Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هكذا يغسل اليمين البريطاني المتطرف أدمغة أطفال في عمر 9 سنوات

حصري: ناجل بروميج يحذر في أعقاب الاضطرابات الأخيرة في بريطانيا من استغلال الجماعات اليمينية المتطرفة أشخاصاً عاديين وتحويلهم إلى "أدوات" للتحريض على العنف والفوضى

أطفال كانوا من بين المشاركين في الاحتجاجات اليمينية المتطرفة في منطقة هال في نهاية الأسبوع الماضي ((@funky_nelly/أكس/ رويترز)

ملخص

ناجل بروميج، الناشط السابق في اليمين المتطرف، حذر من أن الأطفال الصغار يتعرضون للتطرف من قبل أقاربهم اليمينيين، وأكد أن مؤسسته تساعد في إخراج هؤلاء من أفكار التطرف.

أطلق ناجل بروميج، وهو أحد النازيين الجدد الذين خضعوا لبرنامج إصلاح، تحذيراً من أن أطفالاً لا تتجاوز أعمارهم 9 سنوات، يتعرضون للأفكار المتطرفة، على يد أقاربهم المنتمين إلى اليمين المتطرف.

وأكد بروميج الذي أمضى نحو عقدين من الزمن مع جماعات اليمين المتطرف قبل أن يؤسس جمعية خيرية تعنى بمكافحة التطرف، لصحيفة "اندبندنت" أن مؤسسته ساعدت ذات مرة فتى صغيراً كان قد بدأ باستخدام رموز النازية الجديدة بعدما تأثر بتلك الأفكار من شقيقه الأكبر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي سياق حديثه عن موجة العنف الأخيرة في بريطانيا، حذر بروميج من أن اليمين المتطرف يركز على استغلال الأفراد العاديين وتحويلهم إلى "أدوات وبيادق" للعنف وزرع الفوضى. وأشار إلى أن المتطرفين نجحوا في نشر معلومات مضللة وأكاذيب، وجعل الناس يصدقونها، ليقوموا تالياً بتحريضهم على التحرك، مستغلين شعورهم بالتهميش وبأن أحداً لا يسمع صوتهم.

تحدث بروميج في مقابلة حصرية أجرتها معه صحيفة "اندبندنت"، وذلك في أعقاب اندلاع موجة العنف من جانب اليمين المتطرف في مختلف أنحاء المملكة المتحدة، إثر طعن ثلاث فتيات صغيرات حتى الموت في ملهى ليلي في بلدة ساوثبورت خلال حفل راقص على وقع أغاني النجمة الأميركية تايلور سويفت. وقد تأججت الاضطرابات بسبب صدور إشاعات مغرضة عبر الإنترنت، مفادها أن المشتبه فيه كان طالب لجوء مسلماً وصل إلى المملكة المتحدة عبر قارب صغير للاجئين.

ورداً على ذلك، قام مثيرو الشغب باستهداف بعض المساجد، والاشتباك مع شرطة مكافحة الشغب. كما أضرموا النار في فندق كان يؤوي مهاجرين، وأحرقوا مكتبة عامة ومبنى "مكتب استشارات المواطنين" Citizens Advice Bureau.

وصرح السيد بروميج الذي يتولى إدارة منظمة "إيغزيت هيت تراست" Exit Hate Trust، التي تساعد الأفراد على مغادرة الجماعات العنصرية، أن فريقه التقى أطفالاً تحولوا إلى التطرف بتأثير من أحد أفراد أسرهم، مثل الأب أو الشقيق الأكبر سناً. وفي إحدى الحالات، تم غسل دماغ طفل يبلغ من العمر 9 سنة فقط من جانب شقيقه الأكبر.  

وقال الرجل البالغ من العمر 59 سنة إن الشقيق الأكبر تورط في أيديولوجيات اليمين المتطرف من خلال منتديات متطرفة عبر الإنترنت، مشيراً إلى أن منظمته عملت على مساعدة الشقيقين على التخلص من التطرف.

وأوضح السيد بروميج أن النازية تقوم على الاعتقاد القائل بأن "النضال يبدأ منذ الولادة ويستمر طوال حياة الإنسان حتى مماته". وأضاف أنه منذ الولادة، يتم غرس الولاء للزعيم النازي الراحل أدولف هتلر والاشتراكية الوطنية في أذهان الأطفال، وتتم تربيتهم على مبدأ أنه يجب عليهم الدفاع عن العرق الأبيض واعتبار أنفسهم في معركة مستمرة ضد النظام القائم. وذكر أنه "بحلول سن الخامسة أو السادسة، يكون كثير من هؤلاء الأطفال قد ترسخت في أذهانهم فكرة معارضة النظام والتحيز ضد الأشخاص من أعراق مختلفة".

يشار إلى أنه في ما يتعلق بإصلاح الأفراد من الأفكار المتطرفة، فإن مؤسسة "إيكزيت هيت تراست" تقبل الأفراد الذين يطلبون المساعدة لأنفسهم (الإحالات الذاتية)، كما الإحالات المقدمة من أصدقاء أو أحد أفراد أسرة شخص يحتاج للمساعدة.

السيد بروميج أفاد في المقابل بأن مؤسسته تتعامل مع الأزواج المنتظمين في جماعات اليمين المتطرف، بحيث إن الرجل في مثل هذه المنظمات كثيراً ما يكون هو الذي يأتي بصديقته أو زوجته إليها. وأوضح أن "هذا الأمر يؤدي بدوره إلى تعرض الأطفال للعنصرية والتطرف، والتأثر بهما".

وفي ما يتعلق بالأساليب المعتمدة لتلقين الأطفال، يلفت السيد بروميج إلى أن أفراد الأسرة قد يستخدمون الألعاب أو الموسيقى أو الميمات، أو أشكالاً أخرى من الفكاهة العنصرية.

وكانت قد برزت أمثلة مقلقة على السلوك العنصري بين الشباب خلال أعمال الشغب الأخيرة على مدار الأسبوع الماضي في بريطانيا. فقد أظهرت لقطات فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي إحدى الفتيات وهي تقفز في الشارع ممسكة بذراع امرأة كبيرة في السن، وتصيح بعبارة: "اخرجوا أيها الآسيويون P***s Out " (أو Pakis وهي عبارة مهينة تستخدم ضد الأشخاص من أصل باكستاني أو جنوب آسيوي) قبل انطلاق مسيرة مناهضة للهجرة في بلفاست في إيرلندا الشمالية.

كما تم القبض على فتى يبلغ من العمر 11 سنة في أثناء الاضطرابات في هارتلبول الأربعاء الماضي، في وقت كان فتى آخر يبلغ من العمر 14 سنة هو أصغر فرد يوجه إليه اتهام في ما يتعلق بممارسة أعمال شغب.

ومن جهتها، وضعت أنكي ديو، كبيرة منسقي السياسات في منظمة "الأمل وليس الكراهية" Hope Not Hate المناهضة للفاشية، تقريراً بعنوان: "متصلون لكن منفصلون: الشباب وسلوكيات الكراهية" Plugged in but Disconnected: Young People and Hateful Attitudes، يحاول استكشاف كيف تتشكل التصرفات الضارة لدى الشباب.

وأفادت الباحثة بأن مجموعات التركيز التي شكلتها وهي تضم معلمين في مدارس ثانوية، أشارت إلى أن الشباب اليافعين قد يتبنون آراء ضارة من داخل بيئاتهم المنزلية.

وأضافت ديو أن "كثيراً من المدرسين رفضوا فكرة أن الطلاب الذين كانوا قلقين عليهم، كانوا إما منبوذين أو معزولين، إذ إن بعضهم كان في الواقع يتمتع بشعبية معقولة في أوساط زملائهم".

يستخدم اليافعون أدوات وبيادق ضمن خطة اليمين المتطرف لإحداث الدمار

ناجل بروميج

وتابعت كبيرة منسقي السياسات في منظمة "الأمل وليس الكراهية" تقول: "إن هؤلاء الأفراد ليسوا دائماً منبوذين اجتماعياً. فكثير من العلاقات الاجتماعية والتأثيرات التي تنشأ في بيئتهم المنزلية، تجعل من الصعب على المعلمين نشر رسائل إيجابية في المدارس وتعزيز هذه السردية. وكثيراً ما يشعر المدرسون بأن هؤلاء الشباب يرددون أفكاراً تشربها الطلاب من منازلهم بصورة آلية".

ولاحظ السيد ناجل بروميج من منظمة "إيغزيت هيت تراست"، أنه أثناء فترة وجوده في اليمين المتطرف، كانت التظاهرات غالباً ما تكون مدفوعة من قبل ناشطين سياسيين، لكن الاحتجاجات أصبحت الآن تستقطب المتطرفين وكذلك أفراد الجمهور المحبطين. ورأى الناشط أن "اليمين المتطرف فعال للغاية في نشر رسائل الكراهية والانقسام. فالمنضوون إليه يقومون بإنشاء ومشاركة محتوى مضلل من خلال ابتكار ميمات ساخرة وتشويه القصص بالأكاذيب، ونشر فيديوهات معدلة تقدم فقط مقتطفاً صغيراً من رواية أكبر مع عناوين مشحونة عاطفياً". ونبه إلى أن بعض المحتجين "يقعون في فخ الفوضى والدمار"، مشيراً إلى أنه "يتم استخدامهم فعلاً كأدوات أو بيادق في استراتيجية اليمين المتطرف الأوسع نطاقاً للتحريض على العنف والفوضى".

ورأى السيد بروميج أن وسائل الإعلام الاجتماعي لديها القدرة على تحويل شخص إلى متطرف خلال أشهر قليلة، مما يدفعه إلى تحويل غضبه إلى اعتقاد أن العنف والعمل المباشر هما الحل الوحيد. وقارن ذلك بعملية التطرف التي كان إيقاعها أبطأ بكثير في الماضي، عندما كان يستغرق الأمر شهرين إلى ثلاثة أشهر للحصول على رد، بعد إرسال خطابات إلى صناديق بريد في الولايات المتحدة.

وفي استعراض لتجربته الخاصة، يستذكر بروميج مشاركته في الاحتجاجات منذ أن كان في سن الـ15، والتي كانت مدفوعة في البداية بـ"مجرد الإثارة" التي ترافق تلك المحطات.

ووصف السيد بروميج حياته المبكرة بأنها كانت عادية قائلاً "نشأت في بيئة مملة من الطبقة العاملة في شقة تابعة لمباني المجلس المحلي، لكن بمجرد أن تشارك في مسيرة، وتنتظم فيها مرتين أو ثلاث مرات أو أربعاً أو خمسا، تكتشف نوعاً من الإثارة والشعور بالهدف فتصبح أكثر إدماناً عليها، وتتطلع بصبر نافد إلى الانتظام في مثل هذه الأحداث، بدءاً بالمواجهات، مروراً بالتلويح بالأعلام وقرع الطبول، وصولاً إلى غيرها من الأمور الأخرى".

وروى كيف انضم مع مرور الوقت إلى اليمين المتطرف، وانخرط ضمن جماعات أصبحت متطرفة بصورة متزايدة.

كما تطرق إلى وفاة والدته بالسرطان عندما كان عمره 18 سنة، ومن ثم وفاة والده بعد خمس سنوات عندما صدمته شاحنة. وفي سن الـ23، أصبح اليمين المتطرف عائلته فعلياً لأنه لم يكن لديه أشقاء أو عائلة مباشرة.

وأوضح بروميج أنه انضم بعد ذلك إلى "الجبهة الوطنية" National Front (منظمة سياسية يمينية متطرفة تعرف بمعاداتها للهجرة والتعددية في بريطانيا) ليكون عضواً ناشط يشارك في التحركات الميدانية، ويحضر الاجتماعات. وأسس فرقة "روك" باسم "بازرد بيت" Buzzard Bait وهي جزء من حركة "روك ضد الشيوعية" Rock Against Communism (التي نشأت في أواخر السبعينيات في المملكة المتحدة، وارتبطت باليمين المتطرف والنازية الجديدة، وأصبحت مرادفاً لموسيقى القوة البيضاء).

بعد ذلك، تولى دور المنظم لـ"الحركة البريطانية" British Movement - وهي مجموعة ذات أيديولوجيات نازية معلنة في "ويست ميدلاندز" - ثم أصبح مجنداً ومنسقاً محلياً لمنظمة "كومبات 18" Combat 18، وهي حركة نازية جديدة معروفة بالدفاع عن تفوق العرق الأبيض.

لكن بروميج تخلى فعلاً عن هذه الحياة المتطرفة في عام 2000، بعد أن تدخل لمنع أعضاء المجموعة العنصرية من إلقاء رجل أسود عبر نافذة أحد المتاجر في مدينة برمنغهام.

وذكر السيد بروميج أنه منذ أن بدأ العمل في حملته كناشط ضد التطرف، اضطر إلى الانتقال مرتين بسبب التهديدات بالعنف. وقال أخيراً إن منظمته واجهت كثيراً من التهديدات بالعنف والإساءة - بعضها جاء من أفراد في الولايات المتحدة - مما أدى إلى خسارة بعض من العاملين فيها.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير