Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

خريطة تفاصيل التوغل في منطقة كورسك الروسية

الهجوم الأوكراني داخل منطقة كورسك يدفع قوات بوتين إلى حالة من الارتباك والتخبط

صورة لجنود أوكرانيين يتحركون في عربة مدرعة على طريق قرب الحدود مع روسيا، في منطقة سومي بأوكرانيا (أ أف ب/غيتي إيماجيز)

ملخص

تمكنت القوات الأوكرانية من السيطرة على 445 ميلاً مربعاً تقريبا من الأراضي الروسية في منطقة كورسك، وهو ما يعادل ثلاثة أضعاف المساحة التي استعادتها خلال هجومها المضاد الصيف الماضي، مع تزايد التوترات والإجلاء في المناطق الحدودية.

في تطور ميداني غير مسبوق، تمكنت القوات الأوكرانية من السيطرة على مساحات شاسعة داخل الأراضي الروسية تقدر بمئات الأميال المربعة، وذلك في واحدة من أجرأ عمليات التوغل العسكرية التي تشهدها روسيا منذ الحرب العالمية الثانية.

وفي هجوم خاطف بدأ في السادس من أغسطس (آب)، اخترقت آلاف القوات الأوكرانية الحدود من منطقة سومي الأوكرانية إلى منطقة كورسك الروسية المجاورة حيث تمكنت قوات كييف من تحقيق إنجاز تاريخي بالسيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي الروسية في غضون أسبوعين فقط، تتجاوز ما استولت عليه روسيا في أوكرانيا طوال هذا العام.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي حين أن الهجوم البري الأوكراني بدأ يشهد بعض التباطؤ، مع قيام القوات الروسية بنقل "آلاف" الجنود من مناطق أقل مواجهة إلى منطقة كورسك، إلا أن القوات الجوية الأوكرانية بدأت في شن ضربات موجعة على خطوط الإمداد العسكرية الحيوية لموسكو، مما يزيد الضغط على القوات الروسية التي لا تزال تدافع عن منطقة كورسك.

كم مساحة الأراضي التي سيطرت عليها أوكرانيا داخل روسيا؟

في ظل التوغل الأوكراني المستمر داخل الأراضي الروسية، تختلف التقديرات حول مساحة الأراضي التي تم الاستيلاء عليها، إذ يصعب احتسابها بدقة في خضم عمليات التقدم والتراجع المستمرة.

ويقدر الجنرال أولكسندر سيرسكي قائد الجيش الأوكراني، أن قواته قد سيطرت على ما يقارب 445 ميلاً مربعاً (1150 كيلومتراً مربعاً) من الأراضي في كورسك، وأنشأت مكتب قيادة عسكرية في الجزء المحتل من المنطقة.

وتشير هذه التقديرات إلى أن مساحة الأراضي التي تم الاستيلاء عليها في كورسك تعد تقريباً ثلاثة أضعاف ما استعادته أوكرانيا من الأراضي المحتلة خلال هجومها المضاد الذي استمر ثلاثة أشهر في الصيف الماضي.

ومن جهته يقدم معهد دراسة الحرب (ISW)، وهو مركز أبحاث أميركي يتابع التطورات على خط المواجهة، تقديراً أكثر تحفظاً يبلغ 300 ميل مربع تقريباً (800 كيلومتر مربع).

وفي تصريح له الأسبوع الماضي، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن قوات كييف تتقدم "كيلومتراً إلى كيلومترين" على طول خط المواجهة الجديد.

وتشير التقارير الميدانية إلى أن الهجوم الأوكراني الذي اخترق الأراضي الروسية الرئيسة، يمتد على مسافة 37 ميلاً وعرضاً يصل إلى 17 ميلاً تقريباً.

هل تستطيع أوكرانيا السيطرة على مزيد من الأراضي؟

في تطور ميداني مهم، نجحت القوات الجوية الأوكرانية في تدمير جميع الجسور الخمسة على نهر سيم غرب القوات الأوكرانية في كورسك.

وقد أدى الأمر إلى قطع خطوط الإمداد اللوجيستية للقوات الروسية في النصف الجنوبي من مقاطعة غلوشكوفسكي، وجعلها محاصرة فعلياً بين النهر والحدود الأوكرانية والقوات الأوكرانية أمامها.

وهذا ما أكده قائد القوات الجوية ميكولا أوليشوك في تصريح له صباح الأحد حيث قال، "القوات الجوية الأوكرانية تواصل شل قدرات العدو اللوجيستية بضربات جوية دقيقة، محدثة تحولاً كبيراً في سير المعارك".

وتشير لقطات حديثة بمسيرة أن كييف تستخدم الآن مسيرات يتم توجيهها بتقنية "منظور الشخص الأول" (FPV) لتدمير المعابر الروسية الموقتة التي أقيمت في الأيام التي تلت الضربات المستهدفة على الجسور.

ويرى مركز استراتيجيات الدفاع، وهو مركز أبحاث أمني أوكراني، أن هذه التطورات تشير إلى أن "هدف [القوات الأوكرانية] هو السيطرة على جزء من منطقة كورسك جنوب نهر سيم.

إذا نجحت القوات الأوكرانية في الاستيلاء على هذه المنطقة، فإنها ستضاعف تقريباً الأراضي التي تسيطر عليها في الوقت الراهن.

ما هو حجم القوات المشاركة في العملية؟

في تصريحات حصرية لصحيفة "اندبندنت"، كشف عقيد أوكراني، طلب عدم الكشف عن هويته للحديث بحرية حول القضايا الحساسة، أن ما يقارب 8 آلاف جندي شاركوا في عملية التوغل في منطقة كورسك، مضيفاً أن الآلاف الجنود الأوكرانيين الآخرين مستعدون للانضمام إلى المعركة إذا لزم الأمر.

وزعم العقيد، من خلال تصريحات تردد صداها بين عديد من المسؤولين الأوكرانيين، بمن فيهم السيد زيلينسكي، أن القوات تخطط للاحتفاظ بمواقعها لإنشاء "منطقة عازلة" تضع مسافة أكبر بين القوات الروسية والمدنيين الأوكرانيين، مما يقلل- وإن لم يشل تماماً- قدرة موسكو على إطلاق نيران المدفعية والصواريخ عبر الحدود.

كما ستمنع هذه المنطقة أي هجوم روسي عبر الحدود مشابه لما حدث في منطقة خاركيف بشمال شرقي أوكرانيا في مايو (أيار)، الذي جعل ثاني أكبر مدينة في البلاد -التي يبلغ عدد سكانها ما يقارب 1.3 مليون نسمة- في مرمى نيران المدفعية الروسية تقريباً.

كم عدد المدنيين الروس الذين أجلوا؟

أعلنت السلطات الروسية عن إجلاء ما يقارب 200 ألف مدني من منطقتي كورسك وبيلغورود الحدوديتين مع أوكرانيا، في ظل تصاعد حدة التوتر والهجمات الأوكرانية.

وعلى رغم عدم دخول القوات الأوكرانية إلى بيلغورود، فإن حالة الطوارئ قد أعلنت في المنطقة، إذ أفاد المسؤولون المحليون بتعرضها لهجمات جوية أوكرانية مكثفة.

وفي تطور متسارع، قررت السلطات في منطقة كورسك إخلاء منطقة غلوشكوف الحدودية التي يبلغ عدد سكانها نحو 20 ألف نسمة، وذلك في أعقاب تقدم القوات الأوكرانية المستمر. وأكد حاكم المنطقة أليكسي سميرنوف عبر تطبيق "تيليغرام" أن الشرطة والأجهزة الحكومية ستتولى تنسيق عملية الإجلاء.

هل استطاعت أوكرانيا أسر جنود روس؟

أعلن الرئيس الأوكراني زيلينسكي هذا الأسبوع أن أحد أهداف التوغل الروسي الأخير هو تجديد "اتفاقية التبادل" لأسرى الحرب الروس. ويأتي هذا الإعلان في ظل عمليات تبادل مستمرة للآلاف من أسرى الحرب بين الجانبين طوال فترة الحرب في أوكرانيا.

وتتفاوت التقديرات بصورة كبيرة حول عدد الجنود الروس الذين تم أسرهم خلال هذا التوغل الأخير إذ أشار الرئيس زيلينسكي إلى أن القوات الأوكرانية أسرت 100 أسير حرب تقريباً، في حين زعم عقيد أوكراني أن العدد الفعلي يقترب من 2000.

وأظهرت لقطات فيديو انتشرت أخيراً رجالاً معصوبي الأعين، يعتقد أنهم جنود روس، وهم يقتادون عبر منطقة سومي الأوكرانية في الجزء الخلفي من شاحنة عسكرية صغيرة.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات