Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مع تسجيله مستويات قياسية هل يصبح الذهب الحصان الرابح؟

محللون يرجحون استمرار صعوده مع إشارات قوية على قرب خفض الفائدة الأميركية

الذهب يواصل الصعود ويسجل سادس مستوى قياسي خلال أغسطس عند 2550 دولاراً (اندبندنت عربية)

ملخص

"بلومبيرغ": المعدن النفيس يتجه إلى 2700 دولار خلال منتصف العام المقبل

على رغم عودة المستثمرين إلى أسواق الأسهم للاستفادة من النزول الكبير في أسعار الأسهم بعد الخسائر القاسية التي تكبدتها غالبية البورصات وأسواق المال خلال الأيام الماضية، واصل المعدن النفيس تألقه ليسجل مستويات جديدة بدعم من ضعف الدولار وتنامي ثقة المستثمرين في احتمال خفض مجلس الاحتياط الفيدرالي أسعار الفائدة خلال سبتمبر (أيلول) المقبل.

أثناء التعاملات الأخيرة، ارتفعت أسعار العقود الآجلة للذهب تسليم شهر ديسمبر (كانون الأول) بنسبة 0.35 في المئة أو 9.3 دولار عند 2550.6 دولار للأوقية، وهو المستوى القياسي السادس منذ بداية أغسطس (آب) الجاري. بينما انخفض مؤشر الدولار -الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة من ست عملات رئيسة - بنسبة 0.45 في المئة عند 101.44 نقطة، وهو أدنى مستوى منذ بداية العام الحالي.

تأتي مكاسب الذهب الأخيرة بعد ارتفاع المعدن النفيس عالمياً بنسبة 21 في المئة منذ بداية العام الحالي، إذ أصبح الذهب المعدن النفيس أحد أفضل السلع الأساسية أداء خلال عام 2024. وتقول بنوك مثل "يو بي أس غروب" و"أي أن زد غروب هولدينجز" إنه يوجد مجال لمزيد من المكاسب.

الذهب يتصدر المستفيدين من خفض الفائدة الأميركية

ووفق وكالة "بلومبيرغ" يرى وين جوردون خبير استراتيجي في السلع الأساس بشركة "يو بي أس غلوبال ويلث مانجمنت" أن الأسعار تتجه نحو 2700 دولار للأونصة بحلول منتصف عام 2025 تقريباً، مشيراً إلى تحول في سياسات "الفيدرالي" الأميركي وعمليات شراء البنوك المركزية، وطلب محافظ الاستثمار بهدف التحوط.

ومن المقرر أن يقدم رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي الأميركي جيروم باول إشارات حول توقعات السياسة النقدية في ندوة بقاعة جاكسون هول في وقت لاحق من الأسبوع الجاري. ويعود الارتفاع الأخير في أسعار الذهب إلى توقعات بأن يبدأ صناع السياسة النقدية داخل الولايات المتحدة الأميركية بتقليص أسعار الفائدة قريباً، مع تكهنات بإقرار عملية خفض خلال اجتماعهم المقرر خلال الشهر المقبل. وهبطت هذه السردية بأسعار الفائدة الحقيقية مما وفر بيئة مواتية أكثر للمعدن النفيس غير المرتبط بدفع فائدة.

وتشير التحركات الأخيرة المتعلقة بارتفاع أسعار الذهب وانخفاض أسعار الفائدة إلى أن المحركات الكلية التقليدية مثل عوائد السندات بدأت تعود إلى الصدارة. وفي وقت سابق من العام الحالي صعد الذهب حتى مع زيادة عوائد السندات في نمط غير معتاد مما فاجأ المحللين المتمرسين. ويعود هذا الانفصال في العلاقة خلال تلك المرحلة بصورة كبيرة إلى عمليات الشراء القوية من قبل البنوك المركزية، لا سيما في الأسواق الناشئة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومع ارتفاع أسعار الذهب باتت صناديق التحوط والمضاربون أكثر نشاطاً. كما بلغت الرهانات الصافية على صعود الأسعار لعقود بورصة "كومكس" قرب أعلى مستوياتها خلال أربعة أعوام، بحسب بيانات لجنة تداول السلع الأساس المستقبلية. ويشير الارتفاع بنسبة تسعة في المئة للعقود المفتوحة خلال الأسبوع الماضي إلى أن المستثمرين باتوا أكثر تفاؤلاً تجاه الذهب، بدلاً من مجرد تسوية مراكز البيع على المكشوف.

ويوضح كبير الخبراء الاستراتيجيين للسلع الأساس في شركة "تي دي سيكيوريتيز" دانييل غالي أنه على رغم ذلك تبدو المراكز الاستثمارية الحالية مبالغاً فيها، وربما تكون صناديق الاستثمار عرضة للخطر في الأجل القريب. وأشار إلى أن المحفزات التالية لإعادة تقييم توقعات الاحتياط ستأتي خلال ندوة "جاكسون هول" وستعقبها بيانات التوظيف الأميركية المقبلة وقد يحدث سيناريو مشابه في صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب، مع وجود علامات على اهتمام أكبر خلال الأسابيع الأخيرة.

ارتباك كبير في أسواق العملات مع خسائر الدولار

وفي السياق ذاته، فتح تراجع قيمة الدولار المجال أمام تسجيل العملات الرئيسة الأخرى ارتفاعات مما دفع اليورو والجنيه الاسترليني لتسجيل أعلى مستوياتهما خلال عام 2024 مع عودة المتداولين لاستباق مسار أسعار الفائدة العالمية.

وخلال تعاملات جلسة أمس الثلاثاء انخفض مؤشر "بلومبيرغ" للدولار للجلسة الثالثة على التوالي إلى أدنى مستوياته منذ مارس (آذار) الماضي معمقاً خسائره حتى الآن هذا الشهر إلى نحو 1.9 في المئة، ويأتي هذا الانخفاض في وقت يتطلع المتداولون إلى أية أدلة حول حجم خفوضات أسعار الفائدة المرتقبة عندما يتحدث رئيس الاحتياط الفيدرالي جيروم باول ومسؤولون آخرون خلال ندوة سنوية في "جاكسون هول" بولاية وايومنج.

وساعد ضعف الدولار في دفع قيمة اليورو إلى أعلى مستوياتها هذا العام فوق 1.1110 دولار خلال التعاملات الأخيرة. وفي الوقت نفسه ارتفع سعر صرف الجنيه الاسترليني بنسبة 0.5 في المئة إلى 1.3052 دولار مسجلاً أعلى مستوياته منذ يوليو (تموز) 2023. وفي مذكرة بحثية حديثة قال رئيس قسم الاقتصاد والاستراتيجية في أوروبا بشركة "أفيفا إنفستورز" فاسيليوس جكيوناكيس "إذا كان النمو في الولايات المتحدة متباطئاً والنمو العالمي ثابتاً نسبياً، فمن المفترض أن يؤدي ذلك إلى انخفاض قيمة الدولار".

فيما عزز المستثمرون الذين خفضوا تعرضهم للأسهم خلال تقلبات السوق أوائل أغسطس (آب) الجاري حيازاتهم بصورة ملحوظة مع انتعاش الأسهم العالمية خلال الأسبوع الماضي. وفي تقرير حديث قال محللو "دويتشه بنك" إن مراكز المستثمرين الرئيسين قفزت بصورة حادة خلال الأسبوع الماضي مع التعافي الكامل من انخفاض الأسبوع الذي سبقه، وهي الآن أعلى بكثير من المتوسط. وأوضحوا أن النقد تدفق على عقود خيارات المؤشرات وأسهم التكنولوجيا ذات القيمة السوقية الكبيرة وأسهم الشركات ذات الطبيعة الدورية والدفاعية.

اقرأ المزيد