ملخص
برز قبل أيام قليلة خبر خرق جمود المشهدية القائمة منذ أشهر في قطاع غزة، مع إعلان وزارة الصحة الفلسطينية عن إصابة طفل يبلغ 10 أشهر بشلل الأطفال في مدينة دير البلح جنوب القطاع، الذي كان خالياً من هذا الفيروس منذ 25 عاماً.
فهل تكون هذه الإصابة بداية لتفشٍّ أكبر في القطاع؟ وهل من احتمال أن ينتقل فيروس شلل الأطفال من غزة بصورة أو بأخرى إلى دول عربية أخرى؟
في زحمة أخبار قطاع غزة، ما بين سقوط متزايد لقتلى مدنيين والمفاوضات القائمة لوقف الحرب هناك، برز قبل أيام قليلة خبر خرق جمود المشهدية القائمة منذ أشهر، وهو ما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية عن إصابة طفل يبلغ 10 أشهر بفيروس شلل الأطفال في مدينة دير البلح جنوب القطاع، الذي كان خالياً من هذا الفيروس منذ 25 عاماً.
وكشفت الوزارة عن أن هذا الطفل لم يتلق أي جرعة تحصين ضد شلل الأطفال، متحدثة عن كارثة صحية بسبب الحرب القائمة، أدت إلى نقص حاجات النظافة الأساسية، وعدم توافر خدمات الصرف الصحي، وتراكم النفايات في الشوارع، وهو ما خلق بيئة مواتية لتفشي وانتقال عديد من الأوبئة.
فهل تكون هذه الإصابة بداية لتفشٍّ أكبر في القطاع؟ وهل من احتمال أن ينتقل فيروس شلل الأطفال من غزة بصورة أو بأخرى إلى دول عربية أخرى؟
يقول الطبيب المتخصص في الأمراض المعدية والجرثومية زاهي الحلو في مقابلة صوتية مع "اندبندنت عربية" إن هذا التشخيص الذي يأتي بعد 25 عاماً من عدم تسجيل أي إصابة في القطاع هو نتيجة مباشرة للتلوث المنتشر في غزة بسبب الحرب القائمة، وسط خوف من أن ينتشر بصورة أكبر في القطاع بخاصة أنه تحول إلى بؤرة أوبئة نتيجة عدم توافر اللقاحات واختلال برنامج التطعيمات المنتظم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
عن احتمالية أن ينتشر هذا الفيروس إلى لبنان، باعتبار أن عدداً من الأطفال المصابين في القصف الإسرائيلي تم إحضارهم لتلقي العلاج في العاصمة بيروت، استبعد الحلو أن ينتقل المرض إلى لبنان، ولكنه شدد على واجب أن تتخذ كل الإجراءات الضرورية عبر تلقي كل الأطفال اللقاح الضروري.
أيضاً عربياً، استبعد الحلو انتشار الفيروس بصورة كبيرة باعتبار أن غزة محاصرة تماماً وهي ليست على تواصل مباشر مع الدول الأخرى، فيما الفيروس لا ينتقل في الهواء أو بصورة سهلة، كما أن التلقيح لكل الأطفال في الدول العربية يعني بالتأكيد أنه لن ينتقل، حتى إن حصل احتكاك مباشر مع طفل مصاب، لذا فاحتمال أن ينتقل عربياً شبه مستحيل.
وينتقل الفيروس من طريق الانتشار من شخص لآخر بصورة رئيسة من طريق البراز، وبصورة أقل من طريق وسيلة مشتركة مثل المياه أو الأطعمة الملوثة، ويتكاثر في الأمعاء، أما أعراضه الأولية فهي الحمى والتعب والصداع والتقيؤ وتصلب الرقبة والشعور بألم في الأطراف.
ويشدد الحلو على أهمية النظافة العامة والدور الذي تلعبه في تجنب الإصابة بغالبية الفيروسات، لا سيما عندما يحدث التلوث الكبير بسبب الحروب، وأضاف "الفيروس موجود حالياً في دول مثل أفغانستان وباكستان وبعض دول جنوب أفريقيا، لكن غير منتشر على صعيد عالمي بعد حملات التلقيح التي حصلت خلال العقود الماضية والتي منعت انتشاره وتفشيه بصورة شبه تامة".