ملخص
تعد مقاطعة فولتون التي تضم معظم أجزاء مدينة أتلانتا، ديمقراطية التوجه بنسبة أكبر بكثير من بقية جورجيا. وبعد انتخابات 2020، تحدث ترمب من دون أن يقدم دليلاً، عن وقوع عمليات تزوير في فولتون أدت إلى خسارته جورجيا وأصواتها الـ16 في المجمع الانتخابي الأميركي.
تحتاج الديمقراطية كامالا هاريس إلى استقطاب الناخبين الشباب السود مثل جوليان روبرتس، إذا أرادت تحقيق الفوز في جورجيا، إحدى أبرز الولايات الحاسمة في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وحيث صب الجمهوري دونالد ترمب كل جهوده في محاولته قلب هزيمته في انتخابات عام 2020.
قواعد انتخابية
واقترعت الولاية لمصلحة الجمهوريين في انتخابات 2016، لكن الديمقراطيين ومرشحهم جو بايدن انتزعوا الفوز فيها بعد أربعة أعوام، وتفوقوا على ترمب بنحو 12 ألف صوت فحسب، في عملية اقتراع أدى إقبال السود والشبان على الإدلاء بأصواتهم دوراً حاسماً فيها.
إلا أن هاريس تخشى ألا تتمكن من تكرار هذا التفوق خصوصاً في ظل قواعد انتخابية جديدة يرى فريقها أنها تهدف إلى وضع العراقيل أمام المتحدرين من أصول أفريقية.
وكان الناخبون الشبان مثل روبرتس (19 سنة) يبتعدون شيئاً فشيئاً عن بايدن، وأكد الطالب الجامعي أنه كان يفكر في التصويت لخيار ثالث غير الديمقراطيين والجمهوريين، إلا أن انسحاب الرئيس الحالي من السباق الرئاسي وتسمية الديمقراطيين، للمرة الأولى، مرشحة سوداء، غير الدينامية الانتخابية بالكامل. وقال روبرتس إن ترشيح هاريس "مصدر إلهام كبير".
"تبدل فعلي"
وأثار ترشيح هاريس التي تصغر كلاً من بايدن وترمب بنحو عقدين، "تبدلاً فعلياً" في مزاج الناخبين، وفق ما أكد مارتشيلو سكوت، الطالب في كلية "مورهاوس" الجامعية المعروفة تاريخياً بأنها مؤسسة تعليمية للسود.
وأوضح ابن الـ21 عاماً "زدنا من نشاطنا فوراً وألقينا بكل ثقلنا لدعمها"، مشيراً إلى أنه ساعد في الآونة الأخيرة الناخبين من الطلاب على تسجيل أسمائهم، ويخطط لتنظيم عمليات نقل إلى مراكز الاقتراع يوم الانتخابات.
لكن من المبكر تبيان ما إذا كان ذلك سيؤدي إلى تغيير في الاهتمام المتراجع بالانتخابات لدى الناخبين السود.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ميل السود
ويميل الناخبون السود تاريخياً بصورة كبيرة إلى الديمقراطيين، وتحتاج هاريس إلى أن يشاركوا بكثافة في انتخابات الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل وليس في جورجيا حصراً.
وفي أبريل (نيسان) الماضي حين كان بايدن لا يزال مرشح الديمقراطيين أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة "واشنطن بوست" ومركز "إيبسوس" أن نسبة السود الذين أكدوا بصورة قاطعة أنهم سيدلون بأصواتهم تراجعت من 74 في المئة قبل انتخابات 2020 إلى 62 في المئة. لكن استطلاعات الآونة الأخيرة تظهر أن ترشيح هاريس بدلاً من بايدن أدى إلى زيادة هذه النسبة.
إلا أن موندايل روبنسون، مؤسس "مشروع الناخب الذكر الأسود" الهادف إلى زيادة عدد الرجال السود الذين يشاركون دورياً في الانتخابات، حذر من "نقص في الحماسة من أشخاص قد لا يشاركون في عملية الاقتراع". وأشار روبنسون، وهو رئيس بلدية إنفيلد في ولاية كارولاينا الشمالية، إلى أن بعض الذكور السود "لا يرون أنهم معنيون بالانتخابات أو السياسيين"، وسيكون لزاماً على هاريس أن تكسب ثقتهم.
المعسكر المقابل
في المعسكر المقابل، سعى ترمب إلى تعزيز موقعه لدى الناخبين السود خصوصاً الرجال، بالتركيز على الاقتصاد والهجرة مثل إشارته إلى أن المهاجرين يستولون على "وظائف السود".
وأكدت المرشحة السابقة لحاكمية الولاية الجمهورية كاثرين ديفيس أن ترمب "يحظى بتأييد هائل"، مشيرة إلى أن سياسات الرئيس السابق "أفادت المجتمع الأسود" من دون منة.
وتعد مقاطعة فولتون التي تضم معظم أجزاء مدينة أتلانتا، ديمقراطية التوجه بنسبة أكبر بكثير من بقية جورجيا. وبعد انتخابات 2020 تحدث ترمب من دون أن يقدم دليلاً، عن وقوع عمليات تزوير في فولتون أدت إلى خسارته جورجيا وأصواتها الـ16 في المجمع الانتخابي الأميركي.
وهذا الشهر، صوت المجلس الانتخابي في جورجيا، وهو جمهوري التوجه، لمصلحة الطلب من مدعي عام الولاية إعادة التحقيق في طريقة تعامل سلطات المقاطعة مع اقتراع عام 2020. والأسبوع الماضي أقر المجلس إجراءات تعطي المسؤولين المحليين صلاحيات أوسع لمعارضة المصادقة على نتائج الاقتراع.
البريد
ويرى منتقدو القواعد الجديدة التي تشمل توفير نسخة عن الهوية للتصويت عبر البريد، أنها تحد من توفر صناديق الاقتراع عبر البريد للناخبين السود.
وقالت واندا موسلي من صندوق "الناخبون السود مهمون"، "رأينا تبدلاً ملحوظاً في الإفادة من التصويت المبكر والتصويت عبر البريد خلال الجائحة، خصوصاً في مجتمعات السود وذوي البشرة الملونة"، معتبرة أن تغيير القواعد الانتخابية قد يؤدي إلى اختلاط الأمر على من يعتزمون مواصلة القيام بذلك.