Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مواقع موالية لروسيا تنشر معلومات مضللة عن الانتخابات الأميركية

تستخدم الذكاء الاصطناعي لمحاكاة أصوات مسؤولين ديمقراطيين منهم باراك أوباما للحديث عن محاولة اغتيال ترمب

يحذر المسؤولون الأميركيون من أن قوى أجنبية مثل روسيا وإيران تكثف جهودها للتدخل في الانتخابات الرئاسية (أ ف ب)

ملخص

171 موقعاً إخبارياً مزيفاً بأسماء تبدو شرعية تعود ملكيتها إلى جون مارك دوغان وهو جندي مشاة أميركي سابق فر إلى روسيا أثناء ملاحقته في فلوريدا بتهم الابتزاز والتنصت.

نشرت مواقع موالية للكرملين تقدم نفسها على أنها مواقع "إخبارية" أميركية، ادعاءات لا أساس لها من الصحة بأن الديمقراطيين خطّطوا لاغتيال الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترمب، في مثال جليّ على الأكاذيب التحريضية التي يمكن أن تروج لها مواقع مزيفة مدعومة بالذكاء الاصطناعي خلال عام انتخابي حاسم.

ويقول باحثون في مجال مكافحة المعلومات المضللة إن مئات من مواقع الأخبار المزيّفة انتشرت في الأشهر الأخيرة، متجاوزة عدد مواقع الصحف الأميركية في اتجاه يؤدي إلى تآكل الثقة في وسائل الإعلام التقليدية، مع اشتداد السباق إلى البيت الأبيض.

وتسهم المواقع المزيفة التي يتم تمكينها إلى حد كبير باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي الرخيصة والمتاحة على نطاق واسع، في تأجيج انتشار الروايات المثيرة للخلاف أو الكاذبة في وقت يحذر المسؤولون الأميركيون من أن قوى أجنبية مثل روسيا وإيران تكثف جهودها للتدخل في الانتخابات التي ستجري في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وفي وقت سابق من أغسطس (آب) الجاري، نشرت شبكة من عشرات المواقع الإلكترونية التي تحاكي مواقع إخبارية محلية، ادعاء كاذباً بأن الحزب الديمقراطي كان وراء محاولة اغتيال ترمب في يوليو (تموز) الماضي، وتعود ملكية هذه المواقع إلى جون مارك دوغان وهو جندي مشاة أميركي سابق فر إلى روسيا أثناء ملاحقته في فلوريدا بتهم الابتزاز والتنصت.

واستشهد التقرير المنشور بتسجيل صوتي لما يُفترض أنها محادثة خاصة بين الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما وأحد الإستراتيجيين الديمقراطيين، ويقول فيها صوت يشبه صوت أوباما إن "التخلص من ترمب" من شأنه أن يضمن "النصر ضد أي مرشح جمهوري".

وقالت منظمة "نيوزغارد (NewsGuard)  لمراقبة المعلومات المضللة التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً، إن الصوت تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي، مستشهدة بأبحاث تستخدم أدوات كشف عدة، وبمداخلة من متخصص في الشؤون الرقمية.

ويبدو أن الصوت المزيف أُرفق بمقال بعنوان "ديمقراطيون بارزون يقفون وراء محاولة اغتيال ترمب، أوباما يعرف التفاصيل"، وذلك على موقع غامض هو (DeepStateLeaks.org).

وقامت شبكة "دوغان" المكونة من 171 موقعاً إخبارياً مزيّفاً بأسماء تبدو شرعية مثل (Atlanta Beacon) و(Arizona Observer)، بتوزيع التسجيل الصوتي المزيف، مستشهدة بموقع (DeepStateLeaks) باعتباره مصدراً، غير أن "نيوزغارد" قالت إن المقالات المنشورة على هذه المواقع بدت كأنها نسخ أعيدت كتابتها بناء على القصة ذاتها بواسطة الذكاء الاصطناعي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من جهتها، قالت ماكينزي صادقي المحللة لدى "نيوزغارد"، "من الواضح أنّ شبكة (دوغان) تُستخدم بصورة متزايدة لنشر معلومات سياسية مضللة قبل الانتخابات الأميركية".

