Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مصادر: وقف النار في غزة وحده يمكنه إرجاء رد إيران على إسرائيل

واشنطن تطلب من أنقرة التوسط لدى طهران لإقناعها بخفض التوتر وبلينكن يتوجه إلى الشرق الأوسط

ملخص

اغتيل رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية في طهران في الـ31 من يوليو الماضي لتتوعد إيران بالثأر من إسرائيل التي تشن حرباً على غزة.

قال ثلاثة من كبار المسؤولين الإيرانيين إن السبيل الوحيد الذي يمكن أن يرجئ رد طهران على الفور على إسرائيل بسبب اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" على أراضيها هو التوصل في المحادثات المأمولة هذا الأسبوع إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وتتوعد إيران بأن يكون ردها قاسياً على مقتل هنية الذي وقع في أثناء زيارته لطهران أواخر يوليو (تموز) الماضي واتهمت إسرائيل بالمسؤولية عنه. ولم تؤكد إسرائيل أو تنف مسؤوليتها، فيما نشرت البحرية الأميركية سفناً حربية وغواصة في الشرق الأوسط دعماً للدفاعات الإسرائيلية.

وقال أحد المصادر، وهو مسؤول أمني كبير في إيران، إن بلاده وحلفاء لها مثل "حزب الله" سيشنون هجوماً على الفور إذا فشلت محادثات غزة أو إذا شعرت بأن إسرائيل تماطل في المفاوضات.

ولم تذكر المصادر المهلة التي ستسمح بها إيران من أجل إحراز تقدم في المحادثات قبل أن ترد. وأوضحت المصادر، شريطة عدم الكشف عن هويتها نظراً إلى حساسية الأمر، أنه مع تزايد خطر نشوب حرب أوسع في الشرق الأوسط بعد مقتل هنية والقيادي في "حزب الله" فؤاد شكر، انخرطت إيران في حوار مكثف مع الدول الغربية والولايات المتحدة في الأيام الماضية حول سبل الرد على إسرائيل وحجمه.

وفي تصريحات نشرت اليوم الثلاثاء، قال السفير الأميركي لدى تركيا إن واشنطن تطلب من الحلفاء المساعدة في إقناع إيران بخفض التصعيد.

كما تحدثت ثلاثة مصادر حكومية في المنطقة عن إجراء محادثات مع طهران لتجنب التصعيد قبيل محادثات وقف إطلاق النار في غزة، التي من المقرر أن تبدأ الخميس المقبل في مصر أو قطر.

وقالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة الجمعة الماضي في بيان "نأمل في أن يكون ردنا في الوقت المناسب وأن يتم بطريقة لا تضر بأي وقف محتمل لإطلاق النار". وقالت وزارة الخارجية الإيرانية اليوم إن الدعوات الموجهة إلى طهران لضبط النفس في ما يتعلق بالرد على إسرائيل "تفتقر إلى المنطق السياسي وتتعارض مع مبادئ القانون الدولي".

ولم ترد وزارة الخارجية الإيرانية أو الحرس الثوري حتى الآن على طلبات للتعليق، كما لم يرد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزارة الخارجية الأميركية.

طلب وساطة تركية

قال السفير الأميركي لدى تركيا جيف فليك إن الولايات المتحدة تطلب من أنقرة وحلفاء آخرين لهم علاقات مع إيران إقناعها بخفض التوترات في الشرق الأوسط.

وأدلى السفير بهذه التعليقات في وقت تتأهب فيه المنطقة لهجمات محتملة من إيران وحلفائها بعد مقتل قائدين كبيرين في حركة "حماس" و"حزب الله" اللبناني.

واغتيل رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية في طهران في الـ31 من يوليو (تموز) الماضي لتتوعد إيران بالثأر من إسرائيل التي تشن حرباً على غزة. واتهمت إيران إسرائيل بالوقوف وراء الاغتيال، إلا أن الأخيرة لم تعلن مسؤوليتها عن العملية.

وقال فليك في لقاء مع الصحافيين في إسطنبول مع انتهاء فترة خدمته في تركيا "نطلب من جميع حلفائنا الذين لديهم علاقات مع إيران أن يضغطوا عليهم لخفض التصعيد، وهذا يشمل تركيا". وأضاف متحدثاً عن الممثلين الأتراك لدى واشنطن "إنهم يفعلون ما في وسعهم للتأكد من عدم تصعيد الأمور". وتابع قائلاً "يبدون أكثر ثقة منا بأن الأمور لن تتصاعد".

 

 

وتوترت العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا في السنوات الماضية بسبب التحالف الأميركي مع الأكراد السوريين الذين تصنفهم تركيا إرهابيين وبسبب شراء تركيا لمنظومة الدفاع الروسية "أس-400"، مما دفع الولايات المتحدة إلى فرض عقوبات عليها واستبعادها من برنامج طائرات "أف-35".

ومع ذلك، قال فليك إنه يعتقد أن العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا أصبحت الآن "في مكان أفضل مما كانت عليه منذ فترة". وأشار إلى "الدور المفيد" الذي لعبته تركيا في أكبر عملية تبادل للسجناء بين الولايات المتحدة وروسيا منذ الحرب الباردة في أنقرة في بداية الشهر الجاري. وقال "لم يشاركوا في الجانب التفاوضي، لكن في الجانب اللوجيستي لعبوا دوراً مهماً".

وفي مقابلة مع "رويترز" في يونيو (حزيران) الماضي قال فليك إن مكانة تركيا لا تزال راسخة في الغرب وإن شراكتها مع الولايات المتحدة أقوى من أي وقت مضى.

لكن فليك قال أمس الإثنين إن الوضع في غزة "صعب للغاية" وإن لهجة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المناهضة لإسرائيل جعلت من الصعب على تركيا أن تؤدي دور وساطة، وإن الخلاف بين أنقرة وواشنطن في شأن غزة تقلص بعدما بدأت الولايات المتحدة "تدعو بنشاط" إلى وقف إطلاق النار، لكن الخلافات تظل قائمة.

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية اليوم الثلاثاء إن الدعوات التي وجهتها فرنسا وألمانيا وبريطانيا، أو المجموعة المعروفة بالترويكا الأوروبية، لطهران بضبط النفس فيما يتعلق بالرد على إسرائيل "تفتقر للمنطق السياسي وتتعارض مع مبادئ القانون الدولي".

بلينكن إلى الشرق الأوسط

في إطار مساعي وقف التصعيد وخفض التوتر في الشرق الأوسط، من المقرر أن يتوجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى الشرق الأوسط اليوم الثلاثاء.

وقال مراسل موقع "أكسيوس" باراك رافيد على وسائل التواصل الاجتماعي نقلاً عن مصدر إن بلينكن يخطط لزيارة قطر ومصر وإسرائيل.

والإثنين، حضت الولايات المتحدة وحلفاء أوروبيون إيران على "التراجع" عن تهديدها بمهاجمة إسرائيل، مع تصاعد المخاوف من هجوم وشيك على الدولة العبرية من شأنه أن يشعل فتيل حرب شاملة في الشرق الأوسط.

وتتصاعد التوترات في المنطقة حيث سارعت الولايات المتحدة إلى إرسال غواصة قاذفة للصواريخ ومجموعة حاملة طائرات لإظهار دعمها لحليفتها الرئيسة.

وتوعدت إيران وحليفها "حزب الله" بالانتقام لمقتل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية بضربة في طهران، نسبت إلى إسرائيل التي لم تعلق عليها، بعد ساعات على مقتل القيادي البارز في "حزب الله" فؤاد شكر بضربة إسرائيلية في ضاحية بيروت الجنوبية.

وتكثفت الجهود الدولية لتجنب هجوم إيراني، وقد وجه الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان مشترك مع قادة فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا، تحذيراً لطهران.

وقال القادة في البيان بعدما تحدثوا هاتفياً "دعونا إيران إلى التراجع عن تهديداتها المتواصلة بشن هجوم عسكري على إسرائيل وبحثنا العواقب الخطرة على الأمن الإقليمي حال تنفيذ هجوم من هذا النوع".

وحذر البيت الأبيض الإثنين من أن إيران قد تشن مع وكلائها "هجمات كبرى" على إسرائيل هذا الأسبوع، لافتاً إلى أن التقييم الإسرائيلي مماثل.

ومع تواصل المساعي الدبلوماسية إلى تجنيب المنطقة نزاعاً أوسع نطاقاً، أجرى كل من رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والمستشار الألماني أولاف شولتز اتصالاً بالرئيس الإيراني مسعود بزشكيان لحض إيران على احتواء التصعيد.

لكن بزشكيان أكد أن لبلاده "حق الرد" على أي هجوم يستهدفها.

 

الحرب ليست في مصلحة أحد

وقال مكتب رئيس الوزراء البريطاني إن رئيس الحكومة أجرى اتصالاً هاتفياً مع بزشكيان الإثنين وطلب منه عدم مهاجمة إسرائيل مشدداً على أن الحرب ليست في مصلحة أحد.

وقال ستارمر لبزشكيان إنه يشعر بقلق بالغ إزاء الوضع في الشرق الأوسط، ودعا جميع الأطراف إلى وقف التصعيد وتجنب مزيد من المواجهات في المنطقة.

ونقل مكتب رئيس الوزراء عن ستارمر قوله "هناك خطر كبير من سوء التقدير والآن هو الوقت المناسب للهدوء والتفكير المتأني"، مضيفاً أنه أكد التزامه بوقف فوري لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن وزيادة المساعدات الإنسانية لغزة.

وقال ستارمر إن التركيز يجب أن ينصب على المفاوضات الدبلوماسية. واتفق ستارمر وبزشكيان على أن الحوار البناء بين البلدين يصب في مصلحتهما.

لكن ستارمر أخبر بزشكيان بأنه لا يمكن تعزيز الحوار بين الجانبين إلا إذا توقفت إيران عن "تصرفاتها المزعزعة للاستقرار"، ومنها تهديد الأفراد في بريطانيا، فضلاً عن عدم مساعدة روسيا في هجومها على أوكرانيا.

"خيارات هجومية"

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري إن بلاده "جاهزة لدرء أي تهديد في الوقت المناسب"، لكنه لفت إلى أنه "ليس مطلعاً" على تقارير تفيد بأن إيران تتهيأ لتوجيه ضربة في الساعات الـ24 المقبلة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الإثنين إن البلاد عززت دفاعاتها ووضعت "خيارات هجومية" في وقت "يمكن أن تتجسد التهديدات الصادرة عن طهران وبيروت".

وقف إطلاق النار في غزة

في الأثناء كثفت واشنطن والدول الأوروبية الأربع الدعوات إلى وقف إطلاق النار في غزة.

وأيد القادة دعوة أطلقها بايدن ومصر وقطر لاستئناف مفاوضات التهدئة الخميس وشددوا على أن الوقت أصبح داهماً. كما دعوا إلى إتاحة وصول المساعدات إلى غزة المدمرة "من دون قيود".

 

وتأتي الضغوط من أجل وضع حد للحرب في غزة والإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى "حماس"، في حين أعلن "أبو عبيدة" الناطق باسم كتائب "عز الدين القسام"، الجناح المسلح لـ"حركة حماس"، الإثنين مقتل رهينة إسرائيلي وإصابة امرأتين رهينتين بجروح خطرة في "حادثتين" منفصلتين في قطاع غزة، قال إنه يجري التحقيق في ظروفهما.

وحضت "حماس" الوسطاء على تطبيق مقترح عرضه بايدن في نهاية مايو (أيار) بدلاً من إجراء مزيد من المفاوضات. وقبلت إسرائيل دعوة الولايات المتحدة وقطر ومصر للمشاركة في جولة مفاوضات مقررة الخميس.

وقال الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر في مؤتمر صحافي إن "السبب الذي يدفعنا إلى القيام بذلك هو وضع اللمسات النهائية على تفاصيل تطبيق الاتفاق الإطاري".

وتكثف الضغط من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار بعدما أفاد عناصر من الدفاع المدني في القطاع بأن ضربة جوية إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين فلسطينيين السبت أودت بـ93 شخصاً.

من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي الإثنين أن 31 مقاتلاً فلسطينياً قتلوا في القصف على المدرسة ونشر قائمة بأسمائهم وصورهم.

ترودو يحض مواطنيه على مغادرة لبنان

من جانبه، حض رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الإثنين مواطنيه على مغادرة لبنان فوراً، محذراً من أخطار تصعيد إقليمي للنزاع بين إسرائيل وجهات أخرى، بينها "حزب الله" اللبناني.

وقال ترودو في مؤتمر "نرى أن خطر التصعيد حقيقي". وأضاف "نشجع كل الرعايا الكنديين ونطلب منهم مغادرة لبنان فيما الرحلات التجارية متاحة".

ويُعتقد أن عشرات الآلاف من الكنديين يعيشون في لبنان الذي يشهد قصفاً متبادلاً على نحو شبه يومي بين "حزب الله" وإسرائيل، في عمليات يقول الحزب إنها لدعم حليفته حركة "حماس" وإسنادها.

المزيد من متابعات