Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مفاوضات جنيف: أفكار ملموسة لتنفيذ "إعلان جدة"

البرهان يؤكد أن هناك خطوطاً حمراء لا يمكن تجاوزها تتعلق بإنفاذ مخرجات منبر جدة

تظاهرة في اليوم الافتتاحي لمحادثات جنيف في شأن السودان، الـ14 من أغسطس 2024 (أ ف ب)

ملخص

ترمي المناقشات إلى توسيع نطاق إيصال المساعدات الإنسانية وإيجاد آلية مراقبة وتدقيق لضمان تطبيق أي اتفاق.

قال المبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو أمس الأربعاء إن اليوم الأول من مفاوضات جنيف والخاصة بمحاولة إنهاء الحرب الدائرة بالسودان منذ قرابة 16 شهراً، أسفر عن "أفكار ملموسة" لتنفيذ "إعلان جدة"، الذي شدد مجلس السيادة والحكومة على ضرورة تنفيذ مخرجاته، على رغم غياب وفد عن الجيش في المفاوضات.

وقال بيرييلو على منصة "إكس"، إن "اليوم الأول من المحادثات الذي شمل اجتماعات ضمت مجموعات صغيرة من الخبراء الفنيين، تمخض عنه أفكار ملموسة للامتثال وتنفيذ التزامات الأطراف في إعلان جدة"، مشيراً إلى أن المفاوضات ستستمر اليوم الخميس.

وأطلقت الولايات المتحدة أمس الأربعاء في سويسرا محادثات في شأن وقف إطلاق النار في السودان، على رغم عدم مشاركة الجيش السوداني المعترض على آلية تنسيق المناقشات.

والسودان غارق منذ أبريل (نيسان) 2023 في حرب بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات "الدعم السريع" بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو، وضعت البلاد على شفير المجاعة.

بيان مشترك

أصدر اليوم الخميس كل من السعودية والولايات المتحدة الأميركية وسويسرا والإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة بياناً مشتركاً جاء فيه: "نواصل العمل بجدية وتكثيف في سويسرا منذ اليوم الأول، ضمن جهودنا الدبلوماسية لدعم السودان. تهدف هذه الجهود إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية ووقف الأعمال العدائية، والالتزام بنتائج محادثات جدة السابقة والمساعي الأخرى، مع احترام القانون الإنساني الدولي".

الخطوط الحمراء

من جانبه قال رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبدالفتاح البرهان في بيان، عقب لقائه السفير النرويجي لدى السودان أندريه ستيانسن، إن "هناك خطوطاً حمراء لا يمكن تجاوزها تتعلق بإنفاذ مخرجات منبر جدة واختيار المراقبين لأية محادثات".

كما أكدت الحكومة السودانية في بيان، "تمسكها بمخرجات اتفاق جدة"، معربة في الوقت نفسه على "انفتاح السودان للحوار وفقاً لمخرجات جدة".

وكتب المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان توم بيرييلو على منصة "إكس" بعيد افتتاح الاجتماع، الذي يعقد في موقع لم يكشف عنه لدواع أمنية، "حان الوقت لإسكات البنادق!".

دعوة بيرييلو لوقف إطلاق النار، التي رددها مئات من السودانيين الذين تظاهروا أمام مقر الأمم المتحدة في جنيف، على غرار أماني ماغوب الوافدة من لندن.

السلام والعدالة

قالت ماغوب في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية "الوضع بغاية الخطورة ونريد أن تتوقف الحرب فوراً، نريد أن يشارك العسكريون في المفاوضات، نريد السلام، نريد العدالة".

وقالت لينا رشيد، التي نظمت التحرك "هذا الأمر يجب أن يتوقف، الشعب السوداني عانى بما فيه الكفاية".

وباءت بالفشل كل جولات التفاوض السابقة التي أجريت في جدة في السعودية.

وفي نهاية يوليو (تموز)، دعت واشنطن الطرفين المتحاربين إلى جولة جديدة من المفاوضات في سويسرا، أملاً في وضع حد للحرب المدمرة المستمرة منذ ما يقرب من 16 شهراً.

وترمي المناقشات إلى توسيع نطاق إيصال المساعدات الإنسانية وإيجاد آلية مراقبة وتدقيق لضمان تطبيق أي اتفاق.

في حين قبلت قوات "الدعم السريع" الدعوة إلى المشاركة في المحادثات، أبدت سلطات السودان الذي يحكمه قائد الجيش فعلياً، تحفظها على آليتها وعبرت عن اختلافها مع الولايات المتحدة في شأن المشاركين.

رغبة أميركية

ترغب واشنطن في إشراك الاتحاد الأفريقي ومصر والإمارات والأمم المتحدة بصفة مراقبين في محادثات جنيف التي ترعاها مع السعودية وسويسرا، ويفترض أن تستمر لـ10 أيام على أبعد تقدير.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن الحكومة السودانية بقيادة الجيش احتجت على إشراك الإمارات، في حين تعتبر الولايات المتحدة أن أبوظبي والقاهرة يمكن أن تكونا "ضامنتين" لعدم بقاء أي اتفاق حبراً على ورق.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيدانت باتيل إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن بحث محادثات السودان في اتصال هاتفي أمس الأربعاء مع نظيره المصري، إذ دعا طرفي النزاع إلى المشاركة.

خلق الوهم

وقال كاميرون هدسون من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن "لقد حاولت الولايات المتحدة خلق الوهم بوجود لحظة من الزخم لإجبار القوات المسلحة السودانية على التعاون، لكن الجيش السوداني فهم أنها خدعة لأنه يعلم أن المجتمع الدولي منقسم".

وأضاف هدسون "أن الطريقة الوحيدة لحملهم على التفاوض هي القوة الغاشمة: إما أن يشعروا بأنهم يواجهون خطر خسارة الحرب في ساحة المعركة، أو خطر العزلة الدبلوماسية الحقيقية وخطر الدمار الاقتصادي الحقيقي، لكنهم لا يخضعون لأي من هذه الضغوط في الوقت الحالي".

إلى الآن أوقعت الحرب الدائرة في السودان منذ 2023 عشرات آلاف القتلى وأدت إلى أزمة إنسانية كبرى، وفق الأمم المتحدة التي وعلى غرار منظمات غير حكومية واللجنة الدولية للصليب الأحمر تندد بعوائق توضع أمام العمل الإنساني.

في مؤتمر صحافي قال مسؤول برنامج أطباء بلا حدود في السودان فيتوريو أوبيتسي أن إيصال المساعدات على نحو آمن ومن دون عوائق "يجب ألا يكون مرهوناً بوقف القتال أو إيجاد حل للنزاع"، وفي أوائل أغسطس (آب) قالت وكالة تتلقى الدعم من الأمم المتحدة إن الحرب تسببت بمجاعة في مخيم زمزم بالقرب من بلدة الفاشر المحاصرة، عاصمة ولاية شمال دارفور.

ويدور قتال عنيف منذ بداية مايو (أيار) في مدينة الفاشر، العاصمة الوحيدة لولايات دارفور الخمس غير الخاضعة لسيطرة قوات "الدعم السريع" التي تحاصرها.

قصف مدفعي عشوائي

وأفادت جمعية محامي الطوارئ التي تضم مجموعة من المحامين السودانيين الذين يوثقون الفظائع المرتكبة منذ بداية الحرب، بـ"تكثيف القصف المدفعي العشوائي من ’الدعم السريع‘ على المناطق المدنية" هذا الأسبوع، لا سيما في الفاشر وأم درمان، حيث أبلغوا عن قصف مدرسة وحافلة تقل مدنيين ومستشفى.

وفق بيان لمنظمة أطباء بلا حدود، قتل منذ الـ10 من أغسطس 15 شخصاً في الأقل وجرح أكثر من 130 شخصاً في الفاشر، ووقع هجوم جديد في الـ11 من أغسطس ضد المستشفى السعودي الذي تدعمه "أطباء بلا حدود" الذي يعد آخر المستشفيات العامة القادرة على معالجة الجرحى في المدينة.

وأشار البيان إلى أن الهجوم "تسبب بأضرار كبيرة" في المستشفى وعطل جزءاً من خدماته.

المزيد من متابعات