Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجبهة الشرقية... تعثر أوكراني في كورسك وتقدم روسي في دونيتسك

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يقر بصعوبة الموقف في المنطقة الشرقية من خط المواجهة وذلك في وقت تخوض القوات الأوكرانية معارك داخل الأراضي الروسية

جنود أوكرانيون من وحدة الهاون يطلقون قذيفة نحو تروتسك في منطقة دونيتسك شرق أوكرانيا (غيتي)

ملخص

هناك كلفة استراتيحية للإختراق الأوكراني في جبهة كورسك، إذ قد يكلف كل كيلومتر مربع يستولي عليه الجيش الأوكراني خسارة مساحة مماثلة في دونيتسك

في تطور دراماتيكي على جبهات القتال، تتقدم القوات الأوكرانية داخل منطقة كورسك الروسية ضمن هجوم تاريخي عبر الحدود، مركزة مواردها على هذه العملية الجريئة، في حين تحشد موسكو قواتها لتنفيذ توغل مماثل في شرق أوكرانيا.

وفي إقرار بصعوبة الموقف، اعترف الرئيس فولوديمير زيلينسكي الأسبوع الجاري بأن الوضع على الجبهة الشرقية الأوكرانية بات "صعباً"، في وقت أفادت هيئة الأركان الأوكرانية باندلاع عشرات الاشتباكات في مواقع عدة ساخنة على طول خط المواجهة في تلك المنطقة.

وتحدثت تقارير عن احتمال نقل أوكرانيا بعض مواردها العسكرية من منطقة دونيتسك شرقاً التي تشهد معارك ضارية في أوكرانيا، لدعم توغلها في كورسك، على وقع تعاظم المخاوف من أن يكون هذا التحرك خطأ استراتيجياً فادحاً.

ومنذ بداية الهجوم الأوكراني عبر الحدود في السادس من أغسطس، تقدمت القوات الروسية أميالاً عدة باتجاه مدينة بوكروفسك الأوكرانية شرقاً في منطقة دونيتسك، وادعت روسيا السيطرة على مستوطنة [بلدة] جيلاني، التي تبعد نحو 12 ميلاً عن بوكروفسك، إضافة إلى عدد من القرى والمستوطنات الأخرى خلال الأسبوع الراهن.

وعدد سكان المدينة حالياً أكثر من 50 ألف مدني، مقارنة بـ80 ألفاً قبل الحرب. ويحذر محللون من أن سقوط بوكروفسك في قبضة القوات الروسية سيجعلها أكبر تجمع سكاني يقع تحت سيطرة روسيا منذ استيلائها على باخموت في مايو (أيار) الماضي بعد أشهر من القتال العنيف، وقد يكون لذلك تداعيات استراتيجية خطرة على الجبهة الأوكرانية.

وتكمن أهمية المدينة في موقعها كمركز لوجستي حيوي للجيش الأوكراني، إذ تقع عند ملتقى طريقين رئيسين في المنطقة، مما يجعل الاستيلاء عليها خطوة محورية في إطار سعي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تحقيق هدفه بالسيطرة على منطقتي دونيتسك ولوهانسك في شرق أوكرانيا، المعروفتين باسم دونباس.

ويبدو أن الجيش الروسي حشد موارد ضخمة لهذا الهجوم، ربما على حساب الدفاع عن المدنيين الروسيين في منطقة كورسك التي تتعرض لهجوم أوكراني. وفي تعليق لافت، وصف أحد المحللين تركيز بوتين على دونيتسك، وبخاصة بوكروفسك، بأنه أشبه بحال "عين ساورون" - في إشارة إلى [شخصية شريرة من] رواية  سيد الخواتم Lord of The Rings - حتى مع تعرض بلاده نفسها للغزو.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

والقوات الروسية هي على بعد ستة أميال فحسب من أسوار المدينة، إذ تخوض معارك ضارية مع آخر خط دفاعي رئيس خارجها، كما أنها تقترب من بلدة ميرنوهراد المجاورة بمسافة لا تتجاوز أربعة كيلومترات.

