ملخص
تشهد المنازلة بين ترمب وهاريس في ولاية جورجيا تقارباً كبيراً وقد تكون نتيجة هذه الولاية حاسمة في تحديد مصير سيد البيت الأبيض المقبل.
ولاية جورجيا واحدة من الولايات المتأرجحة التي لا تبدو النتيجة فيها أكيدة حتى الآن، فالولاية التي صوتت على الدوام للجمهوريين خلال الانتخابات الرئاسية منذ 1996، شكلت عام 2020 مفاجأة بانتخابها الديمقراطي جو بايدن.
وفيما يتنافس الحزبان لكسب أصوات الولاية تبرز فيها مقاطعتان، فولتون كمعقل للديمقراطيين ورابون معقل المحافظين. وفي ما يأتي أشياء يجب معرفتها عن كل من المقاطعتين.
فولتون معقل الديمقراطيين
في فولتون التي تتكون أساساً من المدينة الرئيسة وعاصمة الولاية أتلانتا وجزء من ضواحيها، فاز جو بايدن بنسبة 73 في المئة من الأصوات قبل أربعة أعوام.
مع 1.1 مليون نسمة، تعد مقاطعة فولتون الأكثر سكاناً في جورجيا وتمثل نحو 10 في المئة من سكان "ولاية بيتش". وتشهد منطقة فولتون نمواً ديموغرافياً سريعاً إذ بلغ عدد سكانها الجدد 17400 نسمة بين أبريل (نيسان) 2023 وأبريل 2024، بحسب الأرقام الرسمية.
ونحو 43 في المئة من سكان المقاطعة هم من السود أو الأميركيين من أصول أفريقية، و39 في المئة من البيض ونحو ثمانية في المئة من أصول آسيوية، بحسب إحصاء عام 2020.
وتقع المقاطعة التي تحمل اسم روبرت فولتون الذي يعد أحد رواد السفن التي تعمل بالطاقة البخارية، في وسط أحد أهم المراكز الاقتصادية في جنوب شرقي الولايات المتحدة، وهي منطقة أتلانتا الحضرية. وتعد مقراً لشركات عالمية كبيرة بينها "كوكا كولا" المشهورة بمشروبها الغازي الذي اخترعت تركيبته في جورجيا خلال القرن الـ19.
كما يوجد في المقاطعة مقر شركة الطيران "دلتا إيرلاينز" التي تعمل خصوصاً من مطار أتلانتا المجاور، الذي كان الأكثر ازدحاماً في العالم عام 2023 مع 104 ملايين مسافر بحسب مجلس المطارات الدولي.
وشهدت فولتون مشكلات تصويت عام 2020 مع ظهور صفوف انتظار طويلة أو بطاقات اقتراع عبر المراسلة لم تسلم إلى الأشخاص المعنيين خلال الانتخابات التمهيدية.
وتؤثر هذه القضايا خصوصاً على السكان السود. وتوضح واندا موسلي المسؤولة في "Black Voters Matter Fund"، وهي منظمة تسعى إلى تحسين مشاركة السود في العملية الانتخابية، "تاريخياً، كان وقت الانتظار للتصويت في أحياء السود أطول".
وتؤكد أيضاً أن هناك عدداً أقل من المرشحين للعمل كمستشارين منذ الانتخابات الرئاسية الأخيرة، حين تم تهديد ومضايقة اثنين من موظفي انتخابات المقاطعة استهدفتهما اتهامات كاذبة بتزوير الانتخابات.
وفي مقاطعة فولتون، وجهت تهم إلى المرشح الجمهوري الحالي للانتخابات الرئاسية دونالد ترمب العام الماضي بالقيام بمحاولات غير قانونية لإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020 في جورجيا، بموجب قانون الولاية في شأن مخالفات ضمن عصابات منظمة الذي ينص على عقوبات قصوى بالسجن لمدة 20 عاماً.
وخلال يناير (كانون الثاني) 2021، اتصل الرئيس السابق بمسؤول محلي كبير لكي يطلب منه "إيجاد" نحو 12 ألف بطاقة اقتراع باسمه والتي كانت تنقصه للفوز بهذه الولاية.
ولم يتمكن ترمب أول جمهوري يخسر جورجيا منذ 1992 أبداً من تقديم أدلة على تزوير انتخابي على رغم عمليات إعادة فرز الأصوات وتقديم طعون قانونية.
وللمرة الثانية على التوالي، قررت مقاطعة فولتون وضع إجراء الانتخابات الرئاسية خلال نوفمبر (كانون الثاني) تحت إشراف هيئة مستقلة، تكون مكلفة ضمان امتثال المقاطعة للقواعد الانتخابية الحالية وستنشر تقريراً قبل نهاية العام.
وخلال عام 2020 كانت هناك شبهات في شأن فرز بطاقات الاقتراع مرتين من طريق مسحها ضوئياً. لكن المراقب المستقل المكلف الإشراف على الانتخابات لم يجد أي دليل على حدوث تزوير أو اختلاس، على رغم تأكيده أن العملية الانتخابية أسيء إدارتها من قبل سلطات المقاطعة، بحسب الصحافة الأميركية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
رابون معقل الجمهوريين
يفوز دونالد ترمب بسهولة في المناطق التي يتولى فيها المسيحيون الإنجيليون السلطة. ومقاطعة رابون في ولاية جورجيا الواقعة في الطرف الجنوبي من جبال الآبالاش، هي واحدة من تلك المناطق ذات الميول الجمهورية الرئيسة في ولاية متأرجحة.
لرابون نمط ثابت، فلأكثر من 40 عاماً صوتت المقاطعة لمصلحة المرشح الجمهوري في الانتخابات الرئاسية. وسجل ترمب أرقاماً قياسية هناك تجاوزت 78 في المئة من الأصوات خلال انتخابات عامي 2016 و2020.
وكانت آخر مرة صوتت فيها هذه المقاطعة الريفية للديمقراطيين عام 1980، لمصلحة جيمي كارتر، وحينها غمر اللون الأزرق جورجيا كلها وهو لون اليسار الأميركي، دعماً لكارتر الذي يتحدر من الولاية.
وتنتشر الكنائس في كل مكان داخل المقاطعة على جانب الطريق، في القرى أو في وسط الغابة، ونحو نصف عدد سكان رابون إنجيليون وفقاً للأكاديمية الأميركية للدين التي تسجل عدد الأعضاء في كل رعية.
ومعظم أماكن العبادة هي كنائس معمدانية بينما ينتمي أكثر من ستة آلاف شخص إلى جماعة مسيحية إنجيلية رئيسة، هي المؤتمر المعمداني الجنوبي، الذي يضم أكثر من 13 مليون عضو في الولايات المتحدة. وتعد المقاطعة واحدة من أكثر المقاطعات تديناً في "حزام الكتاب المقدس"، الذي يمتد من الساحل الجنوبي الشرقي إلى تكساس. ويعارض غالب السكان الإجهاض، القضية الجدلية والأساس في الانتخابات الأميركية.
إن هرم الأعمار في المقاطعة معكوس، إذ يبلغ ذروته بين 60 و74 عاماً، وفقاً لبيانات الحكومة. ويبلغ متوسط العمر 49.4 عام، وهو أعلى بكثير من 37.6 عام لولاية جورجيا. ويشكل كبار السن والبيض جزءاً كبيراً من السكان. وقبل 20 عاماً كان هؤلاء يمثلون كل السكان تقريباً، لكن عدد المتحدرين من أصل لاتيني تضاعف.
ولسبب وجيه تعد رابون واحدة من أكثر الأماكن عزلة في الولاية، إذ تبعد ساعتين من مدينة كبيرة هي أشفيل، كارولاينا الجنوبية إلى الشمال وأتلانتا إلى الجنوب. وأكبر مدينة في رابون هي كلايتون ويبلغ عدد سكانها 2000 نسمة فقط فيما تحتل المقاطعة المرتبة 102 في قائمة أكثر المناطق اكتظاظاً بالسكان في جورجيا (من أصل 159).
ومع وجود البحيرات والأنهار والشلالات المهيبة والمناطق المحمية فإن الطبيعة الخلابة موجودة في كل مكان وتسعد الزوار، الذين يأتون للاستمتاع بهواء الصيف وألوان الخريف الرائعة، ويتزايد عدد الزوار بانتظام.
وفي رابون، يعمل أكثر من 60 في المئة من العمال لدى شركات خاصة ونسبة كبيرة منهم يعملون في التجارة المحلية والمطاعم والفنادق، وفقاً لبيانات حكومية.
وتشهد المنازل الثانوية ازدهاراً كبيراً، إذ تدير عديد من وكالات العقارات وشركات البناء منازل على ضفاف البحيرة أو في الجبال.