ملخص
قالت السلطات الروسية إن 12 مدنياً في الأقل قتلوا وأصيب أكثر من 100 آخرين بجروح منذ بداية الهجوم الأوكراني على كورسك.
قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إن وضع السلامة في محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا آخذ في التدهور بعد ضربة بطائرة مسيّرة أصابت الطريق عند محيط المحطة اليوم السبت.
وذكرت وكالة "تاس" للأنباء أن الإدارة الروسية للمحطة أفادت بأن طائرة مسيّرة أوكرانية أسقطت شحنة ناسفة على طريق خارج المنشأة، مما عرّض موظفيها الذين يستخدمون الطريق السريع للخطر.
مخاوف "نووية"
في الوقت نفسه، قالت وكالة "إنترفاكس" للأنباء إن موسكو اتهمت كييف اليوم بالتخطيط لمهاجمة محطة للطاقة النووية في منطقة كورسك التي دخلتها القوات الأوكرانية، وتحميل روسيا المسؤولية عن هذا "الاستفزاز". ونفت كييف ذلك ووصفته بأنه دعاية "مجنونة".
ونقلت "إنترفاكس" عن وزارة الدفاع الروسية قولها إنه سيكون هناك رد قاس على أي هجوم على محطة كورسك للطاقة النووية التي لا تزال تحت سيطرتها. ولم تقدم الوزارة أي دليل على الاتهامات التي ساقتها ضد أوكرانيا لكنها قالت إن منطقة شاسعة حول المحطة قد تتلوث بسبب الهجوم.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية هيورهي تيخيي على منصة "إكس"، "نشهد زيادة أخرى في الدعاية الروسية المجنونة عن خطط أوكرانية مزعومة لاستخدام (قنابل قذرة) أو مهاجمة محطات نووية. نحن ندحض رسمياً هذه الادعاءات الكاذبة". وأضاف "أوكرانيا ليس لديها الرغبة أو القدرة على اتخاذ مثل هذه الإجراءات".
وذكرت وكالة الإعلام في موسكو أن شركة "روساتوم" الحكومية الروسية، التي تدير محطة زابوريجيا في أوكرانيا، اتهمت كييف أيضاً بتهديد أمن المحطتين دون تقديم أي دليل. وتسيطر روسيا على محطة زابوريجيا.
وأضافت الوكالة أن رئيس شركة "روساتوم" أليكسي ليخاتشيوف ناقش الوضع عبر الهاتف مع رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي ودعاه إلى زيارة محطة كورسك. وتتبادل روسيا وأوكرانيا الاتهامات بمحاولة وقف محطة زابوريجيا عن العمل.
أوكرانيا تعزز مواقعها في كورسك
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم السبت أن قواته "تعزز" مواقعها في منطقة كورسك، بعد أكثر من 10 أيام على بدء هجوم كبير غير مسبوق لكييف على الأراضي الروسية.
تأكيدات زيلينسكي تتزامن مع إعلان الجيش الروسي أنه "صد" هجمات جديدة شنتها كييف، بينما يواصل قصف مناطق أوكرانية خصوصاً في دونباس (شرق) حيث يحافظ على تفوقه في مواجهة القوات الأوكرانية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبدأ الجيش الأوكراني في السادس من أغسطس (آب) الجاري هجوماً على منطقة كورسك الحدودية، إذ أعلنت كييف السيطرة على 82 بلدة و1150 كيلومتراً مربعاً في توغل باغت موسكو واعتبر أكبر عملية عسكرية أجنبية على الأراضي الروسية منذ الحرب العالمية الثانية.
وقال زيلينسكي على "تيليغرام" بعد اجتماع مع القائد الأعلى للجيش الأوكراني "الجنرال (أولكسندر) سيرسكي أفاد عن تعزيز مواقع قواتنا في منطقة كورسك وتوسيع نطاق المنطقة المؤمنة". وكان القائد العسكري أكد لزيلينسكي في اليوم السابق أن قواته تقدمت "من كيلومتر إلى ثلاثة كيلومترات" وأسرت جنوداً".
صندوق التبادل
وقال الرئيس الأوكراني "اعتباراً من هذا الصباح، جددنا صندوق التبادل لبلدنا"، مضيفاً "أشكر جميع الجنود والقادة الذين يأسرون جنوداً روساً ومن ثم يجعلون إطلاق جنودنا ومدنيينا المحتجزين لدى موسكو أقرب".
من ناحيته أعلن الجيش الروسي الذي نشر تعزيزات مادية وبشرية أنه "صد" هجمات أوكرانية قرب ثلاث بلدات في منطقة كورسك، مؤكداً أنه ألحق خسائر فادحة في صفوف خصمه. وقبل أيام، أمر الرئيس فلاديمير بوتين قواته بـ"طرد" قوات كييف من الأراضي الروسية.
في هذه الأثناء، تمركز الجيش الأوكراني على الأراضي الروسية، محققاً تقدماً غير مسبوق منذ بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة ضد كييف في فبراير (شباط) 2022.
منطقة عازلة
وقتل 12 مدنياً في الأقل وأصيب أكثر من 100 آخرين بجروح منذ بداية الهجوم الأوكراني، وفقاً للسلطات الروسية. وفي الأيام الأخيرة، كشفت كييف تدرجاً عن نواياها بينما لا تزال روسيا تسيطر على نحو 20 في المئة من أراضي جارتها.
وقالت كييف إنها تريد إجبار موسكو على سحب قواتها من مواقع أخرى على الجبهة وإنشاء "منطقة عازلة" لوضع حد لعمليات القصف على الحدود، وأيضاً استخدام الأراضي الروسية التي تسيطر عليها لإجبار الكرملين على البدء في مفاوضات "منصفة". وتوقفت المحادثات بين الطرفين بصورة كاملة منذ ربيع عام 2022.
وفي مواجهة هذا التقدم غير المسبوق للقوات الأوكرانية، فر عشرات المدنيين من القرى الحدودية في منطقة كورسك. وفي منطقة بيلغورود المجاورة، بدا أن السلطات الروسية تتخذ إجراءات استباقية، فأعلنت منع الوصول إلى خمس بلدات حدودية، وإخلاءها، في حين منعت "موقتاً" الوصول إلى منطقة سادسة.
على الجهة الأوكرانية، يستمر أيضاً تدفق الأشخاص الذين تم إجلاؤهم باتجاه مدينة سومي على بعد نحو 40 كيلومتراً من الحدود المشتركة. وقد استهدفت المدينة صباح اليوم بهجوم روسي أسفر عن إصابة شخصين بجروح، وفقاً لوزارة الداخلية.
بموازاة ذلك، يتواصل القتال العنيف في شرق أوكرانيا حيث يحقق الجيش الروسي مكاسب على الأرض منذ أشهر. وأعلنت موسكو في الأيام الأخيرة سيطرتها على قرى عدة باتجاه مدينة بوكروفسك التي تعتبر مركزاً لوجستياً مهماً على الطريق إلى مدينتي تشاسيف يار وكوستيانتينيفكا.
وقال زيلينسكي اليوم إن "عشرات الهجمات الروسية شنت على مواقعنا في اليوم الماضي"، مؤكداً أن قواته "تبذل كل ما في وسعها لتدمير المحتل وصد الهجمات". وأكد أن "الوضع تحت السيطرة".
وأيضاً في منطقة دونيتسك، أعلن الحاكم فاديم فيلاشكين أن الضربات الروسية أدت إلى مقتل شخصين وإصابة آخرين بجروح. وإلى الشمال، قتلت امرأة تبلغ من العمر 49 سنة في الصباح الباكر في قصف للجيش الروسي على منطقة خاركيف، وفقاً لمكتب المدعي العام الإقليمي.