ملخص
على رغم أن الجامعات الخاصة والأهلية لا تزال مخصصة لفئة المقتدرين مادياً، فإنها قللت من الضغوط على العائلات بصورة ملحوظة باعتبارها خياراً بديلاً لمن لم يتمكنوا من إدراك تخصصهم المفضل في الجامعات المجانية.
مشاهد نتيجة الثانوية العامة في مصر ارتبطت دوماً بأفعال درامية يغلب عليها الطابع التراجيدي، خلافات أسرية وصراخ وبكاء وقد يصل الأمر إلى تعمد أذى النفس أو تعنيف الأبناء، في مقابل زغاريد وأفراح واستقبال مهنئين وهدايا لا تتوقف في بيوت أخرى.
إنها مرحلة يتوقف عليها المصير التعليمي والمستقبل المهني بحسب وجهة النظر الشائعة التي تبحث عن الحيثية الاجتماعية بطرق شديدة الكلاسيكية، فالطبيب والمهندس يتفوقان لأنهما الأعلى مجموعاً وينتميان لما يسمى "كليات القمة"، وبعدهما يأتي الجميع سواء معلمين أو محاسبين أو مترجمين أو غيرهم، على رغم أن النجاح العملي والتفوق المهني لا يعترفان بمكتب التنسيق من الأصل.
لكن هل تغيرت بالفعل نظرة الأهل والأبناء لما تمثله هذه المرحلة التعليمية، ولم يعُد طموح الحصول على مجموع يقارب المئة في المئة هو قمة التفوق، بل إنه قد لا يعني شيئاً إذا لم يصاحبه اجتهاد وتميز وحنكة في اختيار فرصة العمل الملائمة، بخاصة في ظل تدني نسب المجاميع عاماً بعد آخر؟.
الأسرة التي هاجمت ونددت ونكلت بابنها قبل عامين لأنه حصل على مجموع أقل من 70 في المئة بالقسم العلمي ولم يتمكن من تحقيق طموحه في الالتحاق بكلية الصيدلة، هل تغير رأيها بعدما رأته وقد تمكن من الحصول على راتب كبير من خلال عمله في مجال تطوير البرامج خلال فترة قصيرة بالتماشي مع دراسته للقانون؟.
بالطبع ستتريث الأسرة بعض الشيء قبل أن تصب فورة الغضب على ابنها الآخر إذا ما تكرر سيناريو المجموع الضعيف نفسه مع شقيقه الذي من المقرر أن ينهي دراسته الثانوية العام المقبل، كما أنها هي ذاتها الأسرة التي بات أفرادها يعطون نصائح إلى الأقارب والجيران هذه السنة بألا يقسوا على أبنائهم، ويقدمون أمثلة مثبتة بالأدلة على أن النجاح والتميز وتحقيق مصدر دخل جيد لا يرتبط عادة بالطرق نفسها التي يفكر فيها الأبوان.
بخلاف ذلك فانخفاض نسب القبول في الجامعات الحكومية بعد اعتماد نظام الامتحانات الجديد جعل كثيرين يفخرون بحصولهم على مجاميع كانت تعتبر في ما سبق بمثابة "فضيحة"، إذ لا تمكّن صاحبها من القبول بأية جامعة، أما النقطة الأهم فهي اتساع الخيارات المتاحة أمام الناجحين بالثانوية من جامعات خاصة تقبل بمجموع قليل، وبرامج خاصة تتيح دراسات في تخصصات مميزة لم تكُن متاحة من قبل، وقبل كل ذلك اتساع سوق العمل وانفتاحها وتمكن أبناء هذا الجيل من معرفة ما تحتاج إليه الشركات غير التقليدية لتحقيق تفوق من نوع آخر أكثر رسوخاً وعملية، وهي أمور كانت تغيب عادة عن ذهن الأهل.
تجارب عملية
لكن هل أثرت التغييرات التي طرأت أخيراً على نظام الثانوية العامة، وكذلك في ما يتعلق باستحداث كليات جديدة، في أفكار الأسرة المصرية، أم في الأقل قطعت شوطاً نحو التغيير الذي من شأنه أن ينهي ضغوط الثانوية العامة إلى الأبد؟. المؤكد أن الأمور باتت أخف وطأة، كما أن هناك اتساعاً لفكرة أن النجاح والتفوق وتحقيق الذات لا تتوقف فقط عند المجموع التسعيني.
الطالبة جميلة ضاحي التي تسكن في حي المعادي بالقاهرة ولم تذهب إلى مدرستها إلا بضعة أيام في العام للضرورة وبقية السنة قضتها بين الدروس الخصوصية التي تكلفت أكثر من مئة ألف جنيه بحسبها، استيقظت في منتصف الليل قبل أيام على زغاريد والدتها احتفالاً بحصولها على 73 في المئة في الثانوية، فالشابة التي اختارت القسم الأدبي لأنها ترغب في دراسة إحدى اللغات الأجنبية، كانت تتوقع أن تحصل على أكثر من 85 في المئة، لكن المجموع النهائي كان أقل من المنتظر بكثير، ومع ذلك كانت الأسرة سعيدة وتحتفل بانتهاء هذا الوقت العصيب وبأن ابنتهم لم تكُن ضمن القطاع العريض الذي حصل على 60 في المئة، كذلك فإنهم راضون تماماً عن النتيجة، وهو أمر مختلف تماماً عما حدث مع شقيقتها الكبرى التي حصلت قبل خمسة أعوام على 89 في المئة بقسم العلوم.
وقتها انقلب المنزل إلى مأتم بعد أن أوصلتها لوائح التنسيق والرغبة في ارتياد جامعة بجوار المنزل إلى كلية الزراعة، وهي تعمل الآن في شركة مرموقة للغاية، وعلى ما يبدو فإن الأسرة تعلمت أن تكون لديها خطط بديلة واختارت التعامل بطريقة أكثر هدوءاً، نظراً إلى أن سوق العمل تستوعب مهناً كثيرة، فضلاً عن أنها تحولت تماماً عن الماضي وباتت حاجاتها مختلفة جذرياً، ويمكن للمهندسة الزراعية أن تحقق بسهولة نجاحاً يضاهي الحلم الذي فاتها، خصوصاً أنها بالموازاة دخلت السلك الأكاديمي، وقريباً سيسبق اسمها لقب "دكتورة".
إرث من الضغوط
ولأن الإرث على ما يبدو بحاجة إلى أعوام طويلة كي يتبدل لا يزال هناك أثر، والدليل من يتمسكون بالأفكار القديمة حول أن النجاح المعترف به في الثانوية العامة يعني الحصول على أكثر من 90 في المئة في الأقل ليتمكن صاحبه من دخول كليات مثل الطب والصيدلة والهندسة والاقتصاد والعلوم السياسية باعتبارها الأعلى مجموعاً في قسمَي العلمي والأدبي، مما ينتج منه قصص مأسوية، خصوصاً أن أعداد الحاصلين على هذه المجاميع يقل عاماً بعد آخر.
فوفقاً لبيانات وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني هناك نحو 37 ألف طالب فقط حصلوا على 90 في المئة فأكثر من إجمالي الطلبة الذين أدوا الاختبارات وعددهم يفوق الـ700 ألف، بالتالي الحكايات الحزينة لا تزال تحدث مثل حكاية شهد ع، الطالبة التي ظلت لمدة ثلاثة أيام من دون طعام، وفي نهاية اليوم الثالث فقدت القدرة على النطق وتيبس فمها وأوشكت أن تصاب بتجلط دموي وفقاً لشهادة الوالدة التي بكت بينما تتحدث عن وضع ابنتها التي كانت تحلم بأن تصبح طبيبة، ففوجئت بحصولها على مجموع 64 في المئة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتضيف الأم أن ابنتها "كانت تجتهد وتذاكر ليل نهار وتظل في مجمع الدروس لمدة ست ساعات متواصلة، لكن مستوى امتحان الفيزياء كان صادماً، كما أن اختبار اللغة الإنجليزية كان أيضاً أصعب بكثير من التدريبات التي خاضوها خلال العام".
وشهد القاهرية لديها أبوان لم يضغطا عليها بعد معرفة النتيجة، بل هي التي تشعر بالذنب والتقصير، لكن في المقابل دخل والد خالد ن العناية المشددة بعد إصابته بأزمة قلبية لأن نجله الأكبر حصل على مجموع 87 في المئة بقسم العلوم، وهو الذي كان يطمح بأن يصبح طبيب أسنان، وكان الأب يباهي أمام أبناء قريته بعبقرية نجله الذي كانت نباهته لافتة منذ الصغر، لكن مفاجآت الامتحانات على ما يبدو لم يسلم منها أحد.
يقول الشاب "زملاء كثر قاموا بالغش ولكنني رفضت تماماً، إذ أخبروني بأنهم تداولوا في ما بينهم إجابات الأسئلة التي تتضمن اختياراً بين متعدد، وحصلوا على مجموع أكبر مني بكثير. أنا حزين جداً لأن طموحي الذي أسعى إليه منذ الطفولة انتهى، ووالدي ليست لديه القدرة المادية ليلحقني بجامعة خاصة، فكلفة طب الأسنان تقريباً 140 ألف جنيه (3 آلاف دولار) سنوياً، وهي أقل الجامعات لجهة المصاريف".
دائرة الشك
يلمس الطالب الذي يبحث عن جامعة حكومية بلا مصاريف إضافية تلائمه وفي تخصص يقترب من شغفه أكثر من قضية، بينها محدودية الفئات التي يمكن أن تلجأ إلى الحل البديل الأشهر وهو الجامعات الخاصة والأهلية نظراً إلى كلفتها العالية، كذلك يلفت النظر إلى أن خطة تقليل المجاميع المتبعة تستند إلى الأسئلة التعجيزية، كما أنها أيضاً تسهل عملية الغش لاعتماد كثير منها على فكرة الاختيار بين متعدد وليست الأسئلة المقالية التي تقيس الفهم بصورة دقيقة.
هذه النقاط أثارها أيضاً الأستاذ في كلية التربية جامعة عين شمس محمد عبدالعزيز، إذ ينوه إلى أن العائلات التي أصبحت أكثر هدوءاً في التعامل مع ما يسمى "بعبع" الثانوية العامة هي المقتدرة مادياً والتي لا تجد غضاضة في إنفاق مبالغ طائلة على الدروس الخصوصية، واستكمال الإنفاق مدة أربع أو خمس سنوات أخرى في الجامعات الخاصة أو البرامج الخاصة ذات المصاريف في الجامعات الحكومية، وهي تخصصات نوعية تتاح بنظام الساعات المعتمدة المدفوعة.
وأشار إلى أن نسبة المقتدرين قليلة جداً مقارنة بغالبية طبقات الشعب الذين يدفعون ثمن تنفيذ خطة تقليل أعداد المقبولين في الجامعات الحكومية، بخاصة أنها تعتمد على نظام اختبارات لا يصلح مع مرحلة مهمة كالثانوية العامة، فهي من ناحية تيسر عملية الغش في اللجان البعيدة من السيطرة، كما أن التصحيح الإلكتروني الذي يهدف إلى تقليل الإنفاق على عملية التصحيح يجعل المعلمين أنفسهم بعيدين من العملية، فلا ينقلون خبراتهم إلى الطلبة بصورة سليمة، ويدخل التلاميذ بدورهم في حال من الشك واليأس وعدم الرغبة في التحصيل، وهي أمور خطرة للغاية، خصوصاً للفئة الأكثر احتياجاً للتعليم بحثاً عن مستقبل أفضل.
البدائل لمن يدفع فقط
هؤلاء الحالمون يُصدمون بواقع به معطيات تحمل كثيراً من التحديات، فمع بدء مراحل التنسيق للقبول الجامعي هناك 590992 طالباً من الناجحين في الدور الأول سيدلون برغباتهم إلكترونياً، في حين ينتظر 96984 نتيجة الدور الثاني للبحث عن موطئ قدم في الجامعات والمعاهد العليا، إذ اقترب مجموع الطلبة المتقدمين إلى الامتحانات هذا العام من الـ730 ألفاً، والصراع يتزايد للحاق بمكان في الجامعات الحكومية، بخاصة في الأقسام التي لا تزال توصف بالمجانية، أي التي تتطلب مصاريف بسيطة.
وفقاً لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء لعام 2022، فإن تلك الجامعات بأقسامها المجانية تضم أماكن لنحو 495 ألف طالب، وبحسب التحديثات المتوالية في أنظمة الدراسة بها فمن المتوقع أن تستقبل أعداداً أقل عاماً بعد آخر ليبقى نحو 200 ألف طالب مجبرين على البحث عن أماكن بديلة سواء في الجامعات الأهلية أو الخاصة، وإذا وضعنا في الاعتبار خطة التوسع في نظام "الكريديت" بالجامعات الحكومية فإن من لديهم القدرة على الدفع يلتحقون به لتحقيق رغباتهم في دراسة التخصص الذي يتمنونه، بينما الفئة التي لا تتمكن من ذلك فإنها قد تضطر إلى التشبث بأمل الترقي الطبقي وتحقيق الذات عن طريق القبول بأي تخصص، نظراً إلى عدم القدرة على تحمل نفقات البرامج الخاصة التي تبدأ من 20 ألف جنيه (أكثر من 400 دولار) بخلاف بقية المصاريف الإدراية، ونظراً إلى أن فرص الحصول على منحة لتغطية الكلف تكون محدودة للغاية بصورة عامة فإن البدائل المتاحة تتقلص أمامهم.
الحلم بالخروج من المأزق الاجتماعي والطبقي والوضع المالي المتأزم يسيطر على كثير من التلاميذ الذين يبحثون عن مخرج عبر الالتحاق بكليات تحتاج إليها سوق العمل، وعلى آبائهم الذين يضعون كل آمالهم بأبنائهم وينفقون كل ما لديهم على تعليمهم باعتباره الطريقة الوحيدة التي يعرفونها لتحسين أوضاعهم، ومن هنا تكمن أهمية المجاميع بالنسبة إلى هذه الفئة، فهي في الأقل تضمن لهم دراسة مجانية في جامعة حكومية، مما يعتبره الأكاديمي محمد عبدالعزيز سبباً مفصلياً في بقاء أزمة الثانوية مزمنة وعابرة للأجيال حتى إن حدث تغير طفيف في طريقة التعامل معها أخيراً، مشيراً إلى أن الطبقة الأكثر فقراً ليست لديها طرق أخرى لتحقيق الأمان المادي.
وشدد على أن نظام التعليم نفسه يزيد من حال الضيق لدى الأهالي والأبناء، فهو من جهة يشجع على الدروس الخصوصية بعدما انتهت فكرة شرح مدرس الفصل في هذه المرحلة، ومن جهة أخرى تتكرر أزمات الامتحانات ومنها ما جرى أخيراً بعد قرار إضافة درجتين إلى مجموع الطلبة الذين أدوا اختبار الفيزياء، عقب بدء تسجيل الرغبات في أول أيام فتح باب التنسيق مما أدى إلى زيادة معدلات درجات القبول وحدوث حال من التخبط في ترتيب الأوائل والناجحين بصورة عامة، فقرارات من هذا النوع ترفع معدلات القلق وعدم الثقة لدى الأسر التي لديها أبناء في هذه المرحلة، مما ينعكس على طريقة تفكيرهم وكذلك على مدى تحصيل التلاميذ.