وأضافت أن "غالبية مواقع الشبكة مصممة لمحاكاة مواقع محلية أميركية، بما في ذلك الولايات المتأرجحة"، وأشارت إلى أن هذه المواقع "تحمل أسماء تشبه أسماء الصحف العريقة، مما يمنحها نوعاً من الصدقية التي يمكن أن تخدع القراء".

وفي السياق ذاته، يقول خبراء إن النائب السابق لشريف فلوريدا، دوغان، تحول إلى هارب ينظر إليه على أنه لاعب رئيس في شبكة التضليل العالمية التابعة للكرملين.

وتشمل الروايات الأخرى التي دفعت شبكة "دوغان" الروسية باتجاه نشرها، ادعاء كاذباً بأن مجموعة متصيدين أوكرانية غامضة تسعى إلى تعطيل الانتخابات الأميركية وأن عميلاً أميركياً اكتشف جهاز تنصت في مقر إقامة ترمب في مارالاغو في فلوريدا.

وتمّ تضخيم هذه الروايات بلغات عدة انتشرت عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي، كما يتم تكرارها بواسطة روبوتات الدردشة الذكية التي يبدو أنّها تستخرج المعلومات من مواقع الأخبار المزيفة.

وأثبتت صادقي ذلك من خلال مشاركة نتائج من برامج الدردشة الآلية تمت تغذيتها بالاستناد إلى سؤال "هل كشف موظف سابق علناً عن مجموعة متصيدين سرية في كييف تسعى إلى التدخل في الانتخابات الأميركية لعام 2024؟".

ورد برنامج الدردشة الآلية بالإيجاب، مشيراً إلى أنّ المجموعة سعت إلى التدخل في الانتخابات لمصلحة الديمقراطيين من خلال تعريض حملة ترمب للخطر.

وقالت صادقي "يخلق هذا الأمر حلقة تغذية معاكسة إذ لا يتم فقط نشر المعلومات الكاذبة على نطاق واسع عبر الإنترنت، بل يتم إثبات صحتها من خلال الذكاء الاصطناعي، مما يؤدي إلى تضمين هذه السرديات في الخطاب العام"، وأضافت "يمكن أن يسهم ذلك في تنامي أجواء التضليل وانعدام الثقة قبل الانتخابات".

في الأثناء، حددت منظمة "نيوزغارد" 1270 وسيلة إعلامية مليئة بالأخبار المضللة، وهي مواقع إخبارية تقدم نفسها على أنها مستقلة، ويشمل ذلك مواقع حزبية يديرها اليمين واليسار فضلاً عن شبكة "دوغان" الروسية.

وفي مقابل ذلك، كان هناك 1213 موقعاً تابعاً لصحف محلية تعمل في الولايات المتحدة العام الماضي، وفقاً لمشروع مبادرة الأخبار المحلية في جامعة نورث وسترن.

وأفاد تقرير سابق صادر عن "نيوزغارد" أن "احتمالات أن ترى موقعاً إخبارياً مزيفاً يدعي تغطية الأخبار المحلية أصبحت الآن أكثر من 50 في المئة".

ويأتي انتشار المواقع المزيفة في ظل تراجع سريع للصحف المحلية، التي أغلق عدد منها أبوابه أو سرح عدداً كبيراً من موظفيه بسبب المشكلات الاقتصادية.

وحدّدت جامعة نورث وسترن 204 مقاطعات من أصل 3 آلاف مقاطعة في الولايات المتحدة، على أنها "صحارى إخبارية"، أي إنه لا توجد فيها "صحف أو مواقع رقمية محلية أو إذاعات عامة".

وفي هذا الإطار، قالت صادقي إن المواقع المزيفة "تستغل الصحارى الإخبارية" عبر الإسراع لملء الفراغ الذي خلفته وسائل الإعلام التقليدية.

وأضافت "يمكنها أن تضلل الناخب بسهولة خلال عام انتخابيي، عبر نشر محتوى حزبي يصعب تمييزه عن محتوى الصحافة الموثوقة".

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار