على ضمانات أمنية من واشنطن.

السودان ومحادثات السلام

وفي ما يتعلق بالسودان تسعى الولايات المتحدة إلى إقناع الجيش بالمشاركة في محادثات السلام، وأجرى بلينكن اتصالاً هاتفياً الإثنين الماضي مع قائد الجيش عبدالفتاح البرهان بهذا الصدد، فيما التقى وسطاء أميركيون أمس الجمعة وفداً سودانياً في السعودية لبحث شروط مشاركة الحكومة.

ولا يطبق بايدن هذا النهج الدبلوماسي على جميع النزاعات. فهو نجح في إنجاز صفقة تبادل معتقلين تاريخية مع روسيا الأسبوع الماضي، لكنه لم يتفاوض في شأن أوكرانيا، خلافاً لترمب الذي لمح مستشاروه في الماضي إلى أنه قد يلجأ إلى تجميد المساعدات العسكرية لكييف، لإرغامها على تقديم تنازلات لموسكو.

وفي ما يتعلق بالأزمة داخل فنزويلا تخلت إدارة بايدن عن سياسة الضغوط القصوى على الرئيس اليساري نيكولاس مادورو مفسحة لقوى من أميركا اللاتينية مثل البرازيل والمكسيك وكولومبيا للتشدد حياله.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات