ملخص
رحل المفكر وعالم السياسة والاقتصاد والمؤرخ اللبناني جورج قرم عن 84 عاماً. كتب قرم بلغات ثلاث، وله نحو 70 كتاباً، قدم فيها مشروعه المعرفي في حقول عدة. ولقيت كتبه رواجاً في فرنسا والعالم الأنغلوساكسوني.
لا يمكن حصر المفكر جورج قرم الذي غيبه الموت أمس الأربعاء عن 84 عاماً، في صفته عالماً في الاقتصاد وخبيراً أكاديمياً في الشؤون المالية والمصرفية، على رغم تجليه في هذين الحقلين لبنانياً وعربياً وعالمياً، وتوليه وزارة المال في حكومة الرئيس سليم الحص (1998 – 2000) التي كانت له خلاله مواقف نقدية صارمة، فهو أولاً وآخراً مثقف موسوعي ومؤرخ متخصص في قضايا الحضارات والأديان المقارنة والحوار الفكري، لا سيما بين الشرق والغرب، ومؤرخ علماني صاحب رؤيا استشرافية واستاذ جامعي متميّز في الجامعات اللبنانية وجامعات ومعاهد أخرى عالمية رائدة.
ولعل مؤلفاته الأكاديمية الرصينة التي تربو على الثلاثين، والتي تتوزع بين علم الاقتصاد والمال والسياسة والتأريخ الحضاري والديني وعلم الاجتماع، تنم عن شمولية مشروعه المعرفي وعمقه وصرامته المنهجية، فضلاً عن ابتكاره مفاهيم وتصورات حديثة في علم الاقتصاد والحوارالحضاري.
كتب جورج قرم بالفرنسية والعربية والانجليزية، وعرفت كتبه نجاحاً كبيراً في فرنسا والعالم الأنغلوساكسوني والعالم العربي، وصدرت في سلسلة كتب الجيب عن دار غاليمار الفرنسية، نظراً إلى رواجها في الأوساط الأكاديمية والثقافية. وحاز جوائز عالمية وعربية عدة، وتم تكريمه مرات عدة.
سيرة متعددة
في سيرته المعتمدة جامعياً، ولد جورج قرم عام 1940، في الإسكندرية، وهو حفيد الرسام اللبناني الرائد داود قرم، وابن الرسام المعروف جورج داود قرم، الذي كان رساماً أيضاً، وعازفاً ماهراً على البيانو، وهو من مؤسسي المتحف الوطني والكونسرفاتوار اللبناني. والدته ماري بخيت، تنتمي إلى عائلة لبنانية، سورية الأصل كانت قد استقرَّت في مصر منذ عقود. لكن ابن العائلة الأرستقراطية لم يمل إلى الرسم بل إلى الموسيقى لكن والده عارض هذا الميل، فتخصص في القانون والاقتصاد والتاريخ الحضاري، وأضحى مفكراً علمانياً ذا مسعى نقدي شامل. في الإسكندرية، تعلّم في مدارس الآباء اليسوعيين، وكان في الثانية عشرة حين اندلعت ثورة يوليو (تموز). ولا يزال يتذكّر تأثير خطاب عبد الناصر في تأميم قناة السويس، والعدوان الثلاثي عليه. وكانت صدمة كبيرة له أن يرى طائرات فرنسا، بلد الحرية والأنوار بحسب ما تعلّمه في المدرسة، تقصف أحياء القاهرة. تخلخلت صورة فرنسا في ذهنه. كل ما تعلمه عنها انهار في لحظة واحدة. التجربة الناصرية دفعت الطالب ذا الثقافة الفرنسية المعمّقة إلى الانكباب على التراث العربي. أُعجب بأحمد أمين وطه حسين وعلي عبد الرازق وأحمد فارس الشدياق...
اعترف جورج قرم أكثر من مرة بأن معايشته التجربة الناصرية هي ملهمة كتابه الشهير "انفجار المشرق العربي". ولعل امتزاج التنوير النهضوي العربي مع الدراسة الفرنسية، فتح أمامه آفاقاً فكرية واسعة ومتنوعة. ولاحقاً لعب شخصان دوراً مباشراً في انفتاحه على العروبة: الأب يواكيم مبارك الذي صار صديقاً له، الثاني هو عبد المالك تمام، رئيس البنك الوطني الجزائري في الستينيات، حين كان قرم مديراً لمكتبهم في بيروت. وهناك أمر ثالث، يتمثل في أنه كان محظوظاً لأنه درس في باريس أواخر الخمسينيات. وكانت جامعة باريس موحّدة يتعايش فيها اليمين واليسار، ما جعله يكتشف أهمية الماركسية من خلال محاضرات أستاذ معروف بيمينيّته. وعلى رغم يساريته، لم ينتسب قرم إلى أي حزب في تلك الفترة. واعتبر نفسه عروبياً بالمعنى الحضاري للكلمة. وكان يرى أن الأحزاب العقائدية تعمل وفق شعارات تبسيطية للواقع.
أما عمله كخبير مالي واقتصادي ووزير مالية وأستاذ جامعي، لم يشغله عن انخراطه كمفكّر وكاتب في القضايا السياسية والثقافية الراهنة. وكان من أوائل معارضي مشروع إعمار وسط بيروت وفق الطريقة التي اتبعتها شركة "سوليدير". وكان ضمن كوكبة من الأسماء التي وضعت دراسة شهيرة بعنوان "إعمار بيروت والفرصة الضائعة" (1992).
في عام 1966، أنهى قرم دراسته بحصوله على شهادة الدكتوراه في جامعة باريس بتفوق. وأوصت لجنة التحكيم بنشر أطروحته "تعدد الأديان وأنظمة الحكم" فصدر بدءاً من 1971 في ثلاث لغات. وما تناوله قرم في أطروحته هذه عاد ليتصدّر الواجهة بعد أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001. ولم يتوان صاحب المشروع السجالي عن الانضمام إلى معارضي مقولة هنتنغتون حول صراع الحضارات. وأصدر كتاب "شرق وغرب: الشرخ الأسطوري". ثم تناول الموضوع من زاوية أخرى في كتابه "المسألة الدينية في القرن الحادي والعشرين".
"تعدد الأديان وأنظمة الحكم"
أما كتاب "تعدد الأديان وأنظمة الحكم" فهو الدراسة الشاملة التي نال عليها المؤلف دكتوراه دولة من جامعة باريس، ونُشرت بالفرنسية في باريس عام 1971 وبالعربية في طبعتها الأولى عام 1978، وقد تم الاعتراف بأنها عمل مهم وذو قيمة علمية ومرجع في شؤون التعددية الدينية. تُعنى هذه الدراسة بثقافات البحر المتوسط، وحضارات شعوب متعددة منذ آلاف السنين حتى اليوم. وقد استطاع المؤلف عبر إطلاعه الشاسع على المعلومات والمعطيات، حصد الأشكال الحقوقية - السياسية للعلاقات بين الطوائف الدينية في هذه المجتمعات والأسس التي قامت عليها هذه البنى. وقسَّم قرم دراسته إلى ثلاثة فصول، الأول يبحث في المسائل الدينية والعلاقات بين الطوائف الدينية منذ القديم، أي في العهود الوثنية قبل التأسيس السياسي للديانات التوحيدية، مع تحليل عام ابتداءً من العائلة وانتهاءً بالقوميات والمجموعات المحلية والرئيسية. الثاني يعالج العلاقات بين الطوائف داخل المجتمع المسيحي والنظرة المسيحية إلى الكون؛ وأهمية الفكر المسيحي تجاه العالم غير المسيحي. أما الثالث فيتناول العلاقات بين الطوائف داخل المجتمع الإسلامي، مركّزاً على آيات القرآن الكريم والشرع الإسلامي، ومحللاً إياها في شكل تفصيلي ودارساً، كذلك، تأثير الحداثة الأوروبية السياسية على مجمل العلاقات بين المسلمين وغير المسلمين في السلطنة العثمانية، ثم في الأوطان العربية التي انبثقت من انهيارها.
يتساءل جورج قرم في تقديمه للترجمة العربية لهذا الكتاب عن الزمن الذي يستوعب فيه العرب المشرقيون عِبَر تاريخهم الحديث المضطرب، ليُحسنوا إدارة التعددية الدينية والمذهبية الغنية، العميقة الجذور في ديارهم، وللحؤول دون تدخل القوى الغربية في شؤونهم الداخلية، ودون اندثار هذه التعددية وإبقاء ما تبقى منها موضع إثارة للقلاقل والفتن.
شرق وغرب
في كتاب "شرق وغرب: الشرخ الأسطوري" يسعى جورج قرم فيه إلى دحض وجود "الشرخ "الذي طالما جرى الكلام عنه، بين الشرق والغرب، معتبراً إياه شرخاً خيالياً ووهمياً. فالخط الذي فصل بين الشرق والغرب لم يكن ثابتاً عبر التاريخ، وهو تأرجح وفق التطورات السياسية الدولية المتتالية وبات الغرب يسيطر عليه وخصوصاً بعد انهيار "الكتلة الشرقية". ويمضي قرم في تفنيد المسلمات الرئيسة التي ارتكز عليها الفكر الحديث جاعلاً منها منطلقاً لرسم ذلك الخط "الخيالي" بين شرق وغرب، وهو في نظره خط تبدلت حدوده ومعالمه عبر التغيرات التي شهدتها السياسات الدولية والأوضاع الاقتصادية والعسكرية.
يطرح جورج قرم الكثير من الأسئلة بغية الإجابة عنها: هل تقسيم العالم ثنائياً إلى شرق وغرب له جذور في الواقع الموضوعي؟ هل للشرق والغرب ملامح أبدية لا تتبدل؟ من يحدد تخوم الشرق وتخوم الغرب وأين هي تلك التخوم؟
ورداً على مثل هذه الأسئلة يسبر جورج قرم فلسفة الأنوار الأوروبية ومناهج الفكر في العلوم الانسانية الحديثة وهي "غربية" الطابع، وكذلك ردود فعل المجتمعات "الشرقية" التي احتكت بالحداثة الغربية وتأثرت بها. ويستعرض أيضاً مسلمات الفكر الحديث آخذاً على المثقفين العرب قبولهم بها من دون نقد معمق، ومن دون التطرق إلى وظيفة هذه المسلمات في الخطاب الغربي. ويخلص إلى أن الشرخ قام في مخيلة رجال الإعلام وبعض الأكاديميين الأميركيين النافذين وأركان الحكومة الأميركية الذين روجوا لمقولة "صراع" الحضارات أو الأديان وفي ظنهم أن التاريخ جامد ومتمحور حول التعصب الديني.
ولا غرابة أن يسمي جورج قرم مثل هذه "النظرة" الجامدة بالهذيان و "الجدلية العقيمة" ساعياً إلى تفكيك مقوماتها عبر نقد المقولات البارزة للفكر الغربي والفكر العربي في هذا الصدد. ويرى أن المثقفين، غربيين وعرباً، عجزوا عن القضاء على هذه "الثنائية الفتاكة" التي قسمت العالم إلى شرق وغرب لا يمكن أن يلتقيا. وانطلاقاً من هذه المقاربة النقدية يفند جورج قرم المبررات و "الأكاذيب" التي رسخت هذا التصور "المتوهم" مستلهمة مفاهيمها من اللاهوت الغربي البروتستانتي ومن "الأصولية" الشرقية.
يجمع الكتاب بين المتعة والمنهجية، بين السلاسة والعمق، ويُقرأ كما لو كان في الحين عينه كتاباً في التاريخ والفكر السياسي والاقتصاد وعلم الاجتماع. وقد تمكن جورج قرم حقاً من صهر هذه العلوم وإلغاء الحدود بينها ليكتب نصاً علمياً لم تثقله المصادر والمراجع على رغم وفرتها. وهو كتاب يرد على أسئلة راهنة ومطروحة اليوم بإلحاح ويعالج قضايا تعني القارئ الغربي مقدار ما تعني القارئ العربي.
المسألة الدينية
أما كتاب "المسألة الدينية في القرن الواحد والعشرين" فيتناول فيه قرم ما يسمّى ظاهرة "عودة الدين"، المنتشرة في المجتمعات التي تعتنق إحدى الديانات الثلاث التوحيدية. وقد تعمق قرم كما يقول، أكثر في تخبّط المجتمعات المسيحية في هذه الظاهرة، من منظور التاريخ الطويل، عائداً إلى محاكم التفتيش في الكنيسة خلال القرون الوسطى الأوروبية والحروب الدينية الشعواء بين البروتستانت والكاثوليك في ما سمّي، على رغم ذلك، "عصر النهضة" في أوروبا. وبعد المراجعة التاريخية الدقيقة التي يحتوي عليها هذا الكتاب يرى قرم أن هذا التعمق "ضروري لنا كعرب، وكمسلمين في غالبيتنا الكبرى، لشرح ما يصيبنا نحن من أزمة مجتمعية وفقدان للشرعية، تختلط فيها في شكل معقد للغاية قضايا الهوية الجماعية والدين والسياسة والثقافة". سعى قرم من خلال هذا الكتاب، كما يقول: "إلى تبيان سخافة الأفكار والرؤى التي تحملها القيادات السياسية الغربية ومدى الضرر الذي تلحقه بنا خصوصاً. فلنترك القيادات السياسية والأعمال الأكاديمية الغربية المنخرطة فيها، أما نحن فعلينا أن نعيد بناء منظومة ثقافية كأساس لنهضة عربية ثانية مستقلة عمّا يأتينا من الغرب من دفق إعلامي وأكاديمي متواصل أصبحنا مسجونين فيه". ويضيف: "علينا أن ندخل في مراجعة نقدية صارمة لممارساتنا الثقافية والإعلامية التي صارت تشبه، إلى حد بعيد، ما يأتينا من الغرب من أدبيات مفخخة حول "عودة الديني" وحرب الحضارات والقيم "اليهودية-المسيحية" في مقابل قيم "عربية- إسلامية".
محطات وعناوين
دكتوراه دولة في القانون الدستوري (1969) ـ جامعة باريس. دبلوم الدراسات العليا في القانون الدستوري (1966). إجازة في الاقتصاد السياسي (1961)، وإجازة في القانون المدني والتجاري (1962). خريج معهد العلوم السياسية، الفرع الاقتصادي، تخصص (المالية العامة واقتصاد القطاع العام) 1961. أستاذ محاضر في العديد من المعاهد والجامعات العالمية. خبير اقتصادي في وزارة التصميم العام، بيروت (1963 – 1964). خبير في شؤون النقد والتسليف في وزارة المالية، بيروت (1964 – 1968). ممثل عام مساعد لمصرف الـ "كريدي ليونّيه" في الشرق الأوسط، بيروت (1968 – 1969). مساعد مدير اتحاد المصارف العربية، الفرنسية (اليوباف)، باريس (1970 – 1973). ممثل عام في الشرق الأوسط للبنك الوطني الجزائري، بيروت، (1973 – 1979)، ومستشار وزير المالية الجزائري، (1976 – 1978). مستشار حاكم مصرف لبنان، بيروت (1980 – 1985). خبير اقتصادي ومالي مستقل، ومقيم في باريس بين 1986و 1998.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
عمل مع الاتحاد الأوروبي، والبنك الدولي، ومؤسسات الأمم المتحدة، ومؤسسات عربية ودولية كبيرة، وبهذه الصفة قدم المشورة في مواضيع برامج التعديل البنوي وإعادة التأهيل المالي المصرفي في عدة دول ومنها بشكل خاص: الجزائر، وتونس، والمغرب، واليمن، وسوريا، وعمان، وتنزانيا.
عين وزيراً للمالية في حكومة الرئيس سليم الحص (1998 – 2000). عاد إلى التعليم الجامعي والعمل الاستشاري ابتداء من عام 2001 في بيروت مع منظمات مختلفة تابعة للأمم المتحدة ومؤسسات من القطاع العام والخاص. عضو في جمعيات ومؤسسات أكاديمية في العالم العربي وخارجه.
صدر له العديد من الدراسات والمقالات في دوريات متخصصة عربية ودولية حول الشؤون الاقتصادية والاجتماعية والسياسية العربية باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية.
أهم المؤلفات
"السياسة الاقتصادية والتصميم في لبنان"، باللغة الفرنسية، 1965. "تعدد الأديان وأنظمة الحكم"، 1977. "الاقتصاد العربي أمام التحدي"، 1977. "التبعية الاقتصادية، مأزق الاستدانة في العالم الثالث من منظور تاريخي"، 1980. "التنمية المفقودة، دراسات في الأزمة الحضارية والتنموية العربية"، 1981. "انفجار المشرق العربي، من تأميم قناة السويس إلى اجتياح لبنان"، 1987. "أوروبا والمشرق العربي، من البلقنة إلى اللبننة"، 1990. "مستقبل لبنان في المحيط الإقليمي الدولي"، 1990. "إعمار بيروت: الفرصة الضائعة"، 1992. "التحول" (رواية عن الحرب اللبنانية باللغة الفرنسية)، 1992. "النزاعات والهويات في الشرق الأوسط" (1919 – 1991). "العلاقات الاقتصادية والمالية الأوروبية ـ العربية" (1960 – 1987)، 1994. "الفوضى الاقتصادية الدولية الجديدة"، 1994. "المصلحة العامة والإعمار في الاقتصاد السياسي لما بعد الحرب"، 1996. "مدخل إلى لبنان واللبنانيين، يليه اقتراحات في الإصلاح"، 1996. "انفجار المشرق العربي" (1990 – 1996)، 1999، (المجلد الثاني) صدر باللغة الفرنسية، وقد تم دمج المجلد الأول والثاني في كتاب واحد، وقد نال هذا الكتاب جائزة الصداقة العربية- الفرنسية لعام 1999، وترجم إلى لغات عدة. "التنمية البشرية المستدامة والاقتصاد الكلي، حالة العالم العربي"، 1997. "الفرصة الضائعة في الإصلاح المالي في لبنان"، 2001. "المتوسط: حيّز نزاع وحيّز أحلام"، 2001. "شرق وغرب: الشرخ الأسطوري"، 2002. "لبنان المعاصر: تاريخ ومجتمع". يواكيم مبارك، رجل مميز"، نصوص مختارة جمعها وقدمها جورج قرم، 2004. "انفجار المشرق العربي، من تأميم قناة السويس إلى غزو العراق"(1956 – 2006)، 2006. "المسألة الدينية في القرن الحادي والعشرين"، 2006. "أزمة الفكر والهوية العربية وعلاقتها بالقصور التنموي"، 2009. "تاريخ الشرق الأوسط، من الأزمنة القديمة إلى اليوم"، 2010. "تاريخ أوروبا وبناء أسطورة الغرب"، 2011. "العرب في القرن الحادي والعشرين من فراغ القوة إلى قوة التغيير"، 2011. "حكم العالم الجديد"، 2013. "نظرة بديلة إلى مشكلات لبنان السياسية والاقتصادية"،2013. "نحو مقاربة دنيوية للنزاعات في الشرق الأوسط"، 2014. "الفكر والسياسة في العالم العربي، المقيّدات والإشكاليات"، 2015. "المسألة الشرقية الجديدة"، 2017.