ملخص
أثارت القدرات الجديدة لنظام "غروك" المدعوم بالذكاء الاصطناعي من تطوير "إكس أي آي" موجة من السخط بسبب قدرته على توليد صور مزيفة ومضللة تنتهك حقوق الملكية، مما دفع إلى انتقادات حادة من قبل الخبراء والمجتمع.
أثارت القدرات الجديدة الخاصة بتوليد الصور التي يتمتع بها النظام المدعوم بالذكاء الاصطناعي من تطوير [شركة] إيلون ماسك موجة من السخط وردود الفعل الغاضبة على خلفية الصور التي في مستطاع هذا النموذج توليدها.
ومنذ إطلاقه، عرف أن نظام "غروك"Grok الذي طورته شركة ماسك للذكاء الاصطناعي "إكس أي آي"xAI قد صنع دونما أن يكون محملاً بالمبادئ التوجيهية الصارمة التي تضبط عمل الأنظمة الذكية الأخرى من قبيل النماذج الذكية التي طورتها "أوبن أي آي"OpenAI و"غوغل". وبينما أشار ماسك غالباً إلى أن [عدم تمتع نظامه بضوابط احترازية] يمثل محاولة لتجنب أي شكل من التدخل السياسي، فذلك مفاده أيضاً أن هذه الأداة تفتقر إلى القيود المفروضة على استخدام المواد المحمية بحقوق الملكية أو التي من الوارد أن تشكل خطراً على المستخدمين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
والآن، طرحت "إكس أي آي" نسخة جديدة من "غروك" يمكنها إنشاء مختلف أنواع الصور. ويبدو أن هذا الإصدار أيضاً غير مجهز بأي قيود ملموسة تضع حدوداً للمحتوى الذي يصنعه، في حين أنه في المستطاع إبطال مفعول القوانين الأكثر ليونة بكل سهولة من طريق استخدام موجه أوامر ذكي.
بناء على ما تقدم، تستطيع هذه الأداة المدعومة بالذكاء الاصطناعي التوليدي أن تنشئ صوراً واقعية ربما تكون مثلاً مضللة ومزيفة وصوراً تنتهك حقوق الملكية المعمول بها. وظهرت في الصور المتداولة، التي تشاركها المستخدمون على منصة "إكس" ["تويتر" سابقاً] بعد إطلاق هذه النسخة من النظام، شخصيات كرتونية محمية بحقوق الملكية وقد بدت في مشاهد عنيفة، مثلاً، أو سياسيون يؤيدون حملات انتخابية يعارضونها في الحقيقة، أو حتى يدعمون هجمات إرهابية.
وكانت بعض تلك الصور مزعجة جداً في محتواها العنيف وطبيعتها القاسية. على السبيل المثال لا الحصر، ظهرت الشخصية الكرتونية "ميكي ماوس" في صور واسعة الانتشار وقد حملت في يدها مسدساً أو محاطة بمجموعة من الجثث.
كذلك يمكن استخدام النظام لإنشاء صور تظهر فيها نجمات لا يرتدين سوى ملابس داخلية، مثلاً. في الحقيقة، كثيراً ما كانت هذه القدرات محدودة في أدوات الذكاء الاصطناعي الأخرى، وسط مخاوف من إمكانية استخدامها لإنشاء صور مزيفة لبالغين، على رغم أنها انتشرت فعلاً.
وتأتي موجة الغضب هذه في أعقاب تعرض "إكس" ومالكها ماسك لانتقادات شديدة بسبب الدور الذي أدته المنصة في أعمال الشغب الأخيرة في بريطانيا [قتلت ثلاث فتيات خلال هجوم على حفل راقص في بلدة ساوثبورت الساحلية في شمال إنجلترا]، إذ سمحت بانتشار معلومات خاطئة [حول هوية الفاعل] أثارت كثيراً من الاحتجاجات والاعتقالات والاشتباكات مع الشرطة، بينما تفاعل ماسك مع شخصيات يمينية متطرفة على الموقع، وكرر إيمانه بـ"حرية التعبير المطلقة".
تحدث في هذا الشأن دانييل كارد، زميل في "الجمعية البريطانية للكمبيوتر" (اختصاراً "بي سي أس" BCS)، المعهد المعتمد في تكنولوجيا المعلومات، فقال إن مسألة الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة المتداولة على "إكس" شكلت "أزمة مجتمعية" بسبب تأثيرها السلبي المحتمل".
وأضاف كارد أن "الأداة "غروك" ربما تشتمل على بعض ضوابط الحماية، ولكنها تطلق العنان لتوليد سيل من المعلومات المضللة، وفوضى حقوق الملكية، إضافة إلى التزييف العميق الصريح".
في رأي كارد، "لسنا إزاء مسألة دفاعية فحسب، بل إنها أزمة مجتمعية. تشكل حرب المعلومات اليوم تهديداً يفوق التهديد الذي تطرحه الهجمات السيبرانية، إذ تتسلل إلى حياتنا اليومية وتشوه التصورات والمفاهيم العالمية".
"تتطلب هذه التحديات حلولاً جريئة وحديثة"، على ما يشرح كارد، مضيفاً أنه في حلول وقت تتدخل فيه الهيئات التنظيمية، تكون المعلومات المضللة قد وصلت فعلاً إلى ملايين الناس، وأخذت تنتشر بوتيرة لسنا مستعدين لها بعد".
و"في الولايات المتحدة، تنتشر أفكار وتصورات خاطئة عن الحال في بعض الدول من قبيل المملكة المتحدة، تغذيها تقارير إخبارية تغالي في تسليط الضوء على الخطر. إننا نمر بمنعطف حرج في اكتشاف الحقيقة في عصر الذكاء الاصطناعي"، زاد كارد.
وأفاد كارد "استراتيجياتنا الحالية غير كافية. وبينما ننتقل إلى عالم هجين يجمع بين العالمين الرقمي والمادي، ربما يصبح هذا التهديد التحدي الأكبر للمجتمع. علينا أن نتحرك الآن. يتعين على السلطات والحكومات وقادة التكنولوجيا أن يكثفوا جهودهم المبذولة في التصدي لهذه المشكلة".
ولكن في المقابل بدا أن ماسك يستمتع بالطبيعة المثيرة للجدل التي يتسم بها الإصدار المحدث من برنامج الدردشة الآلي، إذ نشر على "إكس" الأربعاء الماضي تغريدة جاء فيها: "إن "غروك" هي أداة الذكاء الاصطناعي الأكثر متعة في العالم!"
وأشار ماسك إلى سلسلة من النصائح حول استخدام النظام، تضمنت ردوداً من مجموعة من المستخدمين توضح كيفية الاستفادة منه لإنشاء صور واقعية لشخصيات معروفة.
كذلك أعاد رجل الأعمال نشر تغريدة قال فيها أحد المستخدمين إن "التصيد" الذي يسمح به النظام الذكي الجديد سيكون "ملحمياً". [والمقصود بالتصيد هنا نشر تعليقات مثيرة للجدل أو معلومات مغلوطة بهدف إثارة المشكلات بين أفراد المجتمع، من طريق استمالة عواطفهم وتحريكها ضد بعضهم بعضاً].
أسهمت وكالات أنباء في إعداد محتوى التقرير.
© The Independent