Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"عبوات صفراء" في استعراض "طالبان" العسكري فما قصتها؟

كانت من أخطر أسلحة الحركة في حربها مع النظام الجمهوري السابق وقوات التحالف الدولي

"طالبان" صنعت هذه القنابل من خلال استخدام عبوات الزيت البلاستيكية (أ ف ب)

ملخص

كان 66 في المئة من مجموع الضحايا بين صفوف القوات الأميركية والدول الأعضاء في التحالف الدولي بسبب هذه القنابل. ووفقاً لدراسة أجرتها جامعة براون الأميركية، فإنه منذ وجود قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية في أفغانستان حتى شهر أغسطس 2021، قتل نحو 3612 جندياً من دول التحالف الدولي وأصيب 27964 جندياً.

أثناء العرض العسكري الذي أقامته حركة "طالبان" في المدن الأفغانية المختلفة، في 14 أغسطس (آب) الجاري تخليداً لذكرى النصر واحتفالاً بعودتهم إلى السلطة، حمل مقاتلو الحركة عبوات صفراء على دراجات نارية. فما هي تلك العبوات التي كانت تزرع على الطرق والمعروفة بالقنابل الصفراء؟

خلال الحرب التي استمرت 20 عاماً بين حركة "طالبان" والحكومة الجمهورية، كانت العبوات الصفراء المزروعة على الطرق واحدة من أكثر الأسلحة فتكاً، إذ تسببت في وقوع خسائر جسيمة بين الجنود والمدنيين. وبعد عودة "طالبان" إلى السلطة، استخدمت هذه القنابل كرمز لوصولهم إلى السلطة، ووضعوها في بعض المتاحف بجانب القطع التاريخية القديمة والقيمة.

كيف تحولت إلى قنابل فتاكة؟

وقبل وقت طويل من استخدام حركة "طالبان" لهذه القنابل التي تزرع على الطرق، كانت تستخدم في مناطق أخرى من العالم ومنها إيرلندا الشمالية والعراق على سبيل المثال، إذ استخدم المتمردون والجماعات المسلحة في المدن هذه القنابل باعتبارها السلاح الأكثر فتكاً لضرب العدو في المعارك. وللمرة الأولى، استخدم الجيش البريطاني مصطلح عبوة ناسفة أثناء القتال ضد المتمردين في إيرلندا الشمالية، إذ كان المتمردون يلحقون الضرر بالجيش البريطاني باستخدام قنابل محلية الصنع وكانوا يضعونها على جانب الطرق.

وفي عام 2003، استخدمت الجماعات المسلحة العراقية نسخة أكثر فتكاً من هذه القنابل ضد القوات الأميركية والتحالف الدولي. وبحسب التقارير التي نشرت عن خسائر القوات الأميركية والتحالف الدولي في العراق، فإن 63 في المئة من الخسائر كانت نتيجة للعبوات الناسفة التي زرعت على جانب الطرق.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أيضاً، ومنذ عام 2004، عندما استأنفت حركة "طالبان" تمردها في أفغانستان، كان 66 في المئة من مجموع الضحايا بين صفوف القوات الأميركية والدول الأعضاء في التحالف الدولي بسبب هذه القنابل. ووفقاً لدراسة أجرتها جامعة براون الأميركية، فإنه منذ وجود قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية في أفغانستان حتى شهر أغسطس 2021، قتل نحو 3612 جندياً من دول التحالف الدولي وأصيب 27964 جندياً.

هذه القنبلة استخدمت بطرق متعددة وفي بلدن مختلفة. وعلى سبيل المثال، في تسعينيات القرن الماضي، في الحرب بين كرواتيا والصرب، تم استخدام هذه القنبلة على شكل برميل متفجر يلقى من طائرة هليكوبتر على مواقع العدو.

إلا أن حركة "طالبان" صنعت هذه القنابل من خلال استخدام عبوات الزيت البلاستيكية التي يصل وزنها بين 10 و20 كيلوغراماً، إذ كانت تملأ هذه العبوات بالمسامير والحديد ومادة "تي أن تي" والوقود الحارق وبقايا المتفجرات، ومنها رؤوس "آر بي جي" وغيرها من المتفجرات الأخرى. في السنوات الأخيرة، ومع حصول "طالبان" على مكونات القنابل المتفجرة، التي كانت تدخل أفغانستان من باكستان، أصبح صنع هذه القنابل أسهل وأكثر شيوعاً. كما أصبح لدى جميع الوحدات المقاتلة التابعة لـ"طالبان" خبير يصنع هذه القنابل.

وكانت "طالبان" تخفي هذه العبوات المتفجرة تحت الأرض وعلى جانب الطرق وعادة في الليل. ومع مرور السيارات والمركبات على هذه القنابل يحدث انفجار ضخم مما يتسبب بخسائر فادحة. وفي بعض الحالات، ضحايا هذه القنابل هم العامة من السكان، إذ قتل خلال الـ20 عاماً من حكم النظام الجمهوري في أفغانستان 86 ألف جندي أفغاني وأصيب 111 ألف شخص نتيجة لهذه القنابل.

متحف "طالبان" العسكري

في عام 2021، قدمت وزارة الإعلام في حكومة حركة "طالبان" خطة لإنشاء متحف جهادي لعرض الأدوات الحربية والآثار الخاصة بهذه الحركة. وبالفعل تم إنشاء متاحف في عدة مدن ومنها العاصمة كابول وقندهار وساحة وردك ومزار شريف. وعرضت "طالبان" في هذه المتاحف هذه القنابل الصفراء والدراجات النارية وبعض أنواع القنابل الأخرى. كما طلبت وزارة الإعلام والثقافة من عناصر "طالبان" تسليمها الأدوات الحربية التي صنعوها لعرضها في هذه المتاحف.

يشعر عناصر "طالبان" بالفخر الشديد بهذه القنابل التي كانت تزرع على جانب الطرق، لدرجة أنهم عرضوها ذات مرة في معرض للصناعة المحلية في مدينة تشاريكار في ولاية بروان وكتبوا عليها "صناعة وطنية لدحر الاحتلال".

 

في السنوات الثلاث الماضية، وفي العروض العسكرية التي أقامتها حركة "طالبان" احتفالاً بعودتها إلى السلطة في أفغانستان، تم عرض هذه القنابل كرمز لحرب "طالبان" للاستيلاء على الحكم. وفي واقع الأمر، الناس لا يستطيعون أن يدلوا بدلوهم في هذه القضايا خوفاً من "طالبان"، إذ يعتبر عديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أن عرض مثل هذه العبوات المتفجرة يعني إظهار إراقة الدماء في الحرب التي استمرت 20 عاماً بين حركة "طالبان" والنظام الجمهوري السابق في أفغانستان.

إضافة إلى ذلك، عرضت "طالبان" الأسلحة والمدرعات والدبابات والمروحيات والطائرات العسكرية التي حصلت عليها من الحكومة الأفغانية السابقة والقوات الأميركية. وفي العرض العسكري الذي نظمته "طالبان" في قاعدة باغرام الجوية، عرضت الحركة بقايا صواريخ "سكود" الباليستية قصيرة المدى التي لم تعد قابلة للاستخدام، والتي خلفتها الحكومات الاشتراكية الديمقراطية الأفغانية التي كانت مدعومة من الاتحاد السوفياتي.

وأعادت حركة "طالبان" طلاء جميع الأسلحة والدبابات والمركبات العسكرية التي خلفتها الحكومات الأفغانية السابقة واستخدمتها في العرض العسكري، إذ كان قد تم نقل بعض هذه الأسلحة من مدينة بنجشير إلى العاصمة كابول عام 2021.

وبعد سقوط حكومة نجيب الله عام 1992 وانتصار المجاهدين، قام زعماء حزب "الجمعية الإسلامية" بنقل بعض الدبابات والمركبات والأسلحة العسكرية المتبقية من الجيش السوفياتي إلى مدينة بنجشير لعرضها تذكيراً بفترة الجهاد في أفغانستان، إذ تم عرض هذه الأدوات العسكرية في الأماكن العامة للتذكير بالكفاح المسلح ضد الاحتلال العسكري السوفياتي.

وبعد أن سيطرت حركة "طالبان" على مدينة بنجشير، نقلت الحركة كل هذه المعدات العسكرية إلى كابول، وهي الآن تستخدم بعضها في العروض العسكرية التي أقامتها في ذكرى سيطرتها على الحكم في أفغانستان.

نقلاً عن "اندبندنت فارسية"

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات