ملخص
أثار الهجوم ردود أفعال سياسية، في وقت لا تزال فرنسا من دون أفق واضح لتشكيل حكومة منذ هزيمة المعسكر الرئاسي بالانتخابات التشريعية.
استهدف هجوم معبداً يهودياً في جنوب فرنسا اليوم السبت حيث أشعل مشتبه فيه يحمل العلم الفلسطيني حرائق عدة وتسبب بانفجار، فيما ندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعمل "إرهابي" وبمعاداة السامية.
واندلعت النيران بسيارتين في الأقل، انفجرت في إحداهما أسطوانة غاز صباح اليوم أمام المعبد في مدينة لا غراند موت الساحلية التي تضم 8500 نسمة، مما أدى إلى إصابة شرطي بجروح.
فتح التحقيق
وفتحت نيابة مكافحة الإرهاب في فرنسا تحقيقاً في محاولات اغتيال "إرهابية" اليوم.
وقال مكتب المدعي العام الوطني لمكافحة الإرهاب في بيان "داخل الكنيس، كان هناك خمسة أشخاص بينهم الحاخام، لم يصابوا بأذى"، مذكراً بأن "التحقيقات مستمرة سعياً إلى اعتقال الجاني أو الجناة".
ورصدت كاميرا مراقبة مشتبهاً فيه يغادر المكان سيراً بعد وقوع الانفجار، وقد لف خصره بعلم فلسطيني وكان يحمل قوارير فارغة في يده، وربما سلاح، وفق ما أفاد مصدر مقرب من التحقيق. واعتمر المشتبه فيه كوفية حمراء بحسب صور انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال الرئيس الفرنسي "نلجأ إلى كل الوسائل للعثور على مرتكب هذا العمل الإرهابي". وأضاف عبر منصة "إكس"، أن "مكافحة معاداة السامية معركة مستمرة".
معاداة السامية
ودانت الحكومة الفرنسية مرات عدة تزايد الأعمال المعادية للسامية في البلاد مذ شنت حركة "حماس" هجوماً في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 اندلعت على إثره الحرب في قطاع غزة.
وكتب رئيس الوزراء الفرنسي المستقيل غابريال أتال على منصة "إكس" أنه "عمل معاد للسامية، مرة أخرى يتم استهداف مواطنينا اليهود".
ووقع الانفجار أمام كنيس بيث ياكوف (بيت يعقوب) اليوم وهو يوم الراحة الأسبوعي لدى اليهود. ولم تكن تقام الصلاة في هذه الأثناء.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتضرر بابان من أبواب المعبد جراء انفجار أسطوانة الغاز الموجودة في إحدى السيارات التي أُحرقت. وأدى عصف الانفجار إلى إصابة أحد عناصر الشرطة البلدية بجروح طفيفة بعدما وصل إلى مكان الحادثة عقب اندلاع الحريق، حسبما أكد مكتب المدعي العام الوطني لمكافحة الإرهاب.
وأفاد مصدر في الشرطة بأن أسطوانات غاز عدة أخرى كانت موجودة في مكان الحادثة قبل وقوع الهجوم لتنظيم حفلة شواء، انفجرت إحداها في الأقل.
ودان وزير الداخلية جيرالد دارمانان ما وصفه بأنه عمل "إجرامي" على شبكة التواصل الاجتماعي "إكس".
وأكد الوزير المستقيل أنه طلب من قوات الأمن في البلاد تعزيز حماية أماكن العبادة والمؤسسات التعليمية اليهودية "على الفور".
وندد رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا يوناثان عرفي "بشدة بمحاولة لقتل اليهود".
وقال لـ"وكالة الصحافة الفرنسية"، إن "استخدام أسطوانة غاز في سيارة في وقت يعتقد أن مؤمنين يصلون في كنيس يهودي ليس مجرد حريق متعمد، وليس مجرد مهاجمة مبنى أو مكان عبادة، بل هو رغبة في القتل".
وأفاد مراسلو الصحافة الفرنسية، بأنه قرابة الساعة الـ11 صباح اليوم (التاسعة بتوقيت غرينتش)، طوقت قوات الأمن منطقة الكنيس وعملت على تأمينها.
وأثار الهجوم ردود أفعال سياسية، في وقت لا تزال فرنسا من دون أفق واضح لتشكيل حكومة منذ هزيمة المعسكر الرئاسي بالانتخابات التشريعية في السابع من يوليو (تموز) الماضي.
اليمين المتطرف يدين
ونددت زعيمة حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف مارين لوبن بـ"تصاعد معاداة السامية" فيما استنكر جان لوك ميلانشون زعيم حزب فرنسا الأبية (يسار راديكالي) الذي يتهمه خصومه بتأجيج الكراهية ضد اليهود "جريمة غير مقبولة".
وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية في التاسع من أغسطس (آب) الجاري أن الأعمال المعادية للسامية تضاعفت نحو ثلاث مرات في البلاد خلال النصف الأول من 2024 مع تسجيل "887 واقعة" في مقابل 304 خلال الفترة نفسها من 2023.
وكانت معاداة السامية أحد المواضيع الرئيسة خلال الحملة الانتخابية الأوروبية وحملة الانتخابات التشريعية في فرنسا التي شهدت جدلاً في شأن مواقف اليسار الراديكالي واليمين المتطرف.