مسار مهني مرموق
لكن على رغم كل تلك المعوقات، لا أحد ينكر التغير الإيجابي الحاصل في الأقل في ما يتعلق بطريقة تعامل الطلاب الذين لديهم خطط بديلة كثيرة كما أنهم أكثر تفهماً للخيارات المتاحة، بحكم كونهم أكثر ارتباطاً بعالم الإنترنت ولديهم رغبة في التعرف إلى عوالم أخرى، ومن بين هؤلاء فريال الروبي التي تقول إنها حصلت على 67 في المئة قسم "علمي رياضة" ولم تتأثر بالأمر وكذلك عائلتها لأنها منذ البداية حددت مسارها وهو العمل في مجال التسويق الإلكتروني، فستبحث عن كلية تكون موائمة لهذا التخصص أو مكملة له، ويمكنها أن تقتصد من راتبها حتى تدفع ثمن دراستها إذا لم تتمكن من الحصول على فرصة مجانية بجامعة حكومية، إذ إنها بالفعل بدأت الحصول على بعض الدورات المهنية من مواقع عالمية في هذا المجال.
وأشارت إلى أن النجاح له طرق كثيرة، والتفكير في أن الثانوية العامة هي محور الكون من المفترض أن ينتهي تماماً، بحسب ما تقول، وتذكر أن متوسط المجاميع نفسه بات أقل، كما أن منح التفوق نفسها قللت من معدلات قبولها، بما يعني في رأيها أن التغيير يحدث على أرض الواقع.
تتذكر فريال حينما كانت طفلة كيف كان جيرانها يتعاملون مع أبنائهم الذين يخفقون من وجهة نظرهم في الحصول على مجموع كبير، إذ تظل المقارنات مع غيرهم قاسية وجارحة، وكانت تتوالى كذلك زيارات المواساة ومحاولات التخفيف عن الأهل وكأن كارثة حلت بهم.
مرشد أكاديمي
تؤكد استشارية الطب النفسي للأطفال والمراهقين والعلاقات الأسرية هالة حماد أن نمط التفكير الحالي تغير بالفعل، مستشهدة بحالات كثيرة تعاملت معها ووجدت فيها انفتاحاً حقيقياً وذكاء من الشباب والمراهقين في التعامل مع مرحلة الثانوية العامة، إذ إن كثيراً منهم لديهم طموحات وحتى خبرات مبكرة في مجالات مثل تصميم الألعاب والبرمجة، إضافة إلى التخصصات غير التقليدية التي يمكن أن تشكل مساراً مهنياً مرموقاً وتحقق دخلاً وفيراً.
وتضيف حماد أنه بالنسبة إلى الأهل هناك تغيرات ملموسة، ولكن الأمر هنا يتوقف على البيئة ومستوى الوعي، "فهناك على العكس آباء لا يزالون يتعاملون مع أبنائهم على أنهم وسيلة لتحقيق طموحاتهم، بالتالي لديهم توقعات معينة في ما يتعلق بتحصيلهم العلمي في الثانوية العامة، ويصل الأمر إلى الضغط عليهم بشدة، بل التهديد الواضح ودفعهم إلى الشعور بالذنب والخوف لأنهم يتعاملون مع الثانوية على أنها مسألة حياة أو موت، ومن هنا نجد حالات أذى النفس والانتحار".
وتطالب استشارية العلاقات الأسرية بضرورة مراجعة الأهالي طريقة نظرتهم إلى تلك المرحلة التي يعتبرونها مصيرية بصورة مبالغ فيها، وأن يعطوا أنفسهم فرصة للاستماع إلى أبنائهم.
الأمر نفسه يؤكده الأكاديمي محمد عبدالعزيز، مطالباً بالاهتمام بما يسمى "المرشد الأكاديمي"، وهو يشبه المرشد المهني، فتكون مهمته أن يوجه الطلبة إلى استكشاف قدراتهم الحقيقية وتفعيلها بصورة جيدة، مما يساعدهم في اختيار التخصص المناسب، على أن يحدث هذا وفق برنامج تشرف عليه الوزارة ويشترك فيه أولياء الأمور لأنهم أيضاً بحاجة إليه.