ملخص
أدلى وزير الخارجية الإيراني الجديد بسلسلة تصريحات متناقضة أمام البرلمان، إذ مع تأكيده على الحفاظ على سياسات العداء تجاه الولايات المتحدة ودعم المجموعات الموالية لطهران في الشرق الأوسط، قال إنه سيعمل على التخفيف من العقوبات المفروضة على النظام في طهران.
وعد عباس عراقجي الوزير الخارجية الإيراني الجديد، أثناء شرح خططه للوزارة الخارجية في البرلمان، بأنه سيقيم تنسيقاً بين "الميدان والدبلوماسية"، وسيستمر في دعم "محور المقاومة"، ويعمل على منع حدوث أي "إجماع دولي ضد بلاده في مجلس الأمن"، وسيلتزم بالعلاقات القوية مع الصين وروسيا.
وأكد عراقجي على أنه سيعمل على "إدارة العداء" مع الولايات المتحدة، و"مواجهة السياسات العدائية لأميركا والكيان الصهيوني".
وتعهد وزير الخارجية الإيراني الجديد، على رغم إصراره على السياسات السابقة التي كانت سبباً للتوترات، بأنه سيتبع دبلوماسية شاملة ونشطة وفعالة، ويتفاعل مع أوروبا بطريقة "ستجلب العزة والكرامة والفرص" لبلاده، كما أنه يحاول أن يرفع العقوبات الدولية على بلاده "بطريقة مشرفة من خلال المفاوضات الجادة وغير قابلة للتآكل".
ووعد عراقجي أيضاً بأن يوظف جميع قدرات وزارة الخارجية لتحييد العقوبات وخفض تكاليفها.
ومن خطط عراقجي لوزارة الخارجية "الاهتمام بحقوق إيران وحصتها في الممرات وطرق العبور"، كما ينوي استخدام "دبلوماسية الطاقة" لتحقيق ذلك.
واستمراراً لسياسات الحكومة السابقة أكد عراقجي للبرلمانيين أنه سيواصل تعزيز العلاقات القوية مع الصين وروسيا، وسيتحرك نحو التعاون مع الاقتصاديات الناشئة مثل الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، كما قال إنه سيعمل على تسهيل العلاقات التجارية والاقتصادية مع دول الجوار.
وأكد عباس عراقجي على استمرار حالة العداء مع الولايات المتحدة وادعى أنه في مجال الدبلوماسية الاقتصادية، ينوي وضع السياسة الخارجية ضمن مسيرة التقدم الاقتصادي للبلاد، وأن يوظف إمكاناتها كافة لتسهيل العمل وبث الأمل للناشطين الاقتصاديين، بخاصة القطاع الخاص.
وقال الوزير الخارجية الإيراني الجديد عن خططه إنه سيستفيد إلى أقصى حد ممكن من قدرة المنظمات الإقليمية مثل شنغهاي وبريكس والاتحاد الاقتصادي، وسيعمل على توسيع "ميدان الدبلوماسية" ليشمل أفريقيا وأميركا اللاتينية وشرق آسيا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وزعم عراقجي أنه من أولويات وزارة الخارجية أن يعبر بالبلاد من ضغوط العقوبات، وأن يدعم الهياكل والمسارات التي تحد من العقوبات، والعمل على إيجاد آليات وأسواق جديدة من أجل خفض تكاليف العقوبات.
ولم يقدم عراقجي توضيحاً حول النهج الذي يريد اتباعه لرفع العقوبات وجعلها غير فعالة، إلا أنه ادعى أنه سينتهج "الدبلوماسية المشرفة"، ونظراً إلى تأكيده على استمرار سياسة العداء مع أميركا وإسرائيل ودعم "محور المقاومة"، فيبدو مثل هذا الادعاء غير واقعي.
قدم عراقجي قائمة من الوعود، ومن دون أن يشير إلى سياسة الرعايا الأجانب الرهائن في إيران، ادعى أنه سيواجه "مشروع شيطنة إيران".
وشدد وزير الخارجية الإيراني الجديد في برنامجه على "المواجهة الحاسمة والفعالة مع المراكز الخطرة والقرارات التهديدية"، ووعد بمنع حدوث أي "إجماع دولي أمني ضد إيران، بخاصة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".
وفي وقت سابق، كان لعباس عراقجي موقف تجاه تظاهرات الإيرانيين في الخارج المناوئة لنظام الجمهورية الإسلامية، إذ قال في حينه إنه "لا ينبغي السماح لهذه التظاهرات أن تتم في الخارج لأنها تكلف النظام".
وتولى عباس عراقجي مسؤوليات عدة في الوزارة الخارجية منذ نحو أربعة عقود، كما أنه عمل مع خمسة وزراء خارجية في الأقل في نظام الجمهورية الإسلامية.
وخلال جلسة مراجعة خططه في لجنة الأمن القومي التابعة للبرلمان، قال عراقجي وبوضوح إن نظرته للعالم لم تتغير، وما زالت كما هي عندما كان يخدم في "الحرس الثوري"، مضيفاً أنه سيواصل نهج الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته أمير عبداللهيان في العلاقات مع دول الجوار، كما أنه يعتبر نفسه ملزماً بتنفيذ قانون العمل الاستراتيجي للبرلمان في ما يتعلق بالعقوبات الدولية.
نقلاً عن "اندبندنت فارسية"