وأفادت مجموعة "ديب ستيت" الأوكرانية التحليلية التي تتقصى أحوال الجبهة الأمامية [الحربية] والمعروفة بعلاقاتها الوطيدة بالجيش، أن روسيا استولت هذا الأسبوع على ثلاث بلدات أخرى جنوب بوكروفسك. كما حققت القوات الروسية تقدماً على طول الجبهة في منطقة دونيتسك الأوسع، متجهة نحو بلدتي توريتسك وسيفيرسك، بينما ادعت وزارة الدفاع الروسية السيطرة على بلدة نيويورك قرب توريتسك.

وبغض النظر عن صحة مزاعم هذه التقارير، إذ غالباً ما تدعي موسكو السيطرة على مناطق قبل حدوث ذلك على أرض الواقع، فإن الرسالة واضحة وهي أن القوات الروسية تتقدم في دونيتسك.

وفي هذا السياق، كتب القائد العسكري الأوكراني أولكسندر سيرسكي عبر تطبيق "تيليغرام" الإثنين: "تستمر المعارك العنيفة في اتجاه بوكروفسك وتبذل قوات الدفاع الغالي والنفيس في سبيل حماية توريتسك أيضاً".

وأضاف القائد العسكري الأوكراني أولكسندر سيرسكي بنبرة عابرة: "نحقق نتائج جديدة في كورسك"، مشيراً إلى التوغل الأوكراني داخل الأراضي الروسية، وتحديداً منطقة كورسك الروسية حيث يعد هذا التوغل نجاحاً واضحاً للقوات الأوكرانية، إذ للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية تتعرض روسيا للغزو، مما يشكل إحراجاً عميقاً للرئيس فلاديمير بوتين ونظامه. وفي تصريحات لصحيفة "اندبندنت"، قال جنود أوكرانيون إنهم "ضحكوا كالمجانين" عندما أدركوا أنهم يحفرون خنادق داخل الأراضي الروسية.

ونجح هذا الهجوم في إنشاء "منطقة عازلة" بين المدنيين الأوكرانيين والجيش الروسي، مما يحد من قدرة موسكو على إطلاق المدفعية والطائرات المسيرة على البلدات والمدن الأوكرانية القريبة، منقذاً أرواحاً في هذه العملية.

ومع قيام أوكرانيا بقصف الجسور غرب قواتها المتقدمة داخل روسيا، قاطعة بذلك خطوط الإمداد الأخيرة للقوات الروسية المدافعة عن تلك المنطقة، قد تكون كييف على وشك الاستيلاء على مزيد من الأراضي.

ولكن هناك كلفة استراتيحية، إذ قد يكلف كل كيلومتر مربع استولي عليه في كورسك خسارة مساحة مماثلة في دونيتسك.

ويتداول المحللون نظريات عدة حول دوافع كييف للإقدام على هذه الخطوة ويرى بعضهم أن أوكرانيا تتبنى استراتيجية "الوصول قبل النتيجة" وتسعى إلى الاستيلاء على أجزاء من كورسك لاستخدامها كورقة مساومة في مفاوضات مستقبلية، بخاصة إذا اضطرت إلى الجلوس لطاولة المفاوضات تحت ضغط رئيس أميركي مستقبلي براغماتي مثل دونالد ترمب، إذا وصل إلى البيت الأبيض في نوفمبر (تشرين الثاني).

ويرى آخرون أن هذه العملية توجه رسالة إلى شركاء كييف في العالم الغربي وتهدف إلى إثبات قدرة أوكرانيا على شن هجمات مدمرة على رغم الصعوبات التي شهدتها العام الحالي، مما قد يبرر تقديم مزيد من الدعم لها.

لكن نجاح هذه الاستراتيجيات ليس مضموناً، وفي المقابل، فإن استيلاء روسيا على أجزاء من شرق أوكرانيا هو واقع ملموس، وقد تكون تداعياته أكثر خطورة.

وفي هذا السياق، يقول إميل كاستيهيلمي، محلل بيانات مفتوحة عن لحرب الروسية - الأوكرانية في  مجموعة "بلاك بيرد" (الطائر الأسود) "The Black Bird"، إن "أراضي دونيتسك أكثر أهمية للروس [من كورسك]، وينبغي على الأوكرانيين معاملتها بالأهمية نفسها [احتساب ذلك]".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات