Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أطفال الحرب في غزة: نسينا معنى اللهو

يبيعون العصائر وأحجار القبور بعد أن باتوا مجبرين على العمل وسط الدمار والقهر لتأمين الحاجات الأساسية

"بالكاد نستطيع كسب شيكلين أو ثلاثة لا تكفي لشراء البسكويت، ونحلم بأشياء كثيرة لا نستطيع الحصول عليها" (أ ف ب)

ملخص

تقول المنظمات الإنسانية إن معدل سوء التغذية الحاد ارتفع بين الأطفال بنسبة 300 في المئة شمال غزة و150 في المئة في الجنوب. وبحسب تلك المنظمات فإن 41 في المئة من العائلات تعتني اليوم بطفل أو أكثر من الأطفال الذين لا تربطها بهم صلة.

يضطر أطفال قطاع غزة إلى العمل في ظروف تشتد صعوبة يوماً بعد يوم مع استمرار الحرب، فيتجول بعضهم يبيعون العصائر وأكواب القهوة فيما يكسر آخرون الحجارة بعدما غرق الجميع في الفقر، وفق تقديرات البنك الدولي.

في السابعة من صباح كل يوم، يخرج أحمد بربخ البالغ من العمر 12 سنة ويتجول بين أنقاض المنازل التي دمرها القصف في خان يونس جنوب قطاع غزة.

حجارة للعائلات الثكلى

يقول أحمد "نجمع الحجارة من المنازل المهدمة ثم نفتتها ونبيع الدلو مقابل شيكل، ويضيف الطفل الذي لونت شمس قطاع غزة الحارقة وجهه وتركت الحجارة آثار جروح على يديه، إنه يبيع تلك الحجارة للعائلات الثكلى "لبناء القبور".

لكنه يبدو غير راضٍ عن المردود المادي من عمله المضني هذا، ويقول "بالكاد نستطيع أن نحصل على شيكلين أو ثلاثة شواكل لا تكفي لشراء البسكويت. نحلم بأشياء كثيرة لكننا لا نستطيع الحصول عليها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 إثر هجوم غير مسبوق لـحركة "حماس" على إسرائيل تسبب بمقتل 1199 شخصاً، معظمهم مدنيون، وفق تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

وخُطف خلال الهجوم 251 شخصاً، لا يزال 104 منهم محتجزين في غزة، بينهم 34 أعلن الجيش وفاتهم.

وأسفر القصف والعمليات البرية الإسرائيلية على قطاع غزة رداً على هجوم "حماس" عن مقتل ما لا يقل عن 40476 شخصاً، وفقاً لوزارة الصحة التابعة للحركة.

في ظل البؤس

وقطاع غزة من أكثر مناطق العالم اكتظاظاً بالسكان وكذلك من أفقرها، وتقول الأمم المتحدة إن ثلثي السكان كانوا يعيشون في الفقر قبل الحرب وإن 45 في المئة من القادرين على العمل كانوا بلا عمل.

كما أن نحو نصف سكان غزة هم دون سن الـ18، وفي حين يحظر القانون الفلسطيني رسمياً عمل من هم دون سن الـ15، كان كثير من الأطفال يعملون في قطاعي الزراعة والبناء، وسط تزايد البؤس جراء الحصار المستمر منذ 17 عاماً.

ومنذ اندلاع الحرب، أدى الدمار الواسع فضلاً عن النزوح المستمر تنفيذاً لأوامر الجيش بالإخلاء المتكرر لسكان غزة الذين يحاولون البقاء في مأمن من الضربات الإسرائيلية، إلى فقدان مئات الآلاف وظائفهم، وتدمير أو تضرر أكثر من 60 في المئة من المباني، مع الانقطاع الدائم للماء والكهرباء.

يتنقل خميس القدرة (16 سنة) وشقيقه الأصغر سامي (13 سنة) في الشوارع بين حطام المنازل وأزقة مخيمات النزوح لبيع العصير.

 

 

يقول خميس "أصابتنا ضربة شمس، ومن كثرة الركام في الشوارع دخلت في قدم أخي شظية تسببت له بالتهاب"، مضيفاً أن شقيقه عانى الحمى و"ظهرت على جسمه حبوب، وحتى الآن يعاني لعدم توافر أدوية لعلاجه".

ولا يتوقف عمال الإغاثة عن التحذير من أخطار انهيار النظام الصحي الذي كان يعاني قبل الحرب ولم يعُد قادراً على التعامل مع العدد الهائل من الجرحى وضحايا سوء التغذية المتزايد حدة بين الأطفال خصوصاً.

وتقول المنظمات الإنسانية إن معدل سوء التغذية الحاد ارتفع بين الأطفال بنسبة 300 في المئة شمال غزة و150 في المئة في الجنوب.

وبحسب تلك المنظمات فإن 41 في المئة من العائلات تعتني اليوم بطفل أو أكثر من الأطفال الذين لا تربطها بهم صلة.

كل ما يتمنونه

يشرح خميس كيف تشتتت عائلته بسبب الحرب بقوله "خسرنا منزلنا، ومن بعدها خيمتنا ونزحنا تسع مرات".

ويوضح الشاب "دفعنا 300 شيكل (81.49 دولار) لنقل حاجاتنا قبل أن نستقر في مواصي خان يونس قرب شاطئ البحر".

ودفعت الحرب جميع أفراد العائلة إلى العمل لإعالة الأسرة، لكن خميس يقول إنهم أحياناً لا يستطيعون شراء "كيلوغرام من الطماطم سعره 25 شيكلاً".

 

 

أما معتصم زيدان (13 سنة) الذي نزح إلى مواصي خان يونس ويجلس في الشارع ليبيع القهوة وأحياناً الزعتر والفستق أو السمن، فيقول إنه ينجح أحياناً في جمع "30 شيكلاً لكنها لا تكفي لطعامنا وخبزنا فالأسعار مرتفعة جداً ولا تلبي الحاجات الأساسية".

ويضيف أنه يشعر بالقهر من هذه المعاناة، "أقضي ساعات تحت حرارة الشمس لجمع بعض المال الذي نصرفه في دقيقة واحدة. خرجنا من منازلنا بما علينا، واليوم نستلف من الجيران صحناً وملعقة، هذا ليس سهلاً، حتى الماء لا نحصل عليه بسهولة".

ويردف أنه "في بعض الأيام لا أستطيع جني 10 شواكل على رغم مناداتي على بضاعتي بلا كلل". وهذا المبلغ لا يكفي لشراء أي شيء مع ارتفاع الأسعار على نحو جنوني، لا سيما غاز الطهي والبنزين في ظل الحرب.

ويقول معتصم "نحن لا نفكر إلا بحاجاتنا الأساسية، نسينا معنى أن نلهو وأن نصرف لكي نتسلى. كل ما أتمناه هو العودة لمنزلنا وحياتنا القديمة".